تعد حورية الطاهري أحد أهم العناصر النسائية المؤثرة في مجال الرياضة النسائية في الإمارات العربية المتحدة، فقد قدمت العديد من الإنجازات ووضعت بصمتها في انتشار كرة القدم النسائية، وساهمت في تطوير هذه الرياضة للنساء، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الكروية وإنجازاتها.
حياة حورية الطاهري ونشأتها
حورية حسن الطاهري هي لاعبة ومدربة كرة قدم إماراتية بدأت حياتها الكروية في سن مبكر، حيث كانت طفلة نشيطة تحب اللعب كثيرًا، ولم يكن هدفها في بادئ الأمر لعب كرة القدم، وإنما ممارسة الرياضة بشكل عام.
لم تجد حورية صعوبة كبيرة في لعب كرة القدم من ناحية التشجيع والدعم، فقد نشأت في أسرة داعمة تحب رياضة كرة القدم، شجعتها على ممارسة اللعبة والتطور فيها لتصبح واحدة من أهم النماذج النسائية في هذه الرياضة في الإمارات والخليج العربي.
كانت حورية في البداية تلعب كرة القدم مع شقيقها، وبمرور الوقت اكتشفت أنها تتمتع بالمهارة الكروية اللازمة التي تؤهلها للعب بشكل احترافي.
بدايتها في كرة القدم
لم يكن من السهل على حورية أن تصل إلى ما هي عليه، فرياضة كرة القدم النسائية غير منتشرة، فضلًا عن عدم تقبل المجتمع لممارسة السيدات هذه الرياضة.
بدأت حورية لعب كرة القدم مع أشقائها، ومن وقتها قررت تغير المفاهيم المجتمعية، واستفادت من الدعم التي تقدمه القيادة الرشيدة للمرأة في الإمارات.
بدأت مشوارها كلاعبة في نادي أبو ظبي بداية من عام 2005، ومع النادي حصلت على العديد من الألقاب في بطولات عربية ومحلية، ثم لعبت مع منتخب الإمارات لكرة القدم وشاركت في عدة بطولات آسيوية، ومحلية.
في مسيرة لعبها كلاعبة كرة قدم تم إنشاء مجموعة من الفرق للناشئات تحت عمر 14 عامًا، وأشرفت على تدريب بعض هذه الفرق، كما حصلت على لقب أفضل حارسة مرمى 3 مرات.
انتقالها إلى مجال التدريب
في إطار خطة تطوير نادي أبو ظبي التي بدأت فيه حورية الطاهري مشوارها الكروي، التحقت مع مجموعة من اللاعبات بالدورات التدريبية التي قدمتها النادي.
رغم وجود عدد كبير من المشاركات في هذه الدورة، كانت حورية هي الوحيدة التي تمكنت من المتابعة لشغفها في هذه الرياضة، ورغبتها في زيادة عدد النساء المشاركات في اللعبة في مختلف المراحل العمرية.
ظلت حورية تلعب كرة القدم، وتمارس مهنة التدريب في الوقت نفسه حتى عام 2012 في نادي أبو ظبي للإمارات، وفي عام 2013 حصلت على فرصة لتدريب أول فريق نسائي محترف في الإمارات، وهو فريق نادي الوحدة الذي نافس على عدة بطولات وحقق نجاحات عدة.
حصلت حورية على رخصة تدريب من الفيفا من الفئة C، ثم سعت وحصلت على رخصة B في التدريب من الفيفا، ثم تم ترشيحها للحصول على رخصة A، لتتمكن من الحصول على هذه الرخصة من الاتحاد الآسيوية، لتصبح المدربة الأولى في الإمارات والخليج الحاصلة على هذه الرخصة.
لم تقتصر مهنة حورية على تدريب الفرق النسائية، فقد حصلت على فرصة لتدريب فريق للرجال في أكبر بطولة رمضانية في دبي، وكانت تجربة مميزة وفريدة بالنسبة لها.
تم ترشيح حورية بعدها لتكون أول خبيرة عربية في الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، وأول محاضرة عربية في الاتحاد الآسيوي.
بفضل تفوقها وإنجازاتها، ساهمت حورية في تشكيل منتخب للنساء، كما أصبحت إحدى مؤسسات اللعبة على المستوى النسائي في الإمارات العربية المتحدة، كما أنها مدربة منتخب الإمارات للشابات تحت 18 سنة.
وعن سبب إكمال طريقها في عالم التدريب قالت حورية إنها اتجهت لهذا المجال ليس بحثًا عن مهنة، بل رغبة منها في التعلم أكثر حول كرة القدم، كما ترى أن فتح مجال التدريب يتيح فتح باب لجيل جديد من لاعبات كرة القدم.
تعتبر حوري مثلها الأعلى في التدريب مهدي علي مدرب المنتخب الإماراتي، فقد حققت معه نجاحًا مع نادي الأبيض، ونجح في إعادة ثقة المواطن في المدرب المحلي، وتغيير فكرتهم حول كفاءة المدرب المواطن.
تدريب فريق كرة قدم للصالات
في عام 2018 حصلت حورية طاهري على فرصة تدريب فريق مياه دماني لكرة الصالات، وشارك الفريق في دورة ند الشبا الرياضية، ورغم أن فريقها خسر أول مباراة أمام فريق العاصفة، ولكنها كانت بداية موفقة لها.
أصبحت حورية بمشاركتها تدريب هذه الفريق أول امرأة تخوض تدريب فريق للرجال، وما أهلها للقيام بذلك أنها تمتلك خبرة طويلة في اللعبة كلاعبة، كام تلقت العديد من الدورات في كرة القدم، وهي محاضرة بالاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم.
مشاركتها في برنامج المعايشة مع منتخب تايلاند
في عام 2019 شاركت حورية مع فريقها برنامج معايشة مع الجهاز الفني لمنتخب تايلاند للسيدات لمدة أسبوع ضمن برنامج الفيفا الذي يهدف إلى دعم المدربين الآسيويين وتطوير مهاراتهم.
وكونها مدربة فريق الناشئات تحت 18 سنة، قادت حورية المنتخب للمشاركة في نهائيات كأس العالم للسيدات في فرنسا عام 2019.
اشتمل برنامج المعايشة على عدة جوانب فنية، منها حضور حصص تدريبية، وبعض المباريات، وأيضًا القيام بورش عمل فنية مشتركة.
عملها الإداري
في شهر يونيو لعام 2020 تم تعيين حورية، وكانت وقتها المدير التنفيذي لمنتخب الإمارات النسائي، عضوًا في لجنة كرة القدم النسائية في الاتحاد العربي للأكاديميات لتمثيل بلدها.
وبمشاركتها تلك أصبحت اللجنة تضم 10 دول عربية، وهي مصر، والمغرب، وتونس، وليبيا، والجزائر، والسودان، وموريتانيا، ولبنان، والأردن، والإمارات العربية المتحدة.
تولت جورية بعدها رئاسة لجنة كرة القدم النسائية بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم عام 2022، وعقدت اللجنة اجتماعها الأول في شهر سبتمبر في مقر اتحاد الكرة لاستعراض خطة إدارة المنتخبات الوطنية، وطرق تطوير اللعبة على الصعيد الأندية أو المنتخب.
بجانب عملها الإداري والفني أصدرت حورية كتابة الأول الصادر باللغة الإنجليزية الذي حمل عنوان Becoming a Legend، وضم الكتاب مشوارها الرياضي والصعوبات التي تواجهها المرأة لممارسة هذه اللعبة.