دراسة: تصفح الفيديوهات السريعة يزيد الملل بدلاً من تخفيفه

هل تساءلت يوماً عن السبب وراء شعورك بالملل المتزايد، رغم قضاء ساعات طويلة في تصفح مقاطع الفيديو القصيرة على الإنترنت؟ قد تكون الإجابة أبسط مما تتخيل.

خدعة العقل: لماذا يزيد تصفح مقاطع الفيديو القصيرة من شعورك بالملل؟

حيث كشفت دراسة حديثة أجريت على عينة كبيرة من المشاركين، عن حقيقة مثيرة للاهتمام، وهي أن تصفح مقاطع الفيديو بشكل متتابع وسريع، بدلاً من تخفيف الملل، قد يؤدي إلى زيادة الشعور به.

وهذا الاكتشاف يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن التنقل السريع بين مقاطع الفيديو المختلفة، هو وسيلة فعالة للتسلية وتشتيت الانتباه.

ففي سلسلة من التجارب، طلب الباحثون من المشاركين مشاهدة مقاطع فيديو مختلفة. وفي بعض الحالات، كان بإمكان المشاركين التنقل بحرية بين مقاطع الفيديو القصيرة، وفي حالات أخرى، كان عليهم مشاهدة مقطع فيديو واحد بشكل كامل.

وكانت النتائج واضحة، حيث إن المشاركين الذين شاهدوا مقاطع فيديو متتالية شعروا بملل أكبر مقارنة بمن شاهدوا مقطع فيديو واحد. كما أشاروا إلى أن تجربة المشاهدة كانت أقل إرضاءً وأقل مغزى عندما كانوا يتنقلون بين مقاطع الفيديو بسرعة.

وأوضح الباحثون أن الدماغ البشري يحتاج إلى وقت للتفاعل مع المحتوى ومعالجته. وعندما ننتقل بسرعة من مقطع فيديو إلى آخر، لا نعطي دماغنا الفرصة لاستيعاب المعلومات أو الاستمتاع بها بشكل كامل، ويؤدي هذا إلى شعور بالملل والإحباط، حتى لو كان المحتوى نفسه مثيراً للاهتمام.

وهذه الدراسة تضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن استخدامنا المفرط للأجهزة الرقمية، قد يكون له آثار سلبية على صحتنا النفسية.

فقد أظهرت دراسات سابقة أن الإدمان على الهواتف الذكية وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، يرتبط بزيادة مستويات القلق والاكتئاب.

وقال الباحثون إنه إذا كان المرء يشعر بأنه يقضي وقتاً طويلاً في تصفح مقاطع الفيديو القصيرة، ويشعر بالملل، فقد حان الوقت لإعادة النظر في عاداته الرقمية.

وقدموا النصائح التالية:

• تحديد وقت محدد لتصفح الإنترنت: خصص وقتاً محدداً يومياً لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة الفيديوهات، وتجنب استخدام الهاتف الذكي قبل النوم مباشرة.
• اختيار المحتوى بعناية: بدلاً من التنقل بشكل عشوائي بين مقاطع الفيديو، اختر محتوى ذات قيمة وهادف، مثل الأفلام الوثائقية أو البرامج التعليمية.
• ممارسة الأنشطة الأخرى: خصص وقتاً لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل القراءة أو ممارسة الرياضة، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.