حلول بيئة العمل السامة.. الهروب أم البقاء؟

  • تاريخ النشر: السبت، 06 يوليو 2024
حلول بيئة العمل السامة.. الهروب أم البقاء؟

تستطيع بيئة العمل السامة أن تلعب دور الطاقة السلبية المستمرة التي تمدك بالشعور بالخوف والقلق والتوتر، بينما أنت مُجبر على الاستمرار في العمل وتقديم أفضل إنتاجية، وهو الدور الذي يجب أن تتخلص منه وتخرجه من حياتك، إما عن طريق الفرار أو العمل على إصلاح الوضع، لكن هل تعرف نوع بيئة عملك؟ وكيف تتعرف على البيئة السامة وتواجدك بها؟

حلول بيئة العمل السامة.. الهروب أم البقاء؟

ما هي بيئة العمل السامة

يعمل بعض الأشخاص في بيئة سامة لسنوات عديدة دون إدراك منهم لذلك، فما هي بيئة العمل السامة؟ تتميز بيئة العمل السلبية بوجود الكثير من الطاقات غير المريحة في المكان، فدائمًا ما تجد المشاجرات والمشكلات قائمة على أسباب واهية، وخاصة تلك القائمة بين الموظفين والمديرين.

لا يتم الوصول إلى حل مناسب للجميع، بل يعانون من تبعات المشكلات لاحقًا ويظهر ذلك في عدم ارتياحك في العمل بسبب ترصد الآخرين لك أو محاولتهم إفساد عملك، وكأنهم معول الهدم الداخلي للشركة والذي يعتبر كفيلًا لانهيارها.

إذا كنت تشعر بالخوف والقلق وأنت في العمل ولا تستطيع التعبير بحرية عن رأيك أو تفقد الثقة في قدراتك يومًا بعد يوم، فيجب أن تبحث عن مكان عمل جديد لا يعاني من تلك المساوئ.

حلول بيئة العمل السامة.. الهروب أم البقاء؟

علامات بيئة العمل السامة

تتعدد العلامات التي تشير إلى تواجدك في بيئة عمل سامة والتي تكون واضحة من خلال تصرفات زملائك أو مديريك مما يعرقل سير العمل ويؤثر على إنتاجيتك التي يجب أن تقدمها ومن هذه العلامات:

ضعف التواصل

تبدأ مشكلات العمل دائمًا بسبب ضعف التواصل بين كافة الأطراف، فتخيل أن تحرم الموظف الذي يعمل من إبداء رأيه أو الاعتراض أو التحدث عن مشكلاته، مما يجعله يتحول إلى قنبلة موقوتة، ويكثر اللغط داخل مكان العمل بسبب عدم فهم الأهداف الحقيقية من المهام، وعدم وجود تواصل لحل المشكلات والشعور بالارتباك الدائم.

وجود المجموعات الإقصائية

لا يمكنك أن تجبر الموظفين على التعاون مع بعضهم البعض أو التواجد بشكل مستمر سويًا، لكن يجب أن تلاحظ جيدًا وجود المجموعات الإقصائية في مكان عملك لأنها علامة مؤكدة على سميتها، حيث يظهر مجموعة من الأشخاص دائمي التواجد معًا ويتبادلون الحديث والضحك مع تعمد إقصاء أحد الموظفين أو بعضهم.

يؤدي ذلك إلى التحيز لشخص ضد آخر حتى في حالة خطأه ووقوع الكثير من المشكلات في العمل، حتى إن لم تسعى أنت للقيام بتلك المشكلات.

فشل الإدارة

تسير بيئة العمل الإيجابية على أكمل وجه بفضل إدارتها من أشخاص لديهم الكثير من الوعي عن بيئة العمل والنهج الذي يجب أن تسير عليه، لذلك عندما تكون في مؤسسة لا يتمتع المسؤولين عنها بالقوة، سوف تخسر الكثير من الوقت والجهد دون تقدير، بل على العكس سيتم استنزافك.

ومن أهم الأمثلة على سوء الإدارة، تعمد تجاهل أخطاء بعض الموظفين وعدم رد الحقوق لأصحابها، وعدم تعيين الكفاءات اللازمة لسير العمل وتحميل الموظف فوق قدره من العمل الذي لا يخصه.

حلول بيئة العمل السامة.. الهروب أم البقاء؟

غياب التحفيز

يتوقع الموظف دائمًا أن يتم تقديره من قبل مديريه على أدائه، فإذا لم يحصل على ذلك سوف يتحول إلى التراجع في مستواه، وعدم تقدير الكفاءات دليل قوي على بيئة العمل السامة التي يجب أن تبتعد كليًا عنها.

إذا لم يحصل الموظف على التقدير اللازم سوف يؤثر ذلك سلبيًا على من حوله أيضًا، لأنهم سيدخرون جهدهم لمشاهدتهم النتيجة النهائية لبذله.

عدم التطوير المهني

إذا لم تحصل على فرصة لتطوير ذاتك فيجب أن تعلم أن البيئة التي تعمل بها هي بيئة العمل السامة المقصودة، فستظل مكانك لسنوات دون أن تجني أي تقدم، وهو ما سيؤخرك عن الكثيرين ممن يعملون في نفس المجال الذي تعمل به، ولكن في مؤسسات تقدر قيمة التطوير.

الدوران التوظيفي

من علامات البيئة السامة للعمل، هو فرار الموظفين من مكان العمل والتوجه إلى مؤسسات أخرى، مما يضطر مؤسستك إلى تعيين العديد من الموظفين الجدد بشكل دوري.

يعود سبب الدوران الوظيفي إلى انخفاض الرواتب أو عدم التعامل بشكل جيد مع الموظفين أو سوء توزيع المهام وغيرها.

العمل في غير أوقات العمل

يتعرض بعض الموظفين إلى الضغوطات بسبب العمل في أيام الراحة المخصصة لهم، ومطالبتهم بإنهاء المهام في وقت ضيق أو مطاردتهم عبر البريد الإلكتروني، وهو من دلائل الوجود في المكان غير الصحيح للعمل.

الإحساس بالإرهاق المستمر

يتسبب العمل الذي يعمل بأسلوب إدارة خاطئ في إرهاق العاملين بشكل مبالغ فيه على أمل الوصول إلى إنتاجية أكبر، لكن العكس هو ما يحدث بسبب عجز الموظف عن الإنتاج وهو في حالة سلبية.

ويمكن أن يكون إرهاق الموظف بسبب شعوره بالضجر والملل في العمل لأنه لا يستطيع تحقيق الرضا الوظيفي، وهو ما يؤثر على نفسيته وأداءه بالسلب.

توقف نمو المؤسسة

بعض المؤسسات تعاني من الركود التام، ويكون ذلك الركود مثل السفينة التي ثُقبت وتنتظر الغرق، وهنا سيكون عليك القفز منها مباشرة.

السلوكيات العدوانية

ستتعرف بسهولة على البيئة السلبية والسامة من خلال كثرة المشكلات والعدوانية بين أعضاء العمل وعدم وجود قدرة على الاندماج بينهم وبين بعضهم، بالإضافة إلى تعرض البعض إلى التحرشات اللفظية والجنسية وغيرها من الجرائم التي لا يجب أن تتواجد في بيئة عمل.

حلول بيئة العمل السامة.. الهروب أم البقاء؟

الخوف من الوقوع في الأخطاء

يعتبر ارتكاب الخطأ من الأشياء البديهية التي تحدث في كل عمل، فإذا شعرت أنك تخشى ارتكاب الأخطاء، فهذا دليل على مدى سلبية البيئة التي تعمل بها وتحميلها الأخطاء على الأشخاص الذين لا يستحقون ذلك.

يؤدي هذا الأمر إلى انعدام ثقة الموظف في نفسه وفي القائمين على العمل وتبدأ إنتاجيته بالضعف والتخبط.

عدم وضوح الأدوار

لا يمكنك العمل والتركيز في بيئة لا تحدد الأدوار التي يجب أن يقوم بها كل موظف، وهو ما يؤدي إلى الارتباك والتخبط، والقلق بشأن ما يجب عليهم فعله من عدمه.

إذا لم تمتلك الشركة سياسة واضحة لتوضيح الأدوار، يدل ذلك على فشلها في التنظيم.

كيف تتعامل مع بيئة العمل السامة؟

تظهر الآثار السلبية على الفرد بعد عمله في مؤسسة بها بيئة عمل سامة لذلك إذا ظهرت عليك هذه الأعراض تخلص على الفور من تمسكك بمكانك في تلك المؤسسة وابحث عن فرصة عمل أخرى ومنها:

  • انخفاض انتاجيتك على الرغم من بذلك كل المجهودات الممكنة.
  • الدخول في حالات القلق والتوتر التي لا يمكنك السيطرة عليها وصولًا إلى الاكتئاب.
  • الشعور المستمر بالتعب وعدم وجود وقت فراغ للراحة.
  • عدم الشعور بالأمان بتواجدك في تلك المؤسسة والإحساس بأنك مهدد بالطرد في أي وقت.
  • فقدان الثقة في النفس.

بعد تأكدك من وجودك في بيئة عمل غير جيدة، ولا تشجعك على التطور والاستمرار في التقدم لتحقيق أهدافك، سيكون عليك التعامل مع الوضع بالأساليب التالية إذا لم تكن قادرًا على ترك العمل أو إلى حين الحصول على فرصة جديدة.

عدم الاستسلام

لا تتفاجأ من هذا الأمر، فمع اضطرارك للتواجد في بيئة كتلك يجب ا، تتعلم طريقة التعامل مع المحيطين وأولها عدم الاستسلام للضغوطات الممارسة في حقك.

عبر عما يضايقك بأسلوب لطيف وحاول إبعاد الزملاء السيئين عنك، وتوزيع المهام التي تحصل عليها على أوقات مناسبة لأدائها.

الانتباه إلى الصحة النفسية

يجب أن تهتم بصحتك النفسية بشكل كبير لأنها عامل الدفاع الأول عنك أمام بيئة العمل السامة وذلك عن طريق عرض مشكلتك على مختص نفسي ليساعدك في وضع الخطة التي ستساعدك على إكمال العمل.

ابحث عن الدعم لدى الأصدقاء والأهل وحاول أن تحصل على بعض الأوقات الخاصة للجلوس مع نفسك والتحدث إليها.

المساهمة في تحسين الوضع

إذا كنت قادرًا على تحسين الوضع القائم أمامك لا تتردد في المساهمة في ذلك عن طريق التحدث مع القائمين على العمل أو مواجهة المتنمرين ووضع حد لتصرفاتهم وعدم السماح للآخرين بمساس حقوقك.

التخطيط الجيد للمستقبل

لا تستسلم لوجودك في المكان أيضًا، بل كن على استعداد دائم للتغيير والانتقال بعيدًا عن تلك البيئة، من خلال وضع الخطط التي تريد تنفيذها في المستقبل والسعي إلى ذلك.

يمكنك استغلال أوقات راحتك قدر الإمكان في التدرب على الأشياء التي تدعم سيرتك الذاتية لتقديمها إلى مؤسسات أخرى وشركات تتمتع ببيئة عمل جيدة.

كيف تعزز بيئة العمل الإيجابية كصاحب عمل؟

يجب أن يحرص أصحاب العمل على توفير بيئة العمل الجيدة للعاملين لديهم، لأن ذلك سيعود عليهم بالنفع أكثر مما يتخيلون، وذلك من خلال ما يأتي:

  • في البداية يجب الالتفات إلى أي علامات تشير إلى تحول بيئة العمل إلى السمية، والتعاون مع الموظفين للوصول إلى حل وسط يرضيهم ويجعل عملهم داخل الشركة يرفع من انتمائهم لها.
  • تنفيذ طلبات الموظفين وتفهم مشاعرهم ومراعاة حاجتهم النفسية والاجتماعية، مع العمل على تعزيز العمل الجماعي بين الفريق وزيادة التقارب بينهم لحدوث التناغم المناسب لصالح العمل.
  • يجب التركيز على توفير نوعين من الأدوات للموظفين، أولهما الموارد التي تساعد على إخراج العمل بأفضل صورة مع تسهيل مهمة الموظف وجعله يفكر بطريقة أكثر إبداعًا، أما الأدوات الثانية فهي تلك المتعلقة بالترفيه عنهم مثل التساهل في منح الإجازات وإقامة بعض الفعاليات الترفيهية بالعمل في المناسبات وتبادل التهاني.
  • عدم إهمال شكر الموظف على عمله وتقدير المجهودات التي قام بها مما يحفزه على العمل بشكل أفضل من المرات السابقة.
  • الابتعاد عن الوساطة في تعيين الموظفين في شركتك حتى لا تسلم عملك ليد غير أمينة دون أن تدري.

كيف تحل المشاكل بين الموظفين؟

تمتلئ بيئة العمل السامة بالمشكلات التي لا تنتهي بين الموظفين، لذلك عليك التميز بالأدوات والمهارات اللازمة لحل تلك المشكلات بشكل يرضي كافة الأطراف من خلال الخطوات التالية:

الملاحظات الدقيقة

إذا كنت تريد توجيه الموظف إلى الخطأ الذي ارتكبه سيكون عليك القيام بذلك بدقة من خلال الملاحظات التي تتركها له، كأن تخبره بالخطأ الذي تم وكيف تم وفي أي ساعة، مما يدل على مراقبتك للوضع وسيطرتك عليه.

في هذا الوضع لا تعد الملاحظات مجرد اتهامًا بالإهمال، بل رصد دقيق للموقف للبحث عن حل مناسب له وتجنب وقوع المشكلات مرة ثانية.

المناقشة مع أطراف المشكلة

يجب أن تقوم بمناقشة الملاحظات مع الموظفين لديك إذا لم يمتثلوا لها والتأكد من تنفيذهم للتعليمات التي قمت بإعطائها لهم، فإن كانت المشكلة تضم أكثر من طرف، يجب أن يتواجدوا جميعًا في مكان الاجتماع للتأكد من وضوح الأمر أمام الجميع.

يجب أن تسمح للأشخاص بتبرير موقفهم وتأخرهم في تسليم العمل أو التقصير القائم أيًا كان وضعه.

توضيح عواقب

يجب ان يكون العاملين على معرفة جيدة بعواقب الأفعال التي يقومون بها والتي تتسبب في مشكلات متعددة قد تكون أكبر من تصورهم مما يجعلهم يتساهلون في أداء المهام، ولكن بعد توضيح العواقب من المتوقع أن يتحسن الأداء بشكل أكبر لتجنب المشكلات وهو خير من وقوعها والعمل على حلها.

قوانين المؤسسة

يجب ان يكون كافة العاملين على علم بالقوانين التي تتحكم في العمل، حتى يتمكنوا من السير على النهج الموضوع لهم، مع استخدام الحزم في عرضها حتى لا يكون أسلوبك دليلًا على جواز خرقها من حين لآخر، وهو ما سيوفر عليك الوقوع في الكثير من المشكلات لتجنب الموظفين أنفسهم التصرف بشكل غير صحيح.

الإنصاف

تعتبر المؤسسة التي تتمتع بالإنصاف من أهم المؤسسات البعيدة عن بيئة العمل السامة، لأن ذلك يساعد على حل المشكلات من جذورها وعدم عودتها مرة ثانية، مع زيادة شعور الموظفين بالرضا عن أوضاعهم والتأكد من أن المخطئ سيعاقب ومن له حق سيحصل عليه.

بعد أن تتأكد من نوع بيئة العمل التي تعمل بها هل هي بيئة العمل السامة التي يسعى الجميع إلى الهرب منها أم البيئة الإيجابية التي تمنحك الأمان في التعامل والثقة في النفس، يجب ألا تنسى تطوير نفسك حتى لا تتحول أنت إلى اللبنة التي تؤدي إلى بداية التحول إلى السمية، أو التقاط العدوى من البيئة التي تعمل بها إن كانت كذلك.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة