خضرة محمد خضر واحدة من أشهر مغنيات الفلكلور المصري التي قدمت أجمل الأغاني الشعبية، ورغم وفاتها منذ أكثر من 25 عامًا عادت أغنيتها "ميتي أشوفك" للصدور من جديد بعدما تصدرت التريند، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
حياة خضرة محمد خضر ونشأتها
هي مغنية شعبية مصرية ولدت في إحدى قرى أسيوط في الصعيد وهي من المغنيات اللاتي كان لهن دور هام في الحفاظ على هوية وتراث الفن الشعبي المصري، فقد مثلت مصر في العديد من المحافل الدولي.
اكتشفها زوجها الملحن ورائد الفن الشعبي زكريا الحجاوي، وكان سببًا في شهرتها، فهو من جمع أغانيها ولحن لها العديد من الأغاني.
تزوجت خضرة مرتين، انفصلت في المرة الأولى، وبعدها تزوجت من الملحن زكريا الحجاوي الذي اكتشفها.
نشأت خضرة في عائلة تحب الغناء، حيث كانا والديها وجدتها يعشقان فن المديح، وقد نمت موهبة خضرة في عمر السابعة، وكان وقتها الأسرة في الصعيد ترفض الغناء، لذا أخذها والدها وانتقلا للعيش في كوم الدكة في البحيرة، ثم انتقلوا إلى القاهرة واستقروا في إمبابة في القاهرة.
عندما بلغت خضرة سن الـ13 عرفت بفرقتها المستقلة التي غنت فيها الأغاني الفلكلورية، وكانت تجوب الموالد وتغني المديح.
قصة زواجها من زكريا الحجاوي
نشأ الحجاوي في منطقة المطرية، التي يعمل أغلب سكانها في الصيد، فنشأ على سماع أغاني الصيادين، ولأن والده كان تاجرًا ميسورًا ومحبًا للغناء فاشترى فونوغراف وأسطوانات لمطربي مصر الكبار مثل سيد الصفتي ومنيرة المهدية وسيد درويش.
أما والدته فكانت تحفظ أغاني من تراث بحيرة المنزلة، ولهذا تعق بالغناء منذ نعومة أظافره، وقرر أن يترك المدرسة للانضمام إلى فرقة المسيري التي عمل فيها مؤلفًا وملحنًا، ووضع لها مجموعة من الأوبريتات، منها صلاح الدين الأيوبي، والأمين المأمون، وأبو نواس.
تعقبه والده وأعاده إلى البيت ليستكمل دراسته، ولكنه عاد مجددًا واهتم بالموالد وحولها إلى مؤتمرات شعبية، وكون فرقة فنون الشعب التي تضم 38 راقًا جلبهم من المجتمع الشعبي، ومنهم عمدة قرية كان يجيد رقصة التحطيب.
اكتشف الحجاوي خضرة محمد خضر الذي انجذب لصوتها وقدمها للإذاعة، وحازت بفضل على شهرة واسعة، واشتهرت باسم "خضرة الشريفة" نسبة إلى شخصية أم أبي زيد الهلالي في السيرة الهلالية.
جمّع زكريا وقتها جميع أغاني خضرة في ألبوم واحد عام 1958، وانطلق بفضله صوتها في جميع مدن مصر، ولحن وألف لها العديد من الأغاني.
رغم أن زكريا كان متزوجًا في هذا الوقت، إلا أنه قرر أن يتزوجها، وقد قالت ابنته إن خضرة في هذا الوقت كانت مطلقة، لذا لم يرغب أن يتحدث عنها النساء بسوء لأنه يكون معها في كل حفلاتها، لذا تزوجها.
عاش زكريا مع خضرة لمدة 6 سنوات، ثم وقع بينها خلافات انتهت بالطلاق، وكان وقتها من عادات الفن الشعبي أن يشرب كل منهما دماء الآخر إذا افترقا ليصبحا في منزلة الأخوين، وقاما بهذه العادة المعروفة لدى الغجر.
بعد الطلاق كتب زكريا الحجاوي موال أنشده في خضرة وهو يتمشى على كورنيش إمبابة، وقال في الموال:
زرعت فدان جمايل وأربعة معروف
ورويتها ياما شهامة بذوق وبالمعروف
واللي حماها أنا بالجدعنة ومعروف
وقلت هلبت تزرع مالجميل قيراطين
أتاريها أرض طين وبتنكر المعروف
وفاتها
توفيت الفنانة خضرة في 17 ديسمبر عام 1998، وقد قالت ابنتها سلمى إنها تعرضت لأزمة نفسية بعد وفاة والدتها ودخلت المستشفى، حيث كانت تذهب مع والدتها في كل الحفلات والموالد.
مشوارها الفني
نشأت الفنانة خضرة محمد خضر في أسرة تحب الغناء، ورغم أنه في الصعيد غناء البنات عيب، إلا أن والدها آمن بصوتها، وقرر السفر إلى كوم الدكة في البحيرة، ثم انتقلت الأسرة مجددًا إلى منطقة إمبابة في القاهرة.
في سن الـ13 اشتهرت خضرة بالغناء في كل الموالد، حيث كانت تجوب مع فرقتها لغناء الأغاني الفلكلورية، وكانت تغني أغاني المدح في حب رسول الله ومدح آل البيت بين طنطا والسيد البدوي وغيرهم.
كما كانت تغني الأغاني الوطنية، وتغامر بحياتها للغناء للجنود في مناطق الحرب، وكل ذلك على نفقتها الخاصة، وكانت خضرة تغني في العديد من الدول، منها الهند، والكويت، وسوريا وغيرهم.
قدمت خضرة العديد من الأغاني منها "قصة أيوب المصري"، و"ميتي أشوفك"، و"نور النبي"، و"يا أبو كف محني"، و"يا حلاوة البنت المصرية"، و"أهل السوق"، و"عيان يا طبيب"، و"رد الجميل"، "إن خس مالك"، و"الصبر أحسن وغيرها".
غنت خضرة أيضًا في العديد من الأفلام، منها فيلم "هو والنساء"، عام 1966، وفيلم "شقة الطلبة" عام 1967 من بطولة سعاد حسني، وفيلم "أنا الدكتور" عام 1968، وفيلم "ألعاب ممنوعة" عام 1984.
أغنية ميتي أشوفك تتصدر التريند بعد 50 عامًا
في عام 2023 تم إصدار أغنية "ميتي أشوفك" للمغنية خضرة محمد خضر بشكل جديدة لغرض الترويج للسياحة في صعيد مصر، وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأغنية بشكل واسعة خاصة على تيك توك.
الأغنية من كلمات رائد الفن الشعبي الشاعر زكريا الحجاوي، والتي احتفت بمحافظات ومدن مصر في الصعيد منها أسيوط وإسنا وديروت وأرمنت وغيرها، وكانت هذه الأغنية آخر أعمالها الفنية قبل وفاتها.
مشاركتها في مسرحية مع الفنان صبري فواز
تحدث الفنان صبري فواز عن مفاجأة عن الفنانة خضرة، حيث قال إنها شاركت في المسرحية الغنائية الاستعراضية الذي أخرجها والتي تحم لاسم "مدد" والمسرحية مأخوذة عن قصة سره الباتع ليوسف إدريس.
وقال إنه أخرج المسرحي في قصر ثقافة العمال في شبرا الخيمة، والمسرحية من إنتاج قطاع الفنون الشعبية، وقد قال إن المخرج ورئيس القطاع كانوا يقبلون يديها حينما يقابلون خضرة.