شغل السياسي الاسكتلندي حمزة يوسف عددًا من المناصب السياسية في حكومة اسكتلندا، إلا أنه شغل الرأي العام العربي والعالمي بعد توليه منصب رئيس وزراء اسكتلندا، كونه أول شخص مسلم يشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وحياته في هذا المقال.
من هو حمزة يوسف؟
حمزة هارون يوسف هو سياسي اسكتلندي من أصول باكستانية، ولد في 7 أبريل عام 1985 في جنوب لاناركاشير في جلاسكو اسكتلندا، وقد شغل منصب رئيس وزراء اسكتلندا في الفترة من مايو 2023 حتى أبريل عام 2024.
نشط يوسف في المجال السياسي منذ أن كان طالبًا في الجامعة، وقد بدأ مسيرته السياسية بترشيح نفسه لانتخابات البرلمان الاسكتلندي، ثم انضم إلى الحزب الوطني الاسكتلندي وشغل عدة مناصب سياسية منها وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية من عام 2012 إلى 2014.
تلقى يوسف إشادة واسعة بسبب عمله السياسة، وقد تم ترقيته لشغل مناصب سياسية أخرى منها وزير العدل، ووزير الصحة، ثم تعيينه رئيس وزراء اسكتلندا ليصبح أول اسكتلندي من أصول آسيوية وأول مسلم يخدم البلاد في هذا المنصب.
لم تطل مدة يوسف في هذا المنصب إذ سرعان ما استقال بعد عام واحد فقط بعد ضغوطات من اقتراح وشيك بحجب الثقة عنه.
نشأته وتعليمه
ولد حمزة يوسف في عائلة من المهاجرين المسلمين البنجاليين الباكستانيين، والدها اسمه ميان مظفر يوس فولد في ميان تشانو في البنجاب، وهاجر مع عائلته في الستينيات إلى اسكتلندا وعمل كمحساب. كان جده لأبيه يعمل في الخياطة.
أما والدته شايستا بوتا فقد ولدت في مدينة نيروبي في كينيا لعائلة من أصول باكستانية بنجابية، ولكنها تعرضت للمضايقات خلال عيشها في كينيا نظرًا لأنها من عائلة غير أفريقية، لذا هاجرت الأسرة إلى اسكتلندا في النهاية.
التحق حمزة بمدرسة ميرنز الابتدائية، وكان من ضمن الطالبين الوحيدين في المدرسة من أقليات عرقية. انتقل بعدها إلى مدرسة مستقلة في جلاسكو، ودرس فيها الدراسات الحديثة، وهي ما ألهمته للانخراط في السياسة.
تأثرت حياة حمزة بشكل كبير بسبب هجوم 11 سبتمبر، وقد تحدث عن هذا الأمر في أحد الحوارات الصحفية، حيث قال إنه بعد الهجمات ابتعد عنه أصدقائه في الفصل، وكان وقتها يبلغ من العمر 16 عامًا فقط.
التحق حمزة بعدها إلى جامعة جلاسكو حيث درس السياسة، وكان نشطًا في جامعته حيث كان رئيسًا لجمعية الطلاب المسلمين في الجامعة، ثم حصل على درجة الماجستير في الآداب عام 2007 من الجامعة نفسها.
ما هو أصل حمزة يوسف؟
أصل رئيس وزراء اسكتلندا باكستاني بنجابي.
من هي زوجة حمزة يوسف؟
تزوج حمزة يوسف مرتين، المرة الأولى من السياسية والعضوة في الحزب الوطني الاسكتلندي جيل ليثجوي من عام 2010 إلى عام 2016. تزوج للمرة الثانية من الطبيبة النفسية نادية النخلة، وهي اسكتلندية من أب فلسطيني، ولديها منه طفلان، وفي مارس 2024 أعلن الزوجان أنهما ينتظران طفلًا آخر.
قدم رئيس وزراء اسكتلندا وزوجته شكوى ضد حضانة أطفال عام 2021 بتهمة التمييز لأن الحضانة لم توفر مكانًا لابنتهما، وقد أيدت مفتشة الرعاية الشكوى، وتم إنهاء الإجراء القانوني لصالح الزوجين.
ما هي ديانة حمزة يوسف رئيس وزراء اسكتلندا؟
حمزة يوسف مسلم من أصول باكستانية بنجابية.
بداية مسيرته السياسية
شارك حمزة يوسف في العمل المجتمعي منذ سن مبكرة بداية من المنظمات الشبابية وصولًا إلى الجمعيات الخيرية الإسلامية، كما عمل في الإذاعة المجتمعية لمدة 12 عامًا، وساعد في مشروع توصيل الطرود الغذائية للمشردين في مدينة جلاسكو.
في عام 2005 وخلال دراسته الجامعية قرر الانضمام إلى الحزب الوطني الاسكتلندي بعدما استمع إلى زعيم الحزب آنذاك أليكس سالموند، وبدأ نشاطه صالح الحزب وتمكن من الحصول على أول وظيفة سياسية له في البرلمان بعد انتخابات البرلمان عام 2007.
انتقل بعدها للعمل كمساعد للبرلماني بشير أحمد، وهو أول عضو مسلم في البرلمان الاسكتلندي، وبعد وفاة بشير أحمد عمل كمساعد برلماني لعدد من أعضاء مجلس النواب، كما عمل في مقر الحزب الوطني الاسكتلندي كمسؤول اتصالات.
انضمامه إلى البرلمان الاسكتلندي
في عام 2011 رشح حمزة يوسف نفسه للانتخابات البرلمانية كعضو إضافي عن منطقة جالاسكو، وكان وقتها يبلغ من العمر 26 عامًا، وفاز في الانتخابات، وكان وقتها أصغر ي البرلمان، وقد أدى اليمن باللغتين الإنجليزية والأردية ليعكس هويته المختلطة، كما كان يرتدي ملابس باكستانية تقليدية عندما كان يؤدي اليمين.
أصبح حمزة بعدها عضوًا في لجنتي العدل والمراجعة في البرلمان، وفي مايو من نفس العام تم اختياره كضابط اتصال برلماني في مكتب الوزير الأول حتى سبتمبر عام 2012.
في عام 2021 أعيد انتخابه نائبًا عن دائرة جلاسكو في البرلمان، ولكن خسر الحزب الوطني مقعدين أقل من الأغلبية العامة، ولكنه ظل الحزب الأكبر.
مناصب وزارية شغلها
في شهر سبتمبر 2012 تم تعيين حمزة يوسف وزيرًا للشؤون الخارجية الدولية، وكان كان أول اسكتلندي آسيوي ومسلم يتم تعيينه وزيرا في الحكومة الاسكتلندية.
كان حمزة من أكبر الداعمين لاستقلال اسكتلندا، وقد دعا إلى هذا الهدف طوال مسيرته السياسية، وقد احتفظ بمنصبه السياسي بعد تعيين رئيس وزراء جديد، وفي عام 2016 تم تعيينه وزيرًا للنقل والجزر.
في شهر يونيو عام 2018 تم ترقيته إلى مجلس الوزراء الاسكتلندي، وأصبح وزير العدل في مجلس الوزراء، وكان أحد أهم مشاريعه السياسية خلال شغله هذا المنصب مشروع قانون جرائم الكراهية والنظام العام وذلك لحماية الأقليات وحرية التعبير.
تعرض هذا المشروع لانتقادات عديدة من الكنيسة الكاثوليكية، وقد تم تعديل القانون لإزالة الملاحقة القضائية في قضايا إثارة الكراهية عن غير قصد.
بعد الانتخابات البرلمانية عام 2012 تم تعيينه وزيرًا لمجلس الوزراء للصحة والرعاية الاجتماعية، وقد تولى منصبه خلال جائحة كورونا، وقد تعرض لانتقادات عديدة بسبب نسب الإصابة الكبيرة في البلاد، كما هوجم من الصحافة بسبب حصوله على إجازة من أجل قضاء وقته مع عائلته في أوج الأزمة.
قيادته الحزب الوطني الاسكتلندي
في فبراير عام 2023 استقالت زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي نيكولا ستورجيون من منصبها، مما أدى إلى إجراء انتخابات قيادة داخل الحزب، وترشح حمزة يوسف لمنصب الزعيم، وخلال حملته الانتخابية تمكن من جمع الرأي العام حوله بسبب دعوته لاستقلال اسكتلندا. في مارس عام 2023 فاز يوسف بقيادة الحزب بعد جولتي تصويت، ووعد بقيادة الحزب صالح جميع أعضائه.
أول رئيس وزراء مسلم
في 29 مارس عام 2023 أدى حمزة يوسف اليمين الدستورية لمنصب رئيس وزراء اسكتلندا، ليصبح أصغر شخص وأول اسكتلندي من أصول آسيوية مسلم يتولى هذا المنصب، وقد تم تصنيفه في المرتبة 13 لأقوى شخصية يسارية في المملكة المتحدة.
وقد أشعل حمزة الترند في اسكتلندا حيث نشر صورة له على حسابه على تويتر وهو يقيم الصلاة مع عائلته داخل مقر الحكم الجديد، وعلق على الصورة قائلًا: "قضيت أنا وعائلتي ليلتنا الأولى في قمر الحكم بعد التصويت البرلماني، وكانت لحظة خاصة حيث كنت إمامًا في الصلاة كما هو معتاد بعد الإفطار معًا".
اهتم يوسف خلال منصبه بقانون "إصلاح الاعتراف بالجنس" الذي يسمح للمواطنين تغيير جنسهم قانونيًا، كما شدد على أهمية استقلال اسكتلندا، وقدم مشروعه الخاص "بناء اسكتلندا جديدة" والتي قدم فيها مقترحات بشأن المواطنة وجوازات السفر في اسكتلندا المستقلة.
اهتم حمزة يوسف بقضايا المخدرات، والتعليم، وجرائم الكراهية، وقد وكد علاقته مع الاتحاد الأوروبي، وقوى العلاقات مع باكستان.
استقالته من منصب رئيس الوزراء
أعلن رئيس الوزراء الأسكتلندي حمزة يوسف استقالته من منصبه كرئيس وزراء وزعيم الحزب الوطني في شهر أبريل عام 2024 بعد عام واحد من توليه المنصب، وذلك قبل مشروع حجب الثقة منه.
بدأت الأحداث بقرار حزب الوطني الاسكتلندي إلغاء أحد أهم أهداف برنامجه لمواجهة التغير المناخي، مما أدى إلى انسحاب حزب الخضر الاسكتلندي من التحالف الحكومي وتفكك اتفاق تقاسم السلطة. وبهذا السيناريو، وجد يوسف نفسه على رأس حكومة أقلية بلا حلفاء واضحين.
تم الإعلان عن قرار الحكومة الاسكتلندية في 18 أبريل بتخفيض هدف خفض انبعاثات الكربون بنسبة 75% بحلول عام 2030 لصالح مصالح اقتصادية.
وقد أثار هذا القرار استياء حزب الخضر ودفعهم إلى دعم طلب سحب الثقة من رئيس الوزراء المقدم من حزب المحافظين الاسكتلندي، بينما قدم حزب العمال طلباً مماثلاً ضد الحكومة بأسرها.
وجد يوسف نفسه مهدداً بفقدان الثقة من خلال طلبين لسحب الثقة، ومن المقرر أن يتم التصويت عليهما لاحقًا في هذا الأسبوع، مع توقع أن يكون الأربعاء المقبل موعداً للتصويت. وبعدما فشل في تأمين الأغلبية المطلوبة، اضطر يوسف إلى الاستقالة من منصبه كرئيس وزراء وكرئيس للحزب.
حمزة يوسف وحرب غزة
أدان حمزة يوسف الهجوم الذي حصل في أكتوبر عام 2023 على إسرائيل، كما دعا إلى وقف إطلاق النار وانتقد الحصار على قطاع غزة الذي أدى إلى مقتل آلاف المدنيين في فلسطين.
وخلال الحرب كان والد زوجته ماجد النخلة وزوجته الاسكتلندية إليزابيث في قطاع غزة لزيارة أحد أقاربهم المرضى وأصبحوا عالقين في القطاع تحت القصف، وقد تلقى يوسف مكالمة هاتفية من والدة زوجته وهي في حالة ذعر شديدة، وقد تمكنوا من العودة إلى اسكتلندا في 5 نوفمبر.