خبراء يحذرون: إرهاق لاعبي كرة القدم بلغ الحد الأقصى!

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ 19 ساعة
خبراء يحذرون: إرهاق لاعبي كرة القدم بلغ الحد الأقصى!

"اللاعبون في كرة القدم يلعبون فوق حدود قدراتهم البدنية"، يقول البروفيسور فيلهلم بلوخ من جامعة الرياضة في كولن (كولونيا) في مقابلة مع DW. ويضيف أنه من المشكوك فيه أن يتمكن اللاعبون من الاستمرار في هذا المستوى العالي من الأداء لفترات طويلة دون أن يتعرضوا لإصابات.

جاء هذا التحذير من بلوخ كرد فعل على النقاش الحالي حول زيادة الأعباء البدنية في كرة القدم الاحترافية، حيث يصبح جدول المباريات أكثر ازدحامًا والمباريات أكثر كثافة.

النجم الأرجنتيني يوليان ألفاريز يعد من بين اللاعبين الذين خاضوا أكبر عدد من المباريات في الموسم الماضي. وفقًا لتقرير صادر عن نقابة اللاعبين FIFPro، فقد شارك المهاجم، الذي يلعب لأتلتيكو مدريد منذ صيف 2024، في 75 مباراة مع ناديه السابق مانشستر سيتي والمنتخب الأرجنتيني.

لا وقت للتعافي

حتى قائد المنتخب الألماني السابق إلكاي غوندوغان مرّ بفترة شديدة الإجهاد. بين يوليو/، تموز 2022 ويوليو/ تموز 2024، شارك غوندوغان في 129 مباراة وفقًا لتقرير FIFPro، حيث لعب في المتوسط 82 دقيقة في كل مباراة مع ناديه ومنتخب ألمانيا.

بالإضافة إلى ذلك، قضى أكثر من 150 ساعة في السفر لمباريات خارجية، مما ترك له وقتًا ضئيلًا للتعافي – وهو ما قد يصبح مشكلة خطيرة.

يشرح البروفيسور فيلهلم بلوخ أن "فترات التعافي بعد المباريات قصيرة جدًا. في هذا الجدول المزدحم، لا توجد فرص كافية للتدريب أو لفترات تعافٍ معقدة." ويؤكد أن الجسم يحتاج إلى وقت كافٍ للتعافي، وإلا سيؤدي ذلك إلى تراجع الأداء وزيادة الإصابات.

نظام غير مستدام على المدى الطويل

الدوريات الوطنية، المسابقات القارية، المباريات الدولية – النجوم الكبار في كرة القدم بالكاد يحصلون على فترات استراحة بين المباريات. النتيجة هي زيادة الأعباء البدنية وزيادة عدد الإصابات. "هذا الوضع غير مستدام على المدى الطويل"، يقول بلوخ. "الأنظمة تُستنزف، وبالتالي ستحدث إصابات عديدة وفترات غياب أطول."

مؤخرًا، واجه المدرب الألماني بوليان ناغلسمان آثار هذه الضغوط. في مباراة دوري الأمم الأوروبية ضد هولندا، والتي فاز بها المنتخب الألماني 1-0، اضطر إلى استبعاد دينيز أونداف، الفائز بالمباراة السابقة ضد البوسنة والهرسك، بسبب الإصابة.

وكان أونداف هو اللاعب الثامن الذي يفتقده ناغلسمان خلال فترة المباريات الدولية، حيث اضطر لاستبعاد العديد من النجوم مثل ديفيد راوم وبنيامين هنريكس من آر بي لايبزيغ، جمال موسيالا من بايرن ميونخ، كاي هافرتز من أرسنال، وقائد آينتراخت فرانكفورت روبن كوخ.

بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن الحارس الأساسي مارك-أندريه تير ستيغن، الذي غاب لأشهر، ونيكلاس فولكروغ من الانضمام للمنتخب. كما لم يستطع ألكسندر بافلوفيتش، المصاب، المشاركة في مباراة البوسنة والهرسك.

نتائج الإرهاق واضحة، وانتقادات اللاعبين تزداد. يقول جودي بيلينغهام ، لاعب ريال مدريد والمنتخب الإنجليزي: "الجداول الزمنية مجنونة وصعبة على الجسم. عقليًا وجسديًا، يصبح الإنسان منهكًا." روبرت ليفاندوفسكي، نجم برشلونة يضيف: "نحن في النهاية بشر، وليس مجرد آلات في الملعب. نحتاج إلى وقت للراحة."

الفيفا واليويفا يزيدان الأعباء

بعض اللاعبين، مثل الإسباني رودري، يهددون بالإضراب إذا لم يتغير الوضع. تُدعم مطالبهم من قبل نقابة اللاعبين FIFPro. ومع ذلك، لا يبدو أن الفيفا واليويفا يأخذان هذه الانتقادات على محمل الجد. بل العكس هو الصحيح؛ فقد وسّع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي في هذا الموسم.

كما ستقام بطولة العالم للأندية بمشاركة 32 فريقًا لأول مرة في العام القادم بدلاً من 8 فرق فقط. وفي كأس العالم المقبلة في 2026، ستزداد عدد المباريات من 64 إلى 104.

زيادة خطر الإصابات وقصر عمر المسيرة المهنية

يشرح البروفيسور فيلهلم بلوخ، المتخصص في الطب الرياضي، قائلاً: "بعد مباراة كرة قدم تستمر لمدة 90 دقيقة، تحتاج العضلات عادةً إلى أربعة أو خمسة أيام للتعافي بالكامل." ويضيف أن التحميل العالي يؤدي إلى حدوث تلفيات دقيقة في العضلات. هذه التلفيات ليست مشكلة بحد ذاتها، ولكن إذا لم تُمنح الوقت الكافي للشفاء، فإن خطر الإصابة يزداد.

يعتبر بلوخ أن نظام لعب مباراة واحدة أسبوعيًا هو الأفضل، وأن "الطريقة الإنجليزية" (التي تتضمن مباراتين في الأسبوع) يجب أن تكون استثناءً. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج كل لاعب إلى فترة راحة سنوية لا تقل عن ستة أسابيع للتعافي. لكنه أشار إلى أن هذا غير ممكن في جداول المباريات المزدحمة، حيث يحصل اللاعبون على إجازة لمدة أسبوعين أو ثلاثة فقط، ثم يعودون للعب من جديد.

بلوخ يحذر من أن مسيرة اللاعبين المهنية قد تصبح أقصر في المستقبل. وقال: "لن نرى لاعبين يستمرون في اللعب حتى عمر 34 أو 35 عامًا. بدلاً من ذلك، سيصلون إلى نهاية مسيرتهم في سن 29."

والشباب اليوم يواجهون ضغوطًا أكبر مما كان عليه الحال في الماضي. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير FIFPro، لعب فلوريان فيرتز، لاعب باير ليفركوزن، أكثر من 11,500 دقيقة من كرة القدم الاحترافية بحلول عمر 21 عامًا.

وللمقارنة، لم يلعب القائد السابق للمنتخب الألماني ميشائيل بالاك سوى 4,200 دقيقة تقريبًا في نفس العمر. هذه الضغوط المستمرة أدت إلى إصابة فيرتز في مباراة دولية ضد هولندا بإصابة في أربطة الكاحل.

يقول بلوخ: "الأقسام الطبية في الأندية مشغولة فقط بالإصلاح." وأضاف أن هذا الوضع لا يخدم مصلحة اللاعبين ولا الأندية.

أعده للعربية: عباس الخشالي

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة