تعد الفنانة روحية خالد واحدة من الفنانات اللاتي ذاع صيتهن في أربعينيات القرن الماضي، فقد قدمت العديد من الأدوار، واشتهرت بشكل خاص في دور الزوجة الطيبة في السينما، وحياتها لا تخلُ من القصص المثيرة والطريفة، تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها في السطور التالية.
حياة روحية خالد ونشأتها
هي ممثلة مصرية ولدت في 13 يناير عام 1918 في مدينة القاهرة، وكانت من أوائل الممثلات اللاتي التحقن بمعهد التمثيل الذي أنشئ عام 1931، وتتلمذت على يد الفنان القدير زكي طليمات.
التحقت روحية بفرقة رمسيس المسرحية التي كانت مملوكة للفنان يوسف وهبي، وكانت بدايتها المسرحية عام 1935، وقدمت في المسرح عدداً كبيراً من المسرحيات، أما في السينما فبدأت رحلتها عام 1927.
عُرفت الفنانة روحية بحبها الشديد لزيارة ضريح السيد البدوي في مدينة طنطا، وفي أثناء عودتها من الزيارة إلى القاهرة تعرضت لحادث سيارة وانقلبت سيارتها بعد تصادم مع سيارة نقل.
دخلت الفنانة روحية في غيبوبة استمرت لساعات ولكنها لم تصب بأي تشوهات أو كسور، وظلت بصحتها حتى وفاتها في 6 مايو عام 1990 عن عمر ناهز 72 عامًا.
زيجاتها
تزوجت الفنانة روحية 3 مرات، المرة الأولى من المخرج أحمد بدرخان وقدمت معه فيلم "انتصار الشباب"، وانفصل عنها ليتزوج بعدها من أسمهان.
لم تستمر زيجة طليقها بدرخان من أسمهان أكثر من 40 يوماً، حيث خططت روحية للوقيعة بينهما وتسببت في طلاقهما.
تزوجت بعد ذلك للمرة الثانية من المستشرق البريطاني هيوارث دان، وكان أهم مستشرق إنجليزي، وقد كتب كتاب عن الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة، وكان زوجها هذا كثير السكر وشرب الخمرة.
كانت روحية أثناء زواجها من المستشرق الإنجليزي تستقبل سيد قطب في منزلها بوسط البلد، حيث كان يأتي لزيارة زوجها، كما أنها شاهدته في أمريكا أيضًا، وقيل إنها مثلت في مسرح الإخوان الذي أسسه البنا في الأربعينيات، وحذرت قطب من زوجها لأنه كان مسرفًا في الشرب.
وفقًا لأوراق تركتها الفنانة الراحلة روحية، ذكرت أن زوجها هيوارث دان كان معروفاً بالسكر والعربدة في شوارع القاهرة، وتمكن من أن يختلط بالإخوان واختراقهم، ونقل خلافات كثيرة بينهم. تزوجت روحية بعد ذلك للمرة الثالثة من مؤلف مشهور.
انتقامها من معجب متطفل
تحدثت الراحلة روحية خالد في أحد الحوارات الصحفية عن موقف طريف لأحد المعجبين الذي كان يطاردها كثيرًا باتصالاته، وكان يلح عليها أن تقبل دعوته على العشاء، فقررت الانتقام على تطفله عليها.
وافقت الفنانة روحية على دعوته على العشاء، وعندما وصل لإحضارها من المنزل طلب تاكسي، وطلبت منه أن يذهب بهما إلى الجيزة، وكانت الرحلة لمدة ساعة، ودفع المعجب بالطبع ثمن التاكسي.
في المطعم تناولت روحية بعض المقبلات وبعد دفع الحساب اتجها إلى مطعم آخر، وهناك طلبت أطباقًا من جميع أنواع الطعام وكل الأصناف، واستأذنت بعدها للحديث في التليفون، ثم غادرت المكان خلسة دون أن يشعر وتركته لدفع الحساب.
بعدها علمت روحية أن المعجب الولهان لم يكن معه ما يكفي من الحساب، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، وبهذه الحيلة تخلصت منه.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة روحية خالد مسيرتها في مطلع الثلاثينيات، حيث كانت من أوائل طلبة معهد التمثيل الذي تم افتتاحه عام 1931، وتعلمت على يد رائد المسرح زكي طليمات.
عملت روحية لفترة طويلة في فرقة رمسيس التابعة للفنان يوسف وهبي، وقدمت العديد من المسرحيات معه في المسرح القومي، منها "نسوان وظاويظ"، و"أولاد الفقراء"، و"بيومي أفندي" وغيرها من المسرحيات.
بدأت روحية مسيرتها السينمائية عام 1927 حينما شاركت في فيلم "قبلة في الصحراء" مع بدر لاما، وبعدها انقطعت عن السينما لسنوات، لتعود عام 1932 لتشارك في فيلم "أولاد الذوات"، وبعدها بعامين شاركت في أفلام "الغندورة"، و"الدفاع".
في عام 1937 شاركت في فيلم "سلامة في خير" مع نجيب الريحاني"، وبعدها بعامين شاركت في فيلم "أجنحة الصحراء"، وفي عام 1940 شاركت في فيلم "حياة الظلام"، وبعدها بعام شاركت في أفلام "انتصار الشباب"، و"امرأة خطرة".
في عام 1942 شاركت في فيلم "على مسرح الحياة"، و"أولاد الفقراء"، و"ابن الصحراء"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "نداء الدم"، وفي عام 1945 شاركت في فيلم "الفلوس"، و"الزلة الكبرى"، وبعدها بعام شاركت في فيلم "هدمت بيتي"، و"شمعة تحترث"، و"سلوى" و"الخطيئة"، و"الأحدب".
في عام 1947 شاركت في فيلم "شبح نص الليل"، و"ثمرة الجريمة"، وفي عام 1949 شاركت في فيلم "السجينة رقم 17"، وانقطعت بعدها عن التمثيل لفترة طويلة لتعود عام 1957 في فيلم "الجريمة والعقاب"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "عواطف".
في عام 1959 شاركت في فيلم "بين الأطلال"، وفي الستينيات شاركت في أفلام "حكاية نص الليل"، و"المعجزة"، و"باسم الحب"، و"شنبو في المصيدة"، كما شاركت في مسلسل "المنتصرون" عام 1965.
في السبعينات شاركت روحية خالد في أفلام "نحن لا نزرع الشوك"، و"ذئاب على الطريق"، و"بنك القلق"، و"ومضى قطار العمر"، و"كباريه الحياة"، و"سونيا والمجنون"، و"الوسام".
وفي الثمانينات شاركت في أفلام "التريللا"، و"للحب قصة أخيرة"، و"خل يرضي جميع الأطراف"، و"وأنا وأنت وساعات السفر"، ومسلسل "أمينة" الذي كان آخر أعمالها الفنية.
من الأدوار المميزة التي قدمتها روحية في مسيرتها الفنية دورها في فيلم "بين الأطلال" حيث قدمت دور زوجة مغلوبة على أمرها، ودورها في فيلم "سلامة في خير".
لم تحصل روحية على دور البطولة في أعمالها، وذلك بسبب حياتها الخاصة، حيث كانت مسيرتها الفنية تشهد فترات انقطاع وحضور.
في مسيرتها الفنية قدمت روحية كذلك عددًا من المسلسلات الإذاعية منها "شهيد اسمه موشيه"، و"زيارة بلا موعد"، و"الليل الطويل"، و"ورود وأشواك"، و"في سبيل الحرية"، وغيرها.
