تعد السيدة دومينيك واتارا من الشخصيات البارزة في أفريقيا، بجانب كونها زوجة رئيس كوت ديفوار والسيدة الأولى فهي من أكثر المدافعات عن حقوق الطفل في أفريقيا، وقد برزت بشكل كبير بعد فوز كوت ديفوار بكأس إفريقيا 2023، في السطور التالية تعرف أكثر على حياتها.
من هي دومينيك واتارا؟
دومينيك كلودين واتارا هي السيدة الأولى الحالية لدولة ساحل العاج أو كوت ديفوار متزوجة من الرئيس الحالي الحسن واتارا، ولدت في 16 ديسمبر عام 1953 في قسطنطينية بالجزائر لوالدين فرنسيين.
واتارا سيدة أعمال متخصصة في العقارات منذ عام 1979، وقد اشتهرت بشكل واسع في أفريقيا بعد زواجها من رئيس كوت ديفوار الحالي قبل 19 عامًا من ترشحه للرئاسة.
تهتم السيدة دومينيك كثيرًا بالأعمال الخيرية، كما أنها نشطة في حماية حقوق الأطفال وتعليمهم وتكافح الاتجار بالأطفال واستغلالهم من أجل العمالة، كما أنه سفير برنامج الأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة البشرية، ولديها الكثير من الأنشطة الخيرية الأخرى.
تعرف السيدة واتارا بأناقتها وأسلوبها المميز وخطاباتها الرائعة، وهي سيدة محبوبة للغاية في أفريقيا بفضل الأنشطة الاجتماعية التي تشارك فيها.
نشأتها وتعليمها
ولدت السيدة دومينيك في الجزائر لأبوين فرنسيين، وهي كاثوليكية من أصل يهودي من جانب والدتها، كما أنها تحمل الجنسية الفرنسية.
حصلت دومينيك على الشهادة الثانوية من أكاديمية ستراسبورغ عام 1973، ثم درست في جامعة باريس وتخصصت في الاقتصاد وتخرجت فيها عام 1975.
أكملت دراستها في باريس عام 1987 وحصلت على دبلوم إدارة الممتلكات من الاتحاد الوطني للعقارات، وفي عام 1989 تلقت تدريبات لتصبح خبيرة عقارية.
مسيرتها المهنية
السيدة دومينيك واتارا بدأت مسيرته المهنية منذ نهاية السبعينيات في مجال العقارات، وفي التسعينيات قررت تأسيس شركة Malesherbes Gestion وشغلت منصب الرئيس التنفيذي فيها، وهي شركة لإدارة العقارات .
كانت أيضًا مديرة تنفيذية لسلسة منتجات العناية بالشعر الفرنسية EJD Inc، كما أنها كانت الرئيسة التنفيذية لشركة، كما أنها حصلت على امتيازات علامة جاك ديسانج في الولايات المتحدة وأصبحت الرئيس التنفيذي للمؤسسة في فرنسا.
ورغم نجاحها في عالم المال والأعمال إلا أنها أوقفت كل نشاطاته الاستثمارية والتجارية بعد انتخاب زوجها رئيسًا لساحل العاج، وهذا هو التعهد الذي قدمه الرئيس خلال حملته الانتخابية.
بعد استقالتها من الشركات باعت واتارا امتيازات شركة Dessange الأمريكية للمجموعة في باريس، وركزت على دورها كسيدة أولى في كوت ديفوار.
الحياة الشخصية
تزوجت السيدة دومينيك واتارا مرتين المرة الأولى الفرنسي جان فلورو، وقد انتقلت مع إلى ساحل العاج في السبعينات، وكان زوجها أستاذًا في مدرسة Lycée Technique وأنجبت منه بنت والد، وهما لويك وناتاي.
ابنها لويك من زوجها الأول هو لويك فلورو، وقد كان مديرًا لفرع غرب إفريقيا لمجموعة أرماجارو المحدودة وهي شركة لتجارة الكاكاو، وقد تمكن من الاستحواذ على الشركات التابعة للمجموعة وأنشأ شركته الخاصة. أما ابنتها ناتالي فهي مديرة البرامج في قناة Canal + International.
توفي زوجها الأول جان عام 1984، وقد تزوجت من السيد الحسن واتارا في أغسطس عام 1991، وكان وقتها نائبًا للحاكم في داكار، وتم حفل الزفاف في باريس بحضور العائلة والأصدقاء.
دومينيك واتارا السيدة الأولى لساحل العاج
ترشح زوجها الحسن واتارا إلى انتخابات الرئاسة عام 2010 وفاز في الانتخابات، وفي عام 2015 أعيد انتخابه مرة أخرى، ومن بعدها أصبحت دومينيك من أهم الشخصيات النسائية في ساحل العاج.
بمجرد توليها مهام السيدة الأولى تخلت السيدة دومينيك عن كل استثماراتها التجارية وباعت شركتها، وذلك بعدما تعهد زوجها بالقيام بذلك خلال حملته الانتخابية حتى لا تستفاد من منصبه كرئيس للدولة في أعمالها التجارية.
اهتمت دومينيك بعدها بالكثير بالأنشطة الإنسانية والخيرية في البلاد، وقد سبق أن اهتمت بهذا الجانب قبل حتى ترشح زوجها للانتخابات. في عام 1998 أنشأت واتارا مؤسسة أطفال أفريقيا، وهي مؤسسة تعمل على رفاهية الأطفال.
السيدة دومينيك هي راعية مؤسسة الأميرا إيرا فون فورستنبرغ، وهي مؤسسة خيرية لها فروع في 11 دولة أفريقية منها ساحل العاج ومدغشقر وأفريقيا الوسطى وغيرها، ومهمة هذه المؤسسة هو تقديم الدعم لقطاعات الصحة والتعليم والقضايا الاجتماعية وتوفير المرافق الأساسية.
من أكبر المشاريع التي قامت بها السيدة دومينيك كسيدة أولى هو بناء مستفى الأم والطفل في مدينة بينجيرفيل، وقد تم البناء عام 2013 واكتمل عام 2018. المستشفى بنيت على قطعت أرض بمساحة 12 فدانًا وطاقته الاستيعابية 130 سريرًا، ويهدف لتحسين الرعاية الصحية للنساء وتقليل وفيات الأطفال والأمهات.
من الأعمال الخيرية التي قامت بها كسيدة أولى أيضًا هو افتتاح ملجئًا للأطفال المنكوبين في عام 2015، وهو جزء من مشروع هدفه تأسيس 3 ملاجئ في 3 مناطق في ساحل العاج وهي سوبري وبواكي وفيركيسيدوغو وذلك من أجل مساعدة الأطفال العاملين ودمجهم في أسرهم من جديد.
السيدة دومينيك أيضًا عضوة في منظمة السيدات الأوائل الأفريقيات لمكافحة الإيدز، وقد حضرت العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الصحية للبحث حول هذا الموضوع.
مكافحة عمالة الأطفال
كانت من أهم المهام التي اهتمت بها دومينيك واتارا كسيدة أولى هي محاربة عمالة الأطفال، ففي عام 2011 تم تعيينها رئيسة للجنة الرقابة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأطفال واستغلالهم للعمالة.
وكانت هذه اللجنة مهمتها تقييم السياسات الحكومية بشأن هذه القضية وأسست اللجنة خطتي عمل للحد من عمالة الأطفال، وبفضل الخطة أعادت ووزارة الخارجية الأمريكية تقييم ساحل العالج ضمن الدول التي تحمي الأطفال وذلك عام 2012.
كانت دومينيك أيضًا راعية للعديد من القوانين التي تمنع الاتجار بالأطفال وحماية الأطفال من العنف، وقد نظمت العديد من المؤتمرات في أفريقيا للحديث هو هذا الموضوع.
دورها في تمكين المرأة
كان لدومينيك واتارات دور كبير في تمكين المرأة، وفي عام 2012 أنشأت الصندوق الإفواري للمرأة الذي يهدف إلى تمويل المشاريع الصغيرة التي تنشئها النساء في ساحل العاج.
يهدف هذا الصندوق لتقديم الدعم المالي للمرأة وتمكينها في مجال ريادة الأعمال ويهدف إلى معالجة البطالة أيضًا. واعتبارًا من عام 2019 نجح الصندوق في تمويل أكثر 200 ألف امرأة برأس مال بلغ 12 مليار فرنك أفريقي.
بفضل هذا الإنجاز تلقت واتارا جائزة القادة المتميزين في مركز الأعمال الأمريكي الأفريقي عام 2016.