تزخر الكويت بالعديد من القامات الفنية التي أسهمت بشكل رئيس في تشكيل بدايات الملامح الفنية في الخليج، ويعد الفنان الراحل خالد النفيسي واحدا من هذه القامات كما يعد من عمالقة الفنانين الخليجيين، وهو من الجيل الأول من الفنانين الخليجيين.
خالد صالح إبراهيم عبد الرحمن النفيسي هو ممثل ومسرحي كويتي ولد في 26 يناير عام 1937، ويرجع نسبه إلى أسرة النفيسة المتفرعة من واصل من بريه من قبيلة مطير الإطافنية.
درس خالد في مدرسة الأحمدية وانضم بعد ذلك إلى فريق الكشافة الذي تعرف فيها على الفنان محمد النشمي، قررا سويًا إعداد مسرحية تحمل عنوان "ضاع الأمل" التي كانت من ضمن أنشطة المسرح المدرسي وذلك في عام 1953.
بعد وفاة والده ترك المدرسة واتجه إلى العمل لكي يُعيل أسرته فضلًا عن تربيته لبنات شقيقته بعد وفاة زوجها، فعمل موظفًا في ميناء الشويخ عام 1954، وبعدها بدأ بممارسة التمثيل.
بعد ذلك تم تعيينه موظفًا في صندوق الجمارك، ولكن لم يستمر في هذا العمل طويلًا، حيث انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية في عام 1962.
بعد وفاة والدته شعر بالوحشة في البيت وبدأ يفكر في السفر لهذا السبب انتقل للعيش في المغرب في حي الرياض، وعمل في العقارات واشترى مزرعة كبيرة، كما قام برعاية وإسكان عدد من العائلات الفقيرة ومنهم من كان يعمل في المزرعة.
تزوج خالد في حياته مرة واحدة واستمر زواجه لمدة 4 سنوات فقط، ولم تسفر هذه الزيجة عن أي أبناء، وبعد الانفصال رفض الزواج مرة أخرى حتى لا يظلم أي فتاة معه بسبب طبيعة عمله.
في المغرب تبنى الكثير من الأولاد والبنات ومنهم عائلة مكونة من أم وابنتين كانوا معه في المغرب، وبقيت إحدى البنات معه حتى يوم وفاته، وبعدها انتقلت للعيش في الكويت مع أسرته.
يُعد خالد النفيسي من أوائل الكويتيين الذين تخرجوا على يد المخرج المسرحي المصري زكي طليمات، حيث تمكن من عرض مسرحيته الأولى "ضاع الأمل" على مسرح مدرسة الصديق بإشراف زكي طليمات نفسه في عام 1957، وشارك في التمثيل صالح العجيري، وعقاب الخطيب، وسعد القطامي.
بعدها في عام 1962 شارك في مسرحية "صقر قريش" والتي تعد من أوائل المسرحيات الجماهيرية في الكويت، وكان لخالد إسهامات في تأسيس فرقة المسرح العربي.
وفي العام نفسه شارك خالد في مسرحية "ابن جلا"، وبعدها بعام شارك في مسرحية "مضحك الخليفة أبو دلامة"، كما شارك في مسرحيات أخرى مثل "الكنز"، و"استارثوني وأنا حي".
وفي عام 1964 شارك في مسلسل "نوادر بو عليوي"، كما شارك في مسلسل "مذكرات بوعليوي"، فضلًا عن مشاركته في مسرحية "عشت وشفت" حيث جسد فيها شخصية أبي عبد الله.
وفي عام 1965 شارك في فيلم قصير بعنوان "الابن"، وأيضًا ظهر في سهرة تلفزيونية بعنوان "الدرس الأول والأخير"، وشارك في مسرحية "اعنم زمانك"، وفي العام التالي شارك في مسرحية "الكويت سنة 2000".
وفي عام 1967 شارك في تمثيلية بعنوان "محكمة الفريج"، وأيضًا شارك في مسلسل "القلب الكبير"، ومسرحية "24 ساعة".
وفي العام التالي شارك في سهرة تلفزيونية بعنوان "مطلوب زوج"، وأخرى بعنوان "مصنع الرجال"، و"الحائرة"، كما شارك في مسرحية "حط حيلهم بينهم"، وفي عام 1969 شارك في مسرحية "من سبق لبق".
وفي عام 1970 شارك في مسلسل "مواقف"، وبعدها بعام شارك في مسلسل "لعبة الأيام"، و"الواسطة"، وفي عام 1972 شارك في مسلسل "مظلوم".
وفي عام 1975 شارك في مسرحية "أبو عكاريش"، وبعدها بعام شارك في تمثيلية بعنوان "طيبة وبدر"، كما شارك في مسلسل "ابن العطار" حيث ظهر فيه كضيف شرف.
وفي عام 1977 شارك في مسلسل "دنيا المهابيل"، ومسلسل "درب الزلق"، وشارك أيضًا في سهرة تلفزيونية بعنوان "أوبريت الكويت بين الماضي والحاضر"، وأخرى بعنوان "اللعبة"، وظهر كضيف شرف في سباعية "المصير".
وفي عام 1978 شارك في مسلسل "في منتصف الليل"، و"الغوص"، و"الإخوة الثالثة"، وشارك في مسرحية "بيت بو صالح".
وبعدها بعام شارك في سهرة تلفزيونية بعنوان "وعندما تحترق الشموع" وشارك في سباعية "زوج سعيد جدًا جدًا"، ومسرحية "حرم سعادة الوزير"، وفيلم "الصمت"، ومسلسل "الحظ والملايين".
أعماله في الثمانينات
وفي عام 1980 شارك في مسرحية "ممثل الشعب"، ومسلسل "بيت أبو خالد"، و"إلى أبي وأمي مع التحية" الذي يعد المسلسل التربوي الأكثر نجاحًا والذي تكون من جزأين، وسباعية "الرحيل"، ومسلسل "أشياء ضرورية"، وفي العام التالي شارك في سهرة تلفزيونية بعنوان "الرماد".
وفي عام 1982 شارك في مسرحية "يسوونها الكبار"، كما شارك في سهرة تلفزيونية بعنوان "نهاية الصمت"، كما شارك في مسلسل "أبله منيرة".
وفي عام 1983 شارك في مسلسل "خالتي قماشة"، وبعدها بعام شارك في مسرحية "دقت الساعة"، وفي عام 1985 شارك في مسلسل إذاعي بعنوان "وجوه مزيفة".
وفي عام 1986 شارك في مسرحية "حامي الديار"، ومسلسل "إليكم مع التحية"، وفي عام 1987 شارك في مسلسل "عائلة فوق تنور ساخن"، وشارك في مسرحية "هذا سيفوه" في عام 1988.
توقف خالد النفيسي عن العمل لفترة طويلة، وبعدها عاد مرة أخرى عام 1997 بمسرحية "جنون البشر" ومسلسل "الوريث"، وبعدها بعامين شارك في عمل فني واحد وهو مسرحية "سنطرون بنطرون".
وفي عام 2000 شارك في مسلسل "عيال الذيب"، ومسلسل "السرايات"، وفي عام 2001 شارك في مسلسل "ديوان السبيل"، ومسلسل "بيت بلا أبواب"، وفي عام 2002 شارك في مسلسل "الشريب بزة"، ومسلسل "العضب"، ومسرحية "وزير الناس".
وفي عام 2003 شارك في مسلسل "كارت أحمر"، ومسلسل "خالتي وعمتي"، ومسلسل "الحيالة"، وفي عام 2005 شارك في مسلسل "فريج صويلح"، وكانت آخر أعماله الفنية هو مسلسل "عديل الروح" عام 2005.
اكتشف خالد حبة تحت لسانه وحينما أجرى الفحوصات اللازمة تبين أنه ورم سرطاني وصل إلى الغدد اللمفاوية استعدى سفره للعلاج في الخارج.
كان وقتها يعيش خالد في المغرب، وبعد استئصال الورم عاد إلى المغرب مرة أخرى ولكنه أهمل زيارة الطبيب إلى أن تفاقم المرض واصفر لونه ودخل في غيبوبة لمدة يومين.
لهذا السبب أمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بنقله بطائرة خاصة إلى لندن للعلاج، ولكنه توفي يوم 27 مارس عام 2007 عن عمر ناهز 72 عامًا في المغرب بعد أن عانى من مضاعفات في القلب ومشاكل في التنفس والرئة.
- تزوج مرة واحدة فقط لمدة أربع سنوات وبعدها قرر عدم الزواج بسبب انشغاله بالسفر والعمل في التمثيل، فضلًا عن رعاية إخوته.
- عُرف بجرأته في طرح المشكلات الاجتماعية في أعماله، ولهذا السبب مُنعت أربعة أعمال للفنان خالد من العرض في الكويت، وبدوره وضح أن أسباب المنع هو الخوف من الاعتراف بمشاكل المجتمع وقضاياه وعيوبه وسلبياته.