ديتر شوارتز.. الملياردير الذي غيّر تجارة التجزئة في أوروبا

يعد رجل الأعمال الألماني ديتر شوارتز من أكثر رجال الأعمال نفوذًا في أوروبا، ورغم أن اسمه لا يتردد كثيرًا في عالم الإعلام، إلا أنه يعد العقل المدبر وراء نجاح مجموعة "شوارتز" التي تملك سلسلتي السوبر ماركت الشهيرتين "ليدل"، و"كاوفلاند"، واللتين غزتا الأسواق الأوروبية والعالمية، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.

من هو ديتر شوارتز؟

هو رجل أعمال وملياردير ألماني، ولد في 24 سبتمبر عام 1939 في مدينة هايلبرون الألمانية، وهو مالك مجموعة شوارتز، التي أسسها والده جوزيف شوارتز، وقد تدرج في المناصب في الشركة، حتى وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي لها.

بدأ شوارتز مسيرته المهنية بالعمل برفقة والده جوزيف، وبعد وفاة والده في السبعينات، تولى شوارتز إدارة الأعمال، ليقود المجموعة نحو التوسع والنجاح. أعاد ديتر شوارتز هيكلة الشركة، وتبنى فلسفة البيع منخفضة التكلفة، وتحت قيادته، توسعت ليدل في ألمانيا وأوروبا الشرقية والغربية، ثم غزت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

أسس لاحقًا سلسلة كاوفلاند، وهي متاجر أكبر حجمًا، وتعد مزيجاً بين محلات البقالة والتجزئة العام. يعد ديتر من أغنى رجال الأعمال في أوروبا، ورغم ثروته، إلا أنه ليس معروفًا، ولا يحب الظهور في الإعلام، ولا يظهر في المقابلات، وفي المقابل، يركز على الأعمال الخيرية.

زوجته وعائلته

تزوج ديتر شوارتز من فرانزيسكا ويبرت، ورزق منها بابنتين، وهما ريجين ومونيكا. على الرغم من شهرته في عالم ريادة الأعمال في ألمانيا وأوروبا، إلا أنه يحرص على خصوصيته بشكل كبير، لدرجة إنه لا يظهر في أي مقابلات إعلامية أو صحفية، ولا يوجد له على الإنترنت إلا 3 صور فحسب.

ديانة ديتر شوارتز

نشأ ديتر شوارتز في عائلة مسيحية بروتستانتية، ويعرف بأنه متدين.

مسيرته المهنية

ولد رجل الأعمال ديتر شوارتز مسيرته المهنية مع والده، مؤسس مجموعة شوارتز للبيع بالتجزئة. في عام 1973، بدأت رحلة ديتر مع شركة ليد آند شوارتز جي جي المملوكة لوالده، وافتتح ديتر أول سوبر ماركت خصومات للشركة في ألمانيا.

في عام 1977، وبعد وفاة والده، تولى شوارتز إدارة سلسلة متاجر الخصومات التي أسسها والده، كما أصبح الرئيس التنفيذي للشركة، ومنذ توليه مسؤولية الشركة، أصبحت واحدة من أشهر وأنجح شركات البيع بالتجزئة في ألمانيا وخارج ألمانيا.

تحت قيادته، أصبت سلسلة شوارتز شركة تجارية دولية يعمل بها أكثر من 500 ألف موظف، وتدير أكثر من 129000 متجرًا في 33 دولة حول العالم، وتتكون الشركة قسمي البيع بالتجزئة ليدل وكوفلاند.

نجحت الشركة، بفضل استراتيجيات شوارتز الناجحة، في أن تحقق مبيعات ضخمة، خلال السنة المالية 2020- 2021، وصلت مبيعات الشركة 125.3 مليار يورو.

هيكل مجموعة شوارتز

على الرغم من أن مجموعة شوارتز لا يتردد اسمها كثيرًا في الإعلام، إلا أنها بقيادة ديتر شوارتز، أصبحت واحدة من أكبر التكتلات العالمية، وتعتمد على بنية تنظيمية تجعلها من أبرز الكيانات الاقتصادية في أوروبا.

تتوزع الأنشطة التشغيلية للمجموعة على 5 وحدات رئيسية، وتعرف المجموعة بهيكلها الاستثماري المتشابك. تعد شركة ليدل من أكبر شبكات البيع بالتجزئة في أوروبا والولايات المتحدة، وتكملها مؤسسة إل دي شتيفتونغ، وتعمل الشركتان معًا على تشغيل ما يقرب 12 ألف منفذ بيع في أنحاء العالم.

القسم الثاني من هيكل المجموعة هي شركة كوفلاند، وهي الشركة الشقيقة لليدل، وتركز على قطاع البيع بالتجزئة للمواد الغذائية، وتملك نحو 1.450 فرعا في عدد من الدول الأوروبية، وما يميز الشركة أنها تعمل من خلال تشغيل 55 مصنعاً مستقلة لمعالجة اللحوم.

القسم الثالث شركة شوارتز للإنتاج وشركاه المحدودة، والمخصصة بإنتاج الأغذية للعلامات التجارية الخاصة في متاجر ليدل وكوفلاند. القسم الرابع وهي شركة بريزيرو شتيفتونغ وشركاه كيه جي، والتي تدير شبكة ضخمة تضم 430 موقعًا حول العالم.

استثمارات ديتر شوارتز الأخرى

لا تقتصر استثمارات ديتر شوارتز على البيع بالتجزئة فحسب، فقد استثمر  في قطاعات أخرى، وعلى رأسها قطاع الأمن السيبراني والحوسبة السحابة، حيث يملك استثمارات في عدة شركات في مجال الذكاء الاصطناعي.

تملك مجموعة شوارتز أيضًا علامات تجارية في قطاعات المشروبات والمخبوزات والآيس كريم والحلويات، كما شارك في جمع المواد القابلة لإعادة التدوير لاستغلالها مرة أخرى.

تدعم مجموعته الأعمال الخيرية، وخاصة في مجال التعليم، حيث تقدم المجموعة دعمًا ماليًا للتعليم في ألمانيا، وخاصة في مسقط رأسه مدينة هايلبرون.

استراتيجية ذكية لإدارة الأموال

لم يحقق ديتر شوارتز ثروته الضخمة من خلال تراكم الأرباح بحسب، بل كان نتاج استراتيجية ذكية في إدارة الثروة. في عام 1999، اختار شوارتز أن يدار جزء كبير من أصوله عبر مؤسسة ديتر شوارتز، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة غير ربحية تتمتع بإعفاء ضريبي، ونقل أسهم شركتيه إلى هذه المؤسسة، وحدد نسبة من أرباحه لأغراض تعليمية واجتماعية.

ولا تقتصر أهداف مؤسسته إلى دعم مشاريع التعليم فحسب، بل قدمت مويل مرافق رعاية الأطفال والمبادرات العلمية والبحثية.

ثروة ديتر شوارتز

يعد رجل الأعمال ديتر شوارتز من بين أغنى رجال الأعمال في أوروبا وألمانيا. في عام 2009، قدرت فوربس ثروته بنحو 10 مليارات يورو، وهو ما جعله ينضم إلى نادي كبار الأثرياء في أوروبا.

واصلت ثروته في النمو، ففي عام 2012، وصلت ثروته إلى 12 مليار يورو، وارتفع في خلال عام نحو نصف مليار يورو. واصل شوارتز الزخم المالي، فقد وصلت ثروته في عام 2013 إلى 19.6 مليار يورو، ويصنفه في المرتبة 24 ضمن قائمة أغنى الأشخاص في العالم.

في عام 2014، احتل المرتبة 23 عالميًا كأغنى رجل في العالم، وفي عام 2023، أعلن فوربس أن شوارتز أصبح أغنى رجل في ألمانيا، واحتل المرتبة الخامسة والعشرين عالميًا بصافي ثروة قدرت بنحو 47.2 مليار دولار أمريكي.

في شهر مارس 2024، أعلنت مجلة فوربس عن تراجع ثروة ديتر شوارتز بشكل طفيف، إذ قدرت ب38 مليار دولار، وهو ما وضعه في المرتبة 37 عالميًا. في شهر أبريل 2025، قدرت فوربس ثروته ب40.6 مليار دولار، ويحتل المرتبة 32 عالميًا.