فران باب الحارة أبو بشير الفران، كان هذا الدور الأشهر الذي قدمه الفنان السوري الراحل حسن دكاك طوال مسيرته الفنية، وقد تميز دكاك بشخصيته اللطيفة والمحبوبة، وعشق الفن منذ صغره وبدأ مسيرته الفنية في عام 1982، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة حسن دكاك ونشأته
هو ممثل سوري من أصل فلسطيني ولد في عام 1956 في العاصمة السورية دمشق، ودرس الحقوق في جامعة دمشق ولكنه لم يعمل بها، إذ كان يشارك في المسرح الجامعي ومهرجانات شبابية، وبعد التخرج اتجه إلى التمثيل مباشرة.
فقد دكاك والده عام 1968 عندما كان في الصف الخامس، وتوفيت والدته بعدها بعام فقط، وتولى رعايته أخواته البنات اللاتي أخذن دور الأم وقمن برعايته هو وأخواته، كما قمن بتزوجيه وهو في عمر العشرين.
فجّر دكاك مفاجأة في أحد الحوارات الصحفية، وكشف أنه كان يعمل فرانًا في طفولته من سن السابعة حتى العاشرة من عمره في أحد الأفران التي يملكها صهره، تزوج دكاك في سن العشرين وأنجب عدة أبناء منهم أنس وإياد.
وفاته
توفي الفنان حسن دكاك فجر يوم الأربعاء في 13 يوليو عام 2011 عن عمر 56 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء أدائه صلاة الفجر، وشُيعت جنازته إلى مثواه الأخير بحضور أهله وحشد كبير من نجوم الفن من سوريا وأبرزهم مؤمن الملا، وياسر العظمة، ووفيق الزعيم.
صلى عليه في جامع النقشبندي بحي الوسيقة بالميدان بمسقط رأسه، ودفن في مقبرة باب الصغير في دمشق بجانب والدته.
وقد روى شقيقه تفاصيل وفاته، إذ قال إنه قام ليتوضأ لصلاة الفجر فأصيب بأزمة قلبية وتوفي على إثرها، وكانت وفاته مفاجأة إذ إنه لم يشكُ من مرض في القلب ولا من أي أمراض أخرى سوى مرض السكري فقط.
وقد روى ابنه الأصغر إياد تفاصيل أكثر، إذ ناداه والده عندما أصيب بالأزمة، وعندما وصل إليه وجد والده جامدًا في مكانه ووجه أزرق، ثم نقل إلى المستشفى وتوفي هناك بعد نصف ساعة.
وقبل وفاته كان قد انتهى من تصوير عدة أعمال للموسم الرمضاني لعام 2011، منه "الدبور"، و"يوميات مدير عام"، و"الولادة من الخاصرة"، و"مرايا"، و"صايعين ضايعين"، و"الزعيم" والعمل الإذاعي "مفارقات".
مسيرته الفنية
بدأ الفنان السوري الراحل حسن دكاك مسيرته الفنية في الجامعة، إذ التحق بجامعة دمشق ودرس في كلية الحقوق، وشارك في مسرح الجامعة فضلًا عن مهرجانات وفعاليات كثيرة داخل الجامعة ليبدأ مسيرته الفنية.
عمل دكاك لفترة في مهنة المحاماة، ولكن سرعان ما تركها بسبب حبه للفن، وقد شارك في العديد من الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية التي زادت عن 140 عملًا فنيًا أغلبها في التلفزيون، وانتسب دكاك إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1982.
أعماله في السينما
شارك الفنان الراحل حسن دكاك في عدد قليل من الأفلام في مسيرته الفنية التي امتدت 40 عامًا، ومن أفلامه الناجحة فيلم "الحدود" عام 1984" مع الفنان دريد لحام، وقدم فيه دور جندي الحاجز الأمني، وفي العام نفسه شارك في فيلم "أحلام المدينة" من بطولة باسل الأبيض، وياسمين خلاط، وناجي جبر، وأديب شحادة وغيرهم.
في عام 1990 شارك دكاك في فيلم "كفرون" مع دريد لحام، وفي هذا العمل قدم شخصية مدير المدرسة، وفي عام 1992 شارك في فيلم "سحاب" مع الفنانة غادة الشمعة، وجهاد سعد، وأمانة والي، وأسعد الجابر، وغيرهم.
في عام 1993 شارك في فيلم "آه يا بحر" من بطولة منى واصف، وخالد تاجا، والعمل من إخراج محمد شاهين، وفي عام 2009 شارك في فيلم "الخوافي والقوادم في نصرة الإسلام" وقدم فيها شخصية أبو لهب، وكان هذا آخر فيلم شارك فيه.
أعماله في المسرح والإذاعة
شارك الفنان حسن دكاك في عدد من المسرحيات، ومنها "قاضي وادي الزيتون"، و"السمرمر"، و"المهرج"، و"رؤى سيمون ماشار" ومسرحية "المفتش العام"، و"العصفورة السعيدة"، و"وحيد القرن"، و"صانع المطر".
شارك دكاك أيضًا في عدد من المسلسلات الإذاعية، منها "طاحونة الأسرار" وغيرها.
أعماله في التلفزيون
قدم الفنان حسن دكاك أكثر من 140 عملًا فنيًا أغلبها في التلفزيون، وقد شارك في العديد من المسلسلات منذ الثمانينيات، ومنها "يوميات ظريفة"، و"نساء بلا أجنحة"، و"الهجرة إلى الوطن"، و"دائرة النار"، و"الرجل الأخير".
وفي التسعينيات شارك في العديد من المسلسلات الناجحة، ومنها "الخيوط الخفية"، و"المغنون"، و"الحصاد"، و"هجرة القلوب إلى القلوب"، و"أبو كامل" ، و"العروس"، و"السيرة العربية"، و"الدغري"، و"البديل"، و"طرائف أبي دلامة"، و"تلك الوردة".
قدم دكاك عدة شخصيات في سلسلة "مرايا" بداية من عام 1995 مع الفنان السوري ياسر العظمة، وحقق نجاحًا كبيرًا بفضل دوره في هذا المسلسل.
من الأعمال الفنية التي شارك فيها في التسعينيات أيضًا مسلسلات "خلف الجدران"، و"الخطوات الصعبة"، و"الحب والكراهية"، و"تل اللوز"، و"قانون الغاب"، و"المحكوم"، و"هوى بحري"، و"حمام القيشاني"، و"ياقوت"، و"مذكرات عائلة"، و"عودة غوار"، و"صرخة ليل طويل"، و"الطويبي"، و"الحنطة وبس"، و"إخوة التراب"، و"المجهول"، و"أزهار الشتاء".
آخر عمل فني شارك فيه دكاك كان دوره في الجزء الثاني من مسلسل "الدبور" والذي عرض بعد وفاته، إذ كان قد انتهى قبل وفاته من تصوير عدة مسلسلات ستعرض في رمضان 2011.
دوره في باب الحارة
في الألفينات شارك دكاك في مزيد من الأعمال الفنية حتى وفاته، ومن أشهر الأدوار التي قدمها والتي كانت سببًا في معرفته على مستوى الوطن العربي دور أبو بشير الفران في مسلسل باب الحارة بداية من عام 2006، وشارك في الأجزاء الخمسة للمسلسل بنفس الشخصية.
وقد كشف الفنان الراحل أن مهنة الفران لم تكن من المهن الغريبة عليه، إذ عمل فرانًا في طفولته في فرن يملكه أحد أقاربه، وقد صرح أن شخصية الفران جعلته يعيش حالة من التوحد مع شخصيته، إذ إن أهمية الشخصية لا تنبع من كونها فرانًا وإنما من خلال تأثره وتأثيره كعنصر فاعل في الأحداث.