ارتبط اسم الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي ديفيد كوك بعالم المال والأعمال والسياسة، فقد واصل أعمال العائلة، وأصبح واحدًا من أغنى رجال العالم، وواحد من ورثة إمبراطورية عائلته التجارية، وبجانب أعماله التجارية، فقد كان شخصية سياسية بارزة، دعم بأمواله أحزاب سياسية، تعرف على مسيرته وحياته.
من هو ديفيد كوك؟
ديفيد هاميلتون كوك هو رجل أعمال وناشط سياسي أمريكي ولد في 3 مايو عام 1940 يعد واحد من أكبر الصناعيين في الولايات المتحدة، وهو جزء من عائلة كوك المعروفة، فهو الابن الثالث فريد كوك، مؤسس شركة كوك إندستريز، التي تعد واحدة من أكبر الشركات الخاصة في العالم.
كان كوك نائب رئيس الشركة حتى تقاعده عام 2018، وتعمل شركته في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك البترول والكيماويات والطاقة والألياف والمواد الكيميائية والمعادن والورق وغيرها.
قدرت ثروة كوك بمليارات الدولارات، وكان واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم حتى وفاته، حيث ورث جزءًا كبيرًا من ثروته من والده، واستثمر أمواله بشكل كبير في توسيع الشركة وزيادة قيمتها.
كان كوك ناشطًا سياسيًا محافظًا، وقد دعم هو وشقيقه تشارلز كوك العديد من القضايا السياسية والمجموعات المحافظة الليبرالية الكلاسيكية.
كان كوك أيضًا معروفًا بأعماله الخيرية، حيث تبرع خلال حياته بملايين الدولارات لمؤسسات خيرية وتعليمية وطبية ومستشفيات ومتاحف ومعاهد بحثية.
نشأته وتعليمه
ولد ديفيد كوك في ولاية كانساس في عائلة ثرية، فهو ابن رجل الأعمال والمهندي الكيميائي الأمريكي فريد تشيس كوتش، وهو الابن الثالث من بين أربعة أبناء.
التحق كوك بمدرسة ديرفيلد أكاديمي الإعدادية، وتخرج فيها عام 1959، ثم التحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وحصل على درجة البكالوريوس عام 1962، ثم حصل على درجة الماجستير في عام 1963 في الهندسة الكيميائية. خلال الجامعة كان عضوًا في جامعة بيتا ثيتا باي، ولعب كرة السلة.
مسيرته المهنية في شركة كوش
انضم ديفيد كوك إلى شركة العائلة، كوش إندستريز، عام 1970، تحت قيادة شقيقه تشارلز، وقد عمل في البداية كمدير للخدمات الفنية، وأسس مكتبًا للشركة في نيويورك. في عام 1979 أصبح رئيسًا لقسم جديد أسسه، وهو قسم "كوش إنجينرينج"، والذي أعيد تسميته فيما بعد بمجموعة التكنولوجيا الكيميائية.
كان لدى شقيقا ديفيد، فريدريك وبيل، أسهمًا في شركة كوش، وسبب ذلك مشكلات قانونية مع مجلس الإدارة، وانتهى الأمر بشراء حصص الأخوين مقابل 1.1 مليار دولار عام 1983، ليصبح تشارلز وديفيد كوش مالكين لأغلبية أسهم الشركة.
ورغم التوصل إلى اتفاق ضمني بين الأخوة، إلا أن النزاعات القانونية بينهم استمرت لما يقرب من عقدين من الزمان، حيث اتفق الأخوان فريدريك وبيل إلى جيه هوارد مارشال الثالث لإدارة الشركة والاستيلاء عليها بدلًا من ديفيد وتشارلز.
وبعد سنوات من النزاع، توصل بيل إلى تسوية اتهم فيها الشركة بأخذ النفط من الأراضي الفيدرالية عام 2001، وأنهت هذه التسوية جميع الدعاوى القضائية بين الأخوين، ووصلت قيمة التسوية حوالي 25 مليون دولار وفقًا لشبكة سي بي إس نيوز.
في عام 2010، امتلك ديفيد 42% من شركة كوش إندستريز مثل شقيقه تشارلز، وكان يحمل 4 براءات اختراع أمريكية، وقد شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للشركة حتى تقاعده عام 2018، وتقاعد رسميًا في يونيو من نفس العام بسبب مشكلاته الصحية.
زوجة ديفيد كوك
تعرف ديفيد كوك على زوجته جوليا كوش عام 1991 في موعد غرامي مدبر، ولم يعجب الاثنان ببعضهما البعض في البداية، إلا أنهما تقابلا من جديد في حفلة في وقت لاحق من العام نفسه وبدأت علاقتهما، وتزوجا عام 1996.
لدى ديفيد من زوجته جوليا 3 أبناء، وهم ديفيد جونيور، وماري جوليا، وجون مارك. وقد ورثت زوجته بعد وفاته عام 2019 حوالي 59 مليار دولار، وهو ما جعلها من بين أغنى النساء في العالم.
مشاركته وأعماله السياسية
برز اسم ديفيد كوك بشكل كبير في عالم السياسة، فقد كان مرشحًا للحزب الليبرالي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 1980، وقدم مع المرشح الرئاسي إد كلارك مشروع انتخابي وعد فيه بإلغاء الضمان الاجتماعي وتحسين الرعاية الاجتماعي، وتحسين قوانين الحد الأدنى للأجور، وغيرها من الشؤون الاجتماعية المختلفة.
وقد تبرع كوش لحملته الانتخابية بمبلغ 100 ألف دولار شهريًا، إلا أنه انفصل عن الحزب الليبرالي عام 1984، وبعدها تبرع لحملات سياسية مختلفة، ومعظمها كانت جمهورية، ففي عام 2012 أنفق أكثر من 100 مليون دولار لمعارضة باراك أوباما في الانتخابات.
كان كوش يعزز الحكومة الأصغر حجمًا والضرائب المنخفضة، وقد دافع طوال حياته عن أهمية تقليل دور الحكومة. دافع كوك عن حق المرأة في الاختيار، وحقوق المثليين وزواجهم، كما عارض الحرب على المخدرات.
كان كوك معارضًا بشدة لسياسات أوباما، ووصفه بأنه الرئيس الأكثر تطرفًا، وأنه اشتراكي متشدد، ورائع في التظاهر. كان كوش عضوًا في معهد كاتو الليبرالي ومؤسس ريزون وتبرع بأموال لكلتا المنظمتين، كما كان ممولًا للعديد من الحملات السياسية في الولايات المتحدة.
اهتم كوك بكشل كبير بإصلاح نظام السجون في الولايات المتحدة، ودعا إلى الإصلاح على مدار 10 سنوات، وتحالف مع مؤسسات الحريات المدنية من أجل تبسيط عملية التوظيف للمعاد تأهليهم، وإدخال إصلاحات داخل نظام العدالة الجنائية وغيرها.
أعماله الخيرية
عُرف ديفيد كوك بحبه للأعمال الخيرية، فقد أسس مؤسسة خيرية باسمه، وتم إدراجه ضمن واحد من أفضل 50 فاعل خير في العالم، وطوال حياته تبرع بأكثر من 1.3 مليار دولار لقضايا وأعمال خيرية.
اهتم كوك بالفنون أيضًا، وذلك بسبب حبه للأوبرا والباليه منذ صغره، فقد تبرع ب100 مليون دولار لتجديد مسرح ولاية نيويورك، كما تبرع بمبلغ 10 ملايين دولار لتجديد النوافير خارج متحف متروبوليتان للفنون، وتبرع بأكثر من 6 ملايين دولار لتجديد مسرح الباليه الأمريكي.
اهتم كذلك بقضايا التعليم، فقد تبرع للعديد من المؤسسات التعليمية، منها تبرعه بمبلغ 35 مليون دولار أمريكي لصالح مؤسس سميثوسنيان، كما اهتم بالبحوث الطبية، وخاصة البحوث المتعلقة بعلاج السرطان، حيث عانى من السرطان لست سنوات، وبين عامي 1998 إلى 2012 تبرع بما لا يقل عن 395 مليون دولار في مؤسسات البحث الطبي.
ثروة ديفيد كوك
في عام 2012 تم تصنيف ديفيد كوك أنه رابع أغنى شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، وأغنى مقيم في مدينة نيويورك عام 2013. في عام 2019 تم تصنيفه في المرتبة الحادية عشرة من بين أغنى الأشخاص في العالم، متعادلًا مع شقيقه تشارلز، بثروة بلغت 50.8 مليار دولار.
وفاة ديفيد كوك
توفي رجل الأعمال الأمريكي ديفيد كوك في منزله في نيويورك في 23 أغسطس عام 2019 عن عمر 79 عامًا، وقد ورثت زوجته وأطفالهما الثلاثة حصة 42% من شركة كوتش عند وفاته.
طوال حياته عانى كوش من السرطان، ففي عام 1992 أصيب بسرطان البروستاتا، وخضع للجراحة والإشعاع والعلاج الهرموني، ولكن السرطان عاد مرارًا وتكرارًا، وبسبب ذلك شجع تمويل الأبحاث الطبية.