تعد الدكتورة السعودية سامية العمودي نموذجًا ملهمًا للمرأة السعودية، فهي تملك الإرادة والقوة التي ساعدتها على أن تتغلب على مرض السرطان وتستخدم قصتها لإلهام الكثيرات ونشر الوعي عن هذا المرض لتصبح من أهم الشخصيات النسائية في السعودية، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وحياتها.
من هي سامية العمودي؟
هي طبيبة سعودية ومستشارة التوليد وأمراض النساء والأستاذ المشارك في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ولدت في 12 أبريل عام 1957 في مدينة جدة في أسرة محبة للعلم والتعلم.
بدأت العمودي مسيرتها المهنية كطبيبة نساء وتوليد في المستشفيات الحكومية في جدة، ثم انتقلت للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز منذ التسعينات.
حققت العمودي شهرتها الأكبر عام 2006 بعد إصابتها بسرطان الثدي، لتبدأ رحلتها مع العلاج ثم رحلتها في نشر التوعية بسرطان الثدي في السعودي، وفي سبيل ذلك كتبت مقالات وكتب وشاركت في حملات توعوية.
تم اختيار العمودي من قبل مجلة أرابيان بيزنس كواحدة من أقوى 100 شخصية عربية، وحصلت على عدة جوائز بفضل جهودها التوعوية حول مرض السرطان.
نشأتها وتعليمها
نشأت الدكتورة سامية العمودي في مدينة جدة في أسرة بسيطة محبة للعلم والأدب والثقافة، وقد كانت طالبة متفوقة فالتحقت بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وكانت كلية الطب حديثة الافتتاح قتها.
تخرجت العمودي في كلية الطب عام 1981، ثم حصلت على الزمالة العربية في تخصص النساء والتوليد عام 1987، لتبدأ بعدها مسيرتها المهنية كطبيبة واستشارية نساء وتوليد وعقم.
![سامية العمودي Samia Alamoudi محاربة السرطان]()
مسيرتها المهنية
شغلت دكتورة سامية العمودي عدة مناصب، في استشارية نساء وتوليد وعقم، بالإضافة إلى ذلك فهي أستاذ مشارك في كلية الطب والعلوم في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة.
شغلت العمودي كذلك منصب المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي في جامعة الملك عبد العزيز، كما أنها عضوة في مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في جنيف.
بالإضافة تشرف الدكتورة سامية على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي في جامعة الملك عبد العزيز، وسابقًا أشرفت على كرسي التمكين الصحي والحقوق الصحية للمرأة في المملكة.
من المهام والمناصب الأخرى التي تولتها هو منصب وكلية كلية الطب والعلوم في جامعة الملك عبد العزيز، بالإضافة إلى ذلك فهي مديرة مركز سامية العمودي الطبي.
![سامية العمودي Samia Alamoudi محاربة السرطان]()
قصة سامية العمودي مع السرطان
في أبريل عام 2006 أصيبت العمودي بمرض سرطان الثدي، وكانت وقتها تبلغ من العمر 46 عامًا، وكان هذا الخبر صدمة بالنسبة لها، فهي متخصصة في أمراض النساء، وعلى دراية كبيرة بمخاطر سرطان الثدي.
بعد معرفتها بمرضها خضعت العمودي لعملية جراحية استئصلت فيه الورم الخبيث، وبعدها بدأت العلاج الكيميائي والإشعاعي، وقد قالت إن فترة علاجها كانت صعبة وقاسية، إلا أنها تغلبت عليها بفضل دعم عائلتها وزوجها لها.
تعافت العمودي من الإصابة الأولى، لتصدم مرة ثانية عام 2015 بإصابتها بالمرض مرة أخرى، ولكنها تمكن من الانتصار على المرض من جديد لتصبح رمزًا للسرطان ومكافحة السرطان في العالم العربي.
![سامية العمودي Samia Alamoudi محاربة السرطان]()
إنجازات سامية العمودي في التوعية بالسرطان
لم تكتفِ البروفيسورة سامية العمودي بمحاربة السرطان فقط، بل عملت بكل جهدها على نشر الوعي حول هذا المرض بين النساء في المملكة، وفي سبيل ذلك أنشأت "كرسي الشيخ العمودي لسرطان الثدي" وهو مركز طبي متخصص للبحث والتوعية حول سرطان الثدي.
خلال رحلتها في التوعية للمرض اكتشفت العمودي ثغرة كبيرة في النظام الصحي لمرضى السرطان في المملكة، وذلك خلال زيارة لها للولايات المتحدة، ولدى عودتها قررت تأسيس "مركز العمودي" وهو مركز طبي يقدم خدمات صحية لمرضى سرطان الثدي.
أطلقت العمودي عدة مبادرات أيضًا من أجل تطوير الخدمات الصحية في المملكة، فأطلقت مبادرة "التمكين الصحي" والتي تبنتها جامعة الملك عبد العزيز وأصبح لاحقًا رئيسة ومؤسسة لهذه المبادرة.
اهتمت العمودي أيضًا بالتوعية حول مرض سرطان الثدي، ونشرت العديد من الكتب التي وصل عددها إلى 12 كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية في مجال النساء والتوليد وسرطان الثدي. والمقالات حول تجربتها مع المرض، كما شاركت في حملات توعوية كثيرة.
نشرت المودي عن تجربتها مع المرض خلال عمودها الأسبوعي الذي نشر في جريدة "المدينة" وكان عبارة عن 31 مقالة، وقد كتبت عن تجربتها مع المرض باللغتين العربية والإنجليزية.
في عام 2010 تم اختيار العمودي واحدة من بين أقوى 100 شخصية عربية وفقًا لمجلة أرابيان بيزنس، وحصلت على أيضًا على جائزة أشجع امرأة دولية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية عام 2007.
تم اختيار العمودي ناشطة عالمية في مجال سرطان الثدي في مؤسسة سوزان ج كومن في الولايات المتحدة، كما أنها انضمت إلى مركز ألفريد هاتشينسون للسرطان في مدينة سياتل الأمريكية كطبيبة زائرة.
منذ عام 2011 تم اختيارها عضوة في اللجنة التنفيذية للمبادرة العالمية لصحة الثدي في سياتل، كما أنها عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في جنيف، عضو لجنة سرطان الثدي في هارفارد.
![سامية العمودي Samia Alamoudi محاربة السرطان]()
نصائح سامية العمودي للنساء
وخلال حملاتها التوعوية عن سرطان الثدي تقدم الدكتورة سامية العمودي العديد من النصائح، وأهمها إجراء فحوصات دورية للكشف عن مرض سرطان الثدي، وقالت: "أوصي جميع النساء بإجراء فحوصات دورية للكشف عن سرطان الثدي حتى لو يشعرن بصحة جيدة، فافحص المبكر هو أفضل طريقة لزيادة فرص الشفاء".
وأشارت الدكتورة سامية في أحد الحوارات الصحفية أن نسبة الإصابة بهذا المرض في الدول العربية أعلى من الدول الأوروبية وذلك بسبب قلة المعرفة بقوق مرضى السرطان، وأكدت أن النساء في الفئة العمرية بين 40 و 50 عامًا هن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
إلا أنها أوضحت أن هناك نساء في سن الـ30 عامًا يعانين من هذا المرض، وبعضهن متزوجات والبعض الآخر غير متزوجات. كما دعت النساء إلى ضرورة مراجعة طبيب العقم خلال حصولهن على العلاجات الكيميائية، فبعضها تؤثر على الإنجاب.
