-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللغة
-
الزوجة
-
السيرة الذاتية
يعد البحار والمستكشف الإنجليزي جيمس كوك من أشهر المستكشفين في أوروبا خلال عصر التوسع الاستعماري للمملكة البريطانية، وقد كان له الفضل في رسم الكثير من الخرائط لمنطقة المحيط الهادئ، فضلًا عن دوره الهام في استكشاف عدة جزر في المنطقة نفسها منها جزر هاواي، ورغم كل النجاحات والاستكشافات تلك كانت نهايته مأساوية، تعرف أكثر على حياته واستكشافاته ولماذا كانت نهايته مأساوية في هذا المقال.
من هو جيمس كوك؟
هو بحار ومستكشف ورسام خرائط وضابط بحري بريطاني يعد من أشهر المستكشفين والبحارين في بريطانيا ولد في 7 نوفمبر عام 1728 في قرية مارتون بدائرة يوركشاير الشمالية في مملكة بريطانيا العظمى.
عرف كوك باكتشافاته المذهلة في المحيط الهادئ، فضلًا عن مهارته في رسم الخرائط التفصيلية، وقد قام بعدة رحلات في المحيط الهادئ وكان سببًا في تحقيق أول اتصال أوروبي مسجل مع الساحل الشرقي لأستراليا وعدة جزر في المحيط الهادئ.
بدأ كوك حياته في البحرية التجارية البريطانية في سن المراهقة عام 1755 حيث انضم إلى البحرية الملكية في هذا العام وخدم في حرب السنوات السبع وخلال هذه الفترة رسم العديد من الخرائط وهذا ما دفع الجمعية الملكية للاهتمام بموهبته.
كان كوك جريئا للإبحار آلاف الأميال عبر مناطق مجهولة لم يسبق أن سافر فيها أوروبي من قبل، وخلال هذه الرحلات استكشف استكشافات مهمة ورسم خرائط للأراضي من نيوزيلندا إلى هاواي في المحيط الهادئ، كما سمّى المعالم التي مر عليها وأزهر مهارات في الملاحة البحرية مهارات في رسم الخرائط فضلًا عن الشجاعة والقدرة العسكرية لقيادة الرجال.
ترك كوك إرثا جغرافيا وعلميا عظيما أثر على العلماء من بعده حتى القرن العشرين وقد تم تكريمه بعدد من النصب التذكارية في مختلف أنحاء العالم، إلا أن إنجازاته لم تخلُ من الانتقادات خاصة أنه عرف بمواجهاته العنيفة مع السكان الأصليين للجزر التي اكتشفها، كما أنه هو من مهد للإمبريالية والاستعمار البريطاني.
نشأته وحياته المبكرة
ولد البحار جيمس كوك في قرية بسيطة اسمها مارتن في بريطانيا وقد نشأ في عائلة كبيرة مكونة من 8 أطفال. والده كان عامل مزرعة اسكتلندي انتقل إلى بريطانيا للعمل، وهناك التحق كوك بالمدرسة المحلية.
بعد 5 سنوات من الدراسة بدأ كوك العمل مع والده في المزرعة، ولكنه أظهر نبوغًا وذكاءً مكنه من أن يصبح مدير المزرعة في فترة قصيرة، حيث أظهر قدرات في الرياضيات وعلم الفلك ورسم الخرائط رغم أنه لم يتلقَ تعليمًا رسميًا في هذه العلوم.
ظهرت مواهب حب الاستكشاف والمغامرة لدى كوك منذ صغره، فقد كان محبًا لتسلق التلال القريبة والاستمتاع بالعزلة. في سن 16 عامًا انتقل كوك إلى قرية اسمها ستيثس وتدرب ليصبح صبيا في متجر للبقالة والخردوات وقد أصبح مغرمًا بالبحر خلال عمله في المتجر.
زوجة جيمس كوك
تزوج جيمس كوك من السيدة البريطانية إليزابيث باتس، وهي ابنة أحد معلميه وقد رزق منها ب6 طفال وهم جيمس وناثانيال وإليزابيث وجوزيف وجورج وهيو. توفيت ابنته جوزيف في إعصار في جزر الهند الغريبة، بينما توفي ابنه هيو بسبب الحمى القرمزية عندما كان طالبًا.
لم يرزق كوك بأحفاد أبدًا لأن كل أبنائه ماتوا قبل أن ينجبوا أطفالًا. توفيت زوجته عن عمر يناهز 93 عامًا، وبعد وفاتها تم تأسيس مؤسسة خيرية باسمها تم إنشاؤها بموجب وصيتها.
بداية قصته مع البحر
بدأ جيمس كوك قصته مع البحر حينما انتقل للعمل في قرية مجاورة لمسقط رأسه للعمل في متجر للخردوات، وكانت القرية قريبة من البحر. بعد عدة أشهر من العمل في المتجر اكتشف كوك أن هذه الوظيفة غير مناسبة بالنسبة له لاذا انتقل إلى مدينة ويتبي الساحلية.
تعرف كوك في هذه القرية على عدد من أصحاب السفن المحليين العاملين في تجارة الفحم وتم تعيينه متدرب في البحرية التجارية في عدد من السفن الصغيرة التي كانت تنقل الفحم على طول الساحل.
خلال مهنته تعلم كوك الجبر والهندسة وعلم المثلثات وعلم الفلك وكل هذه المهارات مكنته من قيادة سفينته الخاصة مستقبلًا.
تدرب كوك لمدة 3 سنوات في البحرية التجارية وبعدها قاد سفينته التجارية بنفسه عام 1752 في بحر البلطيق، وبعدها تطوع للخدمة البحرية الملكية خلال حرب السنوات السبع.
انضمامه إلى البحرية الملكية
انضم جيمس كوك إلى البحرية الملكية وعمل في عامه الأول كبحار، وقد تمت ترقيته سريعًا إلى رتبة ربان قارب بعدما شارك في الاستيلاء على سفينة حربية فرنسية. حصل كوك بعدها على إجازة لقيادة أسطول بحري.
خدم كوك بعدها بصفته ربان على السفن البحرية خلال حرب السنوات السبع وخلال خدمته في الحرب أظهر مواهب في المسح ورسم الخرائط، وقد كان له الفضل في رسم خرائط مدخل نهر سانت لورانس الذي مكن الجيش من إحراز تقدم في الحرب.
كان لكوك الفضل في رسم خرائط ساحل نيوفاونلاند المتعرج، كما مسح الامتداد الشمالي الغربي والساحل الجنوبي من شبه جزيرة بورين وكيب راي، كما أجرى ملاحظات فلكية في هذه المنطقة وتمكن من معرفة كسوف الشمس وانتهائه.
ظل كوك في منطقة نيوفاوندلاند في كندا لمدة 5 سنوات وقد تم استخدام خرائطه التي رسمها خلال هذه الفترة في القرن العشرين وأصبحت خرائطه مرجعًا للبحارة لمدة 200 عامًا.
رحلات جيمس كوك في المحيط الهادئ
قام جيمس كوك ب3 رحلات طويلة إلى المحيط الهادئ وكانت رحلته تحت رعاية مؤسسة رويال سوسايتي وهي عبارة عن بعثات علمية من أجل استكشاف المحيط الهادئ وبدأ أول رحلة له عا 1768 عامًا عن عمر 40 عامًا.
حصل كوك في رحلته الأولى على قارب كان يستعمل في نقل الفحم وأصبح اسم القارب "إنديفور" وحمل القارب علماء فلك ونبات وكانت مهمتهم الأولى مراقبة خسوف نادر نتج عن مرور كوكب الزهرة بين الأرض والشمس.
خلال رحلتهم استكشفوا الساحل الشرقي لأستراليا ولم يكن الأوروبيون قد سبق أن وصلوا إلى هذا المكان، وقد ادعى كوك أن هذا الساحل ملكًا لبريطانيا وأطلق عليه "نيو ساوث ويلز".
خلال رحلته الأولى كان عليه البحث عن قارة جنوبية اسمها "تيرا أوستراليس" التي أكد الفلاسفة على وجودها، وخلال القيام بذلك استكشف نيوزيلندا ورسم خريطتها وقد استغرقت هذه المحلة 6 أشهر.
قام كوك خلال هذه العملية بالمسح الأرضي ونجح في الإبحار في اتجاه الحاجز المرجاني العظيم ويعرف ب "كوينزلاند" وكانت رحلة خطيرة حيث مر بمضيق توريس وببحر المرجان، وقد اصطدمت سفينته بصخر مرجاني ولكن تمكنت سفينته من النجاة.
خلال رحلته الأولى في المحيط الهادئ توفي 30 شخصًا من طاقمه بسبب الحمى وأمراض معدي، رغم حرص كوك على النظافة والنظام الغذائي والتهوية لطاقم الرحلة.
عاد كوك إلى إنجلترا بعد إنهاء رحلته الأولى وتم ترقيته إلى رتبة قائد، وبعدها طمح إلى تنظيم رحلة أكثر خطورة وطموحا، وبسبب اسكتشافاته المهمة تم تزويده بسفينتين أخريين للقيام بأول رحلة حول القطب الجنوبي.
رحلة جيمس كوك للقطب الجنوبي
في عام 1772 بدأ جيمس كوك رحلته الاستكشافية الثانية وكانت رحلته واحدة من أعظم رحلات السفن الشراعية، حيث كانت مهمته البحث عن القارة الافتراضية "لتيرا أوستراليس، وقد أبحر إلى ما بعد خط العرض 70 جنوبا في القطب الجنوبي.
خلال رحلته رسم كوك خريطة تونغا وجزيرة إيستر خلال الشتاء، كما استكشف جزيرة كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ، وجزر ساندويتش الجنوبية، وجزيرة جورجيا الجنوبية في المحيط الأطلسي.
اكتشف كوك بعدها أن قارة تيرا أوستراليس الحقيقية موجودة في أراضي أستراليا ونيوزيلندا، وخلال رحلته الثانية تمكن من الحفاظ على صحة طاقمه وعاد إلى إنجلترا ليتم ترقيته للمرة الثانية إلى رتبة نقيب.
رحلة جيمس كوك الأخيرة
لم يكتفِ جيمس كوك من رحلاته في المحيط الهادئ، بل كان يريد التأكد مما إذا كان هناك ممر شمالي غربي حول كندا وألسكا أو ممر شمالي شرقي حول سيبيريا بين المحيط الأطلسي والهادئ لذا قرر أن يقوم برحلته الثالثة والتي أصبحت الأخيرة.
في عام 1778 أصبح كوك أول أوروبي يبدأ اتصالًا رسميًا مع جزر هاواي وقد أطلق على الأرخبيل اسم جزر ساندويتش نسبة إلى القائم بأعمال اللورد الأول للأميرالية إيرل ساندويتش الرابع.
اكتشف كوك في رحلته الساحل ورسم خريطة له على طول الطريق إلى مضيق بيرينغ، كما حدد مدى ألاسكا. خلال هذه الرحلة لم يتمكن كوك من تحقيق اكتشافاه كثيرة وأصبح محبطًا وعانى من مشكلات صحية.
أبحر كوك مرة أخرى حول أرخبيل هاواي لمدة 8 أسابيع وقد وصل إلى أكبر خليج في الأرخبيل وهو خليج كيلاكيكوا، وقد مكث في الجزيرة لمدة شهر تقريبا.
ماذا أطلق البحار البريطاني جيمس كوك على جزر هاواي عندما اكتشفها عام 1778؟
لم يكن جيمس كوك هو من استكشف جزيرة هاواي، ولكنه كان أول أوروبي يتواصل مع سكان الجزيرة، وقد سمى بعض جزر هاواوي بأسماء ملوك بريطانيين أو أسماء الأعضاء في طاقة، وتم الإشارة إلى جزيرة هاواي باسم "جزر ساندويتش" نسبة إلى إيرل ساندويتش الأول رئيس الأميرالية البريطانية.
لم يستخدم هذا الاسم على نطاق واسع ولم يتم اعتماده رسميا من قبل السكان المحليين أو السلطات الأوروبية وتم الاستقرار على اسم هاواي على الجزر في النهاية.
واسم هاواي يعتقد أنه مشتق من كلمة "هاوايكي" وهي كلمة بولينيزية تشير إلى موطن أسلاف شعب هاواي الأصلي.
ماذا اكتشف جيمس كوك؟
خلال رحلاته الثلاث إلى المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الجنوبي ساهم جيمس كوك في توسيع المعرفة الأوروبية بالعالم، وتضمن أهم اكتشافات جيمس كوك التالي:
اكتشاف سواحل أستراليا ونيوزيلندا: كان كوك أول أوروبي يبحر على طول الساحل الشرقي لأستراليا، ووثّق وجود قارة جديدة. كما اكتشف نيوزيلندا وأطلق عليها اسم "أوتيروا".
- رسم خرائط المحيط الهادي: قام كوك برسم خرائط شاملة للعديد من أجزاء المحيط الهادي، مما ساعد على تحسين الملاحة البحرية وتحديد مواقع الجزر والممرات المائية.
- اكتشاف جزر جديدة: اكتشف كوك العديد من الجزر الجديدة في المحيط الهادي، مثل جزر هاواي وجزر تاهيتي وجزر كوك.
- التواصل مع الشعوب الأصلية: تواصل كوك مع العديد من الشعوب الأصلية في المحيط الهادي، وتعلّم عن ثقافاتهم ولغاتهم.
- دراسة الظواهر الطبيعية: قام كوك بدراسة الظواهر الطبيعية، مثل التيارات البحرية والطقس والحياة البرية.
كيف مات المستكشف البريطاني جيمس كوك؟
أقام جيمس كوك لمدة شهر في خليج كيلاكيكوا ثم استأنف رحلته حول شمال المحيط الهادئ لمزيد من الاستكشافات، ولكن خلال الرحلة انكسر الصاري الأمامي للسفن فاضطر للعود للخليج مرة أخرى للإصلاحات.
ولكن لدى عودته تصاعدت التوترات بين طاقمه وبين سكان الخليج، وذلك بعدما أمر كوك سرقة الأخشاب من مقبرة في هاواوي من أجل الإصلاحات، وهو ما أدى إلى غضب سكان الجزيرة وتم التخطيط للتخلص منهم.
في 13 فبراير عام 1779 قامت مجموعة مجهولة من سكان هاواي بسرقة أحد قوارب كوك الطويلة، وقد رد كوك على هذه السرقة بمحاولة اختطاف ملك هاواي كالانيبوبوو وطلب الفدية إلا أن هذه الفعلة كانت سببا في ازدياد غضب السكان عليه.
في اليوم التالي بدأ محاولات السكان إنقاذ الملك وقتل كوك، وبالفعل نجحوا في ضرب كوك على رأسه ثم طعنه حتى الموت، كام قتل 4 من مشاة البحرية في فرقته.
بعد وفاته أقام له سكان الجزيرة طقوس جنائزية كبيرة، حيث تم نزع أحشاء جثته وتم تنظيف عظامه وحفظها كأيقونات دينية، ثم تم إعادة بعض من بقايا جسده إلى طاقمه لدفنها في البحر.
بعد وفاة كوك تولى كليرك قيادة الحملة ولكنه توفي بسبب مرض السل، ليتولى جون جور قيادة الرحلة وعادت البعثة إلى إنجلترا عام 1780.
العثور على حطام سفينته
في عام 2022، اكتشف فريق من الباحثين الأستراليين حطام سفينة تعود إلى سفينة "إنديفور" في ميناء "نيوبورت هاربور" بجزيرة رود آيلاند. تم العثور على هذا الحطام في المياه الأمريكية ويعتقد أنه كان هناك لما يقارب 250 عامًا.
تمت دراسة عدة حطام سفن تعود للقرن الثامن عشر في منطقة تبلغ مساحتها ميلين مربعين قبالة الساحل الأمريكي منذ عام 1999 من قبل علماء الآثار البحرية. ومع ذلك، أثار الاكتشاف الأسترالي انتقادات من بعض الخبراء الأمريكيين الذين اعتبروا أن التأكيد الفوري على هوية السفينة كان مبالغًا فيه.
من خلال دراسة المعلومات الأرشيفية والدلائل الأثرية، تبين أن الحطام يعود بالفعل لسفينة "إنديفور" التي غرقت في عام 1788. تمت غرق "إنديفور" مع أربع سفن أخرى من قبل القوات البريطانية خلال حرب الاستقلال الأمريكية.
كان الهدف من غرق السفن منع أسطول فرنسي من دخول ميناء "نيوبورت هاربور" لتقديم الدعم للثوار الأمريكيين. وظلت السفينة مفقودة ومنسية هناك لأكثر من قرنين من الزمان.