رومان أبراموفيتش.. من بائع متجول إلى ملياردير ورجل أعمال

اشتهر رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش بتأثيره الكبير على عالم الأعمال والرياضة، فقد بدأ مسيرته كرجل أعمال التسعينات، وحقق ثروة طائلة من تجارته في النفط والألمونيوم، إلا أن شراءه نادي تشيلسي الإنجليزي جعله شخصية عالمية ومعروفة في الأوساط الرياضية بشكل كبير، وحقق النادي تحت قيادته العديد من الألقاب المحلية والقارية، وفي السطور التالية نسلط الضوء على رحلته في عالم ريادة الأعمال، وكيف بنى ثروته من الصفر.

من هو رومان أبراموفيتش؟

رومان أركاديفيتش أبراموفيتش، هو رجل أعمال وسياسي روسي، وهو المالك السابق لنادي تشيلسي الإنجليزي، ولد في 24 أكتوبر عام 1966، ويعتبر أحد أبرز الأثرياء في روسيا والعالم.

اشتهر أبراموفيتش بشكل خاص بسبب نادي تشيلسي، الذي امتلكه في الفترة من عام 2003 حتى عام 2022، وحقق النادي خلال تلك الفترة إنجازات كروية لا مثيل لها.

يعد أبراموفيتش من بين رجال الأعمال العصاميين الذين كانت بدايته متواضعة، فقد عمل كبائع متجول، ونجح بمرور الوقت في بناء إمبراطوريته المالية من خلال الاستثمار في قطاعي النفط والغاز.

إلا أن قربه من الوسط السياسي في روسيا جعله يواجه العديد من الأزمات والعقوبات الدولية؛ بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، واضطر بسببها لبيع نادي تشيلسي؛ بسبب العقوبات من الحكومة البريطانية، ورغم ذلك، لا يزال أبراموفيتش شخصية مؤثرة في عالم الأعمال والرياضة.

نشأته وتعليمه

ولد رومان أبراموفيتش في مدينة ساراتوف في جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية، وقد نشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة، حيث كانت والدته معلمة موسيقى توفيت عندما كان يبلغ من العمر عامًا واحدًا، أما والده فهو من أصول يهودية، وكان يعمل في المجلس الاقتصادي لجمهورية كومي السوفييته، وتوفي والده عندما كان يبلغ من العمر 3 سنوات.

تعود أصول أبراموفيتش إلى أوكرانيا من جهة والدته، حيث انتقلت عائلة والدته من أوكرانيا إلى ساراتوف خلال الحرب العالمية الثانية، أما أجداده من جهة الأب فهم من اليهود البيلاروسيين.

بعدما فقد أبراموفيتش والديه، انتقل للعيش مع أقاربه، وعاش معظم حياته في جمهورية كومي شمال روسيا، وقد نشأ على الديانة اليهودية، كما أنه حاليًا رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا، ويحمل الجنسية الإسرائيلية والبرتغالية، بجانب الجنسية الروسية.

زوجاته وأطفاله

تزوج رومان أبراموفيتش 3 مرات خلال حياته. المرة الأولى عام 1987، خلال الفترة التي قضاها في الجيش السوفيتي، وزوجته كانت اسمها أولغا يوريفنا ليسوفا، وانفصلا عام 1990.

تزو للمرة الثانية عام 1991 من مضيفة طيران روسية اسمها إيرينا مالاندينا، وأنجبت له 5 أبناء، وهم إيليا، وأرينا، وصوفيا، وأركادي، وآنا.

ابنته صوفيا فارسة محترفة تعيش في لندن، أما ابنته الكبرى آنا درست في جامعة كولومبيا، وتعيش في نيويورك، أما ابنه أركادي فهو رجل أعمال ووريث شركة والده.

انفصل رومان عن زوجته عام 2007، وقد شغل انفصالهما اهتمام الصحافة في روسيا وأوروبا، ففي عام 2016، عيّن زوجته اثنين من كبار محاميي الطلاق في المملكة المتحدة للانفصال عن زوجها، وذلك بعد معرفتها بعلاقته الغرامية مع شابة اسمها داشا جوكوفا، التي كانت تبلغ من العمر 25 عامًا، وهي ابنة رجل الأعمال الروسي ألكسندر جوكوف.

تم الطلاق رسميًا في مارس 2007، وقد حصلت طليقته على تسوية طلاق بلغت قيمتها 300 مليون دولار أمريكي. في عام 2008، تزوج أبراموفيتش للمرة الثالثة من عشيقته جوكوفا، وأنجبت له طفلين، وهما آرون ألكسندر، وليا لو. انفصل رومان أبراموفيتش وزوجته الثالثة عام 2018.

كيف صنع رومان أبراموفيتش ثروته؟

بدأ رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش رحلته مع عالم المال والأعمال بالعمل في وظائف مختلفة، حيث دخل عالم الأعمال خلال خدمته العسكرية، وعمل كبائع متجول، وعامل في مصنع حلوى، ثم عمل كميكانيكي.

التحق أبراموفيتش بعدها بمعهد جوبكين للنفط والغاز في موسكو، ثم اتجه للعمل في تداول السلع لصالح شركة التداول السويسرية رونيكوم. في عام 1988، استفاد أبراموفيتش بالحركات الإصلاحية السياسية في روسيا، التي خلقت فرصًا للخصخصة في الاتحاد الروسي.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت الحكومة الروسية في خصخصة العديد من الصناعات والشركات الحكومية، وقد استغل أبراموفيتش هذه الفرصة، واشترى أصولًا حكومية بأسعار منخفضة، وخاصة في قطاع الغاز والنفط.

في عام 1995، تعاون أبراموفيتش مع رجل الأعمال بوريس بيريزفوسكي لشراء شركة النفط "سيبنفت"، وقد كانت صفقة مثيرة للجدل، حيث بيعت الشركة بمبلغ زهيد مقارنة بقيمة الشركة الحقيقية، وبمرور الوقت أصبحت الشركة واحدة من أكبر شركات النفط في روسيا، وساهمت في زيادة ثروته.

في عام 2005، باع أبراموفيتش حصته في شركة "سيبنفت" لشركة غازبروم، وهي أكبر شركة للغاز الطبيعي في روسيا، وقدرت قيمة الصفقة 13 مليار دولار، وقد ساهمت هذه الثروة في تعزيز ثروته.

إلى جانب الاستثمار في قطاع النفط والغاز، استثمر أبراموفيتش في مجموعة واسعة من القطاعات، ومنها المعادن والعقارات والبتروكيماويات، كما امتلك حصصًا في شركات كبرى، ويملك أسهمًا في العديد من المشاريع حول العالم.

لماذا اشترى رومان أبراموفيتش تشيلسي؟

اشترى رومان أبراموفيتش نادي تشيلسي عام 2003 من رجل الأعمال كين بيتس، وقد كان يهدف إلى تنويع استثماراته بشراء هذا النادي. شرع تشيلسي على الفور بتطوير تجارته ليصبح علامة تجارية عالمية مساوية لأندية أخرى مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد.

بعد شرائه النادي، حقق تشيلسي فوزًا في 18 بطولة كبرى، وهم دوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الأوروبي مرتين، والدوري الإنجليزي الممتاز 5 مرات، وكأس العالم للأندية مرة، وكأس السوبر الأوروبي مرتين.

حقق النادي كذلك ثنائي الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي في موسم واحد عام 200، وكأس الرابطة 3 مرات، ودرع الاتحاد الإنجليزي مرتين، وأصبح من أكثر الأندية الإنجليزية تحقيقًا للألقاب.

تميزت فترة ولايته للنادي بتغير المديرين، واستقطاب العديد من اللاعبين الكبار، كما أنه جدد ملعب بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني في ستامفورد بريدج عام 2017.

وبعد سنوات من الناجح مع النادي، أعلن أبراموفيتش عام 2022 أنه سيبيع النادي بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث بدأت الحكومة البريطانية في التحقيق معه؛ بسبب تقربه من الحكومة الروسية، وجمدت أصوله، إلا أنه تمكن من بيع النادي إلى توم بولي بداية من مايو و2022.

بكم اشترى رومان أبراموفيتش نادي تشيلسي؟

اشترى رومان أبراموفيتش نادي تشيلسي ب104 ملايين جنيه إسترليني عام 2003.

أزمات بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية

كان رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش من بين مجموعة من رجال الأعمال الروس والشخصيات البارزة في روسيا الذين واجهوا عقوبات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وقد شملت تلك العقوبات تجميد أصوله في المملكة المتحدة ومنعه من القيام بأي أعمال تجارية هناك.

كانت العقوبات جزءًا من استراتيجية أوسع لعزل الشخصيات الروسية المقربة من الكرملين للضغط على روسيا لإنهاء الحرب على أوكرانيا، حيث يُعتقد أن أبراموفيتش لديه علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبسبب تلك العقوبات، اضطر أبراموفيتش بيع نادي تشيلسي الإنجليزي؛ لأنه لم يعد بإمكانه دعم النادي ماليًا، وقد باعه إلى رجل الأعمال تود بولي مقابل 4.25 مليار جنيه إسترليني، وقد أوضح أبراموفيتش حينها أنه خصص جزءاً من الأموال لصالح ضحايا الحرب في أوكرانيا.

إلى جانب العقوبات البريطانيا، فرضت عدة دول عقوبات مماثلة عليه، وهذا أدى إلى تجميد أصوله في عدة دول أوروبية، كما تم حظر طائراته ويخوته الفاخرة من دخول العديد من الموانئ، والمطارات.

ورغم العقوبات والعزلة، ذكرت عدة تقارير بأن أبراموفيتش لعب دورًا بارزًا في محادثات السلام بين البلدين، كما ذكرت تقارير تفيد بأنه حضر اجتماعات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين للتوسط في وقف إطلاق النار.

ليس هذا فحسب، يواجه أبراموفيتش تهديدات قانونية في العديد من البلدان، حيث فتحت عدة دول تحقيقات حول كيفية حصوله على ثروته خلال فترة الخصخصة في روسيا، حيث يواجه العديد من قضايا الفساد.

صافي ثروة رومان أبراموفيتش

في عام 2016، قدرت مجلة فوربس ثروة أبراموفيتش 7.6 مليار دولار أمريكي، واحتل المرتبة 155 في قائمة أغنى شخص في العالم. في عام 2021، قدرت مجلة فوربس ثروته ب14.5 مليار دولار أمريكي، واحتل المرتبة 113 في قائمة فوربس للمليارديرات في 2020.

في عام 2024، قدرت مجلة فوربس ثروته ب9.9 مليار دولار أمريكي، ويحتل المرتبة 241 في قائمة مليارديرات العالم، وقد فقد أكثر من نصف ثروته منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات التي فرضت عليه.

قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008، كان أبراموفيتش ثاني أغنى شخص يعيش في المملكة المتحدة، وفي عام 2009 خسر 3 مليارات جنيه إسترليني بسبب الأزمة الاقتصادية، وأصبحت ثروته 11.7 مليار جنيه إسترليني وفقًا لصحيفة التايمز.