ديفيد كاميرون David Cameron رئيس وزراء بريطانيا الأسبق

شغل السياسي البريطاني ديفيد كاميرون العديد من المناصب السياسية، ولعل أهمها منصب رئيس وزراء بريطانيا من عام 2010 على 2016، وقد شهدت فترة رئاسته قرارات هامة منها فرض سياسات أكثر صرامة لهجرة واتخاذ تدابير للتقشف خلال الأزمة المالية العالمية، في السطور التالية تعرف على مسيرته السياسية وحياته.

من هو ديفيد كاميرون؟

ديفيد ويليام دونالد كاميرون هو سياسي بريطاني يشغل حاليًا منصب وزير خارجية بريطانيا وشغل سابقًا منصب رئيس وزراء بريطانيا ولد في 9 أكتوبر عام 1966 في مارليبون في لندن.

أصبح كاميرون عضوًا في البرلمان عام 2001، ومنذ ذلك الوقت شغل عدة مناصب سياسية، فقد رأس حزب المعارضة من عام 2005 إلى عام 2010، وكان عضوًا في البرلمان من عام 2001 إلى عام 2016.

أهم المناصب السياسية التي تولاها كاميرون هو منصب رئيس وزراء بريطانيا من عام 2010 إلى عام 2016 ورئيس حكومة المملكة المتحدة، وقد استقال من منصبه وخلفته تيريزا ماي، ليعود إلى الحكومة من جديد من خلال منصب وزير الخارجية في عام 2023.

نشأته وتعليمه

ولد ديفيد كاميرون في عائلة من الطبقة المتوسطة، والده سمسار بورصة توفي عام 2010، ووالدته قاضية صلح متقاعدة، ولديه 3 أخوات منهم شقيقه المحامي ألكسندر الذي توفي عام 2023 بسبب مرض السرطان.

أصول ديفيد كاميرون ويلزية، كما كشف أيضًا أنه من أصل يهودي ألماني لأحد أجداده. درس كاميرون في مدرسة هيدرداون الابتدائية، ثم درس في مدرسة كلية إيتون الثانوية، ثم التحق بجامعة أكسفورد وحصل على بكالوريوس الآداب في الفلسفة والسياسة والاقتصاد عام 1988.

من هي زوجة ديفيد كاميرون؟

تزوج ديفيد كاميرون من سامانثا كاميرون، وهي ابنة السير ريجنالد شيفيلد، عام 1996. زوجته سامانثا هي سيدة أعمال إنجليزية عملت مديرة إبداعية في عدة علامات تجارية بريطانية، وقد عملت مستشارة سياسية بعد تولي زوجها منصب رئيس الوزراء.

ولدى كاميرون من زوجته 4 أبناء أولهم ابنه إيفان الذي ولد عام 2002 وكان يعاني من الشلل الدماغي والصرع وتطلب رعاية على مدار الساعة، وقد توفي ابنه الأول إيفان عام 2009 وهو في السن السادسة.

ابنته الثانية نانسي ولدت عام 2004، وابنه الثالث آرثر إلوين ولد عام 2006، وابنته الرابعة والأخير فلورنس روز ولدت عام 2010.

ثروة ديفيد كاميرون

في عام 2010 ورث كاميرون من والده 300 ألف جنيه إسترليني، حيث أنشأ والده شركة بليرمور القابضة عام 1982 وبلغت قيمته حوالي 20 مليون دولار عام 1988.

في عام 2009 قدرت صحيفة نيو ستيتسمان الإنجليزية ثروته بحوالي 3.2 مليون جنيه إسترليني، وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أنه ورث مليون جنيه إسترليني من والديه.

ديانة ديفيد كاميرون

نشأ ديفيد في عائلة مسيحية، وقد سُئل عام 2013 عن معتقداته الدينية وأوضح أنه مسيحي متدين وعضو نشط في كنيسة إنجلترا. وعن رأيه بالدين قال: "أعتقد أن الدين يمكن أن يخطئ في بعض الأمور ولكن كنيسة إنجلترا تلعب دورا مهمًا في المجتمع".

وقد تحدث كاميرون عن الكتاب المقدس وقال إنه يعتبره نوعًا من الدليل المفيد بشأن الأخلاق، وأكد أنه ينظر إلى بريطانيا على أنها دولة مسيحية.

بداية العمل السياسي

بدأ ديفيد كاميرون مسيرته السياسية بعد التخرج في جامعة أكسفورد عام 1988، حيث عمل في قسم أبحاث المحافظين لدى حزب المحافظين في المملكة المتحدة، وفي عام 1992 تم تعيينه مستشارًا خاصًا لوزير الخزانة آنذاك نورمان لامونت.

بعد إقالة لامونت بقى كاميرون في وزارة الخزانة لمدة تقل عن شهر، وبعدها تم تعيينه مستشارًا خاصًا لوزير الداخلية مايكل هوارد، ولكنه ترك منصبه سريعًا في يوليو عام 1994.

انضم كاميرون بعداه للعمل في شركة كارلتون للاتصالات، وعمل فيها كمدير شؤون الشركة، وخلال عمله فيها حاول الترشح للانتخابات ولكنه فشل فيها ولكنه استمر في عمله الحزبي مع حزب المحافظين.

انضمامه إلى البرلمان

في عام 2001 فاز ديفيد كاميرون في انتخابات البرلمان لصالح حزب المحافظين، وقد شغل منصب عضو في لجنة اختيار الشؤون الداخلية بمجلس العموم، وفي عام 2003 تم تعيينه وزير الظل في مكتب مجلس الملكة، ثم زعيم الظل في مجلس النواب، وأصبح نائب رئيس حزب المحافظين أيضًا.

في عام 2005 تمكن كاميرون من قيادة حزب المحافظين بعد استقالة مايكل هوارد من المنصب وخاض انتخابات النواب حتى تمكن من شغل منصب رئيس الوزراء عام 2010.

رئيس إنجلترا ديفيد كاميرون

في عام 2010 وبعد استقالة جوردون بروان من منصب رئيس الوزراء، دعت الملكة إليزابيص الثانية لتشكيل حكومة جديدة، ووقع الاختيار على ديفيد كاميرون لتشجيل الحكومة ليصبح أصغر رئيس وزراء منذ اللورد ليفربول عام 1812.

في أول خطاب له أعلن كاميرون عن نيته تشكيل خكومة ائتلافية مع الديمقراطيين والليبراليين، وأكد على رغبته في تنحية الخلافات الحزبية والعمل الجدا من أجل المصلحة الوطنية، وقد هذا الائتلاف من عام 2010 إلى عام 2015، وكانت أول حكومة ائتلافية منذ ما يقرب من 70 عامًا.

شهدت فترة حكم ديفيد كاميرون وضع اقتصادي سيئ، وقد دعا إلى برنامج تقشف من أجل تخطي الأزمة الاقتصادية وقتها بهدف تقليل عجز الموازنة الحكومية، وبحلول عام 2015 انخفض العجز إلى النصف مما كان عليه عام 2010.

كان كاميرون من ضمن السياسيين الذين فرضوا سياسات صارمة فيما يتعلق بالهجرة، ولكن فشل حزبه في الوفاء بوعودهم بشأن خفض صافي الهجرة إلى بريطانيا إلى أقل من 100 ألف سنويًا.

من ضمن القرارات الهامة التي اتخذها كاميرون كرئيس للوزراء هو الموافقة على التدخل العسكري في ليبيا للإطاحة بحكومة القذافي. أيضًا وطد كاميرون علاقته مع المملكة العربية السعودية وقد سافر عام 2015 إلى الرياض لتقديم التعازي بعد وفاة الملك عبد الله.

في عام 2015 أعيد انتخاب كاميرون رئيسًا لوزراء المملكة المتحدة بأغلبية مجلس العموم، ولكنه سرعان ما قدم استقالته من الحكومة عام 2016.

استقالة ديفيد كاميرون

في عام 2016 أعلن ديفيد كاميرون استقالته من منصب رئيس وزراء بريطانيا، وذلك بعدما الاستفتاء بخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حيث كان كاميرون من ضمن المدافعين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.

بعد استقالته من منصبه عمل كاميرون مستشارًا بدوام جزئي في سميثسون، وهو متجر تجزئة بريطاني، وعملت فيه زوجته كمديرة إبداعية.

عودته إلى الحكومة كوزير للخارجية

في عام 2023 عاد ديفيد كاميرون إلى الحكومة البريطانية من جديد بتعيينه وزيرًا للخارجية بدلًا من جيمس كليفرلي، الذي تم تعيينه وزيرًا للداخلية خلفًا لسويلا برافرمان. وتعد عودته للحكومة غير متوقعة، حيث انخرط في الأعمال التجارية لعدة سنوات، فقد عمل في شركة غرينسيل كابيتال.