زهرة زينيا الفضائية: قصة أول زهرة تتفتح في الفضاء

تجربة علمية رائدة على متن محطة الفضاء الدولية تفتح آفاقاً جديدة للزراعة خارج كوكب الأرض

  • تاريخ النشر: السبت، 19 أبريل 2025 آخر تحديث: منذ يوم
زهرة زينيا الفضائية: قصة أول زهرة تتفتح في الفضاء

شهد عام 2016 إنجازاً علمياً بارزاً في مجال استكشاف الفضاء، عندما قدم رائد الفضاء الأمريكي سكوت كيلي أول زهرة من نوع زينيا، والتي نمت بالكامل في بيئة انعدام الجاذبية على متن محطة الفضاء الدولية.

تجربة علمية رائدة على متن محطة الفضاء الدولية تفتح آفاقاً جديدة للزراعة خارج كوكب الأرض

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، تمثل هذه الخطوة تقدماً كبيراً في مجال الزراعة الفضائية، كما أنها فتحت الباب واسعاً أمام إمكانيات جديدة لإنتاج الغذاء خلال مهمات الفضاء العميق المستقبلية.

وبدأت هذه التجربة العلمية الطموحة في نوفمبر 2015، عندما قام رائد الفضاء كيل ليندغرين بتفعيل نظام فيجي، المصمم خصيصاً لزراعة النباتات في الفضاء، وزرع بذور نبات الزينيا.

ويعتبر نظام فيجي منصة متطورة للزراعة في بيئات الجاذبية المنخفضة، حيث يوفر الإضاءة المناسبة والماء والمغذيات الضرورية لنمو النباتات في ظروف الفضاء القاسية.

وأشارت التقارير إلى أن عملية زراعة الزهور في الفضاء قد واجهت تحديات كبيرة، والتي تختلف تماماً عن تلك التي تواجه الزراعة على سطح الأرض.

فبدون قوة الجاذبية التي توجه نمو النباتات، وتساعد في توزيع الماء والمغذيات، كان على رواد الفضاء ابتكار طرق جديدة لرعاية النباتات، والتعامل مع المشكلات التي ظهرت أثناء نموها.

وفي أواخر ديسمبر 2015، بدأت نباتات الزينيا تظهر علامات الإجهاد والصعوبة في النمو، مما دفع وكالة ناسا إلى منح سكوت كيلي صلاحيات أوسع للعناية بها، واتخاذ قرارات فورية بشأن رعايتها، دون الحاجة للرجوع إلى فريق الدعم الأرضي في كل مرة.

ولفتت التقارير إلى أن هذا التغيير في النهج قد أدى إلى تطوير ما أصبح يعرف لاحقاً باسم دليل العناية بالزينيا، وهو بروتوكول مفصل يوضح كيفية رعاية هذه النباتات في ظروف انعدام الجاذبية.

وبفضل الرعاية المكثفة والمتخصصة التي قدمها كيلي، استعادت نباتات الزينيا قوتها وحيويتها، وفي 12 يناير 2016، بدأت أول بتلات الزهور بالظهور، مسجلة بذلك حدثاً تاريخياً في مجال استكشاف الفضاء والزراعة خارج كوكب الأرض.

ونوهت التقارير إلى أن أهمية هذه التجربة الناجحة لم تقتصر على الجانب العلمي فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب النفسية والعملية لرحلات الفضاء المستقبلية.

فقد أكدت التجربة أهمية فهم سلوك النباتات في بيئة منعدمة الجاذبية، وضرورة تطوير مهارات الزراعة الذاتية لدى رواد الفضاء، والتي ستكون حاسمة في المهمات الفضائية طويلة الأمد، مثل الرحلات المستقبلية إلى المريخ، أو إنشاء مستوطنات دائمة على سطح القمر.

وإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت التجربة التأثير الإيجابي للنباتات على الصحة النفسية لرواد الفضاء، حيث توفر وجود الزهور والنباتات الخضراء شعوراً بالارتباط بالأرض، وتساعد في تخفيف الضغط النفسي الناتج عن العزلة والبيئة المحدودة لمحطة الفضاء.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة