على الرغم من أن الفنان السوري رياض شحرور لم يقدم طوال مسيرته الفنية إلا الأدوار الثانوية، ولكنه تمكن بخفة ظله وموهبته وعفويته أمام الكاميرا أن يُطبع في ذاكرة المشاهدين، فبرع في عالم الكوميديا ولكن خفتت الأضواء عنه حتى وفاته، تعرف على سيرته في السطور التالية.
حياة رياض شحرور ونشأته
رياض محمد خليل شحرور هو ممثل سوري ولد في 10 يناير عام 1935 في العاصمة السورية دمشق، وبدأ التمثل من خلال المسرح عام 1955.
عشق رياض التمثيل منذ صغره، لذا سعى لتأسيس أول فرقة مسرحية، حيث كان يعرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة، وتتلمذ على يد الكثير من الفنانين.
عُرف رياض بخفة دمه وعفويته من خلال الأدوار الكوميدية التي اشتهر بها، وخاصة دور أبو وصفي في مسلسل عيلة خمس نجوم.
انضم رياض بعد ذلك نقابة الفنانين في دمشق، وهو من مؤسسي هذه النقابة، كما أنه عضو في المسرح القومي، وشارك في العديد من الأعمال الفنية حتى وفاته.
لا يُعرف الكثير عن حياته الشخصية، ولكنه متزوج من سيدة من خارج الوسط الفني، ولديه أربعة أبناء وهم عاطف، ومحمد، وأحمد، وسمر.
وفاته
عاش الفنان رياض شحرور آخر أيامه فقيرًا ومات وحيدًا، وقضى أيامه الأخير مريضًا يتعرض للإهما من نقابة الفنانين على الرغم من أنه أثرى الدراما السورية بأعمال راسخة وفارقة وإن كانت قليلة.
لم يبحث رياض عن الشهرة بقدر بحثه عن الفكرة، لذا لم يهتم بالمناصب؛ لأنه رأى أن المنصب يمنع الفنان من الإبداع ويجعله شخصًا إداريًا لا يبدع ولا ينتج الجديد.
توفي رياض في منزله في دمشق في 15 مايو عام 2014 عن عمر ناهز 79 عامًا قضى أكثر من نصفها في المسرح والدراما، وانطلقت الجنازة من منزله في حي الزاهرة في دمشق وصلي على جثمانه فيجامع شمدين آغا ودفن في مقبرة بئر السبيل في حي ركن الدين.
مشواره الفني
بدأ الفنان رياض شحرور مشواره الفني مبكرًا، حيث بدأ بتقديم مسرحيات في حارته وفي البيوت السورية القديمة في سن الـ17 عامًا، وتميز بخفة دمه التي جعلت كل من يراه يحبه، وكانت معظم الأعمال التي يقدمها تحمل الطابع الكوميدي.
أسس رياض بعد ذلك أول فرقة مسرحية، وكان عمره وقتها 20 عامًا، وحملت الفرقة اسم "الفرقة الشعبية للتمثيل والموسيقى"، وفيها كان يكتب المسرحيات، كما كان يختار الفنانين المشاركين، وغالبتيهم كانوا من الهواة في التمثيل، كما أخرج معظم مسرحياته.
تكفل رياض بمصاريع فرقته المسرحية، وتمكن مع مجموعة من الفنانين من تأسيس المسرح القومي السوري، حيث يعد رياض من أبرز مؤسسيه والقائمين عليه.
لم يتمكن رياض من تمويل فرقته بالشكل كافي، لذا لم يتمكن من عرض مسرحياته على خشبة المسرح، فاضطر لتقديم مسرحياته في البيوت الدمشقية، وقدم أول عرض مسرحي له عام 1995.
شارك رياض في العديد من المسرحيات، منها "إبرة بكومة قش"، و"أبو خليل القباني"، و"النيزك"، و"جابر عثرات الكرام".
انتقل رياض بعد ذلك إلى التلفزيون، وكان من أوائل الفنانين الذين شاركوا في أعمال فنية ضمن التلفزيون السوري منذ افتتاحه، وشارك في تمثيلية "أبو البنات" التي قدمها عام 1963، وبعدها بعدة أعوام شارك في مسرحية "مسرح الشوك" التي منعت الرقابة الفنية السورية عرضها.
في عام 1970 شارك رياض في مسلسل "حارة القصر" وهو مسلسل تشويقي يحكي قصة حياة أم مكافحة تحاول تجميع أبنائها ومنعهم من السفر أو الهجرة خارج البلاد وحل مشكلاتهم حتى لا يبتعدوا عنها.
شارك في العمل مجموعة كبيرة من الفنانين منهم محمد خير حلواني، وعصام عبه جي، وفايزة الشاويش، وعدنان عجلوني، ومها الصالح، وسليم كلاس، والعمل من تأليف عادل أبو شنب، وإخراج علاء الدين كوكش.
وفي عام 1972 شارك في فيلم "مقلب من المكسيك" من بطولة دريد لحام، ونهاد قلعي، ومنى واصف، وسلمى المصري، وهالة شوكت، ونور كيالي، ومن إخراج سيف الدين شوكت، وتأليف فيصل الياسري.
العمل يتحدث عن تيسير وهو رجل محافظ يعاني من عقدة بسبب زواج أخته رغمًا عنه، لذا فهو يضيق الخناق على بناته، وحينما يتقدم شاب لخطبته ابنته كوثر ويعرف أن ابنته واقعة في غرامه يرفض الشاب.
في عام 1974 شارك في فيلم "غوار جيمس بونج" من بطولة نهاد قلعي، ودريد لحام، كما شارك في مسلسل "انتقام الزباء" وجسد فيها شخصية رسول الملك. وفي العام التالي شارك في فيلم "الحسناء وقاهر الفضاء" من إخراج سهيل كنهان، وبطولة أديب قدورة، ونجاح حفيظ، وناجي جبر وغيرهم.
ابتعد رياض شحرور عن الوسط لعدة سنوات، ثم عام 1985 في سهرة تلفزيونية بعنوان "أسبوعان وخمسة أشهر"، و"في عام 1988 شارك في مسلسل "الدنيا مضحك مبكي"، وبعدها بعام شارك كضيف شرف في مسلسل "المكافأة".
وفي عام 1992 شارك في فيلم "الليل" وهو فيلم يتحدث عن شاب يحاول استعادة حياة أبيه اعتمادًا على ذاكرة والدته، حيث دفن والده في سوريا بعد رحلة مع الكفاح ضد الاحتلال.
في العام نفسه شارك في مسلسل "الدغري" كضيف شرف، وبعدها بعام شارك في مسلسل "أشياء تشبه الفرح" وجسد فيها شخصية الحلاق. وفي عام 1994 شارك في مسلسل "نهاية رجل شجاع" أمام الفنان أيمن زيدان.
حقق رياض شهرته الحقيقية بمشاركته في مسلسل "عيلة خمس نجوم" بدور أبو وصفي، والمسلسل من بطولة سامية الجزائري، وأمل عرفة، وفارس الحلو، وأندريه سكاف، وأمانة والي، وغيرهم.
تدور أحداث المسلسل حول عائلة أم أحمد بلاليش التي تسكن في إحدى الحارات الدمشقية القديمة، وتربح الأسرة بالياناصيب يؤدي ذلك إلى تغيير مستواهم الاجتماعي.
في العام التالي شارك في مسلسل "يوميات مدير عام" من بطولة أيمن زيدان، وجسد فيها شخصية أبو زاهر، وفي عام 1996 شارك في مسلسل "يوميات أبو عنتر"، و"صوت الفضاء الرنان"، و"الغريب والنهر"، و"أحلا أبو الهنا".
وفي عام 1998 شارك في مسلسل "أمانة في أعناقكم"، وبعدها بعام شارك في مسلسل "دنيا" كضيف شرف، كما شارك في مسلسل "فرصة العمر" كضيف شرف عام 2000، و"بقعة ضوء" عام 2001.
وفي عام 2002 شارك في مسلسل "قلة ذوق وكثرة غلبة"، و"حد الهاوية"، وفي عام 2003 شارك في مسلسل "زمان الصمت"، وفي عام 2008 قدم آخر أعماله الفنية وهو مسلسل "أهل الراية" التي شارك فيها كضيف شرف، وبعدها ابتعد عن الوسط الفني حتى وفاته.