قدم الفنان الشعبي السعودي حسين العلي العديد من الأغنيات الناجحة منذ بداية ظهوره على الساحة الفنية عام 1991، وقد اشتهر بفضل صوته المميزة ومهارته على عزف العود وأصدر العديد من الألبومات الناجحة كما قدم ألحانه لكبار النجوم في الخليج، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو الفنان حسين العلي؟
حسين عبد الله علي آل ركبان القحطاني هو مغني شعبي وملحن سعودي ولد في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية وبدأ مسيرته الفنية في بداية التسعينيات.
أحب العلي الفن منذ صغره وقد ظهرت ملامح موهبته الفنية وصوته المميز ومهارته في التلحين حينما كان في المرحلة المتوسطة، حيث كان يسجل أغنيات لنجوم كبار وقتها مثل طلال مداح ومحمد عبده على شريط كاسيت ويطرح هذه الأغنيات في السوق.
في التسعينيات قرر إنتاج ألبوماته على حسابه الشخصي لتحقق ألبوماته نجاحًا كبيرًا وتعاون مع عدد كبير من الشعراء في الخليج، كما اشتهر بموهبته في التلحين وتقديم ألحانه إلى كبار نجوم الخليج.
خلال حياته عمل العلي في قطاع الأمن لمدة 10 سنوات ليقرر الاستقالة منها عام 1994 للتركيز على الفن والغناء والتلحين.
بدايته الفنية
بدأ الفنان حسين العلي الغناء في المرحلة المتوسطة، وتحديدًا عام 1981 حيث تعلم في هذه المرحلة أبجديات الغناء والعزف على العود وتعرف على صديق في المدرسة كان يعزف على آلة العود خلال إحدى الرحلات المدرسية، حيث يغني العلي ويعزف صديقه، وتعرفا بعدها على صديق ثالث كان يعزف على العود ولكنه كان كفيفًا.
أحب العلي سماع أغنيات طلال مداح ومحمد عبده وتأثر بهما كثيرًا، ولشدة حبه للفن قرار شراء العود وتعليم نفسه عليه، وقد اشترى 4 آلات عود حتى يتعلم عليهم، حيث كان ينكسر كل عود يشتريه.
ومع العود الرابع تمكن من عزف أغنية للفنان فهد بن سعيد على وتر واحد. في عام 1985 قرر العلي أن ينتقل بموهبته إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة تسجيل الأغنيات على أشرطة كاسيت.
بدأ العلي في غناء أغنيات مشهورة وقتها لطلال مداح ومحمد عبده وكان يوزع هذه التسجيلات في السوق، واختار اسم "حسين عبد الله القحطاني" في البداية ثم اختار اسمه الفني حسين العلي".
في عام 1988 قدم العلي أول ألحانه كما بدأ في إحياء الحفلات في منطقة نجران، أما ظهوره الأول كان عام 1987 في حفل زفاف أحد أصدقائه حيث حضر فيها عدد من النجوم وتم تسجيل بعض أغنياته بالفيديو خلال حفل الزفاف.
إنتاج أول ألبوم له
في عام 1991 وبعد حرب الخليج مباشرة قرر حسين العلي إصدار أول ألبوم له على نفقته الخاصة، حيث كانت الشركات وقتها لا تقبل إنتاج ألبومات لنجم جددي في الساحة الفنية، فقرر إنشاء ألبوم على حسابه الخاص وتعاون فيها مع شركة التسجيلات نجران التي قدمت ألبومه بدون مقابل.
سجل العلي أول ألبومه في الرياض في استوديو هتاف الذي يملكه الفنان سلامة العبد الله، وقد ضم الألبوم 6 أغنيات كانت تكلفة إنتاجها 5 آلاف ريال تقريبًا، وقد حقق الألبوم نجاحًا كبيرًا وهو ما شجعه على إنتاج المزيد من الألبومات لنفسه عن طريق الأقساط الشهرية التي بلغ قدرها حينها 15 ألف ريال سعودي.
اتجه العلي إلى إنتاج ألبوماته بالعزف على العود والإيقاع فقط، وبعد نجاح أغانيه تعاون مع شركة الأوتار الذهبية التي أنتجته له ألبوم "مواهب مدفونة" عام 1997، وحقق هذا الألبوم أيضًا نجاحًا كبيرًا.
أشهر أغانيه وحفلاته
أصدر حسين العلي طوال مسيرته الفنية عددًا كبيرًا من الأغنيات الناجحة، ولعل أشهر أغانيه أغنية "ساري الليل"، و"في ثواني"، و"تفننتي وأبدعتي"، و"قلبي اللي ما بعد ذاق للراحة طعم".
من الأغنيات التي حققت نجاحًا خليجيًا أغنية "همس العيون"، و"راعي الوشام" التي كانتا لهما دورًا في شهرته خارج حدود المملكة، من أغنياته أيضًا "أعاني"، و"الله على شوف الغضى" وغيرها.
شارك العلي كذلك في أوبريت منطقة الباحة وحضر الأوبريت الأمير مشاري بن سعود والأمير سلطان بن سلمان في مسرح المفتاحة.
اشتهر العلي بحفلاته داخل وخارج المملكة، وكانت أول حفلة له خارج السعودية في الدوحة بقطر عام 1996 في مسرح شيراتون بمشاركة الفنان خالد عبد الرحمن.
من حفلاته المميزة أيضًا حفلته في مهرجان أبها الغنائي عام 199 التي شارك فيها كبار نجوم الخليج منهم الفننا الراحل طلال مداح، وقد غنى العلي للفنان طلال في الكثير من حفلاته.
قدم كذلك حفلات عدة في الكويت وجدة وقطر والإمارات والبحرين وغيرها من الدول، كما أن أغنياته تحقق شهرة كبيرة في قطر فهو من النجوم المحبوبين للجمهور القطري.
أما تعاوناته الفنية فقد تعاون مع عدد كبير من الملحنين منهم خالد عبد الرحمن وخالد الفهد ومحمد الشادي، وتعاون مع شعراء كثر منهم أحمد الناصر الشايع ومجازف وإبراهيم الجنوبي وغيرهم.
نجوم لحّن لهم حسين العلي
بجانب موهبته المميزة في الغناء والعزف على العود برز العلي بشكل كبير في مجال التلحين، وقدم ألحانه لعدد كبير من النجوم في السعودية والخليج، ومن أبرز النجوم الذي قدم العلي ألحانه لهم هي الفنانة الإمارايتة أريام التي لحن لها أغنيات "أريام"، و"فتى رحيمة"، و"مغرورة".
من النجوم الذي تعاون معهم أيضًا الفنان محمد عمر في أغنيتي "مساكين خلق الله مساكين"، و"سيد الأحباب". أما الفنان مزعل فرحان من أكثر النجوم الذي لحن لهم العلي فقد قدم له أكثر من 14 عملًا أشهرها "ارحلي"، و"لاح الحزن"، و"شجن وفراق"، و"ليلة" التي غناها العلي أيضًا.
قصة أغنية "ليلة"
تعد أغنية ليلة من الأغنيات الناجحة أغنية "ليلة" وهي أغنية كتبها ولحنها للفنان مزعل فرحان كما غناها في ألبومه عام 2017. وقد كتب العلي هذه الأغنية بعد عودته من سفره من نجران إلى الرياض.
سافر العلي من نجران إلى الرياض في نهار رمضان مع شقيقه الأصغر مبارك وفي الطريق شاهدا حادثُا مأساويًا فتوقفا للمساعدة، وبعد إكمال رحلتهما شاهدا حادثًا آخر في الطريق فقررا المساعدة أيضًا.
وعند وصوله إلى الرياض كان العلي متأثرًا بشدة بسبب رحلة السفر وما رآه فيه فقرر العودة إلى نجران ولكن لا يزال ما رآه عالقًا في ذهنه فقرر أن يكتب الأغنية التي يقول في مطلعها "ليلة وكان الدرب مليان أخطار وليلي طويلٍ ما طفت فيه ناري" ولحنها بنفسه.