من ربة منزل وزوجة رجل أعمال، إلى سيدة أعمال قوية تدير إمبراطورية اقتصادية ضخمة في الهند، وشخصية سياسية بارزة تولت العديد من المناصب السياسية في الدولة، إنها سيدة الأعمال الهندية سافيتري جيندال التي تمكنت من قيادة مجموعتها إلى مستقبل أفضل، وهو ما جعلها أغنى امرأة في الهند، ومن بين أثرياء العالم، تعرف على مسيرتها وحياتها في هذا المقال.
من هي سافيتري جيندال؟
سافيتري ديفي جيندال هي سيدة أعمال وسياسية هندية، ولدت في 20 مارس عام 1940 في آسام بالهند، وهي واحدة من أغنى النساء في الهند وفي العالم، وهي أرملة رجل الأعمال أوم براكاش جيندال، مؤسس مجموعة جيندال، التي تعد واحدة من أكبر المجموعات الصناعية في الهند.
تعمل مجموعة جيندال في العديد من المجالات الصناعية، منها الأسمنت والطاقة، والفولاذ، والبنية التحتية، وغيرها. بعد وفاة زوجها في حادث طائرة في عام 2005، تولت سافيتري جيندال إدارة المجموعة، وأصبحت رئيسة شركة جيندال للصلب والطاقة.
تحت قيادتها، شهدت الشركة توسعًا كبيرًا وأصبحت واحدة من الشركات الرائدة في الهند. بالإضافة إلى عملها في مجال الأعمال، سافيتري جيندال هي أيضًا ناشطة سياسية، وكانت عضوة في المجلس التشريعي في ولاية هاريانا.
تعد سافيتري جيندال رمزًا للنجاح والتأثير في مجالات الأعمال والسياسة، وهي تعتبر قدوة للكثيرين في الهند وخارجها.
بدايتها كربة منزل
ولدت سيدة الأعمال الهندية سافيتري جيندال في آسام في الهند في هندوسية تنتمي إلى مجموعة المارواري العرقية.
تزوجت سافيتري رجل الأعمال أوم براكاش جيندال في الخمسينات، وزوجها هو من أسس مجموعة جيندال للصب والطاقة، كما شغل منصب وزير في حكومة هاريانا، وكان عضوًا في الجمعية التشريعية، وطوال فترة زواجها منه كانت مهامها تتركز على كونها أم وزوجة رجل أعمال وسياسي ناجح.
أنجبت سافيتري من زوجها عدة أبناء، ومنهم بريفيراج جيندال، وساجان جيندال، وراتا جيندال، ونافين جيندال. ابنها نافين كان عضوًا في برلمان الهند، أما ابنها ساجان فهو رجل أعمال صناعي وملياردير، ويشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة شركات جيندال.
توليها مجموعة جيندال
في عام 2005، توفي زوجها براكاش جيندال في حادث تحطم سيارة عن عمر 74 عامًا، ليقع على عاتقها تولي مسؤولية الإمبراطورية الاقتصادية التي بناها ورأسها طوال حياته.
بعد وفاة زوجها، تولت سافيتري جيندال منصب رئيس مجموعة جيندال الاقتصادية، والتي كانت وقت وفاته شركة ناجحة، وقد تولت هذا المنصب في فترة لم يكن من المألوف أن تتولى امرأة مسؤولية شركة عائلية وقيادتها إلى أعلى مستوى.
كانت سافيتري على قدر من المسؤولية والتحمل، ورغم أنها تولت الشركة في فترة مزدهرة، إلا أنها لم تكتفي بما وصلت إليه الشركة، وتمكنت من نقل أعمال الشركة إلى مستوى آخر، وتحت قيادتها زادت إيرادات الشركة 4 أضعاف، وهو ما أثر بشكل إيجابي على ثروتها أيضًا.
قادت سافيتري المجموعة لتوسع نشاطاتها الاقتصادية في قطاعات متعددة، منها الصلب، والطاقة، والبنية التحتية، وأصبحت الشركة واحدة من أكبر منتجي الصلب في الهند بقدرة إنتاجية هائلة.
تحت قيادتها، ركزت جيندال على مبادرات التنمية المستدامة، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا النظيفة، وتقليل انبعاثات الكربون في عمليات الإنتاج، كما دعمت المجموعة العديد من المشاريع الاجتماعية التي تستهدف تحسين حياة المجتمعات المحلية.
ساهمت كذلك في دفع المجموعة نحو الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح. في عام 2023 استحوذت المجموعة على ذراع الموانئ JSW Infrastructure، وهي شركة عامة.
أصبحت جيندال رمزًا للقيادة النسائية في عالم الأعمال، وهو ما ألهم العديد من النساء في الهند وخارجها للعمل في قطاعات صناعية تقليدية يهيمن عليها الرجال، وأدت قيادتها الناجحة إلى تغيير النظرة التقليدية لدور المرأة في الأعمال الهندية.
حياتها السياسية
بجانب توليها مسؤولية مجموعة جيندال، انخرطت سافيتري جيندال أيضًا في الحياة السياسية، ففي عام 2005 انتخبت لعضوية مجلس ولاية هاريان من دائرة هيسار، وهي الدائرة التي كان يمثلها زوجها الراحل لسنوات.
في عام 2009 أعيد انتخابها للدائرة مرة أخرى، كما تم تعيينها وزيرة في حكومة الولاية عام 2013. شغلت سافيتري عددًا من المناصب الوزارية، فقد شغلت منصب وزيرة الدولة للإيرادات وإدارة الكوارث والتوحيد والتأهيل والإسكان، كما كانت وزيرة الدولة للهيئات المحلية الحضرية والإسكان.
شغلت كذلك منصب وزير الطاقة حتى عام 2010، وفي عام 2024 انضمت إلى حزب بهارتيا جاناتا قبل الانتخابات العامة الهندية لعام 2024، وابنها نافين جيندال هو عضو في الحزب، وترشح للانتخابات أكثر من مرة. تأثيرها السياسي ساعد في تعزيز سياسات التنمية الصناعية والاجتماعية في المنطقة.
أعمالها الخيرية
إلى جانب دورها في الأعمال، شاركت سافيتري جيندال في العديد من المبادرات الخيرية والاجتماعية، مثل تقديم الدعم للمؤسسات التعليمية والصحية في المناطق الريفية في الهند. هذه الجهود عززت سمعتها كقائدة تهتم ليس فقط بنجاح أعمالها، ولكن أيضًا برفاهية المجتمع.
أسست مجموعتها عن منزل لرعاية المسنين والمحرومين في ولاية رايغاراه، وهو مركز مخصص لرعاية المسنين وتوفير لهم حياة كريم، وتحسين نوعية حياتهم، وسيقدم خدمات الرعاية للمسنين على مدار 24 ساعة.
تهدف مجموعتها أيضًا إلى تأسيس مركز إعادة تأهيل للأطفال وتمكينهم من مواجهة الحياة، وسيقدم المركز خدماته لحوالي 200 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. أسست مجموعتها أيضًا عددًا من المدارس، وكل هذه الأعمال الخيرية تشرف عليها جيندال بنفسها، كما أنها تتولى رعاية أسرتها وأحفادها.
ثروة سافيتري جيندال
تعد سيدة الأعمال الهندية سافيتري جيندال أغنى امرأة في الهند بثروة تقدر ب38.9 مليار دوار في 2024 وفقًا لفوربس، كما أنها تعد من ضمن أثرياء العالم، حيث تحت المرتبة 38 في قائمة أثرياء العالم وفقًا لفوربس.
تعد جيندال كذلك خامس أغنى شخص في الهند، ففي عام 2023 تخطت ثروتها أغنى الرجال في الهند، ومنهم عظيم بريمجي ورجال أعمال آخرين.