حمد الطيار

يعد الفنان السعودي الشعبي حمد الطيار من الفنانين الذين يملكون مسيرة فنية مميزة، فبجانب الغناء فقد لحن للعديد من المطربين السعوديين، منهم محمد عمر، وراشد الماجد وغيرهم، وعلى الرغم من نجاح أغانيه ولكنه يعتبر من الفنانين المظلومين إعلاميًا.

حياة حمد الطيار ونشأته

حمد بن ناصر بن هليل الطيار هو مغني وملحن شعبي سعودي ولد في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية في عام 1947، ولمع نجمه وسط الفنانين الشعبيين في السعودية، وكانت له بصمة واضحة من خلال تجديده للأغاني التراثية.

يعتبره الكثيرون واحد من أفضل الفنانين السعوديين، حيث عرف بإحساسه الكبير وصوته المميز واختياره الدقيق للكلمات، وهو ما مكنه من الدخول في قلوب الكثيرين كأبرز الفنانين الشعبيين.

يعرف الطيار العزف على العود، وهي الآلة التي لازمته فترة طويلة خلال مسيرته الفنية، كما أنه يمكنه عزف الكمان.

نشأ الطيار في مدينة الخرج حيث انتقل من الطائف في سن صغير، ومضى معظم حياته فيها، وفي الخرج تمكن من تعلم العزف على آلة العود، وواجه صعوبة كبيرة في بادئ الأمر إذ اصطدم بحاجز العادات والتقاليد التي منعته في البداية من اقتناء العود.

ظهر حب الطيار للفن في سن صغير، وكان يحب سماع الأغاني السامرية، والاستمتاع بالفرق الموسيقية في مشتل الخرج كل أسبوع، وتمكن فيما بعد من صناعة عود بدائي بنفسه يتضمن أربعة أوتار وتعلم العزف عليه مستعينًا بموهبته السماعية.

بمرور الوقت أتقن الطيار العزف على العود، وبعدها انتقل للعزف على آلة الكمان، وأهلته موهبته الفنية والموسيقية تلك على أن يخطوا خطواته الأولى في مسيرته الفنية حيث انضم إلى فرقة موسيقية للهواة في إذاعة الرياض.

تزوج الطيار من سيدة غير معروفة، وأنجب منها 3 أبناء، وهم ناصر، وعبد العزيز، وعبد الله، ولديه أيضًا 3 بنات غير معروف أسماؤهن.

مشواره الفني

كانت انطلاقة حمد الطيار الأولى في الفن في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي، حيث انضم إلى فرقة موسيقية للهواة في إذاعة الرياض، وقدم أول أغنياته "قلبي أنا مهموم" التي أذيعت على إذاعة الرياض، والأغنية كانت من ألحانه وكلمات الشاعر عيسى خلف الجوف.

حققت أغنية الفرقة الأولى شهرة كبيرة وطلبت لإعادة بثها في الإذاعة مرات كثيرة، وكانت هذه الأغنية انطلاقته في عالم الشهرة، حيث بدأ في تقديم عدد من الأغاني الشعبية لكبار الشعراء منهم بن لعبون، وسليمان بن شريم.

كذلك اشتهر حمد الطيار بسبب إحساسه وصوته الشجي، فمثلًا أغنيته "حي الله اللي يغيب" وأغنيته "يا حمام على الغابة ينوحي" من الأغاني الشعبية التي حققت شهرة كبيرة.

أصدر الطيار بعد ذلك أول أسطوانة موسيقية له عام 1969 وكانت وضمت الأسطوانة عدداً من الأغاني منها أغنية "هجرتني يا حبيبي" والأغنية من كلمات محمد الجهيم، كما ضمت الأسطوانة أغنية "مزاجي من هوى الغالي" من كلمات الشعر سليمان العويس، والأغنيتين من ألحانه.

اشتهر الطيار كذلك في التعديل على الأغاني التراثية وإعادة إحيائها وغنائها مرة أخرى، فقدم غير في كلمات إحدى الأغاني التراثية وأهداها لصديقه ويقول في مطلعها "ألا يا هل الطائف متى ينتهي المشوار" وكانت هذه الأغنية أيضًا سببًا في شهرته.

وفي عام 1973 التقى الطيار بالمؤلف المسرحي والشاعر محمد العثيم وكان وقتها يعمل مذيعًا في تلفزيون الرياض، وكان أيضًا معروفًا بكتابته للشعر النبطي بأسلوب متفرد، ولهذا السبب قرر الطيار التعاون معه من خلال عدة أغان.

وبالفعل كتب العثيم للطيار عدداً من الأغاني التي حققت شهرة كبيرة، منها "عطاشا"، و"الشمس نوره سطع"، و"لمحت البرق"، و"صاحبي جاني"، و"قل للغضي"، و"عز للي بقلبه"، و"مجبور يا الغالي"، و"مرحوم" وغيرها.

انتقل الطيار بعد ذلك إلى العنيزية، وهناك كانت له تجارب مع كبار الشعراء منهم محمد العبيد، وحمد الشبل، وحمد الهقاص، والشاعر حمد المغيولي.

وشارك كذلك في عدة حفلات منها حفلة أقامه النادي العربي وقدم فيها أغنيته الشهيرة "يا سلام ويا سلام الله". أعلن الطيار بعد ذلك اعتزاله للفن عام 2008 بعد اكتشافه مرضه.

آخر ألبوماته كان ألبوم "جينا" عام 2008 وهو الألبوم الذي ضم مجموعة من الأغاني الشعبية التي لحن الكثير منها، ومنها أغنية "وراك تزهد يا ريش العين" وهي من موروث للشاعر بداح العنقري.

كذلك ضم الألبوم أغنية "يوم العذارى" للشاعر أحمد الجريفان، وأغنية "ميعاد عيونك" للشاعر مساعد الرشيدي، أيضًا ضم الألبوم أغنية "طيب الله قالك" للشاعر خالد الجاسر.

ضم الألبوم كذلك دويتو بين الطيار والفنان عبد الله الصريخ في أغنية "يا ليت منهو مع الطيار" وهي من كلمات الشاعرة موضي الصريخ أخت الفنان عبد الله الصريخ.

ويعد هذا العمل من آخر وأهم أعماله الفنية، وخاصة أن لمس فيه الوفاء والحب، ولأن الألبوم ضم أغنية "يا ليت منهو مع الطيار" وهي الأغنية التي غناها قبل 30 عامًا.

وفاته

عرف حمد الطيار إصابته بمرض السرطان بداية عام 2008، واضطر لدخول مستشفى الملك خالد في الخرج بسبب السرطان، وأجريت له عملية عاجلة في الغدة.

بعد هذه العملية ظل يعاني من مرض السرطان لفترة طويلة، حتى اشتد عليه المرض وأدخل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في مدينة الرياض، حتى أعلن عن وفاته في 19 ديسمبر عام 2009 عن عمر ناهز 60 عامًا متأثرًا بمرض سرطان الرأس والعنق.

أبرز المعلومات عنه

• يمكنه العزف على العود والكمان والقانون، وعلم نفسه العزف على العود بعد صناعة عود بدائي مكون من 4 أوتار، وتعلم العزف سماعيًا.
• طبع حوالي 200 نسخة من أول أسطوانة له في اليونان، وبعدها ظهر الكاسيت لذا توقف عن طبع أي نسخ إضافية من الأسطوانات.
• لحّن للعديد من الفنانين منهم محمد عمر، وعلي عبد الستار، وراشد الماجد.
• تأثر به الفنان خالد عبد الرحمن.
• من أشهر أغانيه "إلى أهل الطايف"، و"عطاشا"، و"لمحت البرق"، و"صاحبي جاني"، و"كتبنا لك من الأشعار" وغيرها.