سفير المقام العراقي ورائد المجددين في العراق إنه النجم العراقي حسين الأعظمي الذي يعد من أهم مطربي المقام العراقي وعمل على إحياء هذا الفن حول العالم بإحياء حفلات غنائية في أكثر من 70 بلدًا وحاز بسبب مسيرته على العدد من الجوائز والأوسمة والتكريمات.
بدأ الأعظمي حياته رياضيًا إلا أن حبه للتراث والمقام العراقي دفعه لامتهان هذا المجال، الذي لم يكتف بكونه مجالًا يحبه ويهواه فقط بل درسه بشكل أكاديمي وأصبح محاضرًا في العديد من المؤتمرات الدولية والجامعات العربية والأجنبية أيضًا، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته وأهم إنجازاته.
من هو حسين الأعظمي؟
حسين بن إسماعيل بن صالح بن رحيم العبيدي الأعظمي هو مغني مقام عراقي ولد في 8 سبتمبر عام 1952 في مدينة الأعظمية في بغداد، ويعد من أهم مغنيي ومطربي المقام في العراق.
حمل المطرب العراقي الأعظمي على عاتقه مسؤولية الحفاظ على المقام العراقي، وقد كرس حياته ومسيرته الفنية والأكاديمية من أجل التعريف به ونشره حول العالم.
لم يكن الأعظمي مطربًا فقط بل هو أديب وكاتب ورياضي، فقد كان مصارعًا محترفًا مارس هذه الرياضة لمدة 5 أعوام إلا أنه اعتزل مبكرًا من أجل الغناء، كما أنه كاتب ألف عدد من الكتب عن المقامات العراقية وعن رياضة المصارعة أيضًا.
حصل الأعظمي على العديد من الجوائز والتكريمات حول العالم، كما أنه سافر لأكثر من 70 دولة لإحياء حفلات غنائية غنى فيها أعظم أغنيات المقام، فضلًا عن عمله الأكاديمي، فقد ألقى محاضرات في مؤتمرات وجامعات عربية وعالمية.
نشأته وتعليمه
ولد المطرب حسن الأعظمي في بغداد لعائلة محافظة مارست غناء المقامات بشكل غير احترافي، وكانت لهذه النشأة كبير الأثر على حياته، فقد صقل موهبته الغنائية في بيئته التي عشقت المقام فكان له الكثير من المعلمين. امتلك الأعظمي آلة تسجيل، وكان أول امتلكها في عائلته، وقد ساعدته الآلة على المزيد من التعلم.
درس الأعظمي في معهد الدراسات الموسيقية، وفي المعهد تتلمذ على يد كبار قراء المقام في العراق ومنهم الدكتور طارق حسون فريد وشعوبي إبراهيم. بعد تخرجه انضم إلى فرقة التراث الموسيقي العراقي من تأسيس الفنان العراقي منير بشير، الذي كان يُدرس المقام في المعهد.
في عام 2011 حصل الأعظمي على ماجستير في العلوم الموسيقية بدرجة امتياز من جامعة شمال أمريكا، وفي عام 2015 حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الموسيقية من الجامعة نفسها. حصل كذلك على شهادة الدبلوم فن عالي في الموسيقى والغناء من معهد الدراسات النغمية العراقي.
ممارسته رياضة المصارعة
مارس حسين الأعظمي رياضة المصارعة الحرة والمصارعة الرومانية الأولمبية لمدة 5 أعوام، من عام 1970 إلى عام 1975 إلا أنه اعتزل مبكرًا من أجل الفن والغناء.
كان الأعظمي عضوًا في المنتخب الوطني العراقي للمصارعة، وما دفعه لاعتزال هذه الرياضة هو الموسيقار الراحل منير بشير الذي أقنعه باحتراف الموسيقى بعدما استمع إلى غنائه بالصدفة.
وبالفعل قرر الأعظمي ترك الرياضة وبدأ مسيرته الغنائية مع الأستاذ منير بشير في فرقته الغنائية وجال العالم لتقديم حفلات في مهرجانات دولية وقاعات أوبرا ودور عرض عالمية بداية من عام 1973 وحتى الآن.
بدايته الفنية
نشأ حسين الأعظمي في عائلة عاشقة للمقام، فتعلم على يديهم المقام منذ صغره، ثم صقل موهبته الفنية بالدراسة في معهد الموسيقى في العراق. بدأ الأعظمي قراءة المقامات في المقهى البغدادي التابع إلى المتحف البغدادي، وبعدها بدأ يغني في المتحف بداية من عام 1973.
عاصر الأعظمي كبار قراء المقام في العراق منهم محمد القبانجي ويوسف عمر وشعوبي إبراهيم وحمزة السعداوي وهاشم الرجب ومجيد العاني وغيرهم.
تأثر الأعظمي بشكل الأكبر بالفنان منير بشير الذي تبنى موهبته، وعن هذا الأمر يقول الأعظمي: "أنا تربية الفنان منير بشير، وأتذكر أنه كان يقول إنه كان يبحث عن فنان يحمل أخلاقًا بنسبة 75% والفن بنسبة 25% لأن قادرًا على جعل الـ25 تلك 100%.
انتماؤه إلى فرقة التراث الموسيقي العراقي
كانت نقطة التحول والاحتراف في مسيرة المطرب حسين الأعظمي انتماءه إلى فرقة التراث الموسيقي العراقي التي أسسها الموسيقار الراحل منير بشير، والذي كان يُدرس الأعظمي في المعهد.
كان بشير هو من أقنع الأعظمي لترك المصارعة من أجل غناء المقام، ومع هذه الفرقة زار الأعظمي أكثر من 70 بلدًا حول العالم وشارك في مهرجانات ومؤتمرات موسيقية عربية وعالمي أحيا فيها التراث الغنائي العراقي.
حصل الأعظمي على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وأنتج أسطوانات ليزر في بارس وزعت في كل أنحاء العالم، ومنها مقام عراقي حسين الأعظمي باسم "مقامات في العشق الإلهي" وتم إنتاجه عام 2007 في هولندا.
من أسطواناته الأخرى أسوانية دينية أدى فيها الأعظمي الأذان بسبعة سالم وأدى فيها العديد من المدائح النبوية كذلك، وبفضل مسيرته الفنية أصبح من أهم النجوم الذين لعبوا دورًا بارزًا في الحفاظ على التراث العراقي.
أحيا الأعظمي خلال مسيرته الفنية التي بدأها منذ عام 1975 تقريبًا أكثر من 370 حفلة في 74 بلدًا حول العالم، ولهذا أصبح اسمه "سفير المقام العراقي".
مسيرته الأكاديمية
بجانب صوته ومسيرته الفنية المميزة فإن الدكتور حسين الأعظمي لديه مسيرة أكاديمية مميزة، وهذا ما ميّزه على بقية أقرانه من قراء المقام في العراق.
درس الأعظمي في معهد الدراسات النغمية العراقي وأصبح أول أستاذ مختص لتدريس مادة المقام العراقي بعد الفنان شعوبي إبراهيم، كما أكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة قسم الفنون الموسيقية، وكان أول طالب من معهد الدراسات النغمية يحصل على شهادة البكالوريوس من هذه الجامعة بجانب زميله الفنان محمد حسين كمر.
ألقى الأعظمي محاضرات في عدة جامعة عربية وعالمية، كما أنه يحاضر حاليًا في المعهد الوطني للموسيقى في عمان، حيث يعيش فيها منذ 20 عامًا تقريبًا.
اعتراف اليونسكو بالمقام
ساهم الأعظمي بفضل جهوده الأكاديمية في إدراج المقام العراقي على لائحة التراث العالمي في اليونسكو من قبل الأمم المتحدة عام 2003، كما حصل على جائزة الماستر بيس.
يتناول الأعظمي في كتابه "اعتراف الأمم المتحدة بالمقام العراقي" رحلته التي قادته إلى اعتراف "اليونسكو" بالمقام العراقي كتراث عالمي معترف به رسميًا من قبل الأمم المتحدة. يروي بتفصيل الحكاية التي تضمَّنت البحث والغناء والتحليل، مُلقيًا الضوء على مسارات العمل الجاد التي سلكها.
مؤلفات حسين الأعظمي
ألف دكتور حسين الأعظمي عدد من المؤلفات الهامة حول المقام العراقي، ومنها "المقام العراقي ومبدعون في القرن العشرين"، و"المقام العراقي بأصوات النساء"، و"المقام العراقي بين طريقتين: دراسة موسيقية لفترة الصراع خلال القرن العشرين". من مؤلفاته أيضًا "الطريقة الزيدانية في المقام العراقي وأتباعها"، و"أفكار غناسيقية".
أيضًا تم تناول سيرة حياة الأعظمية ومسيرته الفنية في كتاب بعنوان "سفير المقام العراقي" من تأليف الناقد العراقي أحمد شاكر سلمان، وتطرق في الكتاب إلى نشأة الأعظمية ودخوله الإذاعة العراقية ومؤهلاته الفنية والثقافية.
مناصب شغلها
ترأس الأعظمي مجموعة من المناصب المرموقة في مجال الموسيقى والتراث العراقي، حيث عمل كمدير ومطرب لفرقة التراث الموسيقي العراقي، وشغل منصب مدرس للمقام العراقي والموسيقى في المعاهد والكليات ببغداد، وتولى منصب عميد معهد الدراسات الموسيقية في بغداد.
كما قام بإدارة بيت المقام العراقي وترأس الهيئة الاستشارية فيه، وشغل أيضًا منصب أمين السر في اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى، وعضو في اللجنة الاستشارية العليا للموسيقى والغناء في العراق، وكان عضوًا في نقابة الفنانين ونقابة المعلمين في العراق، وبالإضافة إلى ذلك، كان عضوًا في جمعية الملحنين والمؤلفين الفرنسية.
إحياء حفل في العراق
يُعرف الفنان حسين الأعظمي بأنه يعيش في عمّان الأردن منذ ما يقرب من 20 عامًا ويعمل محاضرًا في المعهد الوطني للموسيقى، وقد عاد إلى العراق بعد غياب دام 18 عامًا في عام 2023 وأحيا حفلًا غنائيًا من تنظيم دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة.
وقد تم الحفل على قاعة الرباط في البغداد وقدم في الحفل عدد من الفنانين وصلات المقام وحضر الحفل عدد من قراء المقام العراقي، كما تم عرض فيلم وثائقي يتناول سيرته الفنية والأكاديمية.