استطاع المخرج البريطاني الحائز على جائزة أوسكار، سام ميندز، من تقديم أفلام مميزة خلال مسيرته السينمائية، وهو ما جعله واحدًا من أبرز الأصوات في عالم السينما المعاصرة، وتميز أسلوبه بالعمق النفسي والتركيز على العلاقات الإنسانية المعقدة، تعرف على مسيرته وإنجازاته في هذا المقال.
من هو سام ميندز؟
صامويل ألكسندر ميندز، هو مخرج سينمائي ومسرحي وكاتب ومنتج بريطاني، ولد في 1 أغسطس عام 1965 في ريدنج بركشاير في إنجلترا، ويعد من أبرز المخرجين السينمائيين في العالم.
حصل ميندز خلال مسيرته على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة شكسبير، وجولدن جلوب، وأوسكار، وغيرها من الجوائز. برع ميندز في إخراج الأفلام والمسرحيات، وقد تم تصنيفه من بين الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الثقافة البريطانية وفقًا لصحيفة ديلي تلغراف.
تميز ميندز برؤية فنية متفردة في أفلامه ظهرت في اختياره للألوان والإضاءة والزوايا، وهو ما يخلق أجواءً سينمائية مميزة في أفلامه، وقد اهتم بتطوير شخصيات معقدة ومؤثرة، فضلا عن قدرته في سرد القصص بشكل مشوق ومثير للاهتمام.
وعلى الرغم من شهرته في الأفلام الدرامية، إلا أنه برع في أنواع مختلفة من الأفلام، منها أفلام الحركة والإثارة والأفلام الجاسوسية كذلك.
هل سام مينديز بريطاني؟
نعم، المخرج سام ميندز بريطاني ولد في مدينة ريدنغ في مقاطعة بيركشاير، ووالده لديه أصول برتغالية، أما والدته يهودية إنجليزية.
نشأته وتعليمه
ولد المخرج سام ميندز في بريطانيا، والدته فاليري ميندز كانت كاتبة وهي يهودية، أما والده جيمسون ميندز كان أستاذًا جامعيًا مسيحيًا.
انفصل والداه عندما كان في الثالثة من عمره، واستقر بعدها مع والدته شمال لندن، والتحق بمدرسة بريمروز هيل الابتدائية، وكان زميله في الفصل وزير الخارجية المستقبلي ديفيد يليباند، والمؤلفة زوي هيلر.
انتقلت العائلة بعدها إلى وودستوك، حيث عملت والدته كمحررة في مطبعة جامعة أكسفورد، وتلقى تعليمه في مدرسة ماجدالين كوليدج، وفيه تعرف على مصمم المسرح المستقبلي توم بايبر، الذي تعاون معه في عدة مسرحيات.
برز اهتمام ميندز بالمسرح والسينما في سن مبكرة، لذا تقدم إلى جامعة واريوك، التي كانت الجامعة الوحيدة التي تقدم دورة جامعية في السينما، لكن تم رفضه، لذا درس اللغة الإنجليزية في جامعة كامبريدج، وطور اهتمامه بالمسرح خلال الجامعة، ثم أصبح متحمسا للسينما، وأخذها على محمل الجد.
هل سام مينديز مرتبط بألفريد هـ. مينديز؟
نعم، المخرج سام ميندز هو حفيد الكاتب الإنجليزي ألفريد هـ. مينديز، وهو كاتب وروائي إنجليزي من أصل يهودي عراقي، وكان له تأثير كبير على سام، وخاصة في اختياره لموضوعات حربية لبعض أفلامه، مثل فيلم 1917.
كان لجده ألفريد مينديز اهتمام كبيرًا بمسألة الهوية، وهو موضوع تكرر في أعمال سام أيضًا، حيث استكشف في أفلامه صراعات الهوية الشخصية والجماعية، وكلاهما يحملان شغفًا كبيرًا بالأدب، فقد كان جده ألفريد كاتبًا وروائيًا، بنما سام استخدام الأدب كأداة لإثراء أفلامه.
حياته الشخصية وزوجاته
التقى المخرج سام ميندز بالممثلة الإنجليزية كيت وينسلت عام 2001، حيث شاركت في إحدى مسرحياته، وتزوجا عام 2003، حيث كانت كيت حاملًا في شهرها الثانية، وقد أنجبت ابنهما في نيويورك في ديسمبر عام 2003.
في عام 2010، أعلن ميندز انفصاله عن كيت وينسلت، في أعقاب تكهنات إعلامية حول علاقة غرامية جمعته بالممثلة ريبيكا هول، وتم الانفصال رسميًا عام 2011، واستمرت علاقة ميندز مع هول من عام 2011 إلى عام 2013. في عام 2017 تزوج ميندز للمرة الثانية من عازف البوق أليسون بالسوم، ورزق بابنته منها عام 2017.
ما هي المسرحيات التي أخرجها سام مينديز؟
بدأ المخرج سام ميندز مسيرته الفنية بعد التخرج من جامعة كامبريدج عام 1987، حيث عمل كمساعد مخرج في مسرح مهرجان تشيتشيستر، ثم أخرج أول مسرحية له كمخرج محترف في مسرحيتي "الدب"، و"مينيرفا" لأنطون تشيخوف.
تولى ميندز بعدها إخراج وإنتاج العديد من المسرحيات، منها "بستان الكرز"، و"ترويلوس وكريسيدا"، و"ريتشارد الثالث"، كما قدم مسرحيات حديثة ناجحة، منها The Ferryman و The Lehman Trilogy.
في بداية التسعينات تم تعيينه مديرًا فنيًا لمستودع دونمار، وهو استوديو فني أشرف فيه على إعادة تصميم المسرحيات، وقدم المسرح العديد من المسرحيات الناجحة، وقد فازت معظم هذه المسرحيات بجوائز توني أفضل تمثيل.
من مسرحياته الناجحة مسرحية "الغرفة الزرقاء" من بطولة نيكول كيدمان، كما أنتج مسرحية"أيام من المطر"، و"الليلة الثانية عشرة"، و"العم فانيا" لتشيخوف، ومسرحيات أخرى مميزة.
تولى ميندز بعدها إنتاج وإخراج مسرحيات في ويست إند في لندن، ومن المسرحيات التي قدمها "مصنع الشوكولاتة"، و"الملك لير"، و"ثلاثية ليمان"، التي تلقت 8 ترشيحات لجائزة توني، وفازت ب5 جوائز منها أفضل مسرحية وأفضل إخراج.
كم كان عمر سام مينديز عندما صنع فيلم American Beauty؟
بعد سنوات من العمل كمخرج مسرحي، انتقل سام ميندز بعدها إلى الإخراج السينمائي، وقدم أول ظهور سينمائي له عام 1999 في فيلم American Beauty، وكان يبلغ من العمر 34 عامًا فقط، وحقق الفيلم إيرادات ضخمة قدرت ب356.3 مليون دولار، وفاز الفيلم بجائزة جولدن جلوب، وبافتا، وأوسكار أفضل فيلم.
فاز ميندز كذلك بجائزة جولدن جلوب، وأوسكار ونقابة المخرجين الأمريكيين أفضل مخرج، وأصبح سادس مخرج يحصل على جائزة أوسكار لأول فيلم روائي طويل له.
أعمال سام ميندز الأخرى
بعد النجاح العالمي والمذهل لفيلم "أمريكان بيوتي" والذي كان أول أعماله السينمائية، واصل المخرج سام ميندز تقديم أفلام مميزة، ومنها Road to Perdition، وهو ثاني أفلامه السينمائية، وصدرت عام 2002، وحقق الفيلم إيرادات قدرت بحوالي 181 مليون دولار، وحصل على جائزة أوسكار أفضل تصوير سينمائي.
أخرج بعدها فيلم Jarhead، والذي يستند إلى مذكرات جندي خلال حرب الخليج الأولى، ولم يحقق الفيلم الكثير من الجوائز، ولكنه تلقى إشادة بسبب الأداء الواقعي لنجومه. في عام 2008 أخرج فيلم Revolutionary Road، وتلقى 3 ترشيحات لجوائز أوسكار، وجائزة جولدن جلوب.
في عام 2009 أخرج فيلم Away We Go، ولم يحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرا في عام 2012، حينما أخرج فيلم Skyfall، أحد أفلام سلسلة جيمس بوند، وحقق الفيلم إيرادات ضخمة تجاوزت 1.1 مليار دولار، وهو من أنجح أفلام جيمس بوند.
فاز الفيلم بجائزتي أوسكار، منها أفضل أغنية أصلية، وأفضل تحرير صوتي، كام فاز بجائزة بافتا أفضل فيلم بريطاني. في عام 2015 أخرج فيلم Spectre من أفلام جيمس بوند أيضًا، وحقق 880 مليون دولار.
في عام 2019، أخرج سام ميندز واحد من أشهر أفلامه على الإطلاق، وهو فيلم 1917، وهو فيلم ملحمي تدور أحداثه في الحرب العالمية الأولى، وفاز الفيلم ب3 جوائز أوسكار، بما فيها أفضل تصوير سينمائي، كما فاز بجائزتي جولدن جلوب أفضل فيلم درامي، وأفضل إخراج. في عام 2022 أخرج فيلم Empire of Light، لكن الفيلم لم يحقق نجاحًا في شباك التذاكر.