مخرج وسياسي ومؤلف وأحيانا ممثل، قدم عددا من الأفلام الهامة في السينما المصرية حمل أغلبها طابعا سياسيا يتحدث فيه عن كشف الفساد الذي انتشر في مصر قبل ثورة يناير.
كما أنه كان من المعارضين لحكم الإخوان المسلمين.. إنه المخرج خالد يوسف التلميذ النجيب للمخرج العالمي يوسف شاهين والذي أخرج معه أخر أفلامه قبل وفاته "هي فوضى".
بدأ يوسف نشاطه الفني منذ نحو 22 عاما وعشق السينما ليقدم أفلام عديدة مع كبار النجوم وبعض هذه الأفلام شارك في تأليفها كما ظهر ممثلا أيضا.
ومنذ شبابه اهتم بالنشاط السياسي وكان معارضا للنظام سواء قبل ثورة يناير أو خلال حكم الإخوان، وتعرض إلى أزمة تسريب فيديوهات خاصة له غادر مصر بسببها لأكثر من عام حتى عاد مرة أخرى، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
ولد خالد يوسف حلمي محمد في يوم 28 سبتمبر من عام 1964 في كفر شكر بمحافظة القليوبية في دلتا مصر، وكان والده عمدة القرية وأمينا للاتحاد الاشتراكي بمركز كفر شكر.
وأثرت علاقة والده بخالد محيي الدين عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو على تفكيره السياسي واعتناقه للأفكار الناصرية، وأصبح خالد من قيادات الحركة الطلابية في الثمانينات وتولي منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة الزقازيق وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية من هندسة شبرا.
تعرف خالد على المخرج العالمي يوسف شاهين الذي لاحظ اهتمامه بالفن وموهبته السينمائية وعرض عليه المشاركة في الفيلم الروائي التسجيلي القصير "القاهرة منورة بأهلها" وحصل على دور ليمثل في الفيلم بجانب التدريب على الإخراج، وقرر خالد استكمال مسيرته الفنية من خلال العمل في الإخراج.
وفي عام 1992 اختاره يوسف شاهين للعمل كمساعد مخرج في فيلم "المهاجر" كما شاركه في كتابة سيناريو وحوار الفيلم مع آخرين، ثم أصبح مخرجا منفذا لأفلام "المصير" و"الآخر" و"إسكندرية نيويورك" التي أخرجها شاهين كما شاركه أيضا في كتابة قصة وسيناريو وحوار هذه الأفلام.
وجاء عام 2000 ليقوم المخرج الشاب بإخراج أول أفلامه "العاصفة" والذي قام بتأليفه أيضا وكان الفيلم من بطولة يسرا وهشام سليم وهاني سلامة وحنان ترك.
وحقق الفيلم نجاحا كبيرا وحصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي "الهرم الفضي" وجائزة أحسن فيلم عربي وحصل على أحسن مخرج "عمل أول" من المهرجان القومي للسينما المصرية كما شارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية.
وبعد فيلم العاصفة قام خالد بإخراج فيلم "جواز بقرار جمهوري" من بطولة هاني رمزي في عام 2001، ثم فيلم "أنت عمري" في عام 2004 من بطولة هاني سلامة ومنة شلبي ونيللي كريم وهشام سليم.
ومثل الفيلم مصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وفي العامين التاليين أخرج خالد فيلم و"يجا" من بطولة هاني سلامة وشريف منير ومنة شلبي، وفيلم "خيانة مشروعة" من تأليفه وإخراجه وبطولة هاني سلامة وعمرو سعد ومي عز الدين وهشام سليم.
وفي عام 2007 شارك خالد مع المخرج يوسف شاهين في إخراج فيلم أخر أفلامه "هي فوضى" من بطولة خالد صالح وهالة فاخر ومنة شلبي ويوسف الشريف، ومثل الفيلم مصر في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في مسابقته الرسمية.
وفي 2007 أيضا أخرج خالد فيلمه الشهير "حين ميسرة" من بطولة عمرو سعد وعمرو عبد الجليل ووفاء عامر وهالة فاخر وسمية الخشاب.
وحقق الفيلم نجاحا كبيرا بسبب جرأته في الحديث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر وحصل على عدد من القد حصد معظم جوائز المهرجان القومي للسينما المصرية ومنها أحسن فيلم، وأحسن مخرج، وأحسن ديكور، وأحسن تمثيل.
وفي عام 2008 أخرج فيلم "الريس عمر حرب" من بطولة خالد صالح وهاني سلامة وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق، وحصل على جائزة أحسن مخرج من المهرجان القومي للسينما المصرية للعام الثاني على التوالي.
أما في عام 2009 فأخرج فيلم "دكان شحاتة" من بطولة عمرو سعد وهيفاء وهبي وعمرو عبد الجليل وصبري فواز، وفي عام 2010 أخرج فيلم "كلمني شكرا" من بطولة عمرو عبد الجليل وشويكار وغادة عبد الرازق وصبري فواز.
ثم فيلم "كف القمر" الذي عرض في عام 2011 من بطولة خالد صالح وصبري فواز ووفاء عامر وغادة عبد الرازق وهيثم أحمد زكي وحسن الرداد.
ويعتبر النقاد أن أفلام "هي فوضى" و"حين ميسرة" و"دكان شحاتة" قدمت نقدا شديدا للسلطة السياسية المصرية وحملت إشارات واضحة على جوانب الظلم والفساد في مصر وزيادة معدلات الفقر والمعاناة مع الأوضاع المعيشية الصعبة.
شارك خالد يوسف كمساعد مخرج في فيلم المهاجر مع يوسف شاهين في عام 1994، كما عمل كمخرج منفذ للفيلم القصير "الأخوان لوميير" في عام 1995.
ومخرج منفذ لفيلم "المصير" في 1996، ومخرج منفذ أيضا للفيلم القصير "كلها خطوة" عام 1997، وفيلم "الآخر" عام 1998، وقدم أول أفلامه كمخرج من خلال فيلم "العاصفة" عام 2000.
ثم فيلم "جواز بقرار جمهوري" عام 2001، ومخرج منفذ في فيلم "إسكندرية نيويورك" عام 2002، ثم مخرجا لفيلم "أنت عمري" عام 2004، وفيلم "ويجا" في 2005.
ثم فيلم "خيانة مشروعة" عام 2006، و"هي فوضى" و"حين ميسرة" في عام 2007، ثم فيلم "الريس عمر حرب" في 2008، و"دكان شحاتة" في 2009، و"كلمني شكرا" في 2010، ثم فيلم "كف القمر" في عام 2011.
كما قام بالتمثيل في أفلام "القاهرة منورة بأهلها" و"جواز بقرار جمهوري" و"أنت عمري" و"ويجا" و"خيانة مشروعة"، وشارك في تأليف أفلام "المهاجر" و"المصير" و"الآخر" و"العاصفة" و"جواز بقرار جمهوري" و"ويجا" و"خيانة مشروعة".
ويعتبر النجم هاني سلامة أكثر الممثلين الذين شاركوا في أفلامه برصيد 6 أفلام وغادة عبد الرازق 5 أفلام وعمرو سعد 4 أفلام ثم خالد صالح وسمية الخشاب وعمرو عبد الجليل وحنان ترك ومنة شلبي 3 أفلام.
تزوج خالد من الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي، وله منها ابنة واحدة. وتم تسريب صورة له مع الفنانة التشكيلية والكاتبة ياسمين الخطيب، والتي صرحت أنهم تزوجوا لفترة قصيرة ثم طلبت منه الطلاق.
في عام 2019 انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات مسربة للمخرج خالد يوسف مع بعض السيدات، ووصف ذلك بأنه حملة ممنهجة ضده بسبب رفضه للتعديلات الدستورية في ذلك الوقت ليقرر بعدها مغادرة مصر، حتى عاد خلال العام الماضي.
وقال يوسف بعد عودته إنه لم يعقد صفقة مع النظام المصري ليعود إلى بلده، وأضاف في تصريحات تلفزيونية أنه تعرض لحملة اغتيال معنوية كبيرة لذا قرر الابتعاد عن مصر، وقال عن أزمة الفيديوهات: "لم أرتكب عارا ولم أخالف قانونا".
في عام 2015 ترشح المخرج الشهير لعضوية مجلس النواب عن دائرة كفر شكر، وفاز في الانتخابات، كما كان عضوا في لجنة الخمسين التي تولت صياغة دستور مصر في عام 2014، وفي المجال الفني كان رئيسا للجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة في عام 2012.