يعد الكاتب والأديب السعودي حمد القاضي واحد من الكتاب السعوديين الذين يتمتعون بسيرة أدبية وعلمية مميزة، وطوال حياته شغل عدة مناصب، فضلًا عن تأليفه العديد من الكتب الأدبية، تعرف على مسيرته الأدبية في السطور التالية.
حياة حمد القاضي ونشأته
حمد بن عبدالله بن سليمان القاضي هو كاتب وإعلامي سعودي ولد في مدينة عنيزة التابعة لمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، وتعود أصوله إلى أسرة القاضي بني تميم كنسب، وتعتبر واحدة من أبرز الأسرة النجدية وأكثرها أصالة، ولم يعد في نجد من يسمى بالقاضي إلى هذه الأسرة.
اكتسبت أسرته لقب "القاضي" من جدها الأعلى وهو العلامة القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام بن منيف، وتعود أصوله إلى نزار بن معد بن عدنان الذي كان والي قضاء منطقة شقير.
نشأ القاضي يتيم الأول، حيث فقد والدته عندما كان طفلًا، وتعلم وتربى على يد والده، فعُرف عنه النزاهة والكرم والأخلاق.
نشأ القاضي في مدينة القصيم وترعرع فيها، وبسبب ذلك مال نحو الأدب والشعر منذ صغره، واستمع إلى العديد من قصص تجار الرس وشيوخ البكيرية، ومبدعي بريدة. على الرغم من صغره ومع ذلك كان يقرأ أشعار لغازي القصيبي، وقصائد لمحمود درويش، ومؤلفات وعبارات لنجيب محفوظ.
بعد أن أنهى القاضي دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في الرياض، ثم سافر إلى القاهرة وحصل على درجة الماجستير في اللغة والأدب العربي من جامعة القاهرة.
لا يتحدث القاضي عن حياته الشخصية في الإعلام والصحافة، ولكن يُعرف أنه متزوج ولديه أبناء.
مشواره المهني
في أثناء الدراسة في المدرسة الثانوية عمل حمد القاضي في صحيفة الجزيرة السعودية، حيث كان يكتب زاوية أسبوعية فيها.
بعد التخرج عمل مديرًا عامًا للعلاقات العامة والإعلام في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودي، ثم أصبح بعد ذلك ملحقًا ثقافيًا لوزارة التعليم العالي، في الوقت نفسه كان يشغل منصب رئيس تحرير مجلة العربية المختصة في الأدب والشعر.
طوال مسيرته المهنية شغل القاضي العديد من المناصب، فقد كان أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية، كما كان المستشار الثقافي وعضو استشاري لكري غازي القصيبي للدراسات الثقافية والتنموية.
بالإضافة إلى ذلك كان القاضي عضوًا في مجلس إدارة مؤسسة عكاظ للنشر، وعضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية.
بداية من عام 2001 أصبح القاضي عضوًا في مجلس الشورى السعودي حتى عام 2012، وشغل فيها منصب رئيس اللجنة الثقافية والإعلام والشباب، بجانب كونه عضوًا في اللجنة الاجتماعية والأسرة والشباب بالمجلس.
بالإضافة إلى ذلك كان القاضي عضوًا في لجنة الإعلام التربوي في وزارة التعليم، كما كان عضوًا في لجنة البر الخيرية في مدينة عنيزة، ويملك دار القمرين وهي دار للنشر والتوزيع والإعلام.
مثّل القاضي المملكة العربية السعودية في عدة ندوات ومؤتمرات ووفود ثقافية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، كما أنه عضو العديد من الهيئات والمؤسسات الثقافية.
ساهم القاضي في ميدان الكتابة الثقافية بشكل كبير، حيث عُرف بإنتاجه الغزير في الصحف والمجلات، كما ألقى العديد من المحاضرات في الشؤون الاجتماعية والأدبية، وتنوع نشاطه الثقافي ما بين وسائل الإعلام المرئي، والمقروء، والمسموع.
القاضي هو عضو الجمعية السعودية العلمية للغة العربي، كما أن عضو نادي الرياض الأدبي، وعضو مؤسس لصحيفة عكاظ السعودية للصحافة والنشر، كما أنه عضو مؤسس لصحيفة عسير، والوطن وهما جريدتان سعوديتان.
بالإضافة إلى ذلك يعد القاضي عضوًا في رابطة الأدب في جمهورية مصر العربي، وهو عضو الهيئة الاستشارية في مؤسسة الفكر العربي في بيروت، كما أنه عضو لجنة المشورة في عدة مهرجان وطنية وتراثية وثقافية، وشارك في الحوار الوطني الخامس الذي صاغ الرؤية الوطنية.
قدم القاضي أيضًا برنامج "رحلة الكلمة" واستضاف فيه الأدباء والشعراء والمثقفين، فضلًا عن تقديمه برامج حوارية أخرى.
أهم مؤلفاته
صدر للكاتب حمد القاضي العديد من المؤلفات الهامة، باللغتين العربية والإنجليزية، ومنها كتاب "الشيخ حسن آل الشيخ: الإنسان الذي لم يرحل"، يُعد هذا الكتاب أول الكتب التي أصدرها القاضي.
الكتاب يرصد الحياة التي عاشها الشيخ والكاتب والتربوي السعودي حسن آل الشيخ، ويرصد إنجازاته وأهم المحطات في حياته.
أصدر بعد ذلك كتاب "أشرعة للوطن والثقافة" وهو عبارة عن قراءة في ملامح الثقافة في المملكة العربية السعودية، والكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات تزيد عن 30 مقالًا متنوعًا يتحدث عن الوطن بجوانبه المختلفة.
صدر له أيضًا كتاب "رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا" وهو كتب نُشر باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مساهمة منه لرفع التهم التي طالت البلدان العربية والإسلامية بالأرهاب بسبب أفعال بعض الأفراد الإرهابية في أمريكا.
ضم الكتاب 15 فضلًا يتحدث فيه عن الفرق بين التدين والتطرف، وعن الدين الإسلامي ودوره في محاربة الإرهاب، كما تحدث الكتاب عن سماحة الإسلام، ووضع نماذج تدل على ذلك، كما رد على اتهامات تهميش الإسلام للمرأة وغيرها.
من مؤلفاته أيضًا كتاب "غاب تحت الثرى أحباء قلبي" وفي هذا الكتاب يذكر بعض الراحلين الذين كانوا لهم أثرًا في حياته، ويذكر محاسنهم، وقد تبرع بأرباح هذا الكتب لجمعية خيرية تهتم بالنساء الأرامل والفقيرات والتيميات.
صدر له أيضًا كتاب "الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي" وتناول القاضي في هذا الكتاب قضية بقاء الكتاب المطبوع أو المقروء على وسائط المعرفة الرقمية، وخلصت رؤيته أنه لا تقاطع في وسائل المعرفة، وعلى كل إنسان أن يستقي المعرفة من الوسيلة التي يرتاح لها.
أما في كتابه قراءة في جوانب د. غازي القصيبي الإنسانية وفي هذا الكتاب يتحدث عن إنجازات الدكتور غازي القصيبي وأعماله الخيرية، منها تأسيس جمعية الأطفال المعاقين، كما تحدث عن منهج الراحل في محاربة البيروقراطية، وتحدث عن إنتاجه الأدبي كذلك.
وفي كتاب آخر من نوع كتب السيرة الذاتية صدر له كتاب د/عبد العزيز الخويطر: وسم على أديم النزاهة والوطن الذي تحدث فيه عن وزير الوزراء الراحل وإنجازاته في خدمة الوطن، وهدف الكتاب هو التذكير بقيمة أدبية وعلمية واجتماعية وسياسية.
صدر له عام 2017 كتاب مرافئ على ضفاف الكلمة وهو كتاب يستهدف جميع فئات المجتمع، وجمع فيه بين الشعر والعربية الفصحى، والقصائد والمقولات.
سيصدر له قريبًا مجموعة من الكتب معدة للنشر، ومنها "من حديث الروح"، و"جداول"، و"لسنا قديسين ولكن لسنا أبالسة"، كما كتب عنه الباحث يوسف العتيق كتابًا بعنوان "حمد القاضي فارس الثقافة والأخلاق".
