يعد روبرت كينيدي جونيور من أبرز الشخصيات التي تمثل استمرارًا للإرث السياسي لعائلة كينيدي الأمريكية العريقة، ورغم نشأته تلك، فقد اختار طريقه الخاص في عالم السياسية من خلال تركيزه على قضايا البيئة والحقوق المدنية، وعُرف كونه رمزًا للكفاح من أجل العدالة البيئية، وبجانب ذلك، فقد اشتهر بكونه من أشهر المؤمنين بنظرية المؤامرة، وخاصة فيما يتعلق بقطاع الصحة، تعرف أكثر على مسيرته السياسية وحياته.
من هو روبرت كينيدي جونيور؟
روبرت فرانسيس كينيدي جونيور، هو سياسي ومحام بيئي وناشط ومنظر مؤامرة أمريكي، ولد في 17 يناير عام 1954 في واشنطن العاصمة، وهو ابن المدعي العام الأمريكي وعضو مجلس الشيوخ روبرت ف. كينيدي، وابن شقيق الرئيس الأمريكي السابق جون ف. كينيدي.
تلقى كينيدي جونيور تعليمه في جامعات مرموقة في أمريكا، وقد ترعرع في بيئة سياسية وثقافية متميزة، وبعد إكمال دراسته، بدأ حياته المهنية في مجال المحاماة مع التركيز على القضايا البيئية.
اشتهر كينيدي جونيور كواحد من أقوى المدافعين عن البيئة في أمريكا، وقد عمل محاميًا في مجلس الدفاع عن الموارد البيئية، وكان له دور كبير في القضايا المتعلقة بحماية المياه ومحاربة التلوث.
اهتم كينيدي كذلك بقضايا الصحة العامة، وقد برز خلال عقدين كمدافع عن الشفافية في مجال اللقاحات والسياسات الصحية، فهو مؤسس منظمة الدفاع عن صحة الأطفال، وهي مجموعة مناهضة للقاحات.
اشتهر روبرت كينيدي جونيور بنشره لنظريات المؤامرة المتعلقة بالصحة العامة واللقاحات، وهو ما عرضه للعديد من الانتقادات، وأصبح من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الولايات المتحدة.
وبجانب الاهتمام بالصحة والبيئة، دخل كينيدي جونيور مجال السياسة من خلال ترشحه للرئاسة الأمريكية عام 2024 كمستقل، وهو حاليًا مرشح لتولي وزارة الصحة في حكومة ترامب الثانية.
نشأته وعائلته
ولد روبرت كينيدي جونيور في واشنطن العاصمة، وهو الطفل الثالث من بين 11 ابنًا للسيناتور والمدعي العام الأمريكي روبرت ف. كينيدي وإثيل كينيدي، وهي مدافعة عن حقوق الإنسان، وابنة رجل الأعمال جورج سكاكيل. روبرت هو ابن شقيق الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي والسيناتور تيد كينيدي.
كان كينيدي جونيور في عمر 9 سنوات عندما اغتيل عمه، وفي عمر 14 عامًا عندما تم اغتيال والده خلال ترشحه للرئاسة عام 1968، وقد عمل نعش والده في الجنازة، كما أنه قرأ مقتطفات من خطب والده في القداس.
بعد وفاة والده، عانى كيندي من حالة نفسية صعبة، وقد انخرط في عادات سيئة مثل تعاطي المخدرات، وقد اعتقل بعمر 16 عامًا بتهمة حياة القنب، وطرد من المدرسة بسبب ذلك.
دراسته
نشأ روبرت كينيدي جونيور في ماساتشوستس، وقد درس في مدرسة بالفري ستريت في بوسطن، ثم انتقل للعيش مع عائلة بديلة في مزرعة في كامبيردج. تلقى بعدها تعليمه الجامعي في جامعة هارفارد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب والتاريخ الأمريكي والأدب عام 1976.
واصل روبرت خلال دراسته في الجامعة تعاطي المخدرات مع شقيقه ديفيد، وقد اكتسب سمعة سيئة في الجامعة، وحصل على لقب "تاجر مخدرات".
في عام 1982، حصل على درجة دكتور في القانون من كلية الحقوق في جامعة فرجينيا، وفي عام 1987، حصل على درجة ماجستير في القانون من جامعة بيس.
زوجاته وأطفاله
تزوج روبرت كينيدي جونيور 3 مرات. المرة الأولى عام 1982 من إميلي روث بلاك، وقد التقى بها في كلية الحقوق في فيرجينيا، وتطلقا رسميًا عام 1994 بعد إنجاب طفلين معًا.
في عام 1994، تزوج للمرة الثانية من ماري كاثلين ريتشاردسون، وهي مصممة ديكورات أمريكية. خلال زواجه منها، اشتهر روبرت كينيدي بأنه "زير نساء" وانتشرت عنه أخبار بأنه ينشر صورًا عارية للنساء التقطها هو بنفسه.
في عام 2010، تقدمت زوجته ماري كاثلين بطلب الطلاق، وفي عام 2012، عثر عليها ميتة في منزلها في نيويورك، وقد خلص الأمر أنه كان انتحارًا بسبب الشنق. في عام 2012، وبعد وفاة زوجته بعدة شهر، بدأ كينيدي علاقة مع الممثلة شيريل هاينز، وتزوجا في أغسطس 2014.
لدى كينيدي 6 أطفال من زوجتين، اثنان من زوجته الأولى بلاك، وأربعة من زوجته الثانية ريتشاردسون.
معلومات عن حياته الشخصية
يُعرف بأن كينيدي يربي الصقور منذ أن كان عمره 11 عامًا، وقد ألف كتابًا عن تربية الصقور، كما أنه ألف امتحان ولاية نيويورك لتأهيل صقاري الصقور المتدربين. يحب كينيدي أيضًا التجديف، وقد نظم وشارك في العديد من بعثات التجديف في أمريكا اللاتينية.
يعاني كينيدي من مشكلات صحية في القلب منذ سنوات دراسته، وذلك بسب قلة النوم والكافيين والمخدرات. في الأربعينات من عمره أصيب بخلل النطق التشنجي، وعانى من ارتعاش الصوت وصعوبة النطق، وقد أجرى عملية جراحية في اليابان لتقليل الأعراض.
في عام 2010، عانى من فقدان شديد للذاكرة على المدى القصير، كما أنه عانى من التسمم بالزئبق بسبب تناول كميات كبيرة من سمك التونة.
مسيرته المهنية في مجال الحفاظ على البيئة
بدأ روبرت كينيدي جونيور مسيرته المهنية عام 1982، حيث تم تعيينه كمساعد المدعي العام في منطقة مانهاتن، ولكنه استقال في العام التالي بعدما فشل في اجتياز امتحان نقابة المحاميين.
في عام 1984، بدأ كينيدي بالعمل التطوعي في جمعية صيادي نهر هدسون، وذلك بعدما حكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بتهمة تعاطي المخدرات، وبحلول عام 1985، تم قبوله في نقابة المحاميين في نيويورك، وأشرف على دعاوى إنفاذ البيئة في مصبات الساحل الشرقي.
اشتهر روبرت كينيدي جونيور فيما بعد بأنه من أبرز المدافعين عن البيئة في الولايات المتحدة، وقد بدأت مسيرته في هذا المجال في أوائل الثمانينات بعدما انضم إلى مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية كمحام بيئي، بجانب عمله مستشارا قانونيًا في برنامج نهر هدسون.
ركزت كينيدي على قضايا المياه والتلوث الصناعي، وقد كان من أبرز الداعمين لقوانين حماية البيئة في أمريكا، كما ساهم في سن قوانين تمنع الإضرار بالأنهار والمسطحات المائية.
في عام 1999، أسس كينيدي منظمة Riverkeeper، وقد أصبحت منظمة عالمية تهدف إلى حماية المياه النظيفة والأنظار والبحيرات من التلوث، وقد قادت المنظمة تحت قيادته مئات البرامج حول العالم لمكافحة التلوث من الشركات والمصانع.
تولى كينيدي عدة قضايا بيئية بارزة، منها قضية تلوث نهر هدسون، حيث كافح لتنظيف النهر في نيويورك من التلوث الصناعي. انخرط كذلك في معارك قانونية ضد محطات الطاقة التي تستخدم الفحم، ودعا إلى التحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. في عام 1991، مثل كينيدي المدافعين عن البيئة في الدعاوى القضائية ضد ملوثي مستجمعات المياه في نيويورك وشمال الولاية.
نظريات المؤامرة
اشتهر روبرت كينيدي جونيور بترويجه للعديد من نظريات المؤامرة في مجالي الصحة والسياسة بشكل خاص، فهو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في موضوع اللقاحات، حيث زعم بأنها تحتوي على مواد كيميائية مختلفة مثل الزئبق، والتي تسبب التوحد والأمراض الأخرى للأطفال.
وعلى الرغم من وجود دراسات تنفي تلك الادعاءات، إلا أنه استمر في دعم هذه النظرية الترويج لها، ومعارضة السياسات الحكومية التي تلزم المواطنين بتلقي اللقاحات، واعتبرها اعتداءً على الحريات الشخصية.
اشتهر كينيدي كذلك بنظريات المؤامرة خلال جائحة كورونا، حيث ادعى أن فيروس كورونا تم إنتاج في المختبرات، كما روج لوجود ترابط بين لقاحات كوفيد ومخططات للسيطرة على السكان أو زرع شرائح إلكترونية لتعقب الأفراد، وقد أثار جدلًا واسعًا بسبب تلك الانتقادات.
وقد واجه كينيدي انتقادات حادة من داخل أفراد عائلته والمقربين منه، حيث انتقدوا بشدة أنشطته المناهضة للتطعيم ونظريات المؤامرة حول الصحة العامة.
مسيرته السياسية
اشتهر روبرت كينيدي جونيور بانخراطه في مجال السياسة منذ عام 2000، فقد فكر الترشح لمنصب سياسي منذ ذلك العام. في عام 2005، فكر في الترشح لمنصب المدعي العام لنيويورك، ولكنه اختار عدم الترشح في النهاية.
وبصفته محاميًا في مجال المناخ، شغل كينيد وظائف بيئية عليا في الإدارات الديمقراطية بداية من عام 2000، وقد كان يُنظر إليه كرئيس محتمل لمجلس جودة البيئة في البيت الأبيض عام 2001، وفي عهد جون كيري وباراك أوباما.
في عام 2023، أعلن روبرت كينيدي جونيور أخيرًا بترشحه للرئاسة في عام 2024، وقد قدم ترشيحه لمنصب رئيس الحزب الديمقراطي في أبريل، إلا أنه في أكتوبر أصبح مرشحًا مستقلًا في الانتخابات، ليصبح العضو الخامس في عائلة كنيدي الذي يسعى للرئاسة.
تلقت حملت كينيدي دعمًا كبيرًا للجمهوريين وعدد من حلفاء ترامب، حيث اعتقدوا أنه سيعمل على جذب المرشحين الذين لا يريدون اختيار مرشح الحزب الديمقراطي ولا الجمهوري.
إلا أن حملته على تحصل على دعم مالي كبير، لذا في أغسطس 2024، انسحب كينيدي من الانتخابات، أعلن تأييده لدونالد ترامب.
تعيينه وزيرًا للصحة في أمريكا
في الأسبوع الذي سبق بداية الانتخابات الأمريكية، أعلن دونالد ترامب أنه إذا فاز في الانتخابات سيكون لروبرت كينيدي جونيور دور كبير في الرعاية الصحية.
وقد تحقق الأمر بالفعل في نوفمبر 2024، حيث أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه اختار روبرت إف كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
وقد واجه هذا القرار انتقادات حادة، وذلك بسبب آراء كينيدي المعادية للقاحات، وإيمانه بنظرياته المؤامرة فيما يتعلق بقطاع الصحة، وبالأخص اللقاحات.