خطران يهددان المنطقة.. برلين تدعم استقرار دول الساحل والصحراء

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: الثلاثاء، 05 مارس 2024
خطران يهددان المنطقة.. برلين تدعم استقرار دول الساحل والصحراء

مازال ما حدث في نهاية الشهر الماضي عالقا في ذهن أداما سوادوغو، متطوع يساعد النازحين حيث يقطن في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، إذ من الصعب نسيان ذلك.

وفي ذلك، قال أداما إن "الوضع بات صعبا فخلال عطلة نهاية الأسبوع، وقعتهجمات متزامنة في جميع أنحاء البلاد باستهداف الكنائس والمساجد".

وكان أداما يشير في حديثه إلى مقتل 15 شخصا على الأقل في هجوم استهدف كنيسة كاثوليكية الأحد (25 فبراير/ شباط) إحدى القرى شمال بوركينا فاسو.

وفي نفس اليوم الذي وقع فيه الهجوم الدموي، قُتل 14 شخصا في هجوم استهدف مسجدا في قرية ناتيابوانيش الواقعة شرق بوركينا فاسو. وسبق الهجومين وقوع عدة هجمات أبرزها ضد كتيبة تانكوالو العسكرية وضد كتيبة التدخل السريع 16 قرب كونغوسي والكتيبة المختلطة في منطقة واهيغويا.

وتعد هذه الهجمات الأسوأ منذ فترة في بوركينا فاسو الواقعة في منطقة الساحل والتي ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 22 مليون نسمة، إذ تشهد هجمات إرهابية دموية منذ عام 2016.

تحذير ألماني

وقبل توجهها (الاثنين الرابع من مارس/آذار 2024) إلى بوركينا فاسو وبنين، حذرت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتس من أن "الإرهاب الإسلاموي والطموحات الروسية" يهددان منطقة الساحل في أفريقيا جنوب الصحراء.

وبدأت الوزيرة جولتها بزيارة بوركينا فاسو لتكون بذلك أول وزيرة أوروبية تزورها منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في أيلول/سبتمبر عام 2022 وتنصيب إبراهيم تراوري زعيما للبلاد.

وتترأس شولتس تحالف الساحل الذي أسسته ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي لدعم دول المنطقة. وتعد ألمانيا رابع أكبر جهة مانحة لتحالف الساحل وهو هيئة تنموية.

وبحسب الناطق باسم وزارة التنمية الألمانية، فإن تحالف الساحل يستثمر في الوقت الراهن حوالي 28 مليون يورو (30 مليون دولار) في دول المنطقة.

وفي حديث إلى DW، قال الناطق إن "ألمانيا وأوروبا حريصان على استمرار علاقات حسن الجوار مع دول غرب افريقيا. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التأكيد على التزامنا وأيضا عن طريق تبني سياسات عملية محترمة. وهذا يبدأ برؤية المشاكل وأخذها على محمل الجد".

الإرهاب والـ إيكواس على جدول الأعمال

وبمجرد أن تطأ أقدام أي زائر أراضي بوركينا فاسو، يمكنه أن يرى تداعيات الهجمات الإرهابية فيما أحصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح حوالي مليوني شخص.

وأظهرت بيانات البنك الدولي أن أكثر من 40% من السكان يعيشون تحت خط الفقر عام 2020 فيما أفادت بيانات اليونيسف بأن ما يقرب من 3.4 مليون شخص لم يعد بإمكانهم الحصول على الرعاية الصحية.

وفي تعليقه، قال أداما سوادوغو إن الهجمات الأخيرة كان ترمي إلى هدف واحد ألا وهو "إظهار أن الإرهابيين مازالوا أقوياء، لكنهم في حقيقة الأمر ضعفاء".

وعقب تدخل الجيش، شهد الوضع الأمني في البلاد تحسنا ما سمح لبعض النازحين بالعودة إلى ديارهم وهو ما أشار إليه سوادوغو بقوله: "إننا على يقين بشجاعة من يدافع عنا كما إننا على يقين من أن الإرهاب سينتهي في بوركينا فاسو".

ومنذ الانقلاب العسكري الذي وقع في أيلول / سبتمبر عام 2022 وتنصيب إبراهيم تراوري زعيما للبلاد، تخضع بوركينا لحكم عسكري فيما شكلت مع مالي والنيجر تحالفا يُعرف باسم "تحالف دول الساحل" الذي أعلن مطلع العام الجاري الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).

ويتوقع أن تتصدر هذه القضية مباحثات الوزيرة الألمانية مع قادة بوركينا فاسو العسكريين الذين يتعرضون لانتقادات من المنظمات الحقوقية.

تصاعد التطرف

وقالت إيلاريا أليجروزي، الباحثة في شؤون منطقة الساحل بمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، إن سلطات بوركينا فاسو "تستخدم أساليب وحشية بشكل متزايد لمعاقبة المعارضين والمنتقدين وإسكات أصواتهم".

وأشارت إلى اختفاء ما لا يقل عن ستة من نشطاء المعارضة منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فيما أعلنت السلطات العام الماضي تطبيق الخدمة العسكرية الإلزامية مما يعني إجبار الشباب على الخدمة في الجيش ضد إرادتهم.

وانطلاقا من بوركينا فاسو، ستقصد شولتس دولة بنين ذات تعداد سكاني يبلغ 13 مليون نسمة ويعصف بها هجمات إرهابية متزايدة في السنوات القليلة الماضية.

وقال معهد كلينجينديل البحثي في لاهاي إن بعض سكان بنين يؤيدون أفكار جماعة ما تُعرف بـ "نصرة الإسلام والمسلمين" التي تُعد أكبر تنظيم جهادي في منطقة الساحل والمرتبطة بتنظيم القاعدة".

وقال كمال دونكو، الباحث في مختبر الدراسات والأبحاث حول الديناميات الاجتماعية والتنمية المحلية (لاسديل)، إن الشباب في بنين يتقبلون بعض الأفكار المتطرفة، مضيفا "يمكن أن يدفع الفقر والبطالة والاستياء في المناطق الريفية - وهي قضايا مرتبطة بالإجراءات الحكومية- الشباب إلى تبني الأفكار المتطرفة".

وفي مقابلة مع DW، قال الباحث الذي يقيم في براكو التي أكبر مدينة في شمال بنين، إن هناك سببا إضافيا ربما يتجاوز حدود بنين ليشمل دول الساحل ألا وهو حالة الإحباط التي تسود الشباب تجاه النخب الحاكمة وأيضا ضد القوة الاستعمارية السابقة فرنسا.

وأضاف "قد يرغب الشباب في المناطق الحدودية في تقليد ما يحدث في أماكن أخرى"، في إشارة إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

بدورها، قالت وزارة التنمية الألمانية إنها تعمل مع سلطات بنين على تعزيز هياكل مؤسسات الدولة.

توظيف الشباب لحمايتهم من التطرف

وبصفته رئيسا لمنظمة "لخدمات التعليمية الدولية" غير الحكومية، يكرس جولز توهاونتود الكثير من الجهد لتدريب الشباب وتعزيز مهاراتهم خاصة في المجال الحرفي في بلدة دوجبو في جنوب غرب بنين.

وفي ذلك، قال توهاونتود إن الكثير من الشباب من أصحاب المؤهلات "لا يعملون لدى الدولة ولا لدى الشركات مع رغبتهم في إنشاء أعمالهم الخاصة"، مضيفا أن الشركات تبحث على العمالة الماهرة حيث تقدم لهم عقودا دائمة مما يعني دفع الضرائب ما يصب في صالح خزائن الدولة.

وأشار إلى أن الغالبية العظمى من القوى العاملة تعمل في القطاع غير الرسمي، مشددا على أهمية خلق وظائف خاصة في المناطق الريفية.

وقال إن "خلق وظائف تدر أجورا جيدة يمنع السكان من الهجرة من الريف إلى المدينة. وينطبق ذلك أيضا على الإرهاب حيث إذا جرى توظيف الشباب فإن هذا يعد عائقا ضد الانضمام إلى الجماعات المتطرفة بنفس الوتيرة والسرعة التي نرصدها الآن".

أعده للعربية: محمد فرحان

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة