-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
سنوات النشاط
-
-
معلومات خفيفة
-
البرج الفلكي
-
السيرة الذاتية
يعتبر الشاعر خليل حاوي من أشهر وأبرز الشعراء في العصر الحديث، كما أنه يعتبر من المجددين في الشعر العربي الذي اهتم بالقضايا الوطنية والقومية في شعره وكانت لغته الشعرية تنم عن غضب حاد للواقع العربي ونظرة تشاؤمية، كما عكس في أشعاره خيباته الشخصية والعاطفية والسياسية كذلك، تعرف أكثر على حياته الأدبية وسبب انتحاره.
من هو الشاعر الذي انتحر؟
ولد الشاعر اللبناني خليل سليم حاوي في 31 ديسمبر عام 1919 في قرية الهوية في جبل الدروس في عائلة فقيرة وهو من أبرز الشعراء المعاصرين الذين اهتموا بقضايا وطنية وقومية وفلسفية في أشعاره.
عُرف حاوي بأنه من أبرز شعراء حركة الحداثة الشعرية العربية وقد حمل هم الأمة العربية وشعر بآلامها فامتلك حسًا شعريًا مرهقًا ووعيًا تاريخيا خالصًا مكنه من استعيات التراث الثقافي القومي والإنساني، وجسد بتجربته الشعرية رؤيته الشخصية والفلسفية في الحياة في دواوينه بلغ عددها خمسة دواوين.
اشتهر حاوي بموضوعاته الشعرية البعيدة عن موضوعات الشعر الكلاسيكية وبتجربة شعرية متكاملة وقد اهتم بأزمة الحضارة الإنسانية في الشرق والغرب وقد عبر عن مأساة المواطن العربي بشكل مأساوي في أشعاره وكانت مأساة وتجربة خانقة لم يتمكن من تحملها ولا تحمل مشاعرها.
نشأته وطفولته
ولد الشاعر خليل حاوي في عائلة فقيرة في قرية الهوية في جبل الدروز، والده كان يعمل في البناء، وقد عاش طفولة صعبة وقاسية أثرت على شخصيته المأساوية والحزينة فيما بعد.
درس حاوي في طفولته في مدرسة ملكة ومرتا الإنجيلية البروتستانتية في قرية الشوير، بعدها نقله والده إلى مدرسة اليسوعيين الذي تلقى فيها تعاليم دينية عميقة.
جرّب حاوي مرارة الفقد في طفولته، فقد توفي إخوته الأربعة الذين ولدوا من بعده بمرض غريب، ثم عانى الوالد من مرض ولزم الفراش فاضطر حاوي، ابن الحادية عشرة ربيعًا، أن يتولى مسؤولية العائلة.
ظل حاوي متأثرًا بوفاة أشقائه وخاصة شقيقته الصغيرة أوليفيا الذي كان متعلقًا بها بشدة، وقد ظل يتحدث عنها لسنوات وخاصة في آخر حياته وقال عنها:
"غريب أمر هذه الطفلة! ما زلت إلى اليوم أترقب عودتها وهي لا تأتي، أين أنت يا أوليفيا؟".
عمل حاوي في وظائف قام مختلفة منها مهنة البناء التي عمل فيها والده وإسكافيًا ثم انتقل إلى سوريا وعمل في المنازل، ولكنه لم يغفل دراسته وحبه للقراء باللغتين الفرنسية والإنجليزية إلا أنه اضطر أن يترك الدراسة النظامية.
دراسته
توفرت لدى حاوي الإمكانيات المادية ليعود إلى دراسته بعدما عمل مترجمًا للجيش البريطاني في ضواحي بيروت فعاد إلى الدراسة مجددًا وحصل على الشهادة الثانوية عام 1946 في عام واحد ودرس في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة.
حصل بعدها على درجة الماجستير وحمل عنوان رسالته "العقل والإيمان بين الغزالي وابن رشد"، ثم سافر إلى بريطانيا وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد وكان عنوان أطروحته "جبران خليل جبران إطاره الحضاري وشخصيته وآثاره".
تجارب عاطفية فاشلة
تعرف الشاعر خليل حاوي على الشاعر والقاصة العراقية ديزي الأمير في لبنان وأصبح بينهما إعجاب متبادل أدى إلى الخطوبة تمهيدًا للزواج، ثم سافر حاوي بعدها لإكمال دراسته في كامبرد فلحقته ديزي وعاشت معه بنية أن يتزوجا بعد عودتهما.
خلال عيشها معه اكتشفت ديزي أن حاوي ليس الزوج المناسب لها فقررت العودة إلى لبنان وتزوجت من رجل آخر ولكن لم يدم زواجها لفترة طويلة، وبعد انفصالها حاول حاوي أن يعيد العلاقة معها مرارًا وتكرارًا ولكنها رفضت، ويرى البعض أنها كانت أحد أسباب انتحار حاوي.
ولم تكن قصة حبه مع ديزي هي التجربة العاطفية الوحيدة له، فقد سبق أن واجه خيبات أمل كثير وعلاقات عاطفية انتهت بالفشل، ولعل تراكمات هذه الخيبات كانت لها الأثر في قرار انتحاره.
ولكن يجب التأكيد هنا على أن العديد من النساء، بمن فيهن خطيبته السابقة التي لم يتزوجها، ديزي الأمير، لم تلق تفاعلاً إيجابيًا كبيرًا من جانبه، بسبب سكونه في المزاج وعدم استقراره الطبيعي.
حاوي كان ثائرًا وناقمًا بشكل متقلب، وكان يتأرجح على حافة الهاوية بشكل مستمرـ وربما كانت هذه الطبيعة الثائرة وراء قراره بفسخ خطوبته، ليس فقط مع ديزي بل مع فتاة لبنانية أخرى التقى بها بعد عودتها من الولايات المتحدة.
يعزو شقيقه إيليا حاوي فسخ خطبة خليل من الفتاة اللبنانية إلى عدم قدرة خليل على تأمين مستقبل مستقر بسبب دخله المحدود كأستاذ جامعي.
ورغم أنه كان يعرف أن كل امرأة يمكن أن تقدم له شيئًا لكنها قد تسلبه أشياء أخرى، إلا أنه كان يجد صعوبة في تحمل مسؤوليات الزواج والأسرة، حيث كان يتحول بين الرغبة الشديدة في الزواج والاستعداد له، وبين التراجع عندما يدرك أن الزواج ليس كله سعادة وهناء إلا أنه يندم بعدها.
مسيرته المهنية
عاد خليل حاوي إلى لبنان بعد أن نال درجة الدكتوراه وعمل أستاذًا لمادة النقد الحديث في الجامعة الأمريكية في بيروت واستمر في هذا العمل حتى وفاته، وخلال هذه الفترة انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، كما كان عضوًا في مجلس بلدية الشوير، وخلال هذه الفترة كان يكتب الشعر.
من مؤلفات خليل حاوي
أصدر الشاعر الراحل خليل حاوي خلال حياته خمسة دواوين شعرية وهي "نهر الرماد" ونشرت عام 1957، و"الناي والريح" عام 1961، و"بيادر الجوع" عام 1965، و"الرعد الجريح"، و"من جحيم الكوميديا" عام 1979.
جاء الديوان الأول "نهر الرماد" في فترة التحولات السياسية العربية والتي شغلت فكر ووجدان حاوي المتمرد، الذي كان حينها يدرس في بريطانيا، وقد أدت الانقسامات الفكرية والأيدولوجية إلى تبنيه فكرة "القومية العربية".
في ديوانه الثاني "الناي والريح" تبلورت الرمزية في قصائده وعكس فيها شعوره العميق بالحزن والفاجعة على بلاده وتألمه على وطنه لبنان حيث كان يتمنى أن ينتمي لبنان إلى المشروع العربي القومي بين سوريا ومصر.
وفي ديوانه الثالث "بيادر الجوع" يعكس حاوي أفكاره المأساوية بعد انهيار حلم الانبعاث العربية بعد انهيار الوحدة بين سوريا ومصر.
وقد وصف حاوي اليأس والانهيار الذي وصلت إليه الأمة العربية في قصيدته "بعد الجليد" ويقول فيها:
عندما ماتت عروقُ الأرض
في عصرِ الجليد
مات فينا كلُّ عِرقٍ
يبُسَت أعضائنا لحماً قديداً
عبثاً كنّا نًصُدُّ الريحَ
والليلَ الحزينا
ونُداري رعشة
مقطوعة الأنفاس فينا
رعشة الموتِ الأكيد
في خلايا العظمِ في سرِّ الخلايا.."
قصيدة الجسر خليل حاوي
تعد قصيدة الجسر من أهم القصائد التي كتبها حاوي خلال مسيرته الشعرية والتي سارت على ألسنة الفلسطينين واللبنانيين بشكل خاص، كما أن المغني مارسيل خليفة لحن مقطعًا قصيرًا منها وغناها وهو:
يعبرون الجسر في الصبح خفافًا
أضلعي امتدت لهم جسرًا وطيدْ
من كهوف الشرق من مستنقع الشرق إلى الشرق الجديد
أضلعي امتدت لهم جسرًا وطيدْ
تمثل قصيدة "الجسر" للشاعر خليل حاوي أملا جديدا لحياته الشخصية وأملا جديدا للمجتمع الذي يعيش فيه، إذ ترمز الجسر في الواقعية الحياتية إلى العبور وتخطي العقبات، خاصةً تلك المتعلقة بعبور الأنهار.
يُظهر حاوي في قصيدته قدرته على التغلب على التحديات التي تواجهه، وتحويلها إلى فرص للتقدم والنجاح. يتجلى في فكر حاوي تفاؤل بالحياة وعزيمة على التغيير، حيث لا يستسلم لليأس إلا بعد بذل محاولات جادة وطويلة.
ومن خلال عنوان القصيدة، ندرك أن الجسر يمثل غيابا للعوائق السلبية وتمثيلا للإيجابية والتطلع إلى الأمام.
قصيدة السجين خليل حاوي
ومن القصائد المهمة للشاعر خليل حاوي قصيدة السجين والتي تعبر عن تشاؤمه من الواقع العربي، ويقول في قصيدته:
أتُرى هل جُنَّ حسِّي فانطوى الرعبُ؟
تُرى عادَ الصدى، عادَ الدُّوار؟
مَن تُرى زحزح ليلَ السجنِ عن صدري
وكابوسَ الجدار؟
الكوى العمياءُ من دهرٍ يغطّيها الغبار،
الكوى، ما للكوى
تنشقُّ عن ضوء النهار
وصدى يغري ويغري بالفرار:
"هِيَ، والشَّمسُ، وضحكات الصغار،
وبقايا الخصبِ في الحقل البوار،
كلُّها تذكر ظلِّي، تَعَبي،
كَفِّي المغَنِّي للبذار،
كلُّها تُغري وتُغري بالفرار".
ديوان خليل حاوي الأخير
بعد وفاته بأكثر من 40 عامًا وتحديدًا في عام 2022 تم نشر ديوان له بعنوان "الديوان الأخير" وهي مجموعة من القصائد التي كتبها حاوي وكانت معدة للنشر ولكنه انتحر قبل نشرها.
تنوعت أشعاره في الديوان الأخير الذي نشر بعد وفاته بالمزج بين العامية والفصحى ووصل عدد هذه القصائد 19 قصيدة، ومن القصائد في هذا الديوان قصيدة "يا صبية" والتي يقول فيها:
يا صبيّة!
كيف ألهبتِ رمادي وصقيعي
كيف اطلعتِ صبيّا
في عروقي وضلوعي
طلعة حرّى طريّة
وغسلتِ الزهو في عينيه
من هول العشيّة
يا صبيّة!
خصائص شعر خليل حاوي
اهتم الشاعر خليل حاوي بالرمز في شعره بشكل كبير، ولهذا يرى الكثير من النقاد أن أشعاره ليست سهلة بالنسبة للشاعر العادي، وإنما بحاجة إلى قارئ متمرس قادر على كشف معاني شعره والغوص في أفكارها وتراثها المتنوع.
من أبرز سمات القصائد لدى خليل حاوي هي كثافة الرموز، وتشابكها بشكل متناغم مع بنية العمل الأدبي. في قصائده، يظهر حشدًا كبيرًا من الرموز الجزئية التي تتداخل وتترابط في سياق القصيدة بشكل متجانس ومترابط، مما يمنح القصيدة عمقًا وتعقيدًا فريدًا.
وتنوعت الرموز في قصائد خليل حاوي بين رموز طبيعية وواقعية وتراثية وكل رمز له سياقاته المختلفة، ولعل أشهر هذه الرموز رمز الريح والناي والطاووي والبدوية السمراء ورمز الناسك.
الناي في شعر خليل حاوي يتجلى كرمز للحياة الرتيبة والمتجمدة في التقاليد، حيث يثير موسيقاه الحزينة الشوق والحنين إلى حياة مملة لا تعرف التغيير أو الانطلاق. تتجسد هذه الحياة في صورة الخطيبة المنتظرة التي تعشق الناي، رمز الرتابة والخضوع للواقع المتبلد.
أما رمز البدوية فهي مفعمة بالحيوية والفرح، يربط الشاعر بين البدوية والريح، وبين الناي والخطيبة. فالريح تأتي كمبدعة لعالم جديد، تنبع من أصابع البدوية لتمحو صور الرتابة والتخلف.
يؤكد حاوي في قصائده على دور الشعر في الثورة على التقاليد وإيمانه بضرورة العودة إلى تراثنا العربي، وهو ما جعله يحظى بلقب "شاعر الانبعاث الأول"، فهو الذي جسد رؤية النهضة الحضارية في شعره بكل تفاصيلها.
نجح خليل حاوي في استيعاب أفكار عصره ودمجها بمواضيع قصائده دون أن تفقد قصائده الحيوية والروح، بل إنه تمكن من تحقيق توازن مثالي بين أفكاره وبين المعالجة الفنية لها في قصائده.
يعتقد حاوي بأن أفضل النزاعات الفكرية التي يستفيد منها الشاعر هي تلك التي تعكس الواقع والتي تصبح جزءاً من حياته اليومية، مما يمنح أفكاره وقصائده حيوية وواقعية لا تخلو من التجربة الإنسانية.
لذا فإن تجربة خليل حاوي كشاعر تجسد بشكل عميق أوجه الحياة والتاريخ والثقافة العربية، وتتناول قضايا الإنسان وتراثه الشعري بطريقة تتجاوز الزمن والمكان، مما يجعلها تجربة فريدة وغنية في تاريخ الأدب العربي.
لماذا انتحر خليل حاوي؟
في 6 يونيو عام 1982 توفي الشاعر خليل حاوي منتحرًا في بيته بطلق ناري في رأسه في شرفة منزله في شارع الحمراء وفارق الحياة على الفور عن عمر 62 عامًا.
في مساء 6 يونيو وفي ذروة الحرب الأهلية اللبنانية وصلت دبابات القوات الإسرائيلية مشارف مدينة بيروت كما اجتاحت معظم مدن الجنوب اللبناني وقراه.
عاد حاوي إلى منزله في هذه الليلة مع صديقه شفيق عطايا حيث كان غاضبًا لما يحدث في بلده فخرج إلى شرفة منزله مساءً وأطلق رصاصة واحدة على رأسه أردته قتيلًا ولم يعرف الجيران بمقتله إلا في اليوم التالي بسبب ضجيج الحرب والانفجارات في تلك الليلة، حيث وجدوا جثته غارقة في دمها في شرفة منزله.
وقبل انتحاره عاش حاوي ويلات الهزيمة، سواء هزيمة الوطن أو الهزيمة الشخصية وعاطفية، فقد شهد في حياته انهيار المشروع الناصري ثم موت ناصر ويأس من الأيدولوجيات العربية وانهيار الإنسان العربي.
يُذكر أن القريبين من حاوي قد أكدوا محاولة الانتحار 6 مرات قبل محاولة الانتحار السابعة والأخيرة التي أدت إلى وفاته كما أنه كان يعاني من مرض الصرع، وفقًا لخطيبته السابقة ديزي الأمير إلا أنه أبى أن يحكي لأحد عن آلامه حتى لا تضعف صورته في عيون الآخرين، ولم يرغب أن يظهر بصورة الضعيف والمريض.