روبيرتو مارتينيز

لم يكن اختيار المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز مديرًا فنيًا لمنتخب بلجيكا من فراغ، وإنما دفعت العديد من عوامل النجاح إدارة الاتحاد البلجيكي لكرة القدم لتمديد عقده مع المنتخب ليقود معه كأس العالم في قطر 2022، تعرف على مسيرته الكروية ونجاحاته كمدرب في السطور التالية.

حياة روبيرتو مارتينيز ونشأته

روبرتو مارتينيز مونتوليو هو مدرب كرة قدم أسباني يدرب حاليًا منتخب بلجيكا لكرة القدم، ولاعب محترف سابق ولد في 13 يوليو عام 1973 في بالاغير ليدا كاتالونيا، وبدأ مسيرته الكروية في ناديه المحلي سي إف بالاغير.

لعب روبيرتو أول مباراة تنافسية له وعمره 9 سنوات مع فريق شباب النادي، ولعب في كل الفئات السنية قبل الانتقال إلى نادي ريال سرقسطة حينما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، ليبدأ مسيرته الاحترافية كلاعب كرة قدم في مركز خط وسط دفاعي.

تزوج روبيرتو في عام 2009 من صديقته الاسكتلندية بيث طومسون في كاتدرائية القديس يوسف في مدينة سوانزي الساحلية في وليز، والتقى الزوجان في اسكتلندا عام 2002 حينما كان يلعب مع فريق مذرويل الاسكتلندي، ولديه ابنتان من زوجته الأولى اسمهما لويلا، وصوفيانا.

أثناء لعب روبيرتو مع نادي ريال سرقسطة حصل على درجة البكالوريوس في العلاج الطبيعي، كما أنه حاصل على دبلوم الدراسات العليا في إدارة الأعمال من جامعة مانشستر متروبوليتان.

مشواره كلاعب كرة قدم

بدأ روبيرتو مارتينيز مسيرته الكروية معا نادي ريال سرقسطة عام 1991، حيث انضم إلى فريق الشباب في النادي وعمره 16 عامًا، وقضى مواسمه الأولى الثلاثة مع النادي في فريق الشباب.

ظهر روبيرتو مع الفريق الأول لأول مرة في يونيو عام 1993 في الدوري الإسباني في اليوم الأخير من موسم 1992- 93 أمام نادي أتلتيكو مدريد وانتهت المباراة بالتعادل.

ساعد روبيرتو فريقه في الصعود إلى الدرجة الثانية بعد هبوطه في الموسم، وبداية من موسم 1993- 94 بدأ يلعب بشكل منظم مع الفريق، وأدار مدرسة لكرة القدم للنادي كبديل للخدمة العسكرية.

في يوليو عام 1995 انتقل إلى نادي ويجان أثليتيك الإنجليزي وظهر لأول مرة في أغسطس من العام نفسه وسجل في أول مباراة له هدف ضد جيلينجهام. أنهى روبيرتو موسمه الأول مع ناديه الإنجليزي كأفضل هداف للنادي برصيد 13 هدفًا في جميع المسابقات، كما تم اختياره لاعب النادي.

في الموسم التالي حصل نادي ويجان على لقب أبطال الدوري الثالث، وتم تمديد عقد روبيرتو لمدة 4 سنوات، وفي عام 1999 فاز فريق ويجان بدوري كرة القدم، وحصل روبيرتو على ميدالية الفائزين على الرغم من إصابته في أثناء مباراته النهائية.

في موسم 2000- 2001 وقع عقدًا مع نادي مذرويل الاسكتلندي ضمن صفقة انتقال مجاني، وشارك في 8 مباريات فقط، ليعود إلى إنجلترا إلى نادي والسال في الدرجة الأولى في صفقة انتقال مجاني أيضًا في أغسطس 2002.

لم يشارك مع النادي بشكل منتظم، لينضم بعد ذلك إلى نادي سوانسي سيتي بعقد قصير حتى نهاية الموسم، ليصبح فيما بعد قائد الفريق، وساعد فريقه على البقاء في الدوري.

في عام 2003 وقع روبيرتو عقدًا جديدًا مع نادي سوانسي، ولكن تم استبعاده من قبل المدير الفني للفريق في بداية موسم 2004، ولكنه قاتل للمشاركة في المباريات، وشارك فيما بعد في 37 مباراة في الدوري، وترقى النادي إلى دوري الدرجة الأولى بمساعدته.

في عام 2006 انضم إلى تشيستر سيتي في صفقة انتقال مجاني ووقع عقدًا مع النادي لمدة عامين، وفي عام 2007 عاد إلى سوانسي سيتي كمدرب لمدة عامين ليحل محل يكين جاكيت.

على الرغم من عدم وجود إي خبرة إدارية له، إلا أن قرار تدريبه الفريق قوبل بشكل إيجابي من الجماهير، وقرر إنهاء مسيرته الكروية كلاعب في سن 33 عامًا ليركز على التدريب أكثر.

مشواره في التدريب

بدأ روبرتو مارتينيز مسيرته كمدرب ومدير فني في عام 2006 مع نادي سوانسي سيتي، وتحت إدارته لم يخسر الفريق إلا مرة واحدة في 11 مباراة، مما منحهم فرصة الفوز بمركز فاصل في موسم 2006- 2007.

في أول سنة له كمدرب فاز بجائزة أفضل مدير في دوري الدرجة الأولى لشهر أكتوبر، وفاز بالجائزة نفسها في شهر ديسمبر، ويناير، وتم ترشيحه للجائزة في شهر فبراير ولكنه خسر أمام المدرب جون وارد مدرب نادي كارلايل يونايتد.

في مايو عام 2008 وقع روبيرتو عقدًا جديدًا مع نادي سوانسي، حيث أصبح النادي بطل الدوري، وفاز روبيرتو بجائزة أفضل مدرب.

في موسم 2008- 2009 ترأس روبيرتو مباراة ناديه الأولى في دوري الدرجة الثانية في إنجلترا لأول مرة منذ 24 عامًا، وبدأت المباراة بشكل سيئ بخسارة الفريق بهدفين مقابل لا شيء خارج أرضه.

تحسن مستوى الفريق بعد ذلك حيث خسروا 4 مبارايات فقط من أصل 30 مباراة، وفاز الفريق بكأس الاتحاد الإنجليزي ضد فريق بورتسموث الذي كان حامل الكأس.

طوال الفترة التي قضاها في سوانسي شغل روبيرتو عدة وظائف إدارية، وانتقد بشدة اللاعبين الذين تركوا النادي من أجل المال.

في يونيو عام 2009 وقع عقدًا مع نادي ويجان أثليتيك لمدة 3 سنوات بقيمة 1.5 مليون جنيه إسترليني.

تدريبه نادي ويجان أثليتيك

لم يكن انتقال روبيرتو مارتينيز إلى ويجان مرحبًا به من قبل مشجعي سوانسي، حيث تم انتقاده بسبب مخالفة تصريحاته السابقة بقوله إنه لن يغادر نادي سوانسي إلا إذا أجبر على المغادرة.

كانت أول مباراة له في الدوري ضد أستون فيلا في أغسطس 2009، وفاز الفريق في المباراة الافتتاحية في الدوري الإنجليزي. حقق الفريق تحت إداراته فوزًا على أندية كبرى منها ليفربول وأرسنال، ولكنه تلقى سلسلة من الهزائم الثقيلة أيضًا، منها الخسارة أمام توتنهام ب9 أهداف مقابل هدف واحد.

في موسم 2011 2012 عانى ويجان من 8 هزائم متتالية في كأس الرابطة، ولكنه مع نهاية الموسم تحسن مستواه بشكل جيد بتحقيقه انتصارات على ليفربول، وأرسنال، ومانشستر يونايتد، ونيوكاسل يونايتد.

احتل ويجان في النهاية المرتبة الخامسة عشر في الدوري، وحصل روبيرتو على جائزة أفضل مدير في الدوري الإنجليزي الممتاز لشهر أبريل عام 2012.

كان أحد أهم النجاحات لروبيرتو مع نادي ويجان هو حصول الفريق على كأس الاتحاد الإنجليزي بعد فوزه على مانشستر سيتي.

ولكن بعد الفوز بثلاثة أيام فقط هبط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الهزيمة أمام أرسنال بعد أن وصل إلى الدوري لأول مرة منذ 2005.

تدريبه نادي إيفرتون

في يونيو عام 2013 وقع روبيرتو مارتينيز عقدًا مدته 4 سنوات مع إيفرتون، وفي مبارايته الستة الأولى مع النادي الجديد تجنب الخسارة، وهو أول مدرب على الإطلاق يتمكن من القيام بذلك.

في أبريل عام 2014 فاز الفريق في 7 مبارايات على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتم تمديد عقده لمدة 5 سنوات بعد انتهاء الموسم.

على الرغم من حصول الفريق على المركز الخامس في الدوري في الموسم السابق، ولكن لم يتمكن روبيرتو من استكمال هذا النجاح في موسم 2014- 2015 حيث فاز الفريق في مباراة واحدة من أصل 10 مباريات.

في مايو عام 2016 أقيل روبيرتو بطلب من المشجعين، على الرغم من احتلال النادي المركز الثاني عشر، وقاد الفريق إلى دوري نصف النهائي من الكأس المحلية في ذلك الموسم.

تدريب منتخب بلجيكا

في أغسطس عام 2016 وقع روبيرتو مارتينيز عقدًا لتدريب المنتخب البلجيكي خلفًا للمدرب مارك فيلموتس، وفي أولى مباراة له مع المنتخب خسر أمام إسبانيا.

كان منتخب بلجيكا تحت قيادته أول منتخب أوروبي يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 بعد فوزه على اليونان، وخلال دور المجموعات فاز فريقه بجميع المباريات، وفي دور ال16 هزم اليابان، وفي ربع النهائي خسرت بلجيكا أمام البرازيل.

هزمت بلجيكا منتخب إنجلترا بهدفين مقابل لا شيء في مباراة تحديد المركز الثالث لتأمين أفضل نهاية لكأس العالم على الإطلاق في تاريخ المنتخب.

تحت قيادة روبيرتو أيضًا صعدت بلجيكا إلى المركز الأول في تصنيفات فيفا العالمية، وحقق نسبة انتصارات مرتفعة مع منتخب بلجيكا بلغ 79.1 % محققا 34 فوزًا في 43 مباراة، و6 تعادلات، و3 هزائم فقط على مدار 4 سنوات.

تمكن منتخب بلجيكا تحت قيادته بتحقيق نجاحات جيدة في دوري الأمم الأوربية، ولكنه خرج من البطولة بخسارة في متوقعة ضد سويسرا بنتيجة 5 أهداف مقابل هدفين.

وفي كأس العالم 2018 فاز منتخب بلجيكا في 6 مباريات من أصل 7 على مدار البطولة، وخلال التصفيات فاز في 9 مباريات من أصل 10، وفي أمم أوروبا فاز ب3 مباريات من أصل 4.

واحتل منتخب بلجيكا تحت إدارته بصدارة التصنيف العالمي للمنتخبات لأول مرة بفضل النتائج المبهرة التي حققها المنتخب.

بسبب النجاحات المتتالية مع منتخب بلجيكا تتسابق الأندية الأوروبية الكبرى لضم روبيرتو، منها نادي برشلونة الذي طرح اسمه في صيف 2019، وقبلها نادي ريال مدريد الذي طرحت اسمه في صيف 2018.

بسبب هذه النجاحات قررت إدارة الاتحاد البلجيكي لكرة القدم تمديد عقد روبيرتو مارتينيز حتى عام 2022 ليخوض معه مونديال قطر 2022.