خورخي باولو ليمان.. أغنى رجل في البرازيل أسطورة الاستحواذ

يعد رجل الأعمال البرازيلي السويسري خورخي باولو ليمان من أغنى رجال الأعمال في البرازيل، ومن أبرز الشخصيات في عالم المال والأعمال حول العالم، فقد بنى لنفسه اسمًا في عالم الأعمال، وبرع في العديد من القطاعات الاقتصادية والمصرفية، وحقق إنجازات ضخمة في قطاع الاستحواذ على الشركات، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.

من هو خورخي باولو ليمان؟

هو رجل أعمال وملياردير برازيلي سويسري، ولد في 26 أغسطس عام 1939 في ريو دي جانيرو، وهو المشارك في تأسيس شركة 3G Capital، التي تمتلك علامات تجارية عالمية مثل هاينز وبرجر كينج وغيرها.

بدأ ليمان مسيرته المهنية بعد التخرج من الجامعة، حيث عمل في قطاع البنوك، وفي عام 1971، أسس بنكًا للاستثمار اسمه بانكو غارنيتا، والذي أصبح واحدًا من أبرز البنوك الاستثمارية في البرازيل، وباعه في عام 1998 بملايين الدولارات.

نجح خورخي باولو ليمان في العديد من القطاعات، منها قطاع المشروبات، حيث استحوذ على عدة شركات في قطاع المشروعات، ودمجها مع بعضها، منها دمج شركتي أمبيف وإنر برو لتشكيل شركة إنتر برو أمبيف.

في عام 2004، أسس يمان شركة الاستثمار 3G Capital، والتي تخصصت في الاستحواذ على كبرى الشركات حول العالم، منهما برغر كينغ، وهاينز، كرافت فودز وغيرها. نجح ليمان بفضل خبرته واستراتيجياته في أن يصبح أغنى رجل في البرازيل، وأسطورة لعمليات الاستحواذ النجاحة.

نشأته وتعليمه

ولد رجل الأعمال خورخي باولو ليمان في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل لأب سويسري وأم برازيلية من أصول سويسرية. نشأ خورخي في أسرة مهتمة بالتجارة وريادة الأعمال، فقد أسس والده شركة "ليكو" لتصنيع منتجات الألبان.

في عام 1953، توفي والد خورخي في حادث حافلة، وكان حينها يبلغ من العمر 14 عامًا، وتولت والدته تربيته بعد وفاة زوجها. درس ليمان في المدرسة الأمريكية في ريو دي جانيرو، وفي عام 1960، حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة هارفارد.

لم يستمتع ليمان، حسبًا لتصريحاته، بحياته في الجامعة، فقد كان يفتقد أجواء ري دي جانيرو الدافئة، ورغم عدم حبه للجامعة، قرر إكمال دراسته فيها فيما بعد.

كان لاعب تنس محترف

خلال شبابه لعب خورخي باولو ليمان رياضة التنس، وكان بطلًا ناجحًا في البرازيل، إذ فاز ببطولة البرازيل الوطنية للتنس 5 مرات، كما شارك في كأس ديفيز مرتين، وكان جزءًا من فريق كأس ديفيز السويسري، كما لعب مع الفريق البرازيلي كذلك. شارك ليمان كذلك ف بطولة ويمبلدون عام 1962.

زوجته وأطفاله

تزوج خورخي باولو ليمان مرتين، ولديه 6 أطفال من زوجاته، 3 من زوجته الأولى، و3 من زوجته الثانية سوزانا الذي يعيش معها في الوقت الحالي. تعيش عائلة ليمان في سويسرا، ويقسم ليمان وقته بين البرازيل والولايات المتحدة وسويسرا.

في عام 1999، تعرض أبناء ليمان لمحاولة اختطاف من عدة مسلحين خلال ذهابهم إلى المدرسة في البرازيل، وبعد هذه الحادث، قرر الانتقال بشكل دائم إلى سويسرا حفاظًا على حياة أطفاله.

بداية مسيرته المهنية

بدأ خورخي باولو ليمان مسيرته المهنية في قطاع البنوك، ففي عام 1961، عمل كمتدرب في بنك ريدي سويس في جنيف لمدة عام. أثناء تدريبه في البنك، عمل ليمان كذك كصحفي في جريدة جورنال دو برازيل، التي تعد أحد أقدم الصحف البرازيلي.

خلال تلك الفترة، اتجه ليمان إلى ريادة الأعمال، ونمى لديه شغف شراء الأسهم في الشركات، وبالفعل امتلك حصة 2% من شركة إقراض اسمها Invesco، إلا أنه كان استثمارًا خاسرًا، ففي عام 1966، تعرضت تلك الشركة للإفلاس.

تأسيس بانكو غارنتيا

لم ييأس ليمان، وواصل محاولاته في ريادة الأعمال، وفي عام 1971، أسس بنك "بانكو غارنتيا" في البرازيل، بالتعاون مع كارلوس ألبرتو سيكوبيرا، ومارسيل هيرمان تيليس، وقد نمى البنك ليصبح واحد من أكبر البنوك الاستثمارية في البرازيل.

واجه ليمان تحديات كبيرة خلال قيادته للبنك، فبعد مرور غضون أسابيع من تأسيسه، انهار السوق، ورغم ذلك، تمكن ليمان في تحويل البنك لواحد من أكثر البنوك شهرة وابتكارًا في البلاد، ووصفته مجلة فوربس بأنه "النسخة البرازيلية من جولدمان ساكس".

في عام 1997، وبعد الأزمة المالية الآسيوية، تم بيع بانكو غارنتيا إلى بنك كريدي سويس فيرست بوسطن عام 1998، في صفقة بلغت قيمتها 675 مليون دولار أمريكي.

ملك صناعة الجعة

لم يحقق خورخي باولو ليمان ثروته من خلال بناكو غارنتيا فسحب، بل امتلك قدرات هائلة في الاستحواذ على الشركات، وتوسيع محفظة أعماله واستثماراته. في البداية، كان ليمان عضو مجلس إدارة في شركة Companhia Cervejaria Brahma.

أسس ليمان لاحقًا، بالتعاون مع شركائه، شركة أسهم خاصة اسمها GP Investimentos، لتبدأ رحلته في عالم الاستحواذ على الشركات. كانت أولى عمليات الاستحواذ التي نفذتها الشركة الاستحواذ على شركتين لتصنيع الجعة في البرازيل، وهما شركة Brahma، الذي كان عضوًا في مجلس إدارتها، وشركة Companhia Antarctica Paulista.

تم دمج الشركتين لاحقًا، ليصبح اسمهما شركة AMBev، والتي حققت بحلول عام 2003 مبيعات ضخمة قدرت ب2.7 مليار دولار أمريكي، وهامش ربح 35% قبل الضريبة.

وبحلول عام 2004، سيطرت الشركة على 65% من سوق البيرة في البرازيل، وما يقرب من 80% من السوق الأرجنتينية، كما وصلت إلى الاحتكار في دول في أمريكا اللاتنية، منها بوليفيا، أوروغواي، وباراغواي.

واصل ليمان عمليات الاستحواذ والاندماج، ففي عام 2004، اندمجت شركة Ambev مع شركة Interbrew، وأدت تلك الصفقة إلى رفع أسهم الشركة الجديدة InBev بنسبة 40% خلال عام 2005.

في عام 2008، واصلت الشركة مساعيها لتوسيع استثمارتها، وأعلنت عن نيتها الاستحواذ على شركة البيرة الأمريكية "أنهايزر بوش" في صفقة بلغت قيمتها 46 مليار دولار، ليتحول اسم الشركة إلى Anheuser-Busch InBev، وتصبح أكبر شركة لصناعة البيرة في العالم، وصنعت من خورخي باولو ليمان "ملكًا" لصناعة الجعة عالميًا.

تأسيس شركة 3G Capital

لم تقتصر استثمارات خورخي باولو ليمان على قطاع البنوك والمشروبات فحسب، بل كان أحد مؤسسي شركة الاستثمار البرازيلية 3G Capital، وهي الشركة استحوذت على عدة شركات أخرى، منها برغر كينغ وأنهايزر بوش، وهاينز.

في عام 2010، استحوذت الشركة على أسهم برغر كينغ بقيمة 4 مليارات دولار، وكان هذ العرض أكثر بنسبة 45% من سعر أسهم الشركة في السوق. استثمرت الشركة كذلك في سلسلة مطاعم وينديز.

في عام 2013، استحوذت ثري جي كابيتال على شركة H. J. Heinz، بالتحالف مع بيركشاير هاثاوي، وفي عام 2015، أعلنت التحالف عن اندماج كرافت فودز مع هاينز لتصبح شركة كرافت هاينز. ظل ليمان يشغل منصب عضو مجلس إدارة كرافت هاينز حتى عام 2021.

وعلى الرغم من سلسلة الاستحواذ الناجحة لشركة 3G Capital، في عام 2023، فشلت واحدة من أضخم عمليات الاستحواذ للشركة، حيث أعلنت متاجر أمريكاناز إفلاسها، بعدما تم الإعلان عن التزام بقيمة 20 مليار ريال برازيلي، أي نحو 3.8 مليارات دولار، لم يتم حسابها بشكل صحيح في ميزانيتها العمومية.

وقد ألقت تلك الأزمة بظلالها على ثروات الشركاء المؤسسين، ومن بينهم خورخي باولو ليمان، حيث خسر ليمان وشركائه 14 مليار دولار مجتمعين بسبب هذه الأزمة.

ثروة خورخي باولو ليمان

يعد خورخي باولو ليمان من أغنى رجال الأعمال في العالم. في عام 2025، قدرت فوربس ثروته ب16.7 مليار دولار، ويحتل المرتبة 122 في قائمة أثرياء العالم.