رون سيم.. من بائع معكرونة إلى إمبراطور كراسي التدليك

من طفل يبيع المعكرونة لتغطية نفقاته إلى قطب إمبراطورية تجارية في سنغافورة، وواحد من أغنى الرجال في بلده، إنه رجل الأعمال والملياردير السنغافوري رون سيم الذي صنع إمبراطورية أوسيم، وهي واحدة من أهم شركات تصنيع كراسي التدليك الفاخرة، وحقق ملايين الدولارات بسبب هذه التجارة، في السطور التالية نسلط الضوء على رحلته إلى عالم المليارديرات، وقصة نجاحه.

من هو رون سيم؟

هو رجل أعمال سنغافوري، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أوسيم إنترناشونال، وهي شركة متخصصة في منتجات العناية بالصحة والرفاعية، بما في ذلك كراسي التدليك والاسترخاء.

ولد سيم عام 1958 في سنغافورة، وبدأ حياته المهنية بالعمل في بيع المنتجات الصحية والمكملات الغذائية، ثم قرر تأسيس شركته عام 1980، والتي بدأت كشركة صغيرة متخصصة في بيع منتجات تركز على الصحة.

بمرور الوقت تحولت شركته إلى علامة تجارية عالمية معروفة، وانتشرت فروعها حول العالم، وركزت بشكل كبير على تطوير منتجات مبتكرة تهدف لتحسين جودة حياة الناس، مثل كراسي التدليك، وغيرها من الأجهزة الصحية.

يعتبر أوسيم حاليًا في المرتبة 28 في قائمة أغنى الرجال في سنغافورة، كما أنه ضمن قائمة أغنى 50 رجلًا في سنغافورة وفقًا لفوربس.

بدايته كبائع معكرونة

ولد رون سيم تشي هوك عام 1958، وقد نشأ في عائلة بسيطة ذات دخل متواضع، وأمضى طفولته في القيام بوظائف مختلفة وبسيطة من أجل الإنفاق على نفسه، ومن بينها العمل في بيع المعكرونة أو العمل كنادل لدعم أسرته الكبيرة المكونة من 7 أبناء.

درس سيم حتى المرحلة الثانوية فقط، وفي عام 1979 أطلق مشروعًا لبيع السلع المنزلية، وذلك بعدما أنهى الخدمة الوطنية، وقد عمل في ظروف صعوبة وبأجر سيئ، وفي فترة كانت سنغافورة تعاني اقتصاديًا، وكانت سنواته الأولى من العمل متعثرة، إلا أنها كانت مربحة بعض الشيء. عمل سيم على بيع الأدوات والأجهزة المنزلية ومستلزمات المطبخ.

من الصعوبات التي واجهها رون سيم في مشواره المهني هو فترة الركود في سنغافورة عام 1985، خلال ذلك الوقت أدرك أن السوق المحلي صغير جدًا لدعم أعماله وتوسعاتها، لذا قرر أن تتوسع مبيعاته بين هونج كونج عام 1986، وتايوان عام 1987، وماليزيا عام 1992، ثم الصين عام 1993.

تأسيس شركة OSIM

عمل رون سيم في البداية في بيع المنتجات الصحية ومنتجات الرفاهية، وفي عام 1990 قرر تسمية علامته التجارية باسم OSIM، وأصبحت علامة تجارية ناجحة بمرور الوقت، واشتهرت بشكل خاص بكراسي التدليك الفاخرة على طراز شياتسو الياباني.

تعاون سيم مع مهندسين يابانيين لتزويد كراسي أوسيم بإحساس تدليك حقيقي وفعال، وأقام مصنعًا في سنغاهاي في الصين للحد من التكاليف.

في عام 2000، أصبحت شركة أوسيم شركة عام، حيث باعت أكثر من 25% من أسهمها، وقدرت الصفقة حينها ب120 مليون دولار سنغافوري. في عام 2013، تمكنت الشركة من تحقيق أكثر من 648 مليون دولار سنغافوري، فيما بلغت القيمة السوقية للشركة عام 2016 بحوالي 980 مليون دولار.

أنتجت شركته كراسي التدليك والعديد من المنتجات الرفاعية، وتم تصنيفها كواحدة من أفضل 10 علامات تجارية لكراسي التدليك، وتملك الشركة أكثر من 413 منفذَا للبيع في 88 مدينة داخل وخارج سنغافورة.

عمليات الاستحواذ والتوسع

لم يتوقف رون سيم عند تأسيس ونجاح شركة أوسيم، بل شرع لتطوير وتوسيع أعماله من خلال سلسلة من عمليات الاستحواذ التجارية تحت مظلة مجموعة OSIM International، حيث كان يهدف إلى من خلال هذا الاستحواذ لضمان فئة الأثرياء لمنتجاته، وهي فئة تتمتع بقوة شرائية عالية، وقادرة على تحمل تكاليف نمط حياة فاخر.

في عام 2003، استحوذت أوسيم على شركة ONI Global مقابل 60 مليون دولار سنغافوري، وأصبحت تملك حوالي 95% من حصة الشركة، وتمتلك هذه الشركة امتياز جنوب شرق آسيا لسلسلة المكملات الغذائية الأمريكية GNC Wellness.

عملية الاستحواذ الثانية التي قام بها رون سيم الاستحواذ على علامة الشاي الفاخرة TWG Tea، رغم أنها كانت علامة غير معروفة في سنغافورة، ولديها 3 متاجر فقط، وكانت تعاني من خسائر تقدر بمليوني دولار، إلا أنه اشترى 35% من حصة الشركة، وفي عام 2008 رفع حصته إلى 70%.

في غضون السنوات الخمس التالية، نجحت TWG Tea من رفع مبيعاتها السنوية، ووصلت إلى 45 مليون دولار سنغافوري سنويًا، وفي عام 2017 تجاوزت مبيعاتها 100 مليون دولار، تمتلك حاليًا منافذ بيع في 22 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ.

من عمليات الاستحواذ الناجحة التي قام بها أيضًا الاستحواذ على شركة Futuristic المتخصصة في تجهيزات المتاجر، والتي عملت مع أكثر من 50 علامة تجارية لبيع بالتجزئة، وتخدم أكثر من 7500 متجر حول العالم.

بعد الاستحواذ على الشركة زادت المبيعات بنسبة 20% على مدار 3 سنوات، ووصلت إلى 70 مليون دولار سنغافوري عام 2017.

تحديات وصعوبات في رحلته

ورغم عمليات الاستحواذ والتوسع المستمر لشركته، إلا أن رحلته لم تكن وردية بالكامل، فقد عانى من سلسلة منا لنكسات التجارية على مدار السنوات. في عام 2005، اشترت شركة رون سيم حصة 55% من متجر Brookstone مقابل 450 مليون دولار أمريكي، إلا أنه بحلول عام 2006 عانت الشركة من خسارة كبيرة، وتكبدت مجموعته خسارة قدرها 100 مليون دولار عام 2009 بسبب هذا الاستحواذ، ثم أعلنت إفلاسها عام 2014 بعدما فشلت الشركة من سداد الديون لمدة شهرين.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت شركة أوسيم انخفاضًا في المبيعات من 15% إلى سالب 13% بين عامي 2012 و2015. لم تحقق كراسي التدليك عام 2016 إلا 342 مليون دولار سنغافوري، وهو نصف الإيرادات السنوية التي حققتها الشركة عام 2013.

عانت الشكرة الشركةن أرباح ضعيفة نتيجة لتكاليف التشغيل المرتفعة وانخفاض المبيعات من المتاجر، لذا قرر رون سيم عام 2016، تحويل شركة أوسيم إلى شركة خاصة، وعرض على المستثمرين 1.32 دولارا للسهم لشطب أوسيم من بورصة سنغافورة.

كلف إعادة استحواذ الشركة حوالي 321.9 مليون دولار على شكل قروض، ثم أعلن عن طرح عام أولي في بورصة هونج كونج، ولكن تلم إلغاء الخطة عام 2018، وفي العام التالي أعلن أنه لا يخطط لإدراج الشركة في البورصة في المستقبل القريب.

ثروة رون سيم

تقدر ثروة رجل الأعمال السنغافوري رون سيم 1.6 مليار دولار، وهو في المرتبة 1962 ضمن قائمة أثرياء العالم وفقًا لفوبس، كما أنه في قائمة أغنى 50 شخصًا في سنغافورة.