يحمل الأوكراني ريغوبير سونج أرقامًا قياسية عدة كلاعب كرة قدم، فطوال مسيرته الكروية فاز بالعديد من البطولات، منها 8 بطولات في كأس أمم إفريقيا، وشارك في أربع نهائيات لكأس العالم، وتم اختياره مدربًا لمنتخب الكاميرون المشارك في مونديال قطر 2022، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة ريغوبير سونغ ونشأته
ريجوربيرت سونج باهاناج هو لاعب كرة قدم أوكراني سابق، والمدرب الحالي لمنتخب الكاميرون، ولد في 1 يوليو عام 1976 في تكينجليوك الكاميرون.
توفي والده في سن صغير، فهو لا يعرف والده بشكل كبير، ولكنه يكرس كل نجاحاته له؛ لأن غيابه كان قوة دافعة له.
سونغ متزوج من سيدة اسمها إستر سونغ ولديه أربعة أطفال، وهم روني، وبريان، ويوحنا برناديت، وهيلاري فيرونيك ليليان، ويعيشون حاليًا في ليفربول.
هو عم لاعب كرة القدم أليكس سونغ الذي لعب كلاعب خط وسط دفاعي لأندية في فرنسا، وإنجلترا، وإسبانيا وروسيا.
بدأ سونغ موشاره الكروي في مركز الدفاع بداية من عام 1994 مع فريق ميتز الفرنسي، وانتقل لعدة أندية منها ليفربول، وويستهام يونايتد، وإف سي كولن، ودي لانس، وغلطة سراي، وطرابزون سبور.
لعب مع المنتخب بداية من عام 1993 حتى عام 2010، واعتزل كرة القدم في عام 2010، وبدأ مسيرته كمدرب بداية من عام 2015.
مرضه
في 3 أكتوبر عام 2016 تعرض ريغوبير سونغ لجلطة دماغية، ومكث في المستشفى في الكاميرون في غيبوبة لمدة يومين، وكان الأطباء يخططون لنقله إلى مستشفى فرنسي لتلقي مزيد من العناية.
ظل فترة بعيدًا عن الملاعب بسبب المرض، وعاد إلى الكاميرون في أبريل عام 2017 واستأنف مهام التدريب مع منتخب الكاميرون.
مشواره كلاعب كرة قدم
بدأ ريغوبير سونغ مشواره كلاعب كرة قدم مع نادي ميتز الفرنسي بداية من عام 1993 في مركز الدفاع، وكان مشاركته القوية مع النادي سببًا في اختياره ضمن تشكيلة المنتخب الكاميروني للمشاركة في كأس العالم عام 1994.
انتقاله إلى نادي ليفربول
بعد 5 سنوات مميزة مع النادي الفرنسي انتقل سونغ إلى نادي ليفربول الإنجليزي عام 1999 مقابل 2.7 مليون جنيه إسترليني بعد تجربة قصيرة مع نادي ساليرنيتانا الإيطالي، ولعب في نسخة كأس العالم عام 1998.
ظهر سونغ لأول مرة في الدوري الإنجليزي ضد كوفنتري سيتي، وحصل على دعم كبير من مشجعي ليفربول الذين قدروا قوته وأسلوبه المليء بالإثارة وبمجهوده في الملعب، وأصبح أحد رموز مشجعي ليفربول الذي اعتادوا الغناء له.
خلال فترة تواجده مع ليفربول لعب سونغ في مركز الظهير الأيمن على الرغم من أن مركزًا الطبيعي كان في منتصف الملعب. بسبب المشاركة الدولية مع منتخب الأسود غاب ريغوبير لمدة 3 أشهر عن الموسم الإنجليزي، وقاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 2000.
خلال بداية موسم 2000- 2001 لم يجد سونع مكانًا في المباريات، حيث شارك في 4 مباريات فقط من 11 مباراة، وكانت إحدى هذه المباريات هي مباراة الذهاب في الدور الأول من كأس الاتحاد الأوروبي ضد نادي رابيد الروماني التي فاز فيها ليفربول بالبطولة.
كان آخر ظهور لسونغ مع ليفربول في مباراة التعادل مع سندرلاند في 23 سبتمبر عام 2000، وشارك في 38 مباراة مع الريدز، ثم غادر ليفربول للتوقيع مع وست هام يونايتد.
انتقاله إلى وست هام يونايتد
في 28 فبراير عام 2000 انتقل ريغوبير سونغ إلى نادي وست هام يونايتد مقابل 2.5 مليون جنيه إسترليني، وظهر لأول مرة في كأس الرابطة في مباراة الجولة الربعة على ملعب بولين أمام سيفيلد يونزداي وخسر الفريق المباراة.
في الوقت الذي انتقل فيه سونغ إلى النادي انتقل زميله ريو غافين فرديناند مع، وفي أيامه الأولى أصر على أنه لا يريد أن يُقارن بفيرديناند، لأنه كان يعتقد أن ذلك ينتقص من موهبته.
على مدار موسمين خاص سونغ 27 مباراة مع وست هام في جميع المسابقات دون تسجيل أي أهداف، وفي يونيو عام 2002 غادر وست هام وانتقل إلى نادي آر سي لنس على سبيل الإعارة لمدة موسمين.
اللعب في الدوري التركي
في عام 2004 وبعد انتهاء الإعارة وقع سونغ مع نادي غلطة سراي التركي، وأصبح من اللاعبين المفضلين للمشجعين، وفور انتقاله شكل شراكة دفعية قوية مع اللاعب الكرواتي ستيبان توماس في قلب الدفاع.
خلال موسم 2006- 2007 كافح سونغ من أجل العثور على مكان في الفريق بسبب المشادة مع مدرب غلطة سراي آنذاك إريك جيريتس خلال إحدى مبارايات الدوري، وعلى الرغم من اعتذاره عن الحادث أمام الإعلام، إلا أن المدرب لم يتراجع عن موقفه.
مع وصول المدرب الجديد كارل هاينز فيلدكامب في موسم 2007 -2008 أصبح سونغ أخيرًا عضوًا حيويًا في الفريق، وقائد النادي الجديد. ولكن عند عودته من كأس الأمم الأفريقية مع الكاميورن وجد نفسه على مقاعد البدلاء بسبب الإصابة.
في الوقت نفسه ظهر اللاعب إيمري غونغور الذي شارك سيرفيت سيتين في قلب الدفاع. على الرغم من ذلك شارك سونغ في مسيرة غلطة سراي للفوز بلقب الدوري السادس عشر، في نهاية موسم 2007 قرر المغادرة.
التحق ريغوبير سونغ بنادي طرابزون سبور في صفقة انتقال مجانية، وبعد بداية ناجحة لموسم 2008- 2009 أصبح سونغ المفضل لدى الجماهير في طرابزون، حيث لعب 28 مباراة في الدوري.
بعد استقالة المدرب إرسون يانال فقد سونغ مكانه في التشكيلة الأساسية، ولكن في الموسم التالي أصبح قائد الفريق بعد أن تولي شينول غونيش منصب المدير، وأصبح هذا النادي آخر نادٍ له في مسيرته الاحترافية، حيث اعتزل كرة القدم عام 2010.
مشواره مع المنتخب الكاميروني
لعب ريغوبير سونغ مع منتخب الكاميرون بشكل أساسي لأكثر من عقد من الزمان، حيث تم استدعاؤه إلى المنتخب وعمره 17 عامًا للمشاركة في كأس العالم 1994 تحت قيادة المدرب هنري ميشيل.
لعب سونغ مبارتين في المجموعة النهائية ضد السويد، والبرازيل وحصل على بطاقة حمراء في مباراة البرازيل، ليصبح أصغر لاعب يتم طرده في كأس العالم وعمره 17 عامًا فقط، وخرج منتخب الأسود من دور المجموعات.
شارك سونغ بعد ذلك في كأس العالم عام 1998 بقيادته مع باتريك مبوما، والمهاجم الشاب صامويل إيتو البالغ من العمر 17 عامًا، وخرجت الكاميرون من دور المجموعات بعد تعادلها مع النمسا وتشيلي، وخسارتها أمام إيطاليا.
حصل في كأس العالم 1998 على بطاقة حمراء، فأصبح أول لاعب يتم طرده في نسختين مختلفتين من نهائيات كأس العالم، وحقق زين الدين زيدان هذا الإنجاز أيضًا حيث طرد في نهائي بطولة كأس العالم 2006.
كان سونغ جزءًا من منتخب الكاميرون الذي فاز بكأس الأمم الأفريقية عام 2000، وعام 2002، وبعد الفوز في كأس أمم إفريقيا لعام 2002 شارك منتخب الأسود في كأس العالم، ولكن تم إقصاؤها في مرحلة المجموعات بعد التعادل مع أيرلندا، والخسارة أمام ألمانيا.
في عام 2003 شارك مع منتخب الأسود في كأس القارات، ووصلوا إلى الدور نصف النهائي، وفي مباراة المنتخذ ضد كولومبيا انهار صديقه مارك فيفيان فوي، ولم يكن هناك لاعبون آخرون بالقرب منه، وخسرت الكاميرون أمام فرنسا في النهائيات في الوقت الإضافي.
توفي صديقه في اليوم نفسه بسبب اعتلال عضلة القلب الضخامي، وهي حالة وراثية تزيد من خطر الموت المفاجئ أثناء ممارسة الرياضة البدنية.
لم ينجح منتخب الأسود من التأهل لنهائيات كأس العالم 2006، ولكنه شارك في كأس الأمم الأفريقية، وأصبح سونغ الأكثر مشاركة في تاريخ الكاميرون.
كان أيضًا ضمن تشكيلة الكاميرون لكأس أفريقيا عام 2008 ولكنها خسرت أمام مصر بسبب الهدف الوحيد الذي صنعه محمد أبو تريكة الذي جاء بعد خطأ من سونغ.
في عام 2009 تم استبعاد سونغ من منصب قائد المنتخب في تصفيات كأس العالم، وكأس الأمم الأفريقية من قبل المدرب بول لوجوين، ولكنه ظل اللاعب الذي حدد صورة المنتخب الوطني، وتم تعيين صامويل إيتو قائد جديد للمنتخب.
في أغسطس عام 2009 تم استبعاد سونغ من التشكيلة الأساسية لأول مرة منذ عشر سنوات في مباراة ودية ضد النمسا.
في 16 عامًا مع المنتخب الوطني شارك سونغ في كأس الأمم الأفريقية 8 مرات، ويحمل سونغ الرقم القياسي في معظم المباريات المتتالية التي خاضتها في كأس الأمم الأفريقية بـ 35 مباراة مع الفريق الأول.
وفاز بكأس الأمم مرتين في نيجيريا 2000 ومالي 2002 وخسر أمام مصر في نهائيات غانا 2008.
في عام 2010 عاد إلى المنتخب في كأس الأمم الأفريقية، وفي مباريات البطولة قام سونع بأخطاء تسمى "التدمير الذاتي"، حيث سببت أخطاؤه الدفاعية بتسجيل عدة أهداف في شباكهم.
شارك سونغ أيضًا في تشكيلة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا مما جعله اللاعب الوحيد الذي لعب في نهائيات كأس العالم 1994 و 2010. كما كان اللاعب الأكثر خبرة الذي ظهر في جنوب إفريقيا 2010 مع 136 مباراة دولية لبلاده.
خرج منتخب الأسود من البطولة بخسارة أمام هولندا، وتقاعد سونغ من اللعب الدولي بعد 137 مباراة دولية في 1 أغسطس عام 2010.
مشواره كمدرب كرة قدم
في أواخر عام 2015 ورد أنه سيتم اختياره ريغوبير سونغ مديرًا للمنتخب التشادي، ولكن لم يتم هذا الاتفاق، وفي فبراير عام 2016 تم تعيينه مديرًا لمنتخب الكاميرون أ، ولكن ابتعد عن التدريب بسبب تمدد الأوعية الدموية.
استأنف مهام التدريب في عام 2017 قبل مرحلة التأهل لبطولة أمم أفريقيا عام 2018، وقاد المنتخب إلى البطولة، وفي أبريل عام 2018 تولى منصب مدرب منتخب الكاميرون بشكل مؤقت.
في عام 2019 درب منتخب الكاميرون تحت 23 عامًا في كأس الأمم الأفريقية، وفي 28 فبراير عام 2022 أعلن عن اختياره مدربًا لمنتخب الكاميرون الأول خلفًا للمدرب توني كونسيساو.