واحد من أشهر مغني الأوبرا في مصر والعالم إنه الفنان حسن كامي سليل العائلة المالكة، الذي وقف على مسارح الأوبرا في أغلب دول العالم، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فلقد قدم مسيرة فنية كبيرة، خاصة في دور الباشا أو ابن الذوات، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة حسن كامي وحياته
ولد حسن كامي محمد علي، في 14 أكتوبر عام 1936، لعائلة تنتمي لأسرة محمد علي، عاش طفولته طفلا مدللا، يستمع للموسيقى في منزله بشكل دائم، فكان لديهم موظف في المنزل مهمته وضع الأسطوانات فقط، لكي لا تتوقف.
تعلق بالغناء خاصة الأوبرالي، وبدأ التردد على الأوبرا وعمره 11 عاما، رغم أنه كان صوته سيء في البداية، إلا أنه التحق بمعهد الكونسرفتوار، وطور نفسه كثيرا، درس كامي في مدارس الجيزويت الشهيرة في مصر.
واختار الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وقتها تعرضت عائلته لمحنة كبيرة وخسرت كل ما تملك، وكان يريد الحصول على دروس في الغناء، وحينما طلب من أسرته أخبروه أنهم لا يمتلكوا، فقرر أن لا يطلب أي شيء من أحد منذ ذلك الوقت، وعمل شيالا في إحدى شركات السياحة، وكان يحصل على راتب حوالي 5 جنيهات شهريا ويرفض الحصول على أي "بقشيش" من الزبائن.
ونتيجة إجادة كامي عدة لغات استطاع سريعا أن يجد وظيفة أفضل، فعمل بعدها موظف حجز في إحدى شركات السياحة بمنطقة وسط البلد عام 1958، واستمر في الوظيفة ثلاث سنوات حتى عام 1961.
انتقل بعدها إلى مطار القاهرة، وعمل مدير محطة طيران في الشرق الأوسط حتى 1968، ثم تولى منصب مدير الخطوط الجوية التونسية حتى عام 1977، ثم أصبح رئيس شركة بون فايج للسياحة.
إلى جانب حياته ومسيرته العملية كان حسن كامي يمارس ما يحب، فبدأ بالغناء في الأوبرا المصرية عام 1963، واستطاع في عام 1974 أن يلعب دور البطولة على مسرح الأوبرا في الاتحاد السوفيتي في العرض الشهير أوبرا عايدة.
وقدم مسيرة كبيرة في الغناء الأوبرالي وطاف العديد من الدول منها أمريكا، إيطاليا، اليابان، فرنسا، كوريا، بولندا، الدنمارك، وروسيا، وقدم بطولة أكثر من 240 عرضا أوبرالي.
وحصل على العديد من الجوائز من مختلف دول العالم، في عام 1969 حصل على الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الاوبرالي من إيطاليا، وفي عام 1974 حصل على الجائزة الرابعة العالمية، وفي عام 1976 حصل على الجائزة السادسة من اليابان.
في عام 1988 حصل على الجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأولمبية بسول بكوريا الجنوبية، وإلى جانب التكريم في الغناء الأوبرالي تم تكريم حسن كامي في مجال عمله بالسياحة لتميزه فيه وحصل في 1976 على شهادة تقدير من السياحة والطيران المدني.
وإلى جانب السياحة والغناء في الأوبرا انتقل كامي للسينما والمسرح، حينما قدمه محمد نوح لأول مرة من خلال مسرحية انقلاب، ليكتشف موهبة جديدة وهي التمثيل، وشارك في عدد كبير من المسرحيات والأفلام والمسلسلات أيضا.
واشترى حسن كامي مكتبة كبيرة لكتب التراث في منطقة وسط البلد بالقاهرة وضع فيها كل ثورته وهي مكتبة المستشرق، حتى إنه ظل يسدد باقي ثمنها لمدة عامين بعدها، وتعلق حسن وزوجته نجوى بالمكتبة، وكان يقضيا بها أغلب أوقات حياتهم.
زوجة حسن كامي وأولاده
وقع حسن كامي في حب نجوى الفتاة الصعيدية ابنة العائلة الارستقراطية من أول نظرة، ولكن لم يكن زواجهم بالأمر السهل، فقد كانت نجوى مسيحية الديانة وحسن مسلم، وبعد معارضة من جانب الأهل في الجانبين، انتصر حبهم وأصروا على الزواج.
ولكن مع شهرة كامي وما أسماه جنان منتصف العمر خان زوجته وحينما علمت بكت، وهو ما لم يتحمله، فقبل قدميها بعدها ويعدها عدم تكرار ذلك مرة أخرى.
وأنجب حسن كامي ابن وحيد هو شريف، إلا أنه في عام 1994 تعرض لحادث سيارة أنهى بحياته، وسبب رحيله كسرة كبيرة لوالده، حتى إنه كان وقع عقدا للغناء قبل وفاته بعدة بعدة أيام، وأجبر على الغناء بسبب الشرط الجزائي الكبير بعد وفاة ابنه، ليتعرض بعدها لفقد صوته لمدة عام.
وفي عام 2012 كان كامي على موعد جديد من الأحزان وهو رحيل زوجته ورفيقة دربه، فرفض الزواج بعدها وظل ينتظر أن يجتمع بهما وبابنه، وكان يرسل لها رسائل حب يوميا عبر صفحته على الفيس بوك حتى لحق بهم في 14 ديسمبر عام 2018.
مسيرته الفنية
قدم حسن كامي مسيرة فنية كبيرة، كانت بداية دخوله عالم السينما في عام 1988 حينما شارك في فيلم عندما يتكلم الحب، ليقدم مجموعة من الأفلام الشهيرة في التسعينات والألفية الجديدة.
ومن أشهر أفلامه في التسعينات، يا مهلبية يا، الحب والرعب، سمع هس، احذروا هذه المرأة، دموع صاحبة الجلالة، وزير في الجبس، كشف المستور، قليل من الحب كثير من العنف، ناصر 56، علاقات مشبوهة، مبروك وبلبل، وفيلم كونشرتو في درب السعادة.
وفي الألفية الجديدة تألق في مجموعة من الأعمال ومن أشهرها، اللحظات التي اختفت، فلاح في الكونجرس، فرح، صايع بحر، إسكندرية-نيويورك، بحبك وبموت فيك، زكي شان، ليلة سقوط بغداد، ظاظا، حسن طيارة، بوبوس، بالألوان الطبيعية، وآخر ظهور له في السينما في عام 2015 من خلال فيلم قدرات غير عادية.
في الدراما قدم مسيرة فنية أكبر وتألق في العديد من المسلسلات ومن أشهرها في التسعينات مسلسل ناس وناس، أنا وأنت وبابا في المشمش، رأفت الهجان، ألف ليلة وليلة، العرضحالجي، بوابة الحلواني بأجزائه الأربعة، صباح الورد، الأبطال، الشارع الجديد، ومسلسل هوانم جاردن سيتي.
وفي الألفية الجديدة شارك في مجموعة من الأعمال الشهيرة ومن أشهرها هوانم جاردن سيتي، عائلتي، حواري وقصور، ضبط وإحضار، الأصدقاء، أميرة في عابدين، قاسم أمين، البنات، القرار الأخير، الإمام محمد عبده، ومسلسل الرقص مع الزهور.
كما تألق في مسلسلات، المرسي والبحار، لا أحد ينام في الإسكندرية، حاسبوا منه، المصراوية، أولاد الليل، الملك فاروق، نقطة نظام، علي مبارك، جدار القلب، الهاربة، مملكة الجبل، الجماعة، وادي الملوك، مشرفة رجل لهذا الزمان، الخفافيش، الخواجة عبد القادر مع النجم يحيى الفخراني، العراف مع الزعيم عادل إمام، ومسلسل دكتور أمراض نسا، وكان آخر ظهور له على الشاشة في عام 2017 كضيف شرف في مسلسل قلبي معي.