لاعب فذ، ومدرب أسطوري، حقق نجاحات كبيرة في الملاعب العربية، ومع الفراعنة حصل على ثلاثية تاريخية لكأس الأمم الإفريقية لم يحققها غيره، وجعل من تدريب المنتخب المصري لكرة القدم مهمة شاقة لأي مدرب خلفه، إنه الكابتن حسن شحاتة.
داخل المستطيل الأخضر لعب المعلم في نادي الزمالك المصري وناديي كاظمة والعربي في الكويت وحصل على جائزة أفضل لاعب في آسيا عام 1970، واحترف التدريب بعد اعتزاله في عام 1983، وحقق عدد كبير من الإنجازات مع الأندية والمنتخبات.
مع الأندية حقق لقب كأس مصر وكأس السوبر المصري مع المقاولون العرب رغم أن الفريق كان يلعب في دوري الدرجة الثانية خلال ذلك الموسم، ومع منتخب الشباب حصل على كأس الأمم الإفريقية عام 2003.
ومع الفريق الأول للفراعنة حقق المعلم إنجازه الأكبر بالفوز بكأس الأمم الإفريقية 3 مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، وصعد مع المنتخب إلى المركز التاسع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وحصل على جائزة "الكاف" لأفضل مدرب في إفريقيا عام 2008، وتم اختياره ضمن أفضل 5 مدربين في تاريخ قارة إفريقيا، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
ولد حسن شحاتة في يوم 19 يونيو من عام 1947 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة المصرية، في أسرة رياضية، وبدأ لعب كرة القدم عندما كان طالبا في المدرسة الابتدائية بكفر الدوار، وبعدها في مدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية، وانضم لنادي كفر الدوار.
حصل المعلم على فرصة الانضمام لنادي الزمالك حينما كان يلعب مباراة مع منتخب الوجه البحري ضد المنتخب القومي حيث عرض عليه محمد حسن حلمي مدير الفريق القومي الانضمام للزمالك، ليلعب أول مباراة له مع الزمالك في نوفمبر من عام 1966، ويحرز 3 أهداف ليفوز الزمالك برباعية نظيفة.
توقف مسيرة شحاتة داخل مصر بعد اندلاع حرب 1967، وتوقف مسابقات كرة القدم المحلية، ليقرر الانضمام لنادي كاظمة الكويتي، وحقق نجاحات كبيرة جعلته يحصل على لقب أفضل لاعب في قارة آسيا عام 1970.
وتم تجنيد شحاتة ضمن القوات المسلحة الكويتية وشارك مع المنتخب الكويتي في بطولة كأس العالم العسكرية في بانكوك بتايلاند، وشارك مع المنتخب القومي الكويتي في البطولة الآسيوية، ثم عاد إلى مصر في عام 1971 ليلعب مجددا مع الزمالك.
حقق المعلم عددا من البطولات مع نادي الزمالك منها الفوز بالدوري المصري الممتاز مرة واحدة خلال موسم 1977–1978، و3 بطولات لكأس مصر في مواسم 1974-1975 و1976-1977 و1978-1979.
وخلال مسيرته مع الزمالك أحرز المعلم 77 هدفا في الدوري المصري، و5 أهداف في كأس مصر، و6 أهداف في البطولات الإفريقية، واشتهر بهتاف "حسن شحاتة يا معلم خلي الشبكة تتكلم"، وحصل على جائزة أفضل لاعب بمصر عام 1976 ووسام الرياضة من الطبقة الأولى في عام 1980.
ومع الفراعنة لعب المعلم 70 مباراة دولية حيث انضم لأول مرة إلى صفوف المنتخب المصري في عام 1969، وشارك في 4 بطولات إفريقية، وحصل على لقب أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1974، واعتزل في عام 1983.
قرر شحاتة العمل بالتدريب بعد اعتزاله كرة القدم مباشرة، حيث تولى تدريب ناشئي الزمالك تحت 19 عاما، ثم تولى تدريب نادي الوصل الإماراتي عام 1986، وبعدها المريخ المصري والشرطة العماني والاتحاد السكندري.
كما حقق المعلم إنجازا على مستوى التأهل للدوري المصري الممتاز حيث قاد 3 أندية هي المنيا والشرقية ومنتخب السويس للصعود إلى الدوري الممتاز من الدرجة الثانية خلال الفترة من عام 1996 وحتى عام 2000.
ثم تولى شحاتة مسؤولية تدريب منتخب مصر للشباب ونجح في الفوز بلقب بطولة إفريقيا للشباب في عام 2003، وتأهل المنتخب المصري للمشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب التي أقيمت في الإمارات وصعد لدور الـ 16.
في تلك البطولة حققت مصر نتائج جيدة حيث تأهلت لدور الـ 16 بعد تحقيق المركز الثالث في المجموعة والفوز على المنتخب الإنجليزي بهدف المهاجم الشاب عماد متعب، وخسرت مصر أمام منتخب الأرجنتين في الوقت الإضافي بعد التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في الوقت الأصلي للمباراة.
بعد منتخب الشباب تولي المعلم تدريب نادي المقاولون العرب، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، لكنه حقق المفاجأة وفاز ببطولة كأس مصر في عام 2004 بعد الفوز على النادي الأهلي في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف.
وأصبح المقاولون العرب أول فريق يلعب في الدرجة الثانية ويفوز ببطولة كأس مصر، وكرر الإنجاز عندما فاز بكأس السوبر المصري عام 2004 للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز على الزمالك برباعية مقابل هدفين.
بعد إنجازه مع المقاولون العرب قرر الاتحاد المصري لكرة القدم مدربا مؤقتا للفراعنة في أكتوبر 2004 بعد إقالة الإيطالي ماركو تارديلي بسبب تأزم موقف المنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006.
وفي يناير 2005 تحول العقد المؤقت إلى عقد نهائي لتبدأ الحقبة التاريخية للفراعنة مع المعلم حسن شحاتة الذي حقق عددا من الانتصارات خلال الفترة التي سبقت بطولة كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر في عام 2006.
نجح المعلم في الفوز مع الفراعنة بكأس الأمم الإفريقية بعد غياب منذ الفوز بالكأس في بوركينافاسو عام 1998، وخلال البطولة تصدرت مصر مجموعتها بالفوز على ليبيا وكوت ديفوار والتعادل مع المغرب.
وفي دور الثمانية فازت مصر على الكونغو برباعية مقابل هدف ثم عبرت إلى المباراة النهائية بعد الفوز على السنغال بهدفين مقابل هدف في المباراة التي شهدت خلافا بين شحاتة واللاعب أحمد حسام ميدو الذي اعترض على خروجه من الملعب، وأحرز بديله عمرو زكي هدف الفوز.
وانتهت مباراة الكأس أمام كوت ديفوار بتعادل سلبي استمر 120 دقيقة لتنجح مصر في الفوز بالبطولة بركلات الترجيح لتتوج بالبطولة الإفريقية الخامسة في تاريخها، ويتم تجديد تعاقد شحاتة مع الفراعنة.
وتأهل المنتخب المصري إلى بطولة كأس الأمم الإفريقية في غانا عام 2008، وبدأ البطولة بالفوز على الكاميرون برباعية مقابل هدفين، وتصدر مجموعته ثم فاز على أنجولا في دور الثمانية وعلى كوت ديفوار برباعية في الدور قبل النهائي وفاز على الكاميرون في النهائي بهدف محمد أبو تريكة.
تم تجديد تعاقد المعلم مع الفراعنة مرة ثانية حتى بطولة كأس الأمم الإفريقية وبعد الفوز بالبطولة الثانية حصل شحاتة على لقب أفضل مدرب في إفريقيا خلال عام 2008 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف".
تأهل المنتخب المصري إلى بطولة كأس العالم للقارات التي أقيمت في عام 2009، وفي مباريات مجموعته خسر بصعوبة أمام منتخب البرازيل بأربعة أهداف مقابل 3، وفاز على المنتخب الإيطالي بهدف نظيف في مفاجأة كبيرة ولكنه خسر أمام المنتخب الأمريكي بثلاثية ليودع البطولة.
وكاد شحاتة أن يحقق إنجاز التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 عندما لعب الفراعنة مباراة فاصلة أمام منتخب الجزائر، ولكن انتهت المباراة بخسارة مصر بهدف نظيف، ورغم ذلك قرر الاتحاد المصري لكرة القدم تجديد التعاقد مع المعلم حتى عام 2012.
في بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2010 قرر شحاتة ضم محمد ناجي "جدو" مهاجم نادي الاتحاد السكندري لقائمة المنتخب، وافتتحت مصر البطولة بالفوز على نيجيريا، ثم فازت على الكاميرون في دور الثمانية، وبعدها فازت على الجزائر برباعية في قبل النهائي وفي المباراة النهائية فاز الفراعنة على غانا بهدف البديل "جدو"، الذي حصل على جائزة هداف البطولة بخمسة أهداف.
بعد الفوز بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي أصبحت مصر صاحبة الرقم القياسي بسبع بطولات إفريقية، وأصبح شحاتة أول مدرب يحرز البطولة 3 مرات متتالية، وأصبح أحمد حسن وعصام الحضري أول لاعبين في أفريقيا يتوجان بالبطولة 4 مرات.
رحل المعلم عن تدريب الفراعنة في يونيو 2011 بسبب تضاؤل فرص تأهل المنتخب إلى كأس الأمم الإفريقية 2012، ليترك شحاتة المنتخب المصري بعد تحقيق إنجازات قياسية لم يصل إليها أي مدرب حتى الآن.
وبلغ رصيد المعلم مع المنتخب المصري منذ 2004 وحتى 2011، نحو 96 مباراة، حقق الفوز في 61 مباراة وتعادل في 17 مباراة وخسر 18 مباراة، وأحرز 190 هدفا واستقبل 81 هدفا واعتمد على 100 لاعب.
