زهرة لاري.. أول إماراتية تمارس رياضة التزلج على الجليد

كانت طفلة تشاهد فيلم ديزني "أميرة الثلج" وهي في الثانية عشرة من عمرها ووقعت في حب التزلج، ولكن لم تكن تعلم في البداية أن حبها للتزلج سيتحول إلى شغف يجعلها تصبح أول إماراتية تتزلج على الجليد وهي محجبة كذلك، إنها الرياضية زهرة لاري التي تحدت الصعاب لتحقق حلمها في التزلج، وترفع علم بلادها الإمارات في البطولات العالمية، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الرياضية والتحديات التي واجهتها في حياتها.

حياة زهرة لاري ونشأتها

زهرة فضل لاري هي رياضية لفن التزلج على الجليد إماراتية من أم أمريكية مسلمة، ولدت في 3 مارس عام 1995 في مدينة أبوظبي وعاشت حياتها كلها في الإمارات العربية المتحدة، ولديها شقيقان.

تعد زهرة أول متزلجة على الجليد في الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، وتنافس دوليًا باسم بلدها الإمارات في بطولات عالمية، كما أنها بطلة وطنية إماراتية خمس مرات.

بجانب ممارستها رياضة التزلج، درست زهرة تخصص صحة وسلامة البيئة من جامعة أبوظبي، وهي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لنادي الإمارات للتزلج، وهو النادي الأول من نوعه في الإمارات.

كرست زهرة حياتها لصحة ورفاهية المجتمع الإمارتي والمرأة بشكل خاص، وهي رياضية معتمدة في السجلات الوطنية الإماراتية بسبب إنجازاتها في خدمة المجتمع والدولة. تزوجت زهرة عام 2021 ولديها طفل.

بدايتها في رياضة التزلج

تعرفت زهرة على رياضة التزلج وهي بعمر الثانية عشر عن طريق الصدفة، حيث ذهبت العائلة لمشاهدة فيلم في السينما، ولم يكن هناك تذاكر إلا لفيلم ديزني "أميرة الثلج"، ورغم رفض شقيقها الأصغر مشاهدة فيلم للفتيات، ولكنهم شاهدوه في النهاية.

كان هذا الفيلم سبب حبها لهذه الرياضة، فطلبت من والديها أن تتدرب على رياضة التزلج، وبدأت بالفعل التزلج في صالات التزلج في مدينة زايد الرياضية، وكانت تتمرن لمدة نصف ساعة أسبوعيًا في الوقت المحدد للنساء، وكانت تمارس هذه الرياضة كهواية فقط.

لم تتصور زهرة في يوم من الأيام أنها تنافس في بطولات محلية ودولية في رياضة التزلج، فرغم قصر المدة التي كانت تتدرب فيها إلا أن مدربتها لاحظت مهارتها وموهبتها في هذه الرياضة، فنصحت عائلتها أن تأخذ هذه الرياضة على محمل الجد، وأن تنافس في البطولات.

شاركت زهرة في أول منافسة لها في الرياضة التزلج في الإمارات، وكان ذلك في عام 2007، وفازت بالمركز الأول ورغم أنها كانت منافسة بسيطة ولكنها كانت بداية جيدة لها.

صعوبات واجهتها

عندما بلغت زهرة لاري الرابعة عشر من عمرها رفض والدها أن تكمل رياضة التزلج، فكان يرى أنها أصبحت امرأة وخاف من نظرة المجتمع والمقربين لها بأنها متزلجة ومحجبة وهي رياضة لا تناسب المحجبات.

لم تشارك زهرة في المسابقة التالية، وقال لها والدها أنها يمكنها أن تذهب إلى صالة التزلج لتشجيع صديقاتها، وحينما رأى والدها نظرة الحزن على وجهها لم يتحمل ووافق في النهاية على ممارسة هذه الرياضة.

كان من الصعب على زهرة أن تستمر في هذه الرياضة لعدة سنوات، فكانت تستيقظ في الرابعة فجرًا وتتمرن حتى ميعاد المدرسة ثم تذهب إلى المدرسة وتعود مجددًا إلى صالة التزلج.

كان والداها صارمين جدًا من ناحية التعليم، فكان عليها أن تكمل دراستها وإلا لن تمارس الرياضة، فكان من الصعب عليها أن توفق بين الدراسة والتدريب، فهي تتدرب 6 أيام في الأسبوع لمدة 6 ساعات يوميًا تقريبًا.

من أجل أن تتفوق في هذه الراضة النادرة في الإمارات والشرق الأوسط كان عليها أن تتخلى عن الكثير من الأشياء، ولعل أهمها التجمعات العائلية، فهي نادرًا ما ترى عائلتها أو تحضر التجمعات العائلية بسبب السفر لحضور البطولات، أو الساعات الطويلة للتمرين.

في أول بطولة دولية شاركت فيها زهرة كانت أول مرة تمارس فيها سيدة محجبة رياضة التزلج، وكان ذلك  عام 2012، وبمجرد أن رأى الحكام أنها ترتدي الحجاب تم خصم نقطة منها لأنها كانت محجبة، وبعدها تم إلغاء هذا الأمر وأصبح من حقها ممارسة هذه الرياضة بالحجاب دون خصم نقاط منها.

دعم والدتها لها

تلقت زهرة دعامًا كبرًا من عائلتها وخاصة والدتها التي تشاركها دائمًا كل لحظاتها، ففي حوار لها مع أنس بوخش قالت إن والدتها كانت تستيقظ معها الفجر وتذهب معها إلى صالة التزلج وتنتظرها لمدة 6 ساعات حتى تنهي تدريباتها.

كما قالت إن والدتها تغيب عن المنزل لمدة 3 أشهر معها حتى تسافر معها في البطولات الدولية التي تشارك فيها، وهي تنسب الفضل لوالدتها في كل ما وصلت إليه.

البطولات التي شاركت فيها

كان الظهور الأولى لزهرة لاري في بطولة الناشئين في موسم 2011- 2012 وشاركت في بطولة كأس أوروبا في مدينة كانازي إيطاليا، وفي هذه البطولة تم خصم نقطة منها لأنها ترتدي الحجاب.

ولأن الحجاب لم يكن زيًا معتمدًا في هذه الرياضة تم خصم النقطة، ولكن بعد مناقشة الأمر قرر الحكام تغيير هذا القرار مما سمح بارتداء الحجاب في هذه المنافسة.

في موسم 2013- 2014 شاركت زهرة في 3 مسابقات دولية للناشئين، واحتلت المركز السابع في كأس دبي الذهبي، والمرتبة الـ12 في كأس العام الجديد، والمركز 26 في كأس سوبرتلاند.

في موسم 2014- 2015 بدأت زهرة في المنافسة على المستوى الأول، وحصلت على المركز الرابع في كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك، وكان هذا أفضل مستوى وصلت إليه، وشاركت كذلك في كأس التحدي الأول 2015 وحصلت على المركز الحادي عشر.

في موسم 2015- 2016 عانت من الإصابة، ونافست في كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك، وكانت هذه المشاركة الوحيدة لها في هذا الموسم.

في الموسم التالي شاركت زهرة في التصفيات الأولمبية أو كأس نيبيلهورن، وشاركت أيضًا في بطولة بافاريا المفتوحة، وكأس تيرول، وكأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك التي أقيمت في صالة التزلج الخاصة بها.

شاركت أيضًا في مسابقة الدب الذهبي، وسلوفينيا المفتوحة، وبطولة الإمارات الوطنية، وفي موسم 2018- 2019 شاركت في دورة الجامعات الشتوية في روسيا، وكانت أول إماراتية تنافس في بطولة الجامعات الشتوية.