رياضة الدماغ.. إليك كيفية ممارستها وبعض فوائدها

  • تاريخ النشر: الخميس، 14 أكتوبر 2021
رياضة الدماغ.. إليك كيفية ممارستها وبعض فوائدها

تعمل رياضة الدماغ على تدريب دماغ اللاعبين من خلال إتمام المهام التي تُطور مهارات معرفية محددة مثل الذاكرة والانتباه والمنطق والتفكير السريع. هناك العديد من الأنواع التي تندرج تحت مُسمى رياضة الدماغ أو الألعاب العقلية، يمكن أن تتراوح أنشطة تدريب الدماغ من ألعاب الفيديو إلى الألغاز إلى ألعاب التفكير.. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على رياضة الدماغ.

ما هي رياضة الدماغ؟

يُعرّف الخبراء رياضة الدماغ أو ألعاب العقل على أنها أي نشاط يحفز التفكير. إنها ليست مجرد ألغاز وألعاب لوحية، ولكنها تشمل بعض المنافذ الإبداعية مثل الرسم أو تشغيل الموسيقى أو تعلم لغة جديدة.

كذلك، هناك نشاطان آخران لتحفيز الدماغ، وهما الشطرنج وألغاز الصور المقطوعة. يمكن أن يساعد الشطرنج في تعزيز التفكير المنطقي وحل المشكلات، بينما ثبت أن ألغاز الصور المقطوعة تساعد في تحسين وظائف الذاكرة قصيرة المدى. بالإضافة إلى ذلك، فإن ألغاز الصور المقطعة لها فائدة مهمة أخرى، وهي أن العثور على قطعتين من الألغاز الصحيحة وربطهما يطلق الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بمشاعر السعادة والرفاهية.

يُمكنك أن تُمارس رياضة الدماغ ببساطة من خلال بعض التحدي لعقلك، فمثلاً حاول أن ترسم شوارع مدينتك وطُرقها على ورقة بيضاء، يجب أن يتضمن رسمك الشوارع الرئيسية والشوارع الجانبية والمعالم المشهورة من محلات أو أماكن خدمية، بمُجرد الإنتهاء من ذلك قارن بين رسمك والخريطة الحقيقية لمدينتك، وستندهش من بعض الأشياء التي فاتتك.

جرّب نفس النشاط السابق مع أماكن أقل تواجداً في ذاكرتك، هذا النشاط من الألعاب العقلية الهامة والذي يُساعد على تنشيط مجموعة مُتنوعة من مناطق الدماغ، وهو من ألعاب الذاكرة أيضاً، التي تُساعد على تقوية الذاكرة وتنشيطها، قد يبدو نشاطاً صعباً ومُعقداً، لكن مثل هذه الألعاب العقلية الصعبة هو ما يُحقق أكبر فائدة لدماغك.

من طرق تحدي عقلك أيضاً حلّ الكلمات المُتقاطعة وألعاب السودوكو، أيضاً ألعاب الطاولة والكوتشينة والشطرنج تقوي عقلك وتجعلك أيضاً تتواصل إجتماعياً مع أصدقائك.

هل رياضة الدماغ مفيدة بالفعل؟

عندما يتعلق الأمر بأدمغتنا، فإن القليل جداً من الأشياء التي تملك إجابات حاسمة بكونها مفيدة أو غير مفيدة، هذه القاعدة تنطبق على فعالية ألعاب الدماغ للبالغين. تقول سوزان جايجي، دكتوراه، عالمة أعصاب في جامعة كاليفورنيا في إيرفين: "يعتمد الأمر على نوع الألعاب ومن يلعبها والغرض منها، ومدة أو عدد المرات أو مدى شدة لعبها".

وجد فريق جايجي في مختبر الذاكرة العاملة أن استجابة الأفراد لتدريب الدماغ غالباً ما تكون مختلطة؛ فبينما يُظهر بعض المشاركين تحسناً إدراكياً، لا يُظهر البعض الآخر شيئاً. يقول الخبراء إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للعثور على الصيغة الدقيقة لمجى فاعلية رياضة الدماغ في تعزيز المهارات العقلية.

على الرغم من عدم وجود دراسة نهائية تثبت بشكل قاطع أن ألعاب الدماغ تعمل حقاً، إلا أن النتائج الواعدة تُظهر أن تعلم معلومات جديدة، ومهارات التعلم وشحذها وممارسة الألعاب يمكن أن توفر دفعة للدماغ.

يمكن أن تؤثر العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة على صحة الدماغ. يعتقد العديد من الخبراء أن أفضل طريقة للحفاظ على لياقة دماغك هي اتباع نهج متعدد الأوجه. بالإضافة إلى ممارسة رياضة الدماغ، يوصون بما يلي:

  • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • العناية بصحتك الجسدية.
  • البقاء نشيطاً بدنياً.
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

ما هي الفوائد المعروفة لألعاب الدماغ؟

أظهرت الدراسات أن لعب بعض الألعاب مثل السوليتير أو الشطرنج سيجعلك أفضل في المهارات المطلوبة للعب تلك الألعاب، لكن الشيء الأساسي الذي يجب تذكره هنا هو أن المهارة التي تتحسن فيها غالباً ما تكون محددة.

يشرح هذا جوناثان كينج، دكتوراه، مدير برنامج في المعهد الوطني للشيخوخة قائلاً: "على سبيل المثال، قدرتك على تذكر البطاقات قابلة للتدريب والتطوير، امتلاك مهارات ذاكرة البطاقة يمكن أن يكون مفيداً في مجموعة متنوعة من ألعاب الورق، ولكن هذه المهارات هي مُحددة للغاية وقد لا تكون مفيدة على الإطلاق في مجالات أخرى، فهذه المهارات مثلاً لن تفعل أي شيء لتحسين لعبك للشطرنج، ولن تفعل بالضرورة أي شيء لمساعدتك في تعلم طريقة لحفظ أشياء أخرى بشكل عام".

على الرغم من أن الألعاب الذهنية قد لا تتمتع بالمزايا السحرية التي كنت تأملها، إلا أنها لها العديد من الفوائد التي لا يجوز إغفالها. تبين أنه من خلال تكرار لعب لعبة معينة، فأنت في الواقع تغير الطريقة التي يعمل بها عقلك. يقول المختصون أنه غالباً ما تكون الفوائد التي يولدها لعب ألعاب الفيديو نتيجة المرونة العصبية، وقدرة الدماغ على تعديل بنيته، وكيميائه، ووظيفته استجابةً لتحدي ما. هذه النتائج بمثابة الأساس العصبي للتعلم. أثناء لعبك لألعاب الدماغ، يتكيف عقلك ويعيد توصيل نفسه لتحسين أدائه.

يتفق معظم الخبراء، على أن ألعاب تعزيز الذاكرة يمكن أن تُحسّن المهارات التي تمارسها أثناء اللعب. على سبيل المثال، إذا اختبرت بشكل متكرر قدرتك على تذكر الأنماط المرئية المعروضة بإيجاز، فستتحسن بالفعل في تذكر تلك الأنماط.

هل يمكن أن تقلل رياضة الدماغ من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر؟

مثلما يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في إبطاء الآثار الجسدية للشيخوخة، فإن الدماغ يستفيد أيضاً من التحفيز الذي تُنتجه رياضة الدماغ. في كثير من الأحيان، يمكن أن يأتي هذا التحفيز من العمل الذي نقوم به. ولكن بعد التقاعد، يمكن أن ينخفض ​​قدر كبير من التحفيز الذهني الذي يحافظ على صحة الدماغ. تتمثل إحدى طرق المساعدة في تحسين الذاكرة ووظائف الدماغ مع تقدمنا ​​في العمر في ممارسة رياضة الدماغ ولعب ألعاب العقل.

تُظهر الأبحاث أن رياضة الدماغ يمكن أن يكون لها تأثيراً إيجابياً على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. أوضحت نتائج تجربة إكلينيكية استمرت عقداً من الزمن على كبار السن، أن المشاركين أظهروا استفادة كبيرة من تدريب الذاكرة والاستدلال وسرعة المعالجة بعد خمس سنوات. والأفضل من ذلك، استفاد بعض الأشخاص من سرعة معالجة التدريب بعد 10 سنوات.

يعتقد بعض العلماء أن النشاط الذهني الإضافي الذي ينتج عن الألعاب قد يحمي الدماغ عن طريق تقوية الروابط بين خلاياه. ليس هناك ما يضمن أن ألعاب الدماغ ستمنع الإصابة بمرض الزهايمر، ولكن قد تساعد الألعاب في تأخير الأعراض والحفاظ على عمل العقل بشكل أفضل لفترة أطول. أظهرت الدراسات التي أجريت على أدمغة الحيوانات أن  ممارسة رياضة الدماغ والحفاظ على تحفيز الدماغ قد:

  • يُقلل مقدار تلف خلايا الدماغ الناتج عن مرض الزهايمر.
  • يدعم نمو الخلايا العصبية الجديدة.
  • يُشجع الخلايا العصبية على إرسال رسائل إلى بعضها البعض.

التأمل لتقوية الذاكرة وتنمية الذكاء

من الأشياء التي تقوي الذاكرة وتُنمي الذكاء مُمارسة التأمل، فبعد يوم طويل ومُرهق من العمل قد تواجه تحديّات في الذاكرة، وتشعر أنك لا تستطيع تذكر بعض الأشياء، الحل يكمن في مُمارسة التأمل، فقد اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا ارتباطاً قوياً بين التأمل وانخفاض إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يُعرف باسم هرمون الإجهاد والذي يُسبب الشعور بالتعب وعدم التركيز.

هناك دراسة أخرى قام بها طبيب بجامعة روتجرز اكتشف خلالها أن المُتأملين يمكن أن يقللوا مستويات الكورتيزول بأكثر من النصف مما يُفرزه الجسم في الطبيعي.

وجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد عام 2000 أن مُمارسي التأمل تمكنوا من زيادة الكتلة العصبية من مناطق الدماغ والمُرتبطة بالذاكرة الطويلة والقصيرة المدى، وتنمية الذكاء والتفكير العميق وزيادة التركيز، مع تهدئة النشاط الكهربائي في المناطق المُرتبطة بالقلق والاكتئاب والخوف والغضب.

تطبيقات تُساعدك على تنمية الذكاء وتنشيط الذاكرة

يوجد بعض التطبيقات على جهازك الأندرويد تُساعدك على مُمارسة الألعاب العقلية وتنمية ذكائك وتنشيط ذاكرتك، ومنها تطبيق Peak، وهو يحتوي على مجموعة من الألعاب المُصغرة الخاصة يتنمية الذكاء والذاكرة وزيادة التركيز.

تطبيق Elevate والذي يحتوي أيضاً على ألعاب عقلية خاصة باختبار مُستوى الذكاء الخاص بك وتنميته وزيادة التركيز، تطبيق Fit Brains Trainer والذي يحتوي على على 35 لعبة عقلية تختبر ذاكرتك ومستوى ذكائك ومهاراتك العقلية الأخرى.

مستقبل رياضة الدماغ

يواصل الباحثون استكشاف التغييرات في الدماغ التي يسببها التدريب، وكيف يمكننا جعل تأثيرات التدريب هذه أكبر وأكثر فائدة، وكيفية تطبيق التدريب على جميع جوانب حياتنا. يبدو مستقبل ألعاب الفيديو المعززة للدماغ واعداً أيضاً.

يمكن أن تكون ألعاب الدماغ ممتعة وجذابة لأي شخص بالغ وتوفر مجموعة كبيرة من الفوائد لكبار السن، بما في ذلك تحسين الذاكرة وإدارة مهارات الحياة اليومية والصحة العقلية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة