تعد الكاتبة البريطانية سامانثا هارفي من أشهر الروائيات البريطانيات المعاصرات، فقد عرفت بأعمالها الأدبية التي تتناول فيها قضايا إنسانية وفلسفية بأسلوب أدبي فريد، حيث جعلت من الكتابة وسيلة للتأمل في قضايا الحياة والموت والذاكرة، وتركت أثرًا في وجدان كل من قرأ لها، تعرف أكثر على مسيرتها وإنجازاتها وأهم مؤلفاتها في هذا المقال.
من هي سامانثا هارفي؟
هي روائية وكاتبة إنجليزية، ولدت في عام 1975 في مدينة كينت في المملكة المتحدة، وهي واحدة من أشهر الكاتبات البريطانيات المعاصرات، والفائزة بجائزة البوكر لعام 2024.
بدأت هارفي مسيرتها الأدبية بكتابة الروايات، وقد قدمت خلال مسيرتها الأدبية 5 روايات فقط، ورغم ذلك تمكنت من تحقيق شعبية كبيرة، وجذبت قاعدة جماهيرية واسعة لعشاق القراءة والأدب، كما تلقت أعمالها إشادة كبيرة من النقاد حول العالم.
تناولت سامانثا هارفي في أعمالها قضايا إنسانية وفلسفية، وهو ما جعل أعمالها تبرز في المشهد الأدبي البريطاني، وقد حققت روايتها الأولى "الشر الطاغي" التي صدرت عام 2009 نجاحًا ملحوظًا، ولفتت الأنظار بفضل طريقتها الفريدة في البحث عن الصراعات الداخلية في نفسك الإنسان، واستكشاف جوانب الذاكرة والهوية.
قدمت هارفي أعمالًا أدبية جمعت فيها بين الواقعية والتأمل، وحازت على عدة جوائز وترشيحات خلال مسيرتها، وهو ما أكد على مكانتها كواحدة من الأصوات المؤثرة في الأدب المعاصر.
ترجمت أعمال هارفي ورواياتها إلى العديد من اللغات الأجنبية، منها الصينية والهولندية والألمانية واليونانية والفرنسية والإيطالية والعبرية والبرتغالية والرومانية ولغات أخرى، وقد حققت كتبها مبيعات عالية.
نشأتها وتعليمها
ولدت الكاتبة البريطانية سامانثا هارفي في مدينة كينت البريطانية، وقد كان والدها يعمل كعامل بناء عاشت معه حتى طلاق والديها، لتنتقل فيما بعد إلى إيرلندا بصحبة والدها، وعاشت سنوات مراهقتها بين مديتي يورك وشيفيلد واليابان.
نشأت هارفي محبة للقراءة والكتب، ودرست الفلسفة في جامعة يورك، وجامعة شيفيلد ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الكتابة الإبداعية من جامعة باث سبا، وتعمل حاليًا كأستاذة محاضرة ي الكتابة الإبداعية في الجامعة نفسها، بجانب عملها في الكتابة والتأليف.
مؤلفات سامانثا هارفي
أصدرت الكاتبة سامانثا هارفي أول رواية لها عام 2009 بعنوان "البرية"، والتي تناولت فيها قصة رجل مصاب بالزهايمر، وتصف فيه حالته النفسية، وكيف تدهورت القدرات العقلية لديه بعد الإصابة بهذا المرض.
تلقت الرواية مراجعة إيجابية من النقاد، وقد ترشحت الرواية للقائمة المختصرة لجائزة Orange Prize، كما تم إدراج الرواية في القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر عام 2009، وفازت الرواية بجائزة بيتي تراسك للأدب، وجائزة AMI للأدب.
في عام 2012، نشرت هارفي روايتها الثانية بعنوان All Is Song، وتناولت فيها الجانب الأخلاق والبنوي للإنسان، والصراع الداخلي بين الاختيار بين التساؤل والامتثال للقيم التي تفرضها المجتمعة، وقد تلقت الرواية إشادة جيدة من النقاد.
في عام 2014، نشرت هارفي ثالث رواياتها وهي رواية بعنوان "عزيزي اللص"، وتحكي فيها قصة امرأة تنشر رسائل طويلة لصديقتها الغائبة.
في عام 2018، نشرت رابع رواياتها بعنوان "الريح الغربية"، وتدور أحداثها في قرية صغيرة في القرن الخامس عشرة، وقد ناقشت في هذه الرواية موضوعات عن الإيمان والحرية والشعور بالذنب.
تناولت سامانثا في الرواية عن تساؤلات الكاهن "جون ريف" حول الدين والإيمان، ومكافحته للحفاظ على شهوره بالأهمية وقوته بين رعيته، وخاصة بعدما تشكك الناس من حوله حول الحاجة إلى كاهن كوسيلة اتصال بين الفرد والله.
في عام 2023، نشرت روايتها الخامسة بعنوان "المدار"، والتي تحكي فيه عن قصة رواد فضاء، ورحلتهم في الفضاء، وحصلت الرواية على جائزة البوكر لعام 2024، وقد نجحت سامانثا في إثارة إعجاب رواد الفضاء بفضل معلوماتها العميقة والقيمة حول هذا العالم.
أعمال سامانثا هارفي الأخرى
وبجانب رواياتها، أصدرت ساماثنا عملًا واحدًا غير روائي، وهو سرد طويل تحكي فيها قصتها وتجربتها مع الأرق الشديد. وبجانب رواياتها، فهي تكتب مراجعات صحفية في عدد من الصحف البريطانية والأمريكية، مثل نيويورك تايمز، وBBC، وذا تلجراف، وذا نيويوركر، وغيرها.
نشرت سامانثا أيضًا عددًا من القصص القصيرة التي ظهرت في في مجلات مختلفة، مثل ذا جارديان، وهي تظهر بشكل منتظم في محطات راديو مختلفة. خلال مسيرتها ترشحت رواياتها للعديد من الروايات، منها مان بوكر، وبايليز النسائية الرواية، وجيمس تيت بلاك، ووالتر سكوت وأورانج.
في عام 2010، تم اختيارها كواحدة من أفضل 12 روائية بريطانية وفقًا لبرنامج The Culture Show. تم اختيارها أيضًا كعضوة في لجنة تحكيم جائزة سكوتيابانك جيلر عام 2016.
رواية "المدار" وجائزة مان بوكر
في عام 2024، حصلت سامانثا هارفي على جائزة "مان بوكر" عن روايتها الأحدث "المدار" التي نشرت عام 2023، لتصنع هارفي لنفسها اسمًا كبيرًا في عالم الأدب. في الرواية تتناول قصة 6 رواد فضاء في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية، وقد اختار رواد فضاء أمريكيون وروس ورائد ياباني وآخر إيطالي وبريطاني.
تعمقت سامانثا في نفسيات شخصيات رواياتها، وكيف تؤثر العزلة على شخصياتهم ونفسيتهم، وكيف استقبلوا تأملهم كوكب الأرض. الرواية تبلغ طولها 136 صفحة فقط، وهو ما يجعلها ثاني أقصر رواية تفوز بالجائزة، كما أنها أول رواية تدور أحداثها في الفضاء.
وبفوزها بجائزة بوكر، تحصل سامانثا على جائزة نقدية بقيمة 50 ألف جنيه إسترليني، وقد وصف إدموند دي وال، رئيس لجنة التحكيم بأن الكتاب يتناول "عالم جريح"، كما أشاد باللغة الغنائية التي استخدمتها في الرواية.
وتعد هارفي هي أول روائية تفوز بجائزة بوكر منذ عام 2019، وقد تم اختيارها من بين 5 روائيات مرشحات للجائزة. وقد قالت هارفي في خطاب قبولها: "لم أكن أتوقع الفوز، أهدي الفوز لكل أولئك الذين يتحدثون باسم الأرض وليس صدها، ولصالح كرامة البشر الآخرين، والحياة الأخرى وليس ضدها، وجميع الأشخاص الذين يتحدثون عن السلام، ويدعون إليه ويعملون من أجله".