الرجل المفتون بالتاريخ الذي يحب دائمًا أن يصور التاريخ في أفلامه نظرًا لأن والده شارك في الحرب العالمية الثانية، إنه المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ المخرج الذي يحب دائمًا أن يجذب اهتمام الجمهور بالماضي، وله العديد من الأفلام التاريخية والخيالية العظيمة.
ستيفن ألان سبيلبرغ هو مخرج وكاتب سيناريو، ومنتج سينمائي أمريكي من أصل يهودي ولد في 18 ديسمبر عام 1946 في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية.
كان والده مهندسًا كهربائيًا وكانت والدته عازفة بيانو، ونشأ في ضواحي هادونفيلد بولاية نيو جيرسي وسكوتسديل بولاية أريزونا، ويذكر أنه عانى من التعصب والعنصرية في مدرسته لكونه يهوديًا.
كما كانت الغيابات الطويلة لوالده بسبب عمله مصدر ألم عميق ومرارة وكل تلك الآلام صورها لاحقًا في أفلامه.
لطالما كان مفتونًا بصناعة السينما منذ أن شاهد أكبر عرض في العالم في عام 1952، وفي سن السابعة بدأ في إنتاج أفلام مغامرات مع أصدقائه وزملائه في الفصل من الممثلين.
عندما كان طفلاً، حصل على تذاكر لأفلامه المنزلية والتي تضمنت حوادث القطارات التي صورها مع مجموعة قطاره ليونيل، بينما باعت أخته الفشار.
وفي سن الحادية عشرة، صور أول فيلم قصير له، The Last Train Wreck (1957)، حيث اصطدم قطاران من الألعاب، وفي سن الثانية عشرة أنهى إنتاجه الأول مع سيناريو وممثلين لفيلم The Last Train (1959) مدتها 4 دقائق، بكاميرا والده.
بعد ذلك بعام في سن 13، فاز سبيلبرغ بجائزة عن فيلم حرب مدته 40 دقيقة بعنوان Escape to Nowhere، يستند إلى معركة في شرق أفريقيا.
في عام 1963، عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، كان إنتاجه الذي استغرق 140 دقيقة بعنوان Firelight، مبنيًا على قصة هجوم UFO، كتبتها أخته نانسي، والتي ألهمته لاحقًا لإعادة إنتاج الفيلم وبلغ ميزانيته 500 دولار.
تم عرض الفيلم في مسرح استأجره والده خصيصًا، وحقق أرباحًا قدرها دولار واحد، كما أنه صنع العديد من أفلام الحرب العالمية الثانية مستوحاة من القصص التي رواها له والده.
عندما كان شابًا، ذهب سبيلبرغ إلى الكنيس اليهودي في مرتفعات هادون، نيو جيرسي، وهي منطقة لم تكن تقبل اليهود قبل الحرب العالمية الثانية.
كما ذهب إلى المدرسة العبرية من عام 1953 إلى عام 1957، في فصول قام بتدريسها الحاخام ألبرت لويس، ولكن كطفل وجد سبيلبرغ صعوبة في التوفيق بين كونه يهوديًا أرثوذكسيًا، كما أنه شعر بالخجل أحيانًا من كونه يهوديًا.
تطلق والدا ستيفين في عام 1964، وانتقل مع والده إلى ساراتوجا، كاليفورنيا، بينما أقامت الأم وشقيقاته الثلاث في ولاية أريزونا، وأثر هذا الفصل في حياته على عمله كمخرج.
درس في مدرسة أركاديا الثانوية في فينيكس، أريزونا لمدة ثلاث سنوات، لكنه تخرج من مدرسة ساراتوجا الثانوية في عام 1965.
بمجرد وصوله إلى كاليفورنيا، لم تسمح له نتائجه المدرسية بالذهاب إلى مدارس السينما التي يريدها، حيث تقدم بطلب للالتحاق بمدرسة السينما بجامعة جنوب كاليفورنيا مرتين دون نجاح.
ثم التحق بعد ذلك بدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة ولاية كاليفورنيا في لونج بيتش، بدأت حياته المهنية عندما عاد إلى يونيفرسال ستوديوز كزميل غير مدفوع الأجر، سبعة أيام في الأسبوع وضيفًا في قسم التحرير.
بعد أن اشتهر سبيلبرغ، منحته جامعة جنوب كاليفورنيا درجة فخرية في عام 1994، وفي عام 1996 أصبح مديرًا للجامعة.
كانت أول وظيفة احترافية لستيفن سبيلبرغ على شاشة التلفزيون هي القيام بواحدة من ثلاث حلقات تجريبية من سلسلة Night Gallery الرائعة.
ترك الجامعة في عام 1968 ليدخل مسيرته المهنية كمخرج، وفي عام 1971، أخذ سبيلبرغ قصة قصيرة لريتشارد ماثيسون، وأخرج فيلمه الطويل الأول، Duel، المخصص للتلفزيون، ولكن تم إصداره لاحقًا في دور العرض في أوروبا وأستراليا واليابان.
في عام 1974، تم تكليف سبيلبرغ بصنع أول فيلم روائي طويل له، تم عرض الفيلم لأول مرة باسم The Sugarland Express، وهو يدور حول زوجين تلاحقتهما الشرطة عندما يحاول الزوجان استعادة حضانة طفلهما، ولكن لم يحقق الفيلم نجاحًا تجاريًا.
ولكنه أدرك فشله بإنتاج واحد من أهم أفلام الرعب في السينما الأمريكية وهو فيلم Jaws يحكي عن سمكة قرش عملاقة ترهب بلدة ساحلية صغيرة في الولايات المتحدة.
تمكن سبيلبرغ من جمع ميزانية قدرها اثني عشر مليون دولار وعلى الرغم من كل الصعاب، فقد حقق نجاحًا كبيرًا محققًا إيرادات بأكثر من 470 مليون دولار، وفاز الفيلم ب3 جوائز أوسكار، أفضل تحرير، أفضل صوت، أفضل موسيقى أصلية، كما تم ترشيحه لأوسكار أفضل فيلم.
وفي عام 1977 أخرج فيلم Close Encounters of the Third Kind الذي يتحدث عن كائنات فضائية سلمية تهبط على الأرض لمقابلة رجل، وترشح في هذا الفيلم لجائزة أوسكار أفضل مخرج.
وفي عام 1979 أخرج فيلم 1941 تدور أحداث الفيلم خلال الحرب العالمية الثانية يصور الفيلم بشكل مثير للسخرية حالة الهستيريا من الضحايا المرعوبين من خطر هجوم ياباني جديد على الأراضي الأمريكية، ولكن تعرض الفيلم لنقد سلبي ما دفع سبيلبرغ بعيدًا عن النوع الكوميدي لبعض الوقت.
وفي الثمانينات ابتكر شخصية إنديانا جونز وأخرج أول فيلم لهذه الشخصية Raiders of the Lost Ark عام 1981، وبعدها أخرج فيلم E. T. the Extra-Terrestrial الذي حصل على تسع جوائز أوسكار بما في ذلك أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وبعدها أنتج أفلام عالمية عالية الأرباح.
في التسعينات واصل سبيلبرغ إخراج العديد من الأفلام ذات الجودة العالية، ومنها فيلم Empire of the Sun وهو فيلم يتحدث عن الغزو الياباني لشنغهاي، وعلى الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، ولكن أشاد العديد من النقاد بهذا الفيلم.
ولعل أهم أفلامه في التسعينات هو سلسلة أفلام فيلم Jurassic Park وهو فيلم يمثل نقطة التحول في تاريخ المؤثرات البصرية، وحقق نجاح يقدر ب 900 مليون دولار.
أيضًا أنتج العديد من الأفلام التاريخية التي تدور حول الحرب، ومنها فيلم Black Hawk Down، واتبعها أيضًا مسلسلًا تلفزيونًا قصيرًا يتحدث أيضًا عن فوج مشاة المظلات 506، وحاز المسلسل على بعض جوائز غولدن غلوب، وإيمي.
وفي الألفينات أخرج أيضًا أفلام ناجحة منها فيلم Minority Report، وفيلم War of the Worlds، وبعدها بدأ يخرج أفلام الخيال العلمي، ولعل أهمها فيلم The Adventures of Tintin، وفيلم Ready Player One.
ودخلت العديد من أفلامه ضمن الأعلى دخلًا، كما نال العديد من الجوائز، حيث ترشح 11 فيلمًا من أفلامه لجائزة أوسكار أفضل فيلم.
