رغم أنه شهر الصوم.. لماذا نأكل أكثر في شهر رمضان؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 07 مارس 2025
رغم أنه شهر الصوم.. لماذا نأكل أكثر في شهر رمضان؟

ينتظر المسلمون شهر رمضان كل عام لتجديد إيمانهم وبناء علاقة روحية قوية مع الله، حيث نتذكر فيها الشكر والامتنان، ونتدرب على الانضباط والتحكم في رغباتنا، ورغم ذلك، يقع الكثيرون منا، بل معظمنا، في فخ الإكثار في تناول الطعام، ويتحول الشهر لدى الكثيرين إلى موسم استهلاك مفرط للطعام، حيث يتم إهدار كميات كبيرة من الأطعمة، فلماذا نأكل أكثر في شهر رمضان؟

لماذا نأكل أكثر في شهر رمضان؟

بعد يوم طويل من الجوع والعطش، ننظر لحظة الإفطار بفارغ الصبر، وعندما يحين الوقت، نجد أنفسنا نستهلك الطعام بكميات تفوق احتياجنا، فما السبب وراء هذه الظاهرة، هل هي أسباب نفسية أم اجتماعية؟

تشير الدراسات إلى أن نسبة الهدر الغذائي في رمضان تصل إلى 50%، إذ ترتبط موائدنا عادة بأطعمة نستهلكها بشراهة، مثل السمبوسك أو الحلويات، رغم أنها أطعمة متوفرة طوال العام.

وفي هذا الشهر، نميل إلى تخزين كميات كبيرة من الطعام، مما يؤدي إلى استهلاك الطعام بشكل غير واع، وهو ما يؤدي إلى تكرار حلقة من الإفراط في تناول الطعام.

الإحساس الزائف بالحرمان

خلال شهر رمضان، يشعر الصائمون بشعور مزدوج بين الحرمان والإفراط، حيث يتناول كميات هائلة من الطعام خوفًا من الجوف القادم، لذا ينصب تركيزه على الكمية لا على اللذة الفعلية والحاجة إلى الطعام.

ووفقًا للأبحاث التسويقية، فإن الناس تربط بالخطأ بين اللذة ووفرة الطعام، رغم أن أولى القضمات هي الألذ، وتتضاءل متعة تناول الطعام فيما بعد مع زيادة الكمية.

اقرأ أيضًا: ظاهرة هدر الطعام في شهر رمضان: توازن مفقود ودعوة للتغيير

التكيف مع التخمة

يعود سلوك الإفراط في الأكل من السلوكيات التي ورثناها عن أجدادنا، فقد اعتاد أسلافنا على تناول كل ما هو متاح خوفًا من ندرة الطعام. ورغم أن الظروف تغيرت، والطعام أصبح متاحًا بشكل أكبر، إلا أننا لا زلنا نستجيب بنفس الطريقة، وخاصة في شهر رمضان.

خلال الصيام، يزداد الشعور بالجوع، وحينما يزداد الشعور بأن الوجبة القادمة بعيدة، وهو ما يدفع البعض إلى الأكل حتى الشعور بالتخمة، متجاهلين تمامًا كل إشارات الشبع.

دور الندرة في زيادة الاستهلاك

تؤثر الندرة بشكل كبير على سلوكنا الغذائي، سواء كانت ندرة الطعام الوقت. عند الشعور بالحرمان المؤقت مثل وقت الصيام، يتجه العقل لتناول الطعام بوفرة خوفًا من فوات الفرصة، ويتجاهل تمامًا عواقب ذلك.

وتشير أبحاث علم النفس أن مواجهة الأزمات الاقتصادية أو الضغوط الحياتية تدفع الأفراد إلى اتخاذ قرارات غذائية سيئة، حيث يتم التركيز على المكافأة الفورية بدلًا من التفكير في صحة الجسم  على المدى البعيد.

كيف نتجاوز هذه الحلقة؟

ولفهم ظاهرة تناول الطعام بكميات كبيرة في رمضان، علينا أن نعيد النظر في علاقتنا بالطعام في رمضان، ويمكن ذلك من خلال إدارك أن الشعور بالشبع لا يعتمد على الكمية، بل على الاستمتاع الحقيقي بالطعام، كما أن تقليل الهدر الغذائي والتخطيط السليم للوجبات يساعدان على تحقيق التوازن بين الصيام ومتعة الإفطار.

اقرأ أيضًا: 10 أطعمة للتغلب على العطش في رمضان

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة