دولة أوروبية تدفع مواطنيها كي يستهلكوا الكهرباء

تتعامل فنلندا حالياً مع مشكلة غير عادية، وهي أن الكهرباء النظيفة وفيرة لدرجة أنها جعلت أسعار الطاقة سلبية، خلال الساعات الماضية، في الوقت الذي تعاني فيه القارة العجوز.

انخفاض أسعار الطاقة النظيفة في فنلندا

في حين أن معظم أنحاء أوروبا تتعامل مع أزمة طاقة، أبلغت الدولة الاسكندنافية عن انخفاض أسعار الطاقة النظيفة إلى ما دون الصفر، حسبما قال جوكا روسونين، الرئيس التنفيذي لشركة فينجريد لمشغل الشبكة الفنلندية، لمحطة Yle الفنلندية العامة.

كان انخفاض الأسعار مدفوعاً بفائض غير متوقع من الطاقة المتجددة، إلى جانب استخدام الفنلنديين أنفسهم طاقة أقل في أعقاب الأزمة الناجمة عن الحرب الروسية لأوكرانيا.

يقول روسونين، وفقاً لما جاء بموقع بيزنس إنسايدر: «يوجد الآن ما يكفي من الكهرباء، وهي خالية تقريباً من الانبعاثات؛ لذا يمكنك الشعور بالرضا بشأن استخدام الكهرباء»، في إشارة لدفع المواطنين من أجل استهلاك الطاقة دون القلق من أسعارها.

فنلندا من فقر الطاقة إلى التخمة في غضون بضعة أشهر فقط

تمثل الأخبار تحولاً ملحوظاً في بلد كان يخبر شعبه في الشتاء الماضي بمراقبة استهلاكه للطاقة، حيث انتقلت فنلندا من فقر الطاقة إلى التخمة في غضون بضعة أشهر فقط.

قال روسونين: «الشتاء الماضي، كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتحدث عنه الناس هو مكان الحصول على المزيد من الكهرباء. الآن نفكر ملياً في كيفية الحد من الإنتاج، لقد انتقلنا من طرف إلى آخر».

كانت البلاد تواجه أزمة طاقة بعد أن حظرت واردات الطاقة من جارتها روسيا كجزء من رد الفعل العالمي بعد حربها ضد أوكرانيا.

لكن مفاعلاً نووياً جديداً، تم تشغيله في أبريل من هذا العام، وفر تياراً جديداً مهماً من الطاقة لسكان فنلندا البالغ عددهم حوالي 5.5 مليون نسمة.

Olkiluoto 3، أول مفاعل نووي جديد يتم افتتاحه في أوروبا منذ أكثر من 15 عاماً، خفض سعر الكهرباء في فنلندا بنسبة 75%، من 245.98 يورو لكل ميغاواط في الساعة في ديسمبر إلى 60.55 يورو لكل ميغاواط في الساعة في أبريل الماضي، وفقاً لموقع ذا ناشونال الإماراتي.

نقلاً عن الصحيفة الإماراتية، قال روسونين إن الدولة، التي تهدف إلى الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2035، تضغط بشدة لإدخال حلول للطاقة المتجددة، حيث تريد فنلندا أن تكون الرياح مصدر طاقتها الأساسي بحلول عام 2027.

هذا يساهم أيضاً في انخفاض أسعار الطاقة؛ حيث يؤدي الذوبان المفرط، الذي تسبب في تحذيرات من حدوث فيضانات في العديد من بلدان شمال أوروبا، إلى دفع محطات توليد الطاقة الكهرومائية في فنلندا إلى زيادة السرعة وتوفير كهرباء وفيرة.

وأشار روسونين إلى أنه «أثناء فيضانات الربيع، غالباً ما يكون هناك هذا النوع من الإنتاج القسري، لأنه لا يمكن إبطاء الإنتاج. نظراً لكمية المياه الهائلة، غالباً ما تكون الطاقة الكهرومائية ضعيفة القدرة على التنظيم في الربيع».

تتعامل فنلندا الآن مع أسعار الطاقة المنخفضة للغاية

تتعامل فنلندا الآن مع المشكلة المعاكسة المتمثلة في ضعف إمدادات الطاقة، قد لا يتمكن مشغلو الطاقة من العمل بشكل طبيعي إذا كانت قيمة الكهرباء أقل من تكلفة إنتاجها. وقال روسونين «الإنتاج غير المربح بهذه الأسعار عادة ما يتم إزالته من السوق».

نظراً لأنه لا يمكن إبطاء الطاقة الكهرومائية أو إيقاف تشغيلها، فإن المنتجين الآخرين مثل الطاقة النووية يتطلعون إلى تقليص إنتاجهم لتجنب خسارة الأموال في إنتاج الطاقة.

لهذا؛ قال روسونين إنه في هذا السياق، يمكن للفنلنديين استخدام كل الطاقة التي يريدونها بسعادة.