كبير الدبلوماسيين في إيران وواحد من أهم السياسيين في الشرق الأوسط إنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي توفي في حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم الرئيسي، وقد أثار إعلان وفاته اهتمام الصحف العربية والعالمية، تعرف أكثر على حياته ومسيرته السياسية في هذا المقال.
من هو حسين أمير عبد اللهيان؟
هو سياسي ودبلوماسي إيراني شغل منصب وزير الخارجي في الفترة من 2021 حتى وفاته في 2024، ولد في 23 أبريل عام 1964 وقد شغل عدة مناصب سياسية هامة في البلاد.
شغل عبداللهيان منصب نائب وزير الخارجية، ومساعد خاص لرئيس البرلمان الإيراني، والأمين العام للأمانة الدائمة للمؤتمر الدولي وغيرها من المناصب السياسية البارزة.
يعد عبد اللهيان من أبرز السياسيين والدبلوماسيين في إيران والشرق الأوسط وينظر له على نطاق واسع بأنه عميد الدبلوماسية الإيرانية، وقد عرف بعلاقته الوثيقة بالحرس الثوري، وعلى رأسهم قسام سليمان الذي قتل عام 2020.
بالإضافة إلى ذلك عرف بعلاقاته القوية مع الحركات الإسلامية في إيران والشرق الأوسط، كما أنه تمكن من توطيد علاقته مع حركات المقاومة في فلسطين.
نشأته وتعليمه
ولد حسين أمير عبد اللهيان في مدينة دامغان في عائلة فقيرة، فقد توفي والده عندما كان يبلغ من العمر 6 سنوات واضطرت العائلة الانتقال إلى العاصمة في سعيها لتحسين مستوى المعيشة.
استقرت عائلة عبداللهيان في حي فقير في المدينة، إلا أنه تمكن من مواصلة تعليمه بفضل دعم ورعاية والدته له. درس عبد اللهيان العلاقات الدولية في الجامعة وحصل على درجة البكالوريوس عام 1991.
أكمل دراسته العليا في جامعة طهران في نفس التخصص وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه وبعدها بدأ مسيرته السياسية في نهاية التسعينيات تقريبًا، حيث تم تعيينه وكيلًا لسفاره إيران في العراق عام 1997 لتبدأ مسيرة واحد من أهم الدبلوماسيين في البلاد.
زوجته وعائلته
تزوج حسين أمير عبد اللهيان عام 1994 وله بنت وولد ولا يوجد معلومات أخرى عن حياته الشخصية.
مسيرته المهنية
بدأ الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مسيرته المهنية عام 1997 بعمله وكيلًا في سفارة إيران في العراق، ولكن قبلها كان أحد المتطوعين في الجيش الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية في الفترة ما بين 1980 و1998.
تولى عبد اللهيان بعدها العديد من المناصب الدبلوماسية البارزة، فقد شغل منصب سفير إيران في البحرين، كما كان المدير العام بالوزارة لشؤون الخليج والشرق الأوسط عام 2010، كما أنه كان نائب وزير الخارجية بالمكلف بالشؤون العربية عام 2011، كماأنه كان أستاذًا زائرًا في كلية العلاقات الدولية في وزارة الخارجية.
كان عبداللهيان رئيسًا لفريق التفاوض الإيراني العراقي الأمريكي في بغداد عام 2007، ولكن لم تنجح المفاوضات في الوصول إلى أي نتيجة بعد 3 جلسات، وقد عرف عنه أنه كان صارمًا في موقفه مع الأميركيين.
وعن هذه المفاوضات قال عبداللهيان: "الأميريكون غادروا المفاوضات عندما سمعوا كلمة منطقية ولم يكن لديهم إجابة منطقية، لقد اعتقدوا أن أميركا عليها تحديد جدول الأعمال ولكن إيران لم تسمح لهم بذلك لذا غادورا دون التوصل إلى أي اتفاق".
عمل عبداللهيان أيضًا مساعدًا خاصًا لرئيس البرلمان الإيراني، وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى تم تعيينه وزيرًا للخارجية عام 2021.
توليه منصب وزارة الخارجية
تولى حسين أمير عبداللهيان منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم الرئيسي منذ عام 2021. منذ توليه منصب وزير الخارجية في عام 2021، أوضح عبد اللهيان أهدافه بجلاء، مشيرًا إلى أن "الشرق الأوسط يشهد جهودًا لتعزيز إنجازات محور المقاومة، ونحن فخورون بدعم حلفائنا".
عبد اللهيان يعتبر أن تصرفات قاسم سليماني و"فيلق القدس" في المنطقة ساهمت في تحقيق الأمن لإيران وللمنطقة ككل. ويرى أن قبول الولايات المتحدة بالتفاوض مع طهران في عدة مناسبات يعزى بشكل رئيسي إلى قدرات إيران ونفوذها الإقليمي.
كان موقف عبد اللهيان من الاتفاق النووي محددًا وصارمًا فقد أكد مرارًا أن الدبلوماسية لا تفهم إلا لغة القوة، وهذا يعني أن على إيران أن تعزز من نفوذها من خلال تطوير برنامجها النووي حتى تكون قادرة على رفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
وقد أيد التشريع الذي يقلص بشكل كبير التزامات إيران النووية ويقيد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشآت النووية. وقد كان من المتوقع أن تشهد وزارة الخارجية الإيرانية تحت قيادة عبد اللهيان توسعًا كبيرًا في دورها، خاصة في ظل الدعم والثقة الذين يحظى بهما من قبل المرشد علي خامنئي والحرس الثوري.
نظر إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على نطاق واسع بأنه قاسم سليماني جديد، فقد كانت تربطه علاقة وثيقة بالضابط العسكري سليماي الذي أغتيل على يد الولايات المتحدة عام 2020.
اعتمد عبداللهيان في سياسته على البحث عن سياسة خارجية متوازنة وذكية تعتمد على مبادى لمصلحة والحكمة، وقد أولى اهتمامًا بالجيران في القارة الآسيوية. نظر عبداللهيان في قضايا الدول المجاورة، ومنها أفغانستان والدول العربية وقد حظي عبدالهيان بدعم وتأييد كبيرين من المرشحين في البرلمان الإيرانية.
كان عبداللهيان له دور مهم في الحوار مع قادة الفصائل الفلسطينية،كما أجرى محادثات سرية مع الولايات المتحدة.
وفاة حسين أمير عبد اللهيان
في 19 مايو 2024 تعرضت طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم الرئيسي إلى حادث أدى إلى تحطمها، وكانت الطائرة تقل عددًا من الوزراء والمسؤوليين الإيرانيين ومنهم وزير الخارجية.
ظلت الطائر مفقودة لأكثر من 15 ساعة، وقد صعبت الظروف الجوية الصعبة المهمة على فرق الإنقاذ والبحث للوصول إلى حطام الطائرة. وبعد نحو 12 ساعة من جهود البحث توصلت فرق الإنقاذ إلى حطام الطائرة في منطقة وعرة بالقربمن الحدود الأذربيجانية وتحديدًا في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
وبسبب سوء الأحوال الجوية تراجعت آمال فرق الإنقاذ بالعثور على أحياء في الحادث، وبالفعل تم التأكيد عن مقتل كل أفراد طاقم الطائرة بما فيهم عبداللهيان في 20 مايو.