"وحشتني عدد نجوم السما وحشتني عدد كلام الهوا وحشتني"، إنها كلمات واحدة من أنجح أغنيات المطربة سعاد محمد واحدة من مطربات الزمن الجميل التي تميزت بقدراتها الصوتية المميزة، واكتفت بالغناء في الإذاعة وفي رصيدها الفني فيلمين سينمائيين فقط، تعرف على مسيرتها الفنية في السطور التالية.
حياة سعاد محمد ونشأتها
سعاد محمد المصري هي مطربة مصرية ولدت في منطقة تلة الخياط في العاصمة اللبنانية بيروت في 2 فبراير عام 1926 لأب مصري هاجر من بلدته أبو تيج في محافظة أسيوط، وأم لبنانية.
بدأت سعاد غناء الموشحات في إذاعة دمشق، حيث كانت تعيش وقتها هناك مع أسرتها، ثم سافرت إلى مدينة حلب ووقتها تم وصفها بأنها أجمل صوت نسائي، انتقلت بعد ذلك إلى القاهرة بعد شهرتها الكبيرة في سوريا لتبدأ مسيرتها الفنية الحقيقية.
تزوجت الفنانة سعاد 3 مرات المرة الأولى من مكتشفها الأديب الصحفي والشاعر المصري محمد علي فتوح وأنجبت منه 6 أبناء، وهم فؤاد، وجواد، ونهاد، وحماد، ورشاد، وإياد الذي توفي في شهر أكتوبر 2021.
كان للشاعر محمد علي فتوح دور كبير في مسيرتها الفنية، حيث ساعدها كثيرًا، فكان كاتبًا مخضرمًا يكتب في الفن لعدد من المجلات الشهرة، كما كان شاعرًا غنائيًا كتب للعديد من عمالقة الطرب ومنهم الفنان محمد عبد الوهاب.
تزوجت سعاد منه وهي في سن الصبا وانطلقت معه مسيرتها الفنية، حيث كتب لها ما يقرب من 140 أغنية، وتزوج قبل زواجه منها وأنجب عدة أبناء، وهم عماد، وجهاد، ورفيف، وزياد، وبديع، وكان يكبرها بعدة سنوات.
انفصلت سعاد عنه بعد ذلك، وتزوجت من المهندس محمد بيبرس، وأنجبت منه 4 أبناء، وهم أشرف، وإيمان، ودولت، وأكرم، وعاش أبناؤها العشرة معًا، وكانت علاقتهم جيدة بأبناء زوجها الأول.
كانت الفنانة سعادة على علاقة جيدة مع ابن زوجها الأول عماد فتوح الذي حفظ تاريخها وجمع معظم تراثها الفني.
بعد انفصالها عن زوجها الثاني تزوجت سعاد للمرة الثالثة والأخيرة من رجل لبناني اسمه أسعد، ولم ترزق منه بأطفال ثم تم الطلاق في النهاية.
منعها من دخول مصر
في نهاية الخمسينيات تم منعها من دخول مصر بعد أن اتهمت بتهريب مجوهرات من مصر إلى لبنان، وعلى الرغم من أنها كانت مجوهراتها الشخصية التي أحضرتها معها عند قدومها من لبنان إلى مصر.
جاء قرار المنع لأنها لم تصرح بأنها ستأخذ هذه المجوهرات معها عند دخولها مصر، وألغي قرار المنع عام 1960.
وفاتها
توفيت الفنانة سعاد في منزلها في القاهرة في 4 يوليو عام 2011 عن عمر 85 عامًا بسبب مرض قلبي وعائي، حيث عانت من أزمة قلبية حادة ومفاجئة، وماتت وحيدة في منزلها.
عانت الفنانة سعاد من مرض القلب، وأجرت جراحة خطيرة في قلبها وهي صغيرة، كما أجرت جراحة ثانية في الرأس وخرجت منهما بصحة جيدة.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة سعاد محمد مشوارها الفني في مدينة دمشق في سوريا، حيث بدأت بغناء الموشحات في إذاعة دمشق، ثم سافرت إلى حب المعروفة بأنها مدينة الطرب، وحازت على إعجاب المستعمين هناك، ووصفت بأنها أجمل صوت نسائي.
تعهد بها الملحن محمد محسن ونصحها بالسفر إلى القاهرة، وبالفعل سافرت إلى القاهرة، وقابلته زوجها الشاعر والصحفي محمد علي فتوح الذي ساعدها كثيرًا في مسيرتها الفنية وكتب لها العديد من الأغنيات الناجحة.
قدمت سعاد طوال مسيرتها الفنية أكثر من 3 آلاف أغنية في الإذاعة السورية والمصرية وعدة إذاعات عربية، وقدمت العديد من الأغاني الناجحة التي لاقت صدى كبيرًا.
من أشهر أغانيها "قد كفاني" من ألحان الفنان الليبي علي ماهر، وأغنية "أوعدك"، و"وحشتني"، و"كم ناشد المختار ربه"، و"يا رسول الله"، ويا محمد"، و"رويدكم رويدكم" وكلها أغاني فيلم "الشيماء".
قدمت كذلك أغنيات "يا رب "، "يا حبيبتي يا غالية"، "من غير حب"، و"مظلومة"، و"بقى أنت كده"، و"يا بخت المرتاحين"، و"انتظار" من كلمات إبراهيم ناجي، وألحان الموسيقار رياض السنباطي، و"هو صحيح الهوى غلاب"، وغيرها من الأغنيات الناجحة.
شاركت سعاد أيضًا في غناء أوبريت "وطني" لدولة الكويت والذي حمل اسم "هي الكويت موطني" بجانب المطرب صالح الحريبي، ومحمد حسن، وفرقة أولاد عامر.
طوال مسيرتها الفنية اكتشفت الفنانة سعاد من الغناء في الإذاعة، حيث قدمت أغنيات فردية وغنت في برامج إذاعية أيضًا.
كانت المطربة سعاد هي المطربة المفضلة للرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان يطرب لصوتها رغم وجود عمالقة الطرب وقتها مثل أم كلثوم وعبد الوهاب، وقالت ابنتها إن السادات طلب من المسرح ألا يتم إسدال الستار عنها لأنه معجب بصوتها.
كانت سعاد تحب السادات أيضًا وحزنت كثيرًا عقب سماعها نبأ اغتياله، وقد عادت من لندن إلى مصر خصيصًا لحضور جنازته.
بجانب السادات ربطتها علاقة جيدة بالرئيس حسني مبارك، والرئيس الليبي معمر القذافي، وملك المغرب الحسن الثاني، والملك عبد الله ملك الأردن.
سعاد محمد في السينما
لم تشارك الفنانة سعاد كممثلة في السينما إلا في فيلمين فقط، أولها فيلم "فتاة من فلسطين" عام 1984 من إخراج وبطولة محمود ذو الفقار، وشارك في بطولته سعاد، بجانب حسن فايق، وزينب صدقي، ووفاء عادل، وصلاح نظمي، وغيرهم.
يتحدث الفيلم عن ضابط طيار مصري يدافع عن الأراضي الفلسطينية وتسقط طائرته في قرية فلسطينية، وتعثر عليه سلمى مصابًا في قدمه، فتستضيفه في منزلها وتعالجه، ليعرف فيما بعد أن منزلها مركز للفدائيين، فيقع في حبها.
الفيلم الثاني الذي شاركت في التمثيل فيه هو فيلم "أنا وحدي" عام 1952 من إخراج هنري بركات، وبطولتها بجانب ماجدة، ومنى، وميمي شكيب، وعبد الرحيم الزرقاني، وعمر الحريري، وغيرهم.
كانت مشاركاتها السينمائية التالية غنائها أغاني الأفلام السينمائية، فقد غنت أغنية فيلم "شهيدة الحب الإلهي"، عام 1962، وفيلم "بمبة كشر" عام 1974 التي ظهرت فيه كمطربة، وفيلم "الشيماء" عام 1972 وقدمت عدة أغنيات دينية من أجل الفيلم.
شاركت أيضًا في تقديم الأداء الصوتي لفيلم "رابعة العدوية" عام 1963، وشاركت في الغناء في البرنامج الإذاعي "في نور الأسماء الحسنى".
