ترك المدرب الاسكتلندي ديفيد مويس بصمة مهمة في عالم كرة القدم، فبعد مسيرة طويلة كلاعب كرة قدم، اتجه إلى التدريب، واشتهر بقدرته على بناء فريق قوي ومتماسك، كما عرف باهتمامه بالتفاصيل التكتيكية، وخلال مسيرته درّب عددًا من الأندية، وواجه تحديات كبيرة، تعرف على مسيرته الكروية وحياته.
من هو ديفيد مويس؟
ديفيد ويليام مويس هو لاعب كرة قدم اسكتلندي سابق، ومدرب حالي، ولد في 25 أبريل عام 1963 في غلاسكو في اسكتلندا، ويُعرف عالميًا كونه عمل كمدير فني لعدد من الأندية الإنجليزية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
بدأ مويس مسيرته كلاعب كرة قدم في مركز الدفاع، ولعب في عدة أندية إنجليزية وبريطانية، منها سيلتيك، وبريستون نورث إند، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق شهر كبيرة كلاعب كرة قدم.
في عام 1998، وبعد اعتزال اللعب، بدأ مويس مسيرته كمدرب مع نادي بريستون نورث إند، ونجح في قيادة الفريق إلى الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، وانتقل بعدها إلى نادي إيفرتون عام 2002، وقضى فيه 11 عامًا.
حقق مويس مع إيفرتون نجاحات متتالية، ونجح في أن يصبح واحد من أشهر المدربين في إنجلترا؛ بسبب نتائجه المميزة مع النادي، على الرغم من الميزانية المحدودة. بعد إيفرتون درب عدة أندية منها سندرلاند، ووست هام يونايتد، وريال سوسيداد في إسبانيا.
مسيرته كلاعب كرة قدم
بدأ ديفيد مويس مسيرته كلاعب كرة قدم في مسقط رأسه غلاسكو، حيث لعب مع نادي سلتيك في مركز الدفاع عام 1978، ولعب في أول موسم له 24 مباراة في الدوري. انتقل بعد ذلك إلى نادي كامبريدج يونايتد، وتعرض للإساءة من أحد زملائه في الفريق، كون ويس كان مسيحيًا متدينًا.
انتقل بعد ذلك إلى نادي شروزبري تاون، كما لعب مع نادي دنفرملاين أثليتك، ولعب أكثر من 100 مباراة مع النادي بين عام 1990 إلى عام 1993، كما شارك في نهائي كأس الدوري الاسكتلندي عام 1991.
خلال مسيرته كلاعب كرة قدم، شارك مويس في أكثر من 530 مباراة، وبعدها اتجه للعمل كمدرب بداية من عام 1998. أما مسيرته مع المنتخب، فقد شارك في منتخب اسكتلندا تحت 19 عامًا عام 1980، وكان تحت قيادة المدرب آندي روكسبيرج.
مسيرته كمدرب كرة قدم
بدأ ديفيد مويس مسيرته كمدرب كرة قدم عام 1998، حيث تولى تدريب نادي بريستون نورث إند، وكان النادي قد هبط إلى الدرجة الثانية، وساعد في تجن النادي الهبوط في نهاية موسم 1997- 1998، ووصل إلى تصفيات الدرجة الثانية في الموسم التالي له مع النادي.
في الموسم، قاد مويس النادي إلى الترقية إلى الدرجة الأولى، وكان إنجازه الأعظم مع النادي، وفي عام 2001، جدد عقده مع النادي لمدة 5 سنوات، إلا أنه غادر النادي عام 2002، وخلال فترة تدريبه للنادي فاز الفريق في 113 مباراة من أصل 234 مباراة، بينما تعادل في 58 مباراة، وخسر 63 مباراة.
مشواره مع نادي إيفرتون
تولى المدرب ديفيد مويس تدريب نادي إيفرتون منذ عام 2002، واستمر مع النادي لمدة 11 عامًا حتى عام 2013، وأصبح واحدًا من أطول المدربين بقاءً في تاريخ النادي، وخلال هذه الفترة حصل مويس على ميزانية محدودة مقارنة بأندية كبرى في الدوري الإنجليزي، ورغم ذلك تمكن من تكوين فريق قوي حقق بهم بطولات عدة.
تولى مويس تدريب نادي إيفرتون في فترة كان النادي يعاني فيها من عدم استقرار وأداء متذبذب، لذا كان أول موسم له مع النادي بمثابة تحد بالنسبة له، فقد نجح في تحقيق المركز السابع في الدوري، وأعاد الثقة إلى جماهير النادي.
في موسم 2004- 2005، صعد الفريق إلى المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما أهلهم للمشاركة في تصفيات دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ الشكل الجديد للدوري، وقد كان إنجازًا فارقًا في تاريخ النادي، رغم عدم قدرته الوصول إلى دور المجموعات.
اكتشف مويس خلال تلك الفترة العديد من المواهب الشابة، ولعل أبرزهم واين روني، الذي أصبح واحد من أبرز نجوم كرة القدم الإنجليزية، كما أنه طور مهارات لاعبين آخرين، ومنهم ميكيل أرتيتا، ومروان فيلايني، وتيم كاهيل.
وخلال فترة قيادته للنادي، لم يهبط إيفرتون من الدوري الإنجليزي الممتاز، وحافظ على مراكز متقدمة أو متوسطة في جدول الترتيب، وبفضل ذلك حصل مويس على جائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات في أعوام 2003، و2005، و2009.
لم يحقق مويس مع نادي إيفرتون أي بطولات، ولكن الفترة التي قضاها في النادي عززت من سمعته كمدرب ناجح قادر على تحقيق الاستقرار للفريق في ظل الظروف الصعبة.
متى درب ديفيد مويس مانشستر يونايتد؟
بعد مسيرة ناجحة مع نادي إيفرتون امتدت 11 عامًا، بدأ ديفيد مويس سطر جديد في مسيرته المهنية بتدريب نادي مانشستر يونايتد عام 2013 في عقد مدته 6 سنوات خلفًا للسير أليكس فيرجسون.
لم تكن بداية مويس مع نادي مانشستر يونايتد بداية موفقة، ففترة عمله مع النادي كانت من أكثر الفترات تحديًا وإثارة للجدل خلال مسيرته التدريبية، وخاصة أنه تم النظر إليه كخليفة طبيعي للمدرب أليكس فيرغسون المدرب السابق للنادي.
بدأ مويس مسيرته مع مانشستر بتوقعات عالية من الجمهور، إلا أنه واجه بداية صعبة، فقد خسر الفريق في أول مباراة بعد توليه التدريب، وفي موسم الانتقالات الصيفية 2013 فشل الفريق في جلب العديد من اللاعبين، وكان اللاعب مروان فيلايني فقط هو اللاعب الذي انتقل إلى النادي.
في الموسم التالي تعرض الفريق لهزائم متتالية من فرق أقل تصنيفًا، وهو ما عرضه لانتقادات حادة، وأضعف ثقة الفريق بعدما خرج من البطولات المحلية، إلا أنه تمكن منا لوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وخرج أمام بايرن ميونيخ.
في عام 2014، وبعد سلسلة من النتائج السيئة تمت إقالة مويس بعد 10 أشهر فقط من توليه مسؤولية الفريق، وغادر النادي في المركز السابع في الدوري.
ديفيد مويس مع ريال سوسيداد
بعد مغادرة نادي مانشستر يونايتد خاض ديفيد مويس تجربة جديدة بعيدًا عن الدوري الإنجليزي، حيث انتقل لتدريب نادي ريال سوسيداد في الدوري الإسباني في عقد مدته 18 شهرًا، وكان الفريق يحتل المركز 15 في ترتيب الدوري.
كانت مسيرته مع النادي الإسباني غير موفقة، حيث تمت إقالته في نوفمبر 2015؛ بسبب البداية السيئة للموسم، وانتقل إلى تدريب نادي سندرلاند في الدوري الإنجليزي، وقد تم تغريمه حوالي 30 ألف جنيه إسترليني؛ بسبب تعليقات مسيئة للفرق المنافسة، وغادر النادي بعد هبوط سندرلاند إلى دوري الدرجة الأولى في مايو 2017.
مشواره مع ويست هام يونايتد
انتقل ديفيد مويس بعدها إلى نادي وست هام يونايتد عام 2017، وكان الفريق على وشك الهبوط، وكانت الصفقة مدتها 6 أشهر، لذا غادر النادي في مايو 2018، وعاد مرة أخرى في ديسمبر عام 2019 لإنقاذ الفريق من الهبوط مرة أخرى.
خلال موسم 2020- 2021 حقق مويس موسمًا مميزًا كان من أفضل المواسم في تاريخ النادي، حيث قاد الفريق إلى المركز السادس في الدوري الممتاز، وشارك في بطولة الدوري الأوروبي.
في الموسم التالي قاد النادي إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، وتمكن من تشكيل فريق قوي، وجلب لاعبين متميزين، منهم توماس سوتشيك، جيسي لينغارد، وفلاديمير كوفال.
في أبريل 2024، تلقى مويس انتقادات حادة من المشجعين بسبب أسلوبه لعبه، وفي مايو من العام نفسه أعلن النادي عن انتهاء عقد مويس في نهاية موسم 2023- 2024.