-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللقب
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
قصة رجل الأعمال والمؤلف الأسترالي الهندي سارو بريرلي من أكثر القصص الحياتية المؤثرة والملهمة في آن واحد، فمن طفل متشرد تائه في إحدى محطات القطار الهندية المزدحمة بآلاف المسافرين إلى كاتب مشهور سرد قصة حياته من الهند إلى أستراليا وكيف بحث عن عائلته الحقيقية بعد 25 عامًا، تعرف أكثر على قصته الملهمة التي تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح.
سارو بريرلي، واسمه الهندي هو شيرو مونشي خان، هو مؤلف ورجل أعمال أسترالي هندي ولد في الهند عام 1981، وانفصل عن عائلته الحقيقية عن طريق الخطأ في سن الخامسة وتم تبنيه خارج الهند من قبل زوجين أستراليين، ثم لم شمل مع عائلتها لأصلية بعد 25 عامًا.
كتب سارو سيرته الذاتية في كتابه الناجح "طريق طويل إلى المنزل" والذي صدر عام 2014، وتم تحويل الكتاب إلى فيلم بعنوان "أسد" الذي ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم عام 2016 وشارك فيه نجوم عالميين منهم ديف باتيل ونيكول كيدمان.
ولد سارو بريرلي في ضاحية غانيش تالاي، إحدى ضواحي ولاية ماديا براديش وسط الهند. كانت والدته هندوسية، بينما كان والده مسلمًا، وفي سن الثالثة قرر الأب هجر عائلته بعد الزواج من امرأة ثانية.
بسبب زواج والده وهجره لهم وقعت الأسرة ضحية للفقر والعوز، فاضطرت الأم إلى العمل في البناء لإعالة أطفالها، ولكنها لم تكن قادرة على إدخال أطفالها الثلاثة المدرسة، كما أنها رفضت الحصول على لطلاق.
اضطر سارو وشقيقه الأكبر جودو العمل في التسول في السكك الحديثية والأسواق للحصول على الطعام والمال، كما عمل شقيقه جودو في وظائف مختلفة مثل غسل الأطباق وكنس الأرضيات مقابل مبلغ زهيد لا يكفي لإطعامه وأسرته.
لجأ سارو مع شقيقه جودو أيضًا إلى سرقة الطعام من محطة السكك الحديدية المحلية، أو من أشجار الفاكاهة في المزارع بجانب المنزل. تعرض شقيقه جودو إلى السجن لعدة أيام بهمة بيع فرش الأسنان والمعجوان على رصيف المحطة.
في أحد الأيام قرر جودو السفر من خاندوا إلى مدينة برهانبور، التي تبعد عن مسقط رأسه 70 كيلومترًا إلى الجنوب، من أجل العمل، واضطر أخذ سارو، البالغ من العمر 5 سنوات حينها، للانضمام معه بعدما أصر سارو على الذهاب مع شقيقه الأكبر.
عندما وصل الشقيقان إلى وجهتهما كان سارو متعبًا للغاية وغط في نوم عميق، فاضطر جودو ترك شقيقه في المحطة نائمًا ووعده بالعودة، وعندما استيقظ سارو لم يجد شقيقه وظل يبحث عنه لفترة طويلة.
ظن سارو بريرلي أن شقيقه استقل إحدى القطارات الفارغة فدخل فيها وظل يبحث عن شقيقه ولكنه لم يجده لذا نام في القطار وعندما استيقظ وجد القطار متحركًا في منطقة غريبة ويبق في محطات صغيرة ولكنه لم يتمكن من فتح باب القطار للخروج.
وصل القطار في النهاية إلى محطة سكك الحديد في كلكتا، ولاية البنغال الغربية، وفتح باب القطار فهرب سارو وبدأ في البحث عن شقيقه، ولكنه لم يكن يعرف أنه ابتعد عن منزله بحوالي 1500 كيلومترًا. لم يكن يعرف سارو حينها أن شقيقه جودو لم يعد إليه لأنه مات بعدما دهسه قطار.
حاول سارو العودة إلى المنزل بركوب قطارات مختلفة ولكنه اكتشف أنها قطارات ضواحي ولمدة أسبوعين تقريبًا عاش متشردًا في محطة سكة حديد هوراه في كلكتا غير قادر على التحدث مع السكان هناك لأنهم يتحدثون اللغة البنغالية بينما هو يتحدث اللغة الهندية.
واجه سارو مخاطر شديدة منها ملاحقة ومطاردة رجال في المحطة، وفي النهاية التقى بمراهق يتحدث الهندية شعر أن سارو قد يكون طفلًا ضائعًا لذا أخذه إلى مركز الشرطة التي لم تتمكن من مساعدته لأنه لا يملك أي معلومات عن مسقط رأسه ولا يعرف إلا اسمه واسم شقيقه فقط.
بعد أسابيع نقل إلى الجمعية الهندية للرعاية والتبني، وحاول الموظفون من جديد تحديد مكان عائلته، ولكنهم فشلوا في تتبع مسقط رأسه لذا تم الإعلان بشكل رسمي أنه طفل ضائع.
في أثناء رحلة سارو الشاقة والطويلة في محاولة البحث عن عائلته لم تتوقف الأم عن البحث عن ولديها، وبعد أسابيع من البحث أبلغتها الشرطة بالعثور على جثة ابنها الأكبر جودو بالقرب من خطوط السكك الحديدية بعد أن مات على السكة الحديد.
وجدت الأم ابنها الأكبر لكنها لم تيأس في البحث عن ابنها الصغير سارو وآمنت أنه على قيد الحياة، واختارت البقاء في غانيش تالاي ولم تنتقل من منزلها أملًا في عودة ابنها في يوم من الأيام.
عاش سارو في دار الأيتام لفترة حتى تم تبنيه من قبل عائلة أسترالية اسمها بريرلي في هوبارت تسمانيا في أستراليا، وأصبح اسمه سارو بريرلي.
تبنت العالة الأسترالية طفلًا هندية آخر اسمه مانتوش وأصبح شقيق سارو، وبمرور الوقت تبنى سارو اللغة الإنجليزية وفقد الاتصال باللغة الهندية.
درس سارو الأعمال والضيافة في المدرسة الأسترالية الدولية للفنادق في كانبيرا، وكان شخصًا متفوقًا في الرياضة والدراسة إلا أن حياته تبدلت بعدما قرر البحث عن عائلته الحقيقية في الهند.
قرر سارو بريرلي البحث عن عائلته في الهند بداية من عام 2008، حينما علم أنه يمكن معرفة مسقط رأسه الحقيقي من خلال صور الأقما الصناعية على جوجل إيرث.
أمضى سارو 3 سنوات من حياته يتتبع خطوط السكك الحديدية المتفرعة من محطة هوراه في كلكتا متذكرًا معالم رئيسية في المحطات مثل خزان المياه الكبير الذي كان موجودًا في المحطة التي اختفى منها شقيقه.
بعد 3 سنوات من البحث المستمر وفي إحدى الليالي في عام 2011 تمكن سارو من العثور على محطة سكة حديد صغيرة تتطابق مع المحطة التي رآها في ذاكرته، وهي محطة برهانبور، فتابع البحث انطلاقًا من هذه المحطة حتى تمكن من معرفة مسقط رأسه.
في عام 2012 قرر سارو بريرلي السفر إلى الهند لإكمال البحث عن عائلته في مدينة خاندوا، وبسؤال السكان عن ما إذا كان هناك عائلة فقد ابنها قبل 25 عامًا، كما أظهر صورة لنفسه عندما كان طفلًا، وسرعان ما قاده السكان المحليون إلى والدته التي لم تغيّر مكانها أملًا في عودة ابنها الطائف.
تم لم شمل سارو بريرلي مع والدته وأخته شكيلا وشقيقه كالو، وعندما سأل عن شقيقه علم أنه مات في اليوم الذي ضاع فيه. تمكنت والدته من إدخال أطفالها إلى المدرسة بعد ضياع ولديها، وأصبحت ابنته تعمل مدرسة بينما شقيقها الآخر مدير مصنع.
غطت وسائل الإعلام الهندية والدولية لقاء سارو بعائلتها الحقيقية في الهند، وعاش سارو في هوبارت لفترة حتى يكون بإمكاه التواصل مع عائلتها لهندية بشكل منتظم.
اكتشف سارو بعد لم شمل عائلته أنه كان ينطق اسمه خطأ، فاسمه الحقيقي "شيرو" وتعنى باللغة الهندية الأسد، بينما كان ينطق اسمه سارو، وهو الاسم الذي لا يزال ملازمًا له حتى الآن.
عرض سارو على والدته الحقيقية السفر معه إلى أستراليا ولكنها فضلت البقاء في الهند خاصة أنها لا تعلم الإنجليزية، كما أن ابنها سارو لا يمكنه الحديث بالهندية لذا فإن التواصل بينهما سيكون صعبًا.
بعدما وجد والدته وأشقائه أعلن سارو عام 2019 أنه يبحث عن والده الذي تركه هو وعائلته عندما كان طفلًا صغيرًا.
في عام 2013 كتب قصته في كتاب بعنوان "طريق طويل إلى المنزل" وصف فيه محته عندما كان طفلًا في عمر 5 سنوات وقصة تبينه من عائلته الأسترالية، وفي عام 2016 تم تحويل كتابه إلى فيلم بعنوان "Lion" أو أسد.
الفيلم من إخراج جارث ديفي ومن بطولة ديف باتيل، بدور سارو، ونيكو كيدمان وديفيد وينهام، بدور والداه بالتبني، وروني مارا، وقد عرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2016.
تلقى الفيلم 6 ترشيحات في جوائز الأوسكار التاسع والثمانين، مناه جائزة أفضل ممثل مساعد للممثل الهندي البريطاني ديف باتيل.