• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      أليكسيس ليجر

    • اسم الشهرة

      سان جون بيرس.. دبلوماسي فرنسي برتبة شاعر

    • الفئة

      شاعر

    • اللغة

      الفرنسية

    • الوفاة

      20 سبتمبر 1975

    • التعليم

      جامعي - جامعة بوردو

    • الجنسية

      فرنسا

    • بلد الإقامة

      فرنسا

السيرة الذاتية

دبلوماسي وشاعر فرنسي اشتهر بأسلوبه الفريدة وصوره الشعرية القوية، إنه الشاعر الفرنسي سان جون بيرس، الذي عاش حياة مزدوجة بين الدبلوماسية وشغفه بالأدب، فتركزت أعماله الأدبية حول تأملات فلسفية حول الوجود، والحياة والموت، واستخدم رموزًا غنية للتعبير عن أفكاره العميقة، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب، تعرف على مسيرته الأدبية وحياته في هذا المقال.

من هو سان جون بيرس؟

اسمه الحقيقي أليكسيس ليجر، واختار لنفسه اسم "سان جون بيرس" اسمًا مستعارًا، هو دبلوماسي وشاعر فرنسي ولد في 31 مايو عام 1887 في بوانت آه بيتر في جزيرة جوادلوب في فرنسا.

بدأ سان جون سيرته المهنية كدبلوماسي في وزارة الخارجية الفرنسية، وعمل في مختلف السفارات الفرنسية حول العالم، مما أثر على رؤيته الشعرية والثقافية.

عُرف بيرس بأسلوبه الشعري الغنائي الذي يجمع بين الرمزية والطبيعية والصور البصرية المكثفة، وطوال مسيرته قدم العديد من الأعمال الأدبية التي كانت سببًا في تحقيقه شهرة في فرنسا وحول العالم.

تميز أسلوب بيرس الشعر باستخدام لغة غنية، وصور بصرية قوية، وقد عُرف عنه استخدام الرموز والتشبيهات المعقدة، ويعتبر شعره تجسيدًا للحنين والمنفى والطبيعة.

حصل بيرس على جائزة نوبل في الأدب عام 1960 لإنجازاته في الأدب، وقد كان له تأثير كبير في الأدب الفرنسي والعالمي، وأثرت أعماله على العديد من الشعراء والكتاب من بعده، فيما ترجمت قصائده إلى العديد من اللغات حول العالم.

أثرى بيرس الأدب العالمي بتجربته الفريدة ومساهماته الشعرية، واستمر تأثيره على الأجيال اللاحقة من الأدباء والشعراء.

نشأته وتعليمه

ولد سان جون بيرس في أسرة فرنسية غنية، فقد امتلكت عائلته مزرعتين، وقد زعم فيما بعد أن أسلافه كانوا عائلة نبيلة استقرت في غوادلوب في القرن السابع عشر.

عاش بيرس طفولة سعيدة في أسرة ميسورة الحال، وقد كان قريبًا من والدته الحنونة، فيما لم يتمكن من توطيد علاقته مع والده، والذي وصفه بأنه بارد وبعيد عن الأسرة.

في عام 1899، شهدت المنطقة اضطرابات عديدة، وخاصة بعد الحرب الإسبانية الأمريكية، وقد شهدت الجزيرة التي عاش فيها العديد من الأحداث العنصرية، لذا قررت العائلة الانتقال إلى فرنسا الحضرية، واستقروا في النهاية في بدلية باو المطلة على جبل البرانس.

وفي المدينة الجديدة طور بيرس اهتمامه بالطبيعة، واهتم بشكل خاص بعلم الطيور، وقد كان يشعر بالغربة في المدينة، ودائمًا يفضل الجزر وشبه الجزر على البر، وقد انعكس هذا الشهور على هويته وأشعاره مستقبلًا.

التحق بيرس بمدرسة لويس بارثو، وحصل منها على شهادة البكالوريا، ثم التحق بجامعة بوردو، وبدأ في دراسة القانون، وخلال دراسته عمل كناقد موسيقي في صحيفة باو جازيت.

انقطع بيرس عن الدراسة لمدة 3 سنوات بعد وفاة والده، حيث اضطر إلى تحمل مسؤولية عائلته ماليًا، ثم عاد إلى الدراسة، وأكمل شهادته في عام 1910. خلال سنوات دراسته بدأ بيرس في كتابة القصائد.

سان جون بيرس.. دبلوماسي فرنسي برتبة شاعر

مسيرته الدبلوماسية

في عام 1914 بدأ سان جون بيرس مهنته كمدبلوماسي، وقد عاش في سنواته الأولى في عدة دول أوروبية، منها إسبانيا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وخلال الحرب العالمية الأولى كان ملحقًا صحفيًا للحكومة الفرنسية.

في الفترة بين عام 1916 إلى عام 1921 عمل بيرس سكرتيرًا للسفارة الفرنسية في بكين، وخلال تواجده في بكين قام برحلات عدة وخاصة في صحراء جوبي التي سحرته، وأثرت على تجربته الشعرية فيما بعد.

بعد عودته من فرنسا سافر إلى واشنطن لحضور مؤتمر نزع السلاح البحري، وهدف المؤتمر إلى حل قضية شاندونغ، وفي واشنطن تم تعيينه سكرتيرًا لرئيس وزراء فرنسا آنذاك، أرتيسيد برياند عام 1925.

بعد وفاة برياند في عام 1932 تم تعيينه في منصب الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية، وهو منصب رفيع يدل على مكانته في السلك الدبلوماسي.

خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد سقوط فرنسا على يد الألمان وتأسيس حكومة فيشي الموالية للنازيين، فُصل سان جون بيرس من منصبه؛ بسبب معارضته للنظام الجديد، وفي عام 1940 غادر إلى الولايات المتحدة، وعاش فيها خلال الحرب في المنفى.

وخلال إقامته في الولايات المتحدة عمل بيرس مستشارًا في مكتبة الكونغرس، وخلال هذه الفترة واصل كتابة الشعر، كما ألف كتاب حكى فيه تجربته في المنفى ومعاناته الشخصية.

بعد الحرب العالمية الثانية عاد بيرس إلى فرنسا، وواصل كتابة أعماله الشعرية، فيما حافظ على علاقات دولية، وشارك في أنشطة أدبية وثقافية عالمية، وقد استمر في العيش في فرنسا حتى وفاته في عام 1975.

أعمال سان جون بيرس

تعد مسيرة سان جون بيرس الشعرية واحدة من أكثر المسيرات الشعرية تأثيرًا وتنوعًا في القرن العشرين، فحياته الدبلوماسية الغنية، وتجاربه الحياتية المتنوعة قادته إلى تقديم أعمال أدبية وشعرية مميزة.

كانت نشأ بيرس في أرخبيل غوادلوب شديد الأثر على لغته الشعرية، فقد وفرت له ثقافة متنوعة، وتأثر بالطبيعة الخلابة والحياة الاستوائية، وبعد انتقاله إلى فرنسا تعمق في الأدب والثقافة الفرنسية، إلا أنا بيئته الأولى ظلت عالقة في ذهنه وشعره كذلك.

نشر بيرس أول مجموعة شعرية له بعنوان "صور لشاعر ضائع" في عام 1911، وكانت هذه المجموعة بمثابة تمهيد لأسلوب شعري غنائي وتأملي اشتهر به طوال حياته، وقد تأثرت أعماله الشعرية الأولى بتجارب السفر والمشاهد الطبيعية، وهو ما أضفى على لغته التأمل والحنين للوطن.

وخلال فترة عمله الدبلوماسي في بكين وواشنطن، تأثر بيرس بالثقافات الآسيوية والأمريكية، وخلال هذه الفترة نشر واحدة من أشهر أعماله الأدبية عام 1924، وهي قصيدة "أناباز" الملحمية، والتي وصف فيها رحلته الروحية والتأملية، والمستوحاة من تجربته في الصين، وقد جلبت له هذه القصيدة مكانة كبيرة كشاعر ناجح، وحصل على اعتراف دولي.

بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة، وخلال الحرب العالمية الثانية، كتب بيرس أعمالًا أدبية تعكس تجاربه في المنفى، ومنها كتاب بعنوان Exil عام 1942. في الخمسينيات نشر بيرس قصيدته الطويلة Amers، وهي قصيدة ملحمية تحدث فيها عن موضوعات متنوعة منها الاستكشاف، والمغامرة والبحر، وتعد هذه القصيدة واحدة من أهم أعمال سان جون بيرس.

من أعماله المميزة أيضًا قصيدة Chronique، وقد عكست القصيدة خبراته الغنية وتأملاته العميقة في الحياة والطبيعة. خلال الستينات واصل بيرس كتاب الشعر حتى السنوات الأخيرة من حياته، ومن بين أعماله الناجحة Oiseaux، والتي تعبر عن تأملاته حول الطيور والطبيعة.

سان جون بيرس.. دبلوماسي فرنسي برتبة شاعر

أسلوب شعر سان جون بيرس

تميز شعر سان جون بيرس باستخدام لغة غنائية ورمزية وصور بصرية غنية جراء تأثره بالطبيعة حوله، وقد استخدم لغة معقدة وغنية، وتمكن بفضل لغته الغنية من منح قصائده عمقًا فلسفيًا.

تأثر بيرس في أشعاره بالثقافات المختلفة التي احتك بها خلال حياته كدبلوماسي، فقد سافر إلى العديد من الدول حول العالم، وكانت تجارب السفر لها تأثيرا واضحا في أعماله، لذا أضفى عليها طابعًا عالميًا.

تناول سان جون بيرس في أشعاره موضوعات متنوعة، وقد ركز على الطبيعة والبحر والمغامرات، فيما ركز أيضًا على موضوعات أخرى مثل المنفى، والحنين، والحياة الروحية، وقد استخدم الرموز والتشبيهات المعقدة لنقل مشاعره.

تميزت أشعاره أيضًا بلغتها الملحمية، فقد تناول في العديد من أعماله موضوعًا ملحميًا، واتبعت قصائده بنية غير تقليدية، ولم يلتزم بالبنية التقليدية للقصيدة، وإنما استخدم هيكلًا حرًا سمح له بالتعبير عن أفكاره ومشاعره.

سان جون بيرس.. دبلوماسي فرنسي برتبة شاعر

قصائد سان جون بيرس

كتب سان جون بيرس العديد من القصائد التي ساهمت في تحقيق شعبية عالمية له، ومنها قصيدة Anabase، والتي تعتبر من أبرز أعماله، حيث تجمع بين الرمزية والصور البصرية الغنية لتروي رحلة داخلية وخارجية.

من قصائده الناجحة أيضًا Chronique، وهو العمل الذي جلب له جائزة نوبل، وهو يعرض التاريخ البشري والمواقف الفلسفية للشاعر بأسلوب ملحمي، ومن قصائد سان جون بيرس قصيدة "المدينة" ويقول فيها:

الإردواز يغطي سقوفهم، أو القرميد

 حيث ينمو الطحلب

 وعبر أنابيب المداخن تتسرّب أنفاسهم  دهون!

 ورائحة رجال مستعجلين، ماسخة كرائحة مجزر!

 حموضة أجساد النساء تحت التنورات!

 يالك من مدينة فوق السماء!

 دهون! أنفاس مسترجعه، وبخر جمهور مريب؟ لأن كل مدينة تحتضن  أوساخها فوق منور الحانوت؟ فوق قمامات  الملاجىء ؟ فوق شذا النبيذ الأزرق في حي البحارة؟ فوق النافورة المنتحبة

 في فناء مركز الشرطة؟ فوق التماثيل الحجرية النخرة وفوق الكلاب الضالة؟ فوق الصبي الذي يصفر بفمه، والمتسول بخديّة المرتجفتين على فكّيه الغائرين،

 فوق القطة المريضة بجبهتها ذات الغصون الثلاثة.

ومن قصائد سان جون بيرس الأخرى قصيدة بعنوان "أنشدته التي كانت هنا" ويقول فيها:

أيّها الحبُّ آه ياحبّي، لا نهائيّا كان اللّيل، ولا نهائيا كان سهرنا.

حيث وجود كثير تَلفَ.

أكون لك المرأة، وبدلالة كبيرة، في ظلمات قلب الرّجل.

ليل الصّيف يستضيء في خصاص شبابيكنا المغلقة، والعنب الأسود يزرقّ. في الأرياف، ونبات الكَبر على حوافّ الطرق يُظهر لحمه الوردي، وشذى النّهار يستيقظ في أشجاركم ذات الرّاتنج.

أكون لكَ المرأة، آه يا حبّي، في صموت قلب الرّجل.والأرض، لحظة يقظتها، إهتزاز حشرات تحت الأوراق :

فهي إبرٌ ونبالٌ تحت كل الأوراق

وأنا أصغي، آه ياحبّي، لكل الأشياء تمضي إلى نهايتها: بومة بالاس الصغيرة

تُسمع زقزقتها في شجرة السّرو، وسيريس ذات اليدين الرقيقتين تفتح لنا ثمار شجرة الرّمان وجوز كيرسي، والفُرنب الصّغير يبني عشه في أيك شجرة كبيرة، والجراد الحاج ينبش التراب حتى قبر إبراهيم.

سان جون بيرس.. دبلوماسي فرنسي برتبة شاعر

سان جون بيرس وأدونيس

أعجب الشاعر السوري أدونيس بأعمال الشاعر الفرنسي سان جون بيرس كثيرًا، وترجم العديد من قصائده إلى العربية، ومن نماذج ترجمة أدونيس لشعر بيرس:

 فلتسكت أيها الضعف،

وأنت يا عصر اللزوجة في الليل يا شبيه لوزة الليل نفسها.

ولتسكتي أيتها الرقة التائهة في كلِّ مكانٍ على الشواطئ التائهة في كلّ مكانٍ على البحار

حصوله عن نوبل في الأدب

حصل الشاعر الفرنسي سان جون بيرس على جائزة نوبل في الأدب في عام 1960 تكريمًا وتتويجًا لمسيرته الشعرية الغنية والمميزة، حيث أشادت لجنة نوبل بالغنائية العالية في شعره، ووصفوا أسلوبه بأنه يحمل لحنًا موسيقيًا فريدًا.

وحصوله على هذه الجائزة عزز من مكانته كواحد من أعظم الشعراء في القرن العشرين، وأكد على تأثيره الكبير في الأدب الفرنسي والعالمي، وقد ساهم حصوله على هذه الجائزة على الترويج لأعماله بشكل أوسع، وترجمتها إلى العديد من اللغات، ودراستها في مختلف الجامعات والمؤسسات الأدبية حول العالم.

وبجانب جائزة نوبل في الأدب، حصل سان جون بيرس على جوائز وتكريما أخرى في حياته، وبعد وفاته، ففي عام 1985 تم افتتاح نصب تذكاري برونزي، ووضع في حديقة المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس.

تم إنشاء متحفًا باسمه في مسقط رأسه، كما أطلقت العديد من الشوارع والمكتبات في فرنسا باسمه. في عام 1980 خصص البريد الفرنس طابعًا عليه صورته، كما تم إنشاء مدرسة تحمل اسمه في بلدية باو في فرنسا.

حياته الأخيرة ووفاته

توفي الشاعر الفرنسي سان جون بيرس ف 20 سبتمبر عام 1975 عن عمر 88 عامًا في فيلتها لخاصة في شبه جزيرة جيان في فرنسا، وقد دفن بالقرب منه.

وقبل أشهر قليلة من وفاته تبرع بمكتبته الخاصة ومخطوطاته وأوراقه إلى مؤسسته التي حملت اسمه، وهو مركز أبحاث مخصص لحياته وأعماله الشعرية.

جوائز ومناصب فخرية

  • جائزة نوبل في الأدب