يعد ستيفن هوكينغ أحد أهم علماء الفيزياء في التاريخ المعاصر ورغم مرضه المبكر في سن الـ21 عاما وتوقعات الأطباء بوفاته خلال عامين.
لكنStephen Hawking تحدى المرض الذي أصابه بعدم القدرة على الحركة أو التحدث ليقدم نظريات علمية ما زالت تلهم دارسي الفيزياء وعلوم الكونيات حتى الآن، وبدلا من الوفاة في ريعان الشباب مثلما توقعوا عاش 76 عاما، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
ولد العالم البريطاني ستيفن ويليام هوكينج في 8 يناير من عام 1942، وله مؤلفات شهيرة في علم الكونيات والفيزياء وحصل على عدد كبير من الجوائز رغم إصابته في شبابه بمرض التصلب الجانبي الضموري.
ميلاده ونشأته
ولد ستيفن هوكينغ في عائلة أكاديمية حيث درست والدته في جامعة أوكسفورد خلال ثلاثينيات القرن الماضي، كما درس والده في أوكسفورد أيضا وعمل باحثا طبيا وتخصص في الأمراض الاستوائية.
أصيب ستيفن هوكينغ بمرض التصلب الجانبي الضموري عندما كان عمره 21 عاما وتوقع الأطباء وفاته بعد عامين فقط، حيث بدأت متاعبه الصحية خلال دراسته في جامعة أكسفورد.
كيف ساعده المرض في التفوق الدراسي؟
قبل أن يعلم بمرضه كان هوكينغ لا يركز على دروسه، وبعد معرفته بطبيعة مرضه اهتم بالدراسة والأبحاث العلمية، حتى ساعده مبرمج كمبيوتر في كاليفورنيا، حيث طور برنامج تحدث يمكن أن يوجه بحركة الرأس أو العينين، وساعد هذا الاختراع هوكينغ في اختيار كلمات على شاشة حاسوب يحولها إلى جهاز ينطق هذه الكلمات.
مسيرة ستيفن هوكينج العلمية
تخرج ستيفن هوكينج في عام 1962، بشهادة في العلوم الطبيعية واستكمل الدراسة في جامعة كامبريدج للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الكونيات، وفي 1968، أصبح عضوًا في معهد علم الفلك بالجامعة، وألف كتابه الأول عام 1973، باسم "البنية الواسعة النطاق للزمكان"، ثم عاد إلى "كامبريدج" في 1979، ليقوم بالتدريس ضمن "الكرسي اللوكاسي في الرياضيات".
وكان عام 1974 بمثابة نقطة التحول في مسيرة ستيفن هوكينج حينما أثبت أن الثقوب السوداء ليست هي تلك الفراغات الخالية من المعلومات، كما كان يعتقد العلماء، حيث أكد أن المادة الكائنة على شكل أشعة يمكنها التخلص من القوى الجاذبة لنجم متداعي.
وعمل ستيفن هوكينج مع روجر بينروز عالم الكونيات الشاب، وأعلن هوكينج عن نظريته في الأشعة، وحصل على لقب الزمالة للجمعية الملكية في سن 32 عاما وحصل بعدها على جائزة ألبرت آينشتاين الفخرية، وبدأ التدريس في معهد كالتك في كاليفورنيا، بجانب كليتي غونفيل وكايوس في كامبريدج.
وفي عام 2011 شارك ستيفن هوكينغ في اختبار جهاز جديد يلف على الرأس "أي برين"، ويعمل الجهاز على قراءة أفكار من يرتديه عبر التقاط أمواج إشارات الدماغ الكهربائية.
وفي عام 2015، أعلن هوكينج إطلاق مشرع تحت اسم "سمع خارق" بتمويل من رجل الأعمال الروسي يوري ميلنر، وذلك لتوفير المصادر لاكتشاف حياة خارج كوكب الأرض، كما ساهم في مناقشة نظريات جديدة حول الثقوب السوداء.
مؤلفات ستيفن هوكينج
كتب هوكينج وشارك في تأليف 15 كتابا، من أشهرها تاريخ موجز للزمن، وكتب أخرى عن علم الكونيات والفضاء والزمن، ووجود الإله والمستقبل، وكتاب الكون باختصار.
ماذا قال ستيفن هوكينغ عن الله؟
في عام 2010، عارض هوكينغ الفكرة القائلة بخلق الله للكون في كتابه التصميم العظيم، كما عارض الاعتقاد بوجود خالق يمكنه التلاؤم مع النظريات العلمية الحديثة، حيث يرى أن الانفجار الأعظم كان النتيجة الحتمية لقوانين الفيزياء ولا شيء أكثر من ذلك.
وقال هوكينغ: "بسبب وجود قانون مثل قانون الجاذبية، فسيخلق الكون نفسه من العدم وبإمكانه ذلك، والخلق التلقائي هو سبب وجود شيء من عدم وجوه، ولم يوجد الكون، ولم نحن موجودون".
وكان "التصميم العظيم" هو عمل هوكينغ الأكبر، حيث تحدى اعتقاد إسحق نيوتن بأن الكون ينبغي أن يكون من تصميم الله، لمجرد أنه لا يمكن أن يخلق من الفوضى.
كان ستيفن هوكينغ يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، لكن المرض لم يمنعه من أن يكون أحد أكبر علماء الفيزياء المعاصرين رغم توقعات الأطباء بوفاته بعد عامين من إصابته بالمرض.
ويعتبر التصلب الجانبي الضموري هو مرض عصبي انتكاسي يصيب الخلايا العصبية الحركية عند الشخص البالغ، ويؤدي المرض إلى تحطيم الخلايا العصبية وشلل العضلات، حيث لا يتمكن المصابون من تحريك أجسامهم بجانب المعاناة من صعوبة البلع وضعف القدرة على التكلم والتنفس، وفقا لمصادر علمية.
لكن يحافظ المرضى على درجات الوعي والذكاء، ويموت 50% من المرضى بعد إصابتهم بالمرض لكن ستيفن هوكينج كان حالة خاصة.
ويظهر المرض بصورة مفاجأة عند المريض، بينما يظهر وراثياً عند نحو 10% من المرضى، ولا يمكن علاج المرض نهائياً، ولكن يمكن تقليل أعراضه من خلال بعض الأدوية.
كيف يعمل كرسي ستيفن هوكينغ؟
استخدم ستيفن هوكينج عددا من الأجهزة الإلكترونية ليقوم بتدريس المحاضرات والتواصل مع الناس لعدم قدرته على النطق بالطريقة المعتادة، وذلك من خلال كرسي متحرك مزود بالعديد من الأجهزة الإلكترونية المتطورة.
وكان هوكينج يستخدم جهاز توليد الكلام أو مساعد التواصل الصوتي، حيث قابل مؤسس شركة "إنتل"، غوردون مور، عام 1997، ولاحظ مور وجود معالج AMD في حاسوب هوكينج الذي كان يستخدمه للتواصل، وعرض عليه استخدام حاسوب حقيقي من "إنتل"، وأصبحت الشركة تزود ستيفن هوكينج بحواسب معدلة ومنتجة خصيصاً له، تستبدل كل عامين، ليتناسب مع الضعف المتزايد في عضلات هوكينج.
تزوج ستيفن هوكينغ مرتين، الأولى كانت من جين وايلد، عندما كان يدرس الدراسات العليا، واستمر الزواج لمدة 30 عاماً، قبل الطلاق في عام 1995، ثم تزوج مرة ثانية من إيلين مايسون لمدة 11 عاماً، وهي إحدى ممرضاته السابقات وانفصلا ليعود إلى زوجته الأولى حتى وفاته.
وتعتبر جين وايلد مؤلفة وكاتبة وروائية بريطانية الجنسية، ودرست اللغات المتعددة والتعليم التربوي، وحصلت على شهادة الدكتوراه في جامعة يستفيلد في الشعر الإسباني بالقرون الوسطى.
حطم كتاب ستيفن هوكينغ "تاريخ موجز للزمن" الرقم القياسي في بقائه أطول مدة متصدرًا عرش قائمة الكتب الأكثر مبيعًا لمدة تصل 237 أسبوعًا ما يعادل 5 سنوات، وساهم الكتاب في زيادة ثروته لنحو 20 مليون دولار.
كيف مات ستيفن هوكينج؟
توفي ستيفن هوكينغ يوم 14 مارس 2018 عن عمر يناهز 76 عاما، متأثرا بمرضه، وقال أبناؤه لوسي، وروبرت، وتيم في بيان: "نشعر بحزن بالغ لأن والدنا الحبيب توفي اليوم، لقد كان عالماً عظيماً ورجلاً غير عادي سيبقى عمله وتراثه قائماً لسنوات عديدة ولقد ألهمت شجاعته، واستقامته، وذكاءه، وروح الدعابة الذي تحلى بها، الناس في جميع أنحاء العالم.
