• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      درية أحمد شفيق

    • اسم الشهرة

      درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

    • اللغة

      العربية، الإنجليزية، الفرنسية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      14 ديسمبر 1908 (العمر 66 سنة)
      طنطا، مصر

    • الوفاة

      01 سبتمبر 1975
      القاهرة، مصر

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة السوربون

    • الجنسية

      مصر

    • بلد الإقامة

      مصر

    • الزوج

      نور الدين رجائي

    • سنوات النشاط

      1935 - 1975

  • معلومات خفيفة

    • البرج الفلكي

      برج القوس

السيرة الذاتية

برز اسم المناضلة والناشطة النسوية المصرية درية شفيق كواحدة من أهم رموز النضال النسوي في مصر والوطن العربي، فقد ساهمت في تحسين أوضاع المرأة العربية، وكسرت الكثير من القيود التي فرضها المجتمع على المرأة، فدافعت عن حقوق النساء في التعليم والعمل والمساواة، وأسست في سبيل تحقيق هذه الأهداف اتحاداً نسائياً مصرياً عُرف باسم "بنات النيل"، تعرف أكثر على قصة حياتها ونضالها في هذا المقال.

من هي درية شفيق؟

درية أحمد شفيق ناشطة سياسية ونسوية بارزة في مصر. كانت من الرائدات في حركة تحرير المرأة المصرية، ولعبت دورًا كبيرًا في النضال من أجل حقوق المرأة في منتصف القرن العشرين.

أسست شفيق عدة مجلات نسوية، ومنها "المرأة الحديدية"، و"بنت النيل"، وكانت تروج لحقوق المرأة وتعليمها، وخلال حياتها قادت مسيرات واحتجاجات عدة للمطالبة بحقوق النساء، بما في ذلك حق التصويت، والمساواة في التعليم والأجور.

كانت شفيق شخصية ملهمة أثرت بشكل كبير في الحركة النسوية في مصر، وتركت أثرًا مهما في مجال حقوق النساء، ورغم ما قدمته من أجل المرأة، إلا أنها عاشت حياتها تحت الإقامة الجبرية، بعدما عارضت استبداد جمال عبد الناصر، لتنهي حياتها منتحرة.

ناضلت من أجل حقها في التعليم

ولدت درية شفيق في 14 ديسمبر عام 1908 في مدينة طنطا في مصر، وقد نشأت في عائلة من الطبقة المتوسطة، فوالدها أحمد شفيق كان موظفًا حكوميًا، وبسبب عمله تنقل مع أسرته إلى عدة مدن، منها طنطا، والإسكندرية والمنصورة، أما والدتها فكانت ربة منزل، واسمها رتيبة ناصر.

تلقت شفيق تعليمًا جيدًا، فقد أنهت دراستها الابتدائية في الإسكندرية، ودرست في مدرسة تديرها بعثة تبشيرية فرنسية، ومنذ هذه اللحظة بدأت شفيق نضالها من أجل سلب حقوقها، وحقوق كافة النساء.

فرغم كونها طالبة متفوقة، إلا أنها وجدت أنه لا يُسمح للنساء بمواصلة التعليم في المدرسة، ولكن هذا لم يحد من عزيمتها، بل درست بنفسها المناهج الفرنسية الرسمية قبل موعدها المحدد، وذهبت إلى المدرسة مطالبة بحقها في أداء الامتحان، وبالفعل أُجبر المدرسون، الذين استبعدوها، على الاعتراف بكونها طالبة متفوقة، وواحدة من بين من حصلوا على أعلى الدرجات في مصر.

قررت شفيقة بعدها طلب المساعدة من المناضلة الأرستقراطية هدى شعراوي، التي عرفت بنضالها من أجل حقوق النساء، والتي شكلت الاتحاد النسائي المصري.

درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

دراستها في السوربون

تمكنت شعراوي، بفضل مكانتها في المجتمع، من إدخال شفيقة في منحة حكومة لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون في باريس، وكانت من بين الطالبات المتفوقات في الجامعة، وحصلت على درجة البكالوريوس في الفلسفة في عام 1933.

عادت درية إلى الإسكندرية، وبعدها سافرت إلى باريس مرة أخرى للحصول على درجة الدكتوراه، وبالفعل تمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1940.

بعد عودتها من فرنسا، حاولت درية شفيق الالتحاق بجامعة القاهرة لتصبح معيدة في كلية الآداب، لتواجه العقبة الثانية في حياتها، فقد رفضت جامعة القاهرة تعيينها معيدة في الجامعة.

وجدت الجامعة حينها أن أعرافها وتوجهها الليبرالي قد يضر بسمعة الجامعة، لذا بدأت في العمل كمفتشة للغة الفرنسية في وزارة الأوقاف.

قابلت زوجها في باريس

تعرفت المناضلة درية شفيق على زوجها الدكتور نور الدين رجائي خلال دراستها الدكتوراه في السوربون، فقد كان يدرس لنيل درجة الدكتوراه في القانون، ونشأت بينهما قصة حب قامت على التفاهم، والود، والاحترام المتبادل.

رزقت شفيقة من زوجها رجائي بابنتين، وهما الدكتورة عزيزة اللوزي، والدكورة جيهان رجائي، واللتان أصبحتا أستاذتين مرموقتين للكيمياء في الجامعة الأمريكية في مصر.

وقد تحدثت الدكتورة عزيزة عن والدتها، وقالت إنها كانت أمًا عظيمة، وغرست في بناتها القيم والمبادئ، ورغم انشغالها، إلا أنها كانت حريصة على بناتها، وعلى تربيتهن ورعايتهن.

درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

مشاركتها في مسابقة ملكة جمال فرنسا

بعد عام 1935، وبعد حصولها على درجة البكالوريوس من السوربون، عادت درية شفيق إلى الإسكندرية، وفي صيف العام نفسه عرفت بوجود مسابقة لاختيار ملكة جمال مصر.

كانت المسابقة مقتصرة على مشاركة الفتيات من أصل أوروبي، حيث كانت الأعراف والعادات والتقاليد في ذلك الوقت تمنع مشاركة الفتيات المصريات إلى المسابقة، إلا أن شفيقة بروحها المتمردة، قررت المشاركة في المسابقة بدون علم عائلتها.

كانت ما فعلته درية أمر غريب على فتاة مصرية، وقد تعرضت لانتقادات حادة بسبب هذا الأمر، وخاصة أن المسابقة كانت مقتصرة على مشاركة القبطيات والفتيات ذوات الأصول الأوروبية فقط.

كانت الصحافة المصرية ساخطة على مشاركة درية في المسابقة، فهي فتاة مصرية ومسلمة، إلا أنها قالت في ذلك الوقت: "كنت فتاة مسلمة تصرفت بما يخالف الإسلام".

علاقتها بهدى شعراوي

كانت درية شفيقة قريبة جدًا من هدى شعراوي، واعتبرتها قدوتها وزميلتها في الكفاح من أجل حقوق المرأة، إلا أن هدى شعراوي، المدافعة عن حقوق المرأة، استبعدتها من الاتحاد النسائي الذي أسسته، والمكون من النساء من صفوة المجتمع، وذلك لأنها تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، ووالدها موظف حكومي بسيط.

وقد ذكرت ابنتها عزيزة، إن هدى شعراوي كانت تجل والدتها درية وتحترمها كثيرًا، إلا أنها تعرضت لضغوط من بعض الأشخاص من محيطها. وقد ذكرت عزيزة بأن هدى شعراوي أخبرت والدتها قبل وفاتها بأن تكمل مسيرتها، ورحلتها في الكفاح.

تأسيس اتحاد بنات النيل

بعد استبعاد درية شفيق من الاتحاد النسائي في مصر، قررت أن تؤسس حركتها الخاصة، وهو "اتحاد بنات النيل" عام 1948، وطالبت فيه بحق النساء في التعليم، وتعليم النساء العاملات من كل طبقات المجتمع.

وخلال رئاستها لهذا الاتحاد، قامت بفتح فصول محو الأمية، ووكالات التوظيف، كما نظم الاتحاد برامج المعونة المتبادلة، وأسس كافيتيريات بأسعار مخفضة، كما نظم فعاليات ثقافية مختلفة شملت عروضًا مسرحية للنساء.

كانت شفيق تختلف عن هدى شعراوي بمطالبتها حقوق النساء السياسية، فقد طالبت شفيق بحق المرأة في التصويت في الانتخابات، وحق المرأة في التواجد في البرلمان المصري.

نضالها ضد الاحتلال الإنجليزي

شاركت شفيقة كذلك في النضال ضد الاحتلال الإنجليزي، فقد أعدت فرقة شبه عسكرية ضمت مجموعة من النساء المصريات من أجل المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي في قناة السويس. وقد تضمنت جهود هذه الفرقة الاستعداد للقتال، وتدريب الممرضات للعمل في الميدان.

ومن بين جهودها للنضال ضد الاحتلال الإنجليزي تنظيمها مظاهرة نسائية، شاركت فيه عضوات اتحاد بنات النيل، وحاصرت المظاهرة بنك باركليز البريطاني في القاهرة في شهر يناير عام 1951، وطالبن بمقاطعة البنك.

درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

اقتحمت البرلمان لمنح المرأة حق التصويت

قادت درية شفيق العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقوق المرأة السياسية، ولعل أبرز هذه الوقفات، مظاهرة قادتها برفقة 1500 امرأة للمطالبة بحق المرأة في التصويت، وتولي المناصب السياسية.

بدأت القصة عام 1951 عندما قادت درية مظاهرة مع أكثر من ألف امرأة، واقتحمن مقر مجلس النواب المصري، وقد أغلت النساء المجلس التشريعي لأكثر من 4 ساعات، وقررن عدم التحرك من مكانهن إلا بعد الاستماع إلى مطالبهن وتنفيذها.

وبالفعل تمكنت درية من منح المرأة المصرية واحد من أهم حقوقها، وهو حقها في التصويت تولي المناصب، إلا أن مجلس النواب في ذلك الوقت لم ينظر في قضايا أخرى تخص المرأة، مثل المساواة في الأجور، وإصلاح قوانين الطلاق والزواج.

كانت هذه المظاهرة سببًا في جعل درية شفيق واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في الوطن العربي، إلا أنها هذه المظاهرة لاقت اعتراضًا من الملك فاروق، الذي أرسله إليها برفقة زوجها بأنه لن يمنح النساء حقوقهن ما دام هو ملكاً.

درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

من هي أول مؤسسة حزب نسائي في مصر؟

كانت درية شفيق أول مؤسسة حزب نسائي في مصر، بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، طلبت درية من الحكومة المصرية تحويل اتحاد بنات النيل إلى حزب سياسي، وبالفعل حصلت على الموافقة، ليصبح حزب بنت النيل أول حزب نسائي سياسي في مصر.

نشاط حزبها السياسي

واصلت درية شفيقة نشاطها من أجل ضمان حقوق المرأة، والمساواة، ومن بين أبرز الأنشطة التي قامت بها اعتراضها على تشكيل لجنة لإعداد دستور مصر بدون وجود امرأة بين أعضاء اللجنة.

وكانت طريقة درية في الاعتراض على هذا الأمر هو الإضراب عن الطعام، فقد شاركت مع نساء أخريات في إضراب عن الطعام استمر لمدة 10 أيام، وحينها أرسل لها الرئيس محمد نجيب رسالة، نقلها إليها محافظ القاهرة في ذلك الوقت.

وعد محمد نجيب بأن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقوقها السياسية، وقد تحقق هذا الأمر بالفعل، حيث تم منح المرأة المصرية حقها في التصويت، وحقها في الترشح للانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

معارضتها جمال عبد الناصر

بعد مرور 4 سنوات كانت النشاطة درية شفيق من المعارضات لنظام جمال عبد الناصر، وقد شجبت في ذلك الوقت سياسته الديكتاتورية، واعتصمت في السفارة الهندية للمطالبة بإقالته، اختارت شفيقة سفارة دولة الهند كونها دولة محايدة، وستحميها إذا تعرضت لأي خطر.

وفي السفارة أضربت درية عن الطعام، وطالبت عبد الناصر بالاستقالة ومنح الحرية للمصريين، وقد تناولت الصحف العالمية بقصتها، ووصفتها بأنها امرأة مناضلة رفعت راية المقاومة ضد عبد الناصر.

تدخل رئيس الوزراء الهندي في ذلك الوقت، جواهر لال نهرو، لحمايتها، وخرجت من السفارة بعد تعهد عبد الناصر بعدم المساس، إلا أن هذه الحادثة كانت سببًا في نهاية نشاطها النسوي، ونضالها السياسية، ووضعت تحت الإقامة الجبرية لمدة 18 عامًا، لم تخرج من منزلها، ولم يزرها أحد.

وصفت درية بأنها خائنة، وهاجمتها وسائل الإعلام في ذلك الوقت، كما أن حلفاءها انقلبوا عليها، وطردت من حركة بنات النيل التي أسستها.

ليس هذا فحسب، بل اعتقل زوجها رجائي عدة أشهر لاشتباهه في قيام بأعمال تخريب، وضع في القائمة السوداء في مصر، وأجبر على للسفر للعمل في الخارج، لذا انتهت علاقتها به بالطلاق في عام 1967، وهي في أتم عزلتها.

انتحارها بعد 18 عامًا من العزلة

عاشت درية شفيقة 18 عامًا من العزلة بعيدًا عن كل الناس، لم تخرج من منزلها مطلقًا طوال هذه الفترة، وعاشت في سجن فُرض عليها بسبب نشاطها السياسي، وغرقت في اكتئاب حاد بسبب عزلتها الأبدية.

قررت شفيق بعد 18 عامًا أن تنهي عزلتها إلى الأبد، ورمت نفسها من الطابق السادس في أحد أيام شهر سبتمبر عام 1975، لترحل عن عمر 66 عامًا في مدينة القاهرة، تاركها ورائها إرثًا ثوريًا لم، ولن يتكرر.

بعد وفاتها بنحو عقد من الزمان، وبعد محو اسمها من وسائل الإعلام والكتب لمحاولة إخفاء سيرتها، كتبت عنها الصحفية والناشطة النسوية المصرية فاطمة عبد الخالق مقالًا في جريدة الأهرام.

وقالت فاطمة فيه: "كان هناك وقت، كانت فيه درية شفيق الرجل الوحيد في مصر… لقد استطاعت منذ عام 1957 أن تخبرنا أننا في طريقنا إلى الديكتاتورية، لكن للأسف كنا مجموعة حمقى غاضبين".

كتب درية شفيق

لم تكن درية شفيقة ناشطة سياسية ونسوية فحسب، بل كانت أديبة وشاعرة وصحفية كذلك، فقد أسست عدة دوريات وصحف أدبية، كما أنها تولت منصب رئيس تحرير مجلة المرأة الجديدة، التي أسستها الأميرة شويكار.

أصدرت درية أيضًا مجلة بنت النيل، وكانت أول مجلة نسائية ناطقة باللغة العربية، واهتمت في مجلتها بتعليم وتثقيف المرأة المصرية. اهتمت درية كذلك بالطفل، وأسست مجلة اسمها "الكتكوت الصغير".

كانت درية شاعرة، وقد نشرت مقالات وأشعارًا باللغتين العربية والفرنسية. وخلال سنوات العزلة التي استمرت لمدة 18 عامًا ترجمت درية القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهي من أهم أعمال درية شفيق، كما ألفت عدة دواوين شعرية وكتب، كما أنها كتبت مذكراتها الشخصية. وقد قالت ابنتها عزيزة: "وجدت والدتي العزاء والسلام في ترجمة القرآن".

 توزعت الكتب والمؤلفات والدواوين التي كتبتها درية على العديد من أفراد الأسرة، وبعض منشوراتها الخاصة من كتب ومجلات متواجدة في مكتبة الجامعة الأمريكية، ومع بعض من أفراد الأسرة المقربين.

أهم الأعمال

  • مؤسسة أول حزب سياسي في مصر

  • تولت رئاسة تحرير مجلتين نسويتين

  • وضعها عبد الناصر في الإقامة الجبرية لمدة 18 عاما

  • ترجمت القرآن الكريم إلى العربية والإنجليزية خلال الإقامة الجبرية

  • أضربت عن الطعام من أجل حقوق المرأة

  • شاركت في النضال ضد الاحتلال الإنجليزي