لقبت بـ"عانس السينما المصرية" بعد أن كانت تبحث في أغلب أدوارها عن عريس إنها الفنانة صاحبة الضحكة المميزة والحضور الطاغي زينات صدقي التي تزوجت في الواقع مرتين.
وقدمت رصيد فني كبير، ورغم ذلك عانت في أخر أيامها من الفقر الذي اضطرها لبيع عفش منزلها للإنفاق على نفسها حتى صرف لها الرئيس السادات معاشا استثنائيا. مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
اسمها بالكامل زينب محمد سعد صدقي، ولدت في محافظة الإسكندرية بحي الجمرك، يوم 4 مايو عام 1912، كان والدها تاجرا من أصول مغربية، وكانت والدتها متزوجة قبل والدها ولديها أختان غير أشقاء وهما دولت وسنية، وأخت وحيدة شقيقة هي فاطمة.
حصلت زينات على الشهادة الابتدائية فقط، وقبل أن تكمل عامها الثالث عشر توفي والدها وأرغمها عمها على الزواج من ابنه، ولكن الزيجة لم تستمر طويلا.
لم تستمر الزيجة وقررت شق طريقها في المجال الفني الذي عشقته، في البداية شاركت مع بعض الفرق الغنائية كمغنية وفي الوقت نفسه بدأت تتناقل بين الفرق المسرحية، وكانت على موعد مع أهم صدفة في حياتها وهي أن حضر الفنان نجيب الريحاني أحد العروض لها.
عرض عليها الفنان القدير الانضمام لفرقته، وغير اسمها من "زينب" إلى "زينات" واختارت هي صدقي من اسم أقرب صديقة لها كانت تسمى "خيرية صدقي".
أبدعت في العديد من الأدوار في السينما ووصل رصيدها الفني لما يزيد عن الاشتراك في ما يزيد عن 300 فيلم، وأصبحت أحد أبرز نجمات الكوميديا في السينما المصرية شاركت كبار النجوم مثل الفنان إسماعيل ياسين، العندليب عبد الحليم حافظ، الفنان القدير يوسف وهبي، والفنانة شادية وآخرون.
تعتبر بدايتها مع السينما كانت في عام 1936 من خلال فيلم بسلامته عايز يتجوز، وفي العام التالي قدمت وراء الستار، وفي عام 1938 شاركت في عدة أفلام من أشهرها بحبح باشا، ساعة التنفيذ، وفيلم شيء من لا شيء.
في عام 1939 شاركت في فيلم ثمن السعادة، وفي عام 1940 قدمت تحت السلاح، في عام 1942 شاركت في فيلم ممنوع الحب، وفي عام 1943 قدمت فيلم نداء القلب وفيلم البؤساء.
في عام 1944 شاركت في ثلاثة أفلام وهي برلنتي، تحيا الستات، وفيلم أما جنان، أما في عام 1945 فشاركت في عدد كبير من الأفلام من أشهرها أحلاهم، الأم، كازينو اللطافة، شهر العسل، الحياة كفاح، وفيلم قصة غرام.
في عام 1946 قدمت عروسة للإيجار وفيلم الدنيا بخير، وفي عام 1947 قدمت الستات عفاريت، وفيلم شبح نص الليل، في عام 1948 قدمت عدة أفلام وهي اللعب بالنار، بنت حظ، آه يا حرامي، صاحبة العمارة، حب وجنون، وفيلم عنبر.
في عام 1949 شاركت في مجموعة كبيرة من الأفلام من أشهرها ليلة العيد، عقبال البكاري، المجنونة، أحبك أنت، عفريتة هانم وهدى.
في عام 1950 قدمت أيضا مجموعة من الأفلام من أشهرها آه من الرجالة، المليونير، الآنسة ماما، دموع الفرح، ياسمين، محسوب العائلة، البطل، بلدي وخفة.
وفي العام التالي شاركت أيضا في عدد كبير من أشهرها الصبر جميل، قطر الندى، البنات شربات، نهاية قصة، تعال سم، وفيلم من غير وداع، وفي عام 1952 شاركت في من أين لك هذا المنتصر، عايز أتجوز، يا حلاوة الحب، وفيلم شم النسيم.
وفي عام 1953 شاركت في عدد كبير من الأفلام ومن أشهرها بنت الأكابر، أقوى من الحب، ظلموني الحبايب، الحرمان، عفريت عم عبده، المرأة كل شيء، مليون جنيه، بعد الوداع، وفيلم نساء بلا رجال.
يعتبر اشتراكها في أفلام الفنان إسماعيل ياسين حقق لها شهرة فنية كبيرة وتعاونت معه في عام 1954 في عدة أفلام مثل الآنسة حنفي، عفريتة إسماعيل ياسين والستات ميعرفوش يكدبوا، وفي نفس العام شاركت في عدد كبير من الأفلام.
في العام التالي شاركت في عدة أفلام أهمها أيامنا الحلوة، نهارك سعيد وكابتن مصر، في عام 1956 تميزت في فيلم إسماعيل ياسين في البوليس، وفي عام 1957 قدمت واحد من أشهر أدوارها في فيلم ابن حميدو مع إسماعيل ياسين وقدمت معه في نفس العام إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات، وإسماعيل ياسين في الأسطول.
وفي العام التالي شاركته في إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، وفيلم إسماعيل ياسين طرزان، وفي عام 1959 قدمت إسماعيل ياسين بوليس سري، العتبة الخضراء، عريس مراتي، وفيلم المليونير الفقير.
في عام 1960 شاركت في حلاق السيدات، بنات وفي الستينات رغم أن عدد أفلامها أقل إلا أنها قدمت مجموعة من أشهر الأفلام فشاركت في فيلم معبودة الجماهير مع العندليب عبد الحليم حافظ وشادية، وفيلم المجانين في نعيم، وأشجع رجل في العالم، وفي السبعينات شاركت فقط في عام 1970 في فيلم السراب، وفي عام 1975 في فيلم بنت اسمها محمود.
تزوجت "زينات" مرتين الأولى وهي في عمر الثالثة عشر عاما حينما أجبرها عمها بعد وفاة والدها من الزواج من ابنه الذي كان أكبر منها بـ 17 عاما وكان طبيباً، ولكن بسبب سوء معاملته لها، ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، فقد اعتدى بالضرب عليها عدة مرات أصرت على الطلاق حتى حصلت عليه، ولم تسفر الزيجة عن أولاد.
أما الزيجة الثانية فكانت من أحد معجبيها وكان أحد الضباط الأحرار، اعتاد الجلوس في الصف الأول لمشاهدتها على المسرح، وحينما أخبر الفنان نجيب الريحاني بإعجابه لها أخبره أنها جد ولا تحب الطرق الملتوية.
فطلب منها أن تعزمه على فنجان شاي في منزلها فعنفته أنها لا تستقبل رجالاً في منزلها، فأخبرها أنه يقصد في اليوم الذي تدعو فيه الفرقة لتناول الطعام، وذهب معهم وطلب يدها للزواج بعدها.
ورغم أن جميع أفراد الفرقة كان على علم بالزواج، وكذلك أهلها إلا أنه أبقى الأمر سرا عن عائلته، فوالده كان عمدة في الصعيد وكان يعارض الزواج من أحد العاملين في الوسط الفني.
وبعد زيجة استمرت الـ 14 عاما رفضت فيها زينات الإنجاب رغم حملها مرة ولكنها أجهضت نفسها قبل أن يخبر والده بزواجه منها، تغيرت معاملة الزوج، فطلب منها التوقف عن التمثيل، ووضع والدتها التي كانت تعيش معها في إحدى دور المسنين.
ولكن ما كان من زينات بعد أن سمعت هذا الأمر إلا أن ضربته بالتليفون على رأسه، فطلقها في الحال، وروت حفيدتها في أحد اللقاءات أن الرئيس جمال عبد الناصر حاول التدخل واتصل بـ "زينات" للصلح" ولكنها رفضت رغم حبها الشديد له، وحزنها الشديد لوقوع الطلاق.
في الفترة الأخيرة من حياتها عانت الفقر والوحدة مع عدم وجود أدوار تعرضت عليها، واضطرت لبيع عفش بيتها حتى تستطيع الإنفاق على نفسها، حتى كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عيد الفن عام 1976 وصرف لها معاشا استثنائيا قدره 100 جنيه.
وفي 2 مارس عام 1978 رحلت الفنانة صاحبة الضحكة والبهجة زينات صدقي عن عاملنا بعد إصابتها بماء على الرئة.
