كلما شعرت باليأس وأن العمر مضى تذكر أن هناك واحد ضمن أهم 100 شخصية في القرن العشرين وفقا لمجلة تايمز الأمريكية بدأت خطوات نجاحه بعد الخمسين من عمره وهو راي كروك صاحب أشهر مطعم وجبات سريعة في العالم، وهو ماكدونالدز.
الرجل الذي لم يذق طعم النجاح والثروة إلا في الخمسينات من عمره، له رسالة ملهمة لكل من يحلم بأن يمتلك الثروة أو النجاح، وهي، "الحظ هو حصيلة العرق، كلما تعرقت أكثر، زاد حظك." فلا تعلق أي تقصير منك على الحظ وهيا بينا سويا نتعرف على السيرة الذاتية لرائد من رواد الأعمال في العالم أجمع. مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
ريموند ألبرت أمريكي ولد في 5 أكتوبر عام 1902، بدأ العمل وهو في الخامسة عشر من عمره كسائق سيارة إسعاف حربية للصليب الأحمر خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد الحرب بدأ في العديد من التجارب منها بائع أكواب ورقية والذي عمل بها لسنوات، وعازف بيانو، وموسيقار جاز، وانتهى به الأمر لبائع خلاط اللبن المخفوق للوجبات السريعة "ماكينة الميلك شيك" وأخذ يجوب بها البلاد.
أول فرع لمطاعم ماكدونالدز أسس سنة 1940 بسان بيرناردينو في كاليفورنيا من خلال الأخوين ريتشارد جيمس ماكدونالد وموريس ماكدونالد، وكانت طريقتهم في إدارة مطعمهم تقليدية، ولكن كيف تعرف الأخوان علي "كروك"؟
كان "كروك" يجوب الشوارع بماكينة الميلك شيك، وبعد فترة لاحظ "كروك" تراجع مبيعاته فيما عدا الأخوين ماكدونالدز اللذين زاد طلباتهم لمطعمهم، فقرر مقابلتهم وهو ما حدث 1954.
بمجرد دخول "كروك" المطعم أعجب بعدد من الأمور مثل الخدمة الذاتية للعملاء في المطعم، والأطباق الورقية، وأن الأخوين يعدان الطعام بنفسهما، فأقنعهما بتوسيع نشاطهم، وقدم لهم امتياز تصنيع ماكينة الميلك شيك بكل الفروع التي يفتتحونها، وبدأت الفروع في الزيادة.
وكان "كروك" مصمما على أن يكون الجودة واحدة في كل الفروع، وجميع التفاصيل المتعلقة بالطعام وطعمه، وأراد "كروك" مزيد من التوسع فعرض فكرته على مستثمرين آخرين من بينهم “والت ديزني” مؤسس مدينة ديزني الذي لم يرد على طلبه، إلا أنه ظل متشبثا بفكرته في التوسع، واستمر في البحث عن شركاء آخرين.
وخلال عام 1955 أنشأ كروك” شركة أنظمة ماكدونالدز” التي تحولت إلى مؤسسة بأكملها بعد خمس سنوات من إنشائها، وهنا كان له موعد مع النجاح فبعد افتتاح أول مطعم له في ديس بلينس بشيكاغو عام 1955، استمر في توسعاته واستطاع في خلال خمس سنوات فقط، بأن يمتلك 200 فرع في كل أنحاء الولايات الأمريكية.
بعد 7 سنوات من أول لقاء بينه وبين الأخوين "ماكدونالد" بدأ الخلاف بينهم، فسقف طموح الأخوين كان يتعارض مع طموح "كروك"، فلم يكن لديهم أي رغبة في زيادة الفروع عما وصلوا إليه، بينما "كروك" كان يحلم بالعالمية، وفي العام 1961 سيطر "كروك" على العلامة التجارية بعد أن وافق الأخوان على بيعها له مقابل 2 مليون و700 ألف دولار أمريكي.
بدأ بعدها الانطلاق واستطاع في خلال عامين فقط بعد فض الشراكة أن يمتلك 500 فرع في جميع أنحاء أمريكا، وفي السبعينات بدأ خطته نحو العالمية بافتتاح أول فروع مطعمه خارج الولايات المتحدة الأمريكية، في إنجلترا.
بعدها بدأ في الانتشار في كل دول العالم، وأصبح الآن ملك شركة ماكدونالز أكثر من 30 ألف فرع للوجبات السريعة في 121 دولة وتشغل أكثر من 500 ألف عامل، كما أنها تشترك في امتلاك سلسلة مطاعم أخرى مثل Aroma Café, Boston Market, Chipotle Mexican Grill..
جامعة الهامبرجر
في عام 1961 أطلق "كروك" برنامج تدريب في مطعم ماكدونالدز الجديد في إيلك جروف فيليج، والذي سُمي لاحقاً "جامعة الهامبرجر".
حيث يمكن لأصحاب الامتياز التدرب بأساليب سليمة على إدارة مطعم ناجح لماكدونالدز، في حين يستخدم مشروع "هامبرجر يو" مختبراً للأبحاث والتطوير بالقرب من أديسون، إيلينويز لتطوير أساليب جديدة للطهي والتجميد والتخزين والتقديم، أكمل برنامج التدريب حتى اليوم أكثر من 275000 من أصحاب الامتياز والمدراء والموظفين.
"إذا كان لدي لبنة في كل مرة كررت فيها عبارة الجودة والخدمة والنظافة والقيمة، أعتقد أنني ربما سأكون قادرًا على ربط المحيط الأطلسي معهم." أحد أقوال راي كروك.
والذي يكمن سر نجاحه في أن يمتلك كل تلك الفروع ويحصد ثورة قدرت بـ500 مليون دولار، بالإضافة لتنصيفه ضمن أهم 100 شخصية في القرن العشرين وفقا لمجلة التايمز الأمريكية.
وضع راي كروم مؤسس ماكدونالدز قواعد صارمة تطبق في كل الفروع، وتضمن أن يكون كل شيء مماثل لما أنتجه الأخوان في الفرع الأم من حيث الطعم والحجم، التغليف، الكميات، ورفض أي نصائح لخفض التكاليف مثل خلط اللحم بالفول الصويا، وأكد على حق الزبائن في استرداد أموالهم في حالة تأخر الطلب عن 15 دقيقة، أو في حالة وصول طلب خاطئ.
حبه للبيسبول
ميوله الرياضية دفعته في 1974، بعد أن تقاعد من إدارة شركاته لان يشتري "كروك" فريق البيسبول سان دييغو بادرس، ولكنه قال ذات مرة إلى أن "مستقبل البرجر أفضل من البيسبول."
بدأت رحل مؤسس ماكدونالدز راي كروك مع المرض في عام 1979، حينما أصيب "كروك" بسكتة دماغية وكان قد بلغ السابعة والسبعين من العمر، وتوفي في 14 يناير 1984، عن عمر 81 عامًا، بسبب قصور القلب في مستشفى سكريبس ميموريال في سان دييغو، كاليفورنيا، ليترك خلفه مسيرة نجاح ملهمة عنوانها الاجتهاد فقط وليس شيء أخر، لكل شخص يبحث عن النجاح ويتحجج بأي ظروف.
وترك أرملة وهي جوان، وكان لديه زيجاتنا قبلها انتهت بالطلاق من إيثيل فليمينج (1961-1922) وجين دوبينز جرين (1968-1963) بالطلاق.
"من شغفه بالابتكار والكفاءة، إلى سعيه الدؤوب لتحقيق الجودة، إلى مساهماته الخيرية العديدة، لا يزال إرث راي كروك جزءًا لا يتجزأ من ماكدونالدز اليوم وفي المستقبل"... بهذه الكلمات ما زالت العلامة التجارية التي أسس نجاحها "ماكدونالدز" تدين له بتلك الكلمات على موقعها الإلكتروني.