دراسة تثبت فعالية العلاجات الذهنية لآلام الظهر المزمنة

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام
دراسة تثبت فعالية العلاجات الذهنية لآلام الظهر المزمنة

يعاني آلاف الأشخاص حول العالم من آلام الظهر المزمنة، التي تفرض قيوداً كبيرة على حياتهم اليومية.

فهذه الآلام لا تؤثر فقط على قدرتهم الحركية، بل تتجاوز ذلك للتأثير على صحتهم النفسية، وجودة حياتهم بشكل عام.

وهذه المعاناة المستمرة تدفع الكثيرين منهم للبحث المتواصل عن حلول فعالة، والتي تتخطى المناهج العلاجية التقليدية التي قد لا تقدم النتائج المرجوة لجميع الحالات.

ومع تنوع الخيارات العلاجية المتاحة، من المسكنات الدوائية إلى العلاج الطبيعي وصولاً إلى التدخلات الجراحية، بدأت الأبحاث العلمية الحديثة تتجه نحو استكشاف مقاربات علاجية مبتكرة، تركز بشكل أساسي على دور الدماغ، وآلياته في إدراك الألم والتعامل معه.

وفي دراسة علمية موسعة، تعاون باحثون من جامعتي ولاية بنسلفانيا وويسكونسن ماديسون لإجراء بحث طويل الأمد، والذي شمل 770 شخصاً بالغاً يعانون من آلام مزمنة في أسفل الظهر، وهي الآلام التي تستمر لأكثر من 3 أشهر، دون وجود سبب عضوي محدد، أو إصابة واضحة يمكن تشخيصها.

وهذه الفئة من الآلام تمثل تحدياً علاجياً كبيراً للأطباء والمرضى على حد سواء.

وخضع المشاركون في الدراسة لبرامج علاجية جماعية استمرت لمدة 8 أسابيع، وتم توزيعهم على مجموعتين رئيسيتين: المجموعة الأولى تلقت العلاج المعرفي السلوكي، الذي يستهدف تغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية المرتبطة بإدراك الألم والتعامل معه.

بينما المجموعة الثانية تلقت العلاج القائم على اليقظة الذهنية، الذي يساعد المريض على تطوير مهارات التركيز الواعي في اللحظة الحاضرة، دون إصدار أحكام سلبية على التجربة.

ومن أجل ضمان الدقة العلمية وقياس الفعالية طويلة المدى لهذه المناهج العلاجية، تابع الباحثون حالات المشاركين على مدار عام كامل بعد انتهاء البرنامج.

حيث تم التركيز على قياس مؤشرات متعددة، والتي تشمل: مستويات الألم، والقدرة على الحركة، وجودة النوم، والحالة المزاجية، بالإضافة إلى مدى الاعتماد على المسكنات، خاصة الأدوية الأفيونية التي تثير قلقاً متزايداً في الأوساط الطبية بسبب مخاطر الإدمان المرتبطة بها.

وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في حالة المرضى الذين تلقوا العلاجات الذهنية، مقارنة بالمجموعات الضابطة، حيث لوحظ انخفاض واضح في شدة الألم المبلغ عنه، وتحسن في الوظائف البدنية والنفسية، إضافة إلى انخفاض كبير في معدل استخدام المسكنات، مما يشير إلى فعالية هذه المقاربات في التعامل مع الألم المزمن.

وأكد العلماء أن كلاً من العلاج المعرفي السلوكي والعلاج القائم على اليقظة الذهنية، قد أظهر فاعلية ملحوظة وطويلة الأمد في التعامل مع آلام الظهر المزمنة، مما دفعهم للتوصية بضرورة دمج هذه الأساليب العلاجية ضمن البروتوكولات العلاجية الموصى بها رسمياً.

كما دعوا إلى توسيع نطاق التغطية التأمينية لتشمل هذه العلاجات، مما قد يتيح الفرصة لعدد أكبر من المرضى للاستفادة منها.

وتفتح هذه النتائج آفاقاً واعدة أمام ملايين المرضى الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة، وتقدم منظوراً جديداً للتعامل مع هذه المشكلة الصحية المستعصية، من خلال مقاربة شاملة تجمع بين العناية بالجسد والعقل معاً.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة